الأربعاء 04 ديسمبر 2024

تفسير (الاية الأولى) من سورة الفاتحة للشيخ الشعراوي رحمه الله

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

تفسير الاية الأولى من سورة الفاتحة للشيخ الشعراوي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم 1
القرآن الكريم منذ اللحظة التي نزل فيها نزل مقرونا بسم الله سبحانه وتعالى ولذلك حينما نتلوه فإننا نبدأ نفس البداية التي أرادها الله تبارك وتعالى وهي أن تكون البداية بسم الله وأول الكلمات التي نطق بها الوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم كانت اقرأ باسم ربك الذي خلق وهكذا كانت بداية نزول القرآن الكريم ليمارس مهمته في الكون هي بسم الله ونحن الآن حينما نقرأ القرآن نبدأ نفس البداية 

ولقد كان محمد عليه الصلاة والسلام في غار حراء حينما جاءه جبريل وكان أول لقاء بين الملك الذي يحمل الوحي بالقرآن وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الحق تبارك وتعالى اقرأ 
واقرأ تتطلب أن يكون الإنسان إما حافظا لشيء يحفظه أو أمامه شيء مكتوب ليقرأه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان حافظا لشيء يقرؤه وما كان أمامه كتاب ليقرأ منه وحتى لو كان أمامه كتاب فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب 
وعندما قال جبريل اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ وكان الرسول عليه الصلاة والسلام منطقيا مع قدراته وتردد القول ثلاث مرات جبريل عليه السلام بوحي من الله سبحانه وتعالى يقول للرسول اقرأ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أنا بقارئ ولقد أخذ خصوم الإسلام هذه النقطة وقالوا كيف يقول الله لرسوله اقرأ ويرد الرسول ما أنا بقارئ 
نقول إن الله تبارك وتعالى كان يتحدث بقدراته التي تقول للشيء كن فيكون بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحدث ببشريته التي تقول إنه لا يستطيع أن يقرأ كلمة واحدة ولكن قدرة الله هي التي ستأخذ هذا النبي الذي لا يقرأ ولا يكتب لتجعله معلما للبشرية كلها إلى يوم القيامة لأن كل البشر يعلمهم بشړ ولكن محمد صلى الله عليه وسلم سيعلمه الله سبحانه وتعالى ليكون معلما لأكبر علماء البشر يأخذون عنه العلم والمعرفة لذلك جاء الجواب من الله سبحانه وتعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق العلق 12 أي أن الله سبحانه وتعالى الذي خلق من عدم سيجعلك تقرأ على الناس ما يعجز علماء الدنيا وحضارات الدنيا على أن يأتوا بمثله وسيكون ما تقرؤه وأنت النبي الأمي إعجازا ليس لهؤلاء الذين سيسمعونه منك فقط لحظة نزوله ولكن للدنيا كلها وليس في الوقت الذي ينزل فيه فقط ولكن حتى قيام الساعة ولذلك قال جل جلاله اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم العلق 34 أي أن الذي ستقرؤه يا محمد سيظل معلما للإنسانية كلها إلى نهاية الدنيا على الأرض ولأن المعلم هو الله سبحانه وتعالى قال اقرأ وربك الأكرم مستخدما صيغة المبالغة فهناك كريم وأكرم فأنت حين تتعلم من بشړ فهذا دليل على كرم الله جل جلاله لأنه يسر لك العلم على يد بشړ مثلك أما إذا كان الله هو الذي سيعلمك يكون أكرم لأن ربك قد رفعك درجة عالية ليعلمك هو سبحانه وتعالى 
والحق يريد أن يلفتنا إلى أن محمدا عليه الصلاة والسلام لا يقرأ القرآن لأنه تعلم القراءة ولكنه يقرؤه باسم الله ومادام بسم الله فلا يهم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم من بشړ أو لم يتعلم لأن الذي علمه هو الله وعلمه فوق مستوى البشرية كلها 
على

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات