الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

تفسير (الاية الأولى) من سورة الفاتحة للشيخ الشعراوي رحمه الله

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

للإنسان 
بل الحياة الحقيقية هي الآخرة الذي في باله الدنيا وحدها يأخذ بقدر عطاء الربوبية بقدر عطاء الله في الدنيا والذي في باله الله يأخذ بقدر عطاء الله في الدنيا والآخرة ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير سبأ 1 لأن المؤمن يحمد الله على نعمه في الدنيا ثم يحمده عندما ينجيه من الڼار والعڈاب ويدخله الجنة في الآخرة فلله الحمد في الدنيا والآخرة 
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بباسم الله الرحمن الرحيم أقطع 
ومعنى أقطع أي مقطوع الذنب أو الذيل أي عمل ناقص فيه شيء ضائع لانك حين لا تبدأ العمل باسم الله قد يصادفك الغرور والطغيان بأنك أنت الذي سخرت ما في الكون ليخدمك وينفعل لك وحين لا تبدأ العمل باسم الله فليس لك عليه جزاء في الآخرة فتكون قد أخذت عطاءه في الدنيا وبترت أو قطعت عطاءه في الآخرة فإذا كنت تريد عطاء الدنيا والآخرة فأقبل على كل عمل باسم الله قبل أن تأكل قل باسم الله لأنه هو الذي خلق لك هذا الطعام ورزقك به عندما تدخل الامتحان قل بسم الله فيعينك على النجاح عندما تدخل إلى بيتك قل باسم الله لأنه هو الذي يسر لك هذا البيت عندما تتزوج قل باسم الله لانه هو الذي خلق هذه الزوجة وأباحها لك في كل عمل تفعله ابدأه باسم الله لأنها تمنعك من أي عمل يغضب الله سبحانه وتعالى فأنت لا تستطيع أن تبدأ عملا يغضب الله باسم الله اذا أردت أن تسرق أو أن تشرب الخمر أو أن تفعل عملا يغضب الله وتذكرت بسم الله فإنك ستمتنع عنه ستستحي أن تبدأ عملا باسم الله يغضب الله وهكذا ستكون أعمالك كلها فيما أباحه الله 
الله تبارك وتعالى حين نبدأ قراءة كلامه باسم الله فنحن نقرأ هذا الكلام لأنه من الله والله هو الاله المعبود في كونه ومعنى معبود أنه يطاع فيما يأمر به ولا نقدم على ما نهى عنه فكأنك تستقبل القرآن الكريم بعطاء الله في العبادة وبطاعته في افعل ولا تفعل وهذا هو المقصود أن تبدأ قراءة القرآن بسم الله الذي آمنت به ربا وإلها والذي عاهدته على أن تطيعه فيما أمر وفيما نهى والذي بموجب عبادتك لله سبحانه وتعالى تقرأ كتابه لتعمل بما فيه والذي خلق وأوجد ويحيي ويميت وله الأمر في الدنيا والآخرة 
والذي ستقف أمامه يوم القيامة ليحاسبك أحسنت أم أسأت فالبداية من الله والنهاية إلى الله سبحانه وتعالى 
بعض الناس يتساءل كيف أبدأ بسم الله وقد عصيت وقد خالفت نقول اياك أن تستحي أن تقرأ القرآن وأن تبدأ بسم الله إذا كنت قد عصيت ولذلك أعطانا الله سبحانه وتعالى الحيثية التي نبدأ بها قراءة القرآن فجعلنا نبدؤه باسم الله الرحمن الرحيم فالله سبحانه وتعالى لا يتخلى عن العاصي بل يفتح له باب التوبة ويحثه عليها ويطلب منه أن يتوب وأن يعود الي الله فيغفر له ذنبه لأن الله رحمن رحيم فلا تقل أنني أستحي أن أبدأ باسم الله لأنني عصيته فالله سبحانه وتعالى يطلب من كل عاص أن يعود الي حظيرة الايمان وهو رحمن رحيم فاذا قلت كيف أقول باسم الله وقد وقعت في معصية أمس نقول لك قل

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات