تفسير (الاية الأولى) من سورة الفاتحة للشيخ الشعراوي رحمه الله
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
باسم الله الرحمن الرحيم فرحمة الله تسع كل ذنوب خلقه وهو سبحانه وتعالى الذي يغفر الذنوب جميعا
والرحمة والرحمن والرحيم مشتق منها الرحم الذي هو مكان الجنين في بطن أمه هذا المكان الذي يأتيه فيه الرزق بلا حول ولا قوة ويجد فيه كل ما يحتاجه إليه نموه ميسرا رزقا من الله سبحانه وتعالى بلا تعب ولا مقابل انظر إلى حنو الأم على ابنها وحنانها عليه وتجاوزها عن سيئاته وفرحته بعودته اليها ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى في حديث قدسي أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته
صفات الله سبحانه وتعالى لا تتأرجح بين القوة والضعف
وإياكم أن تفهموا أن الله تأتيه الصفات مرة قليلة ومرة كثيرة بل هي صفات الكمال المطلق ولكن الذي يتغير هو متعلقات هذه الصفات اقرأ قول الحق سبحانه وتعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة النساء 40 هذه الآية الكريمة نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى ثم تأتي الآية الكريمة بقول الله جل جلاله وما ربك بظلام للعبيد فصلت 46 نلاحظ هنا استخدام صيغة المبالغة ظلام أي شديد الظلم وقول الحق سبحانه وتعالى ليس بظلام لا تنفي الظلم ولكنها تنفي المبالغة في الظلم تنفي أن يظلم ولو مثقال ذرة نقول انك لم تفهم المعنى ان الله لا يظلم أحدا الآية الأولى نفت الظلم عن الحق تبارك وتعالى ولو مثقال ذرة بالنسبة للعبد والآية الثانية لم تقل للعبد ولكنها قالت للعبيد والعبيد هم كل خلق الله فلو اصاب كل واحد منهم أقل من ذرة من الظلم مع هذه الاعداد الهائلة فإن الظلم يكون كثيرا جدا ولو أنه قليل في كمېته لأن عدد من سيصاب به هائل ولذلك فإن الآية الاولى نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى والآية الثانية نفت الظلم أيضا عن الله تبارك وتعالى ولكن صيغة المبالغة استخدمت لكثرة عدد الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة
أين تأتي المبالغة تأتي المبالغة في العطاء وفي الخلود في العطاء فنعم الله في الآخرة اكبر كثيرا منها في الدنيا المبالغة هنا بكثرة النعم وخلودها فكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء للمؤمن وكثرة النعم والخلود فيها
وقال العلماء أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من آيات القرآن الكريم ولكنها ليست آية من كل سورة ما عدا فاتحة الكتاب فهي آية من الفاتحة وهناك سورة واحدة في القرآن الكريم لا تبدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم وهي سورة التوبة وتكررت بسم الله الرحمن الرحيم في الآية 30 من سورة النمل في قوله تعالى إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم النمل 30
من مكتبة تفسير القرآن للشيخ الشعراوي رحمه الله
نقلتها لكم
نقلتها لكم الكاتبة نرمين همام