الأربعاء 04 ديسمبر 2024

تفسير (الاية الأولى) من سورة الفاتحة للشيخ الشعراوي رحمه الله

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

باسم الله الرحمن الرحيم فرحمة الله تسع كل ذنوب خلقه وهو سبحانه وتعالى الذي يغفر الذنوب جميعا 
والرحمة والرحمن والرحيم مشتق منها الرحم الذي هو مكان الجنين في بطن أمه هذا المكان الذي يأتيه فيه الرزق بلا حول ولا قوة ويجد فيه كل ما يحتاجه إليه نموه ميسرا رزقا من الله سبحانه وتعالى بلا تعب ولا مقابل انظر إلى حنو الأم على ابنها وحنانها عليه وتجاوزها عن سيئاته وفرحته بعودته اليها ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى في حديث قدسي أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته 
الله سبحانه وتعالى يريد أن نتذكر دائما أنه يحنو علينا ويرزقنا ويفتح لنا أبواب التوبة بابا بعد آخر ونعصي فلا يأخذنا بذنوبنا ولا يحرمنا من نعمه ولا يهلكنا بما فعلنا ولذلك فنحن نبدأ تلاوة القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم لنتذكر دائما أبواب الرحمة المفتوحة لنا نرفع أيدينا إلى السماء ونقول يا رب رحمتك تجاوز عن ذنوبنا وسيئاتنا وبذلك يظل قارئ القرآن متصلا بأبواب رحمة الله كلما ابتعد عن المنهج أسرع ليعود اليه فمادام الله رحمانا ورحيما لا تغلق أبواب الرحمة أبدا 
على أننا نلاحظ أن الرحمن الرحيم من صيغ المبالغة يقال راحم ورحمن ورحيم اذا قيل راحم فيه صفة الرحمة وإذا قيل رحمن تكون مبالغة في الصفة وإذا قيل رحيم تكون مبالغة في الصفة والله سبحانه وتعالى رحمن الدنيا ورحيم الآخرة 
صفات الله سبحانه وتعالى لا تتأرجح بين القوة والضعف 
وإياكم أن تفهموا أن الله تأتيه الصفات مرة قليلة ومرة كثيرة بل هي صفات الكمال المطلق ولكن الذي يتغير هو متعلقات هذه الصفات اقرأ قول الحق سبحانه وتعالى إن الله لا يظلم مثقال ذرة النساء 40 هذه الآية الكريمة نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى ثم تأتي الآية الكريمة بقول الله جل جلاله وما ربك بظلام للعبيد فصلت 46 نلاحظ هنا استخدام صيغة المبالغة ظلام أي شديد الظلم وقول الحق سبحانه وتعالى ليس بظلام لا تنفي الظلم ولكنها تنفي المبالغة في الظلم تنفي أن يظلم ولو مثقال ذرة نقول انك لم تفهم المعنى ان الله لا يظلم أحدا الآية الأولى نفت الظلم عن الحق تبارك وتعالى ولو مثقال ذرة بالنسبة للعبد والآية الثانية لم تقل للعبد ولكنها قالت للعبيد والعبيد هم كل خلق الله فلو اصاب كل واحد منهم أقل من ذرة من الظلم مع هذه الاعداد الهائلة فإن الظلم يكون كثيرا جدا ولو أنه قليل في كمېته لأن عدد من سيصاب به هائل ولذلك فإن الآية الاولى نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى والآية الثانية نفت الظلم أيضا عن الله تبارك وتعالى ولكن صيغة المبالغة استخدمت لكثرة عدد الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة 
نأتي بعد ذلك إلى رحمن ورحيم رحمن في الدنيا لكثرة عدد الذين يشملهم الله سبحانه وتعالى برحمته فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به ويعفو عن كثير اذن عدد الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا هم كل خلقه بصرف النظر عن ايمانهم أو عدم ايمانهم 
ولكن في الآخرة الله رحيم بالمؤمنين فقط فالكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله اذن الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة أقل عددا من الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا فمن
أين تأتي المبالغة تأتي المبالغة في العطاء وفي الخلود في العطاء فنعم الله في الآخرة اكبر كثيرا منها في الدنيا المبالغة هنا بكثرة النعم وخلودها فكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء للمؤمن وكثرة النعم والخلود فيها 
لقد اختلف عدد العلماء حول بسم الله الرحمن الرحيم وهي موجودة في 113 سورة من القرآن الكريم هل هي من آيات السور نفسها بمعنى أن كل سورة تبدأ بسم الله الرحمن الرحيم تحسب البداية على أنها الآية الأولى من السورة أم أنها حسبت فقط في فاتحة الكتاب ثم بعد ذلك تعتبر فواصل بين السور 
وقال العلماء أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من آيات القرآن الكريم ولكنها ليست آية من كل سورة ما عدا فاتحة الكتاب فهي آية من الفاتحة وهناك سورة واحدة في القرآن الكريم لا تبدأ ب بسم الله الرحمن الرحيم وهي سورة التوبة وتكررت بسم الله الرحمن الرحيم في الآية 30 من سورة النمل في قوله تعالى إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم النمل 30 
من مكتبة تفسير القرآن للشيخ الشعراوي رحمه الله 
نقلتها لكم 
نقلتها لكم الكاتبة نرمين همام

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات