رواية غفران بقلم الكاتبة نرمين همام (حصري لموقع ايام)
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
رواية غفران بقلم الكاتبة نرمين همام حصري لموقع ايام
بقلمي نرمين همام
محظوظ اللي يقابل نقطة التحول في حياته وهو لسه في مقتبل الحياة أل لما بتيجي بتعلم فينا وفي قلوبنا و عمرنا ما ننساها.
على فكرة الحكاية مش حكايتي يمكن بحكيها لنفسي في أوقات كتير عشان تفكرني باللي حصل في الفترة الصغيرة دي وغيرتني. هي حكاية راجل نقدر نقول عليه غلبان مع إن اللي عمله شيء صعب على النفس البشرية.. أنا هتكلم كتير ليه تعالوا هحكيلكم.
ابعد عن الراجل ألي حتشوفه قاعد على السلم .
كنا داخلين السيبر هو سيبر غريب كده في أول دور في عمارة.
ولما طلعنا السلالم لقيت راجل هدومه مبهدلة وفي نفس الوقت نظيفة.
استغربت ولما قربت علشان أدخل الشقة اللي فيها السيبر كان مبتسم لي واستغربت من وجوده هناك.
مش قلتلك أبعد وخليه في حاله. بصيت لأحمد وأنا مستغرب أنا بصيت له بس ما أتكلمتش معاه ..
و بعدين يعني إيه حكايته حكايه وهو ده شحات ولو شحات في شحات يقعد هنا
أحمد قالي
_يا عم ادخل. لما نقعد جوه هقولك كل حاجة بس ما تترعبش.
وفعلا دخلنا والراجل بيبص لي وهو مبتسم.
كان جنب منه على أول سلمة طبق ألومنيوم قديم قوي لكنه نظيف وكوباية ألومنيوم كبيرة من اللي بنشوفهم محطوطين في سبيل الميةو كمان استغربت هو إزاي الناس سايباه قاعد بالطريقة دي.
كنت سرحان أحمد زقني في إيدي وقالي
إيه يا عم مصطفى فوق شوية. هو الراجل ده أكل عقلك ولا إيه انت لو عرفت حكايته يمكن تخاف منه.
اتلفت كده باستغراب وقلتله
مش فاهم يا أحمد يعني إيه
أحمد قرب عليا وانا استغربت عاوز يوشوشني وفعلا وطى صوته وقال
رجعت براسي لورا وبصيت قوي لأحمد وانا متعجب وقلتله
_إيه الكلام اللي بتقوله ده يا أحمد استحالة يا عم كان البوليس قبض عليه! أو يمكن مش هو والبوليس أفرج عنه بعديها إنت بتتكلم إزاي
ما ردش عليا بص لي وهز راسه ولقيته بينادي على ابن خالته صاحب السيبر
ما كنتش شفت إبراهيم وأنا داخل. نسيت أقولكم وأنا داخل من باب الشقة اللي كان مفتوح لقيت صالة وعلى إيدي الشمال أوضتين وفي أوضة في الوش دي اللي احنا قعدنا فيها. فيها أربع أجهزة كمبيوتر على أربع ترابيزات صغيرين وأربع كراسي وما كانش في غيرنا.
فوقت على صوت إبراهيم وهو بيقول
هو انت كل ما تيجي تفكرني منك لله يا شيخ! أيوه يا عم وصاحب البيت ضحك عليا . وأنا من خيبتي فرحت بيها وبالثمن. ومضيت عقد بسنتين.. شفت الخيبة اللي أنا فيها
أحمد بيضحك وفرد إيديه واتمطع وشاور عليا وقاله
مصطفى صاحبي اللي قلتلك هيجي يذاكر معايا هنا شاف اسمه إيه ده اللي قاعد بره ومش مصدق إنه قاټل وإنه عمل چريمة اتكتب عنها في الجرايد إنها چريمة بشعة.
لقيت إبراهيم جر كرسي وقعد جنبي وقال
حتكلم بصوت واطي شوية علشان اللي بره ما يسمعش.
شوف يا مصطفى الحكاية وما فيها إن اللي بره ده جيت لقيته قاعد زي ما هو. بدأت أعطف عليه بس في حاجة غريبة ما بيدخلش الشقة. ولما أقول له ادخل الحمام لو عايز أو تعالى خد افطر معايا بيعيط
وبعدين كانت المصېبة لما نمت هنا يوم. أنا ما حسيتش بنفسي إلا والنوم كبس عليا.
قلت إيه المشكلة في كنبة جلد محطوطة في الصالة حنام عليها وكانت ليلة ما يعلم بيها إلا الله.
وبص لي وسكت فقلتله
_مش فاهم اوعى تقول لي في عفاريت! .. أصل الشقة حلوة ما فيهاش حاجة بالعكس دي هادية جدا .. بس تحس إن الهوا فيها تقيل يمكن أنتم مش بتفتحوا تهووها.
لقيت أحمد ضحك وقال
_شفت يا إبراهيم! مش أنا بس اللي حاسس بكده وصاحبي كمان حتى وإحنا في رمضان حاسين إن الشقة ريحها تقيل.
حسيت إن الكلام بيتوه مني فبصيت لإبراهيم وقلتله
لا أنا عايز أفهم وابتدي معايا واحدة واحدة. أنا الفضول أخذني قوي احكي لي اللي حصل معاك يا إبراهيم.
إبراهيم ابتسم وقالي
أمي بترقيني كل يوم وأنا جاي هنا بعد ما عرفت اللي فيها. لما نمت في اليوم ده سمعت عياط وصاحب الشقة الله يسامحه عاملها سيراميك والحيطان متبيضة وكمان عامل الحيطة دي رخام الحيطة اللي ورا الأوضة اللي الكنبة مسنودة عليها.
قام أحمد وكأنه مرشد سياحي وأخذني من إيدي شدني شد فقمت معاه وخرجنا برا الأوضة للصالة وراح قايل لي
أهي الحيطة دي.
ما عرفتش أرد أقول إيه فقلتله
وإيه أهمية إن الحيطة حاطين عليها رخام! يمكن علشان اللي يدخل من باب الشقة يشوفها جميلة كده وبيضة.
دخلت قعدت مكاني لقيتهم بيضحكوا فقلت
بقولكم إيه أنا دماغي مصدعة اعمل لنا كوبايتين شاي وسيبنا نذاكر. يا تكمل ولاحظ إن إحنا لسه راجعين من صلاة التراويح وما شربتش شاي بعد الفطار بدل ما أنام لكم هنا.
إبراهيم ضحك وقالي
في اليوم ده سمعت خبط في الأوضة. أنا قلت حد فتح الشباك ونط لكن هيتشعلق على إيه! دخلت ما لقيتش حاجة بس الصوت كان جامد وكان في سماعات محطوطة عمالة تدق.
بوم
بوم
بوم.
ما عرفتش وقتها أعمل حاجة غير إني قريت قرآن بس ساعتها كان جسمي كله مقشعر وشعري كله واقف وكان زي كهرباء ماسكة في. واقسم بالله كان فيه زي ما يكون حد بيتنفس ورايا ومقرب مني قوي. حسيت وقتها إن رجلي بتترعش فقلت بصوت عالي بړعب
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بكلمات الله التامات من شړ ما خلق أعوذ بكلمات الله.
وقتها حسيت كأن حد بيضربني بمطرقة جامدة على ظهري بس ما كانتش بتوجع كانت بتكهرب. وقتها سمعت طاهر وهو قاعد بره الشقة مع إن الباب مقفول لكن صوته كان بيرن.
سمعت وقتها طاهر قال
سيبه عاوز منه إيه ما تقربلوش! أمشيك إزاي رشيت عدس ودقيت مسامير في أركان الحيطان أعمل إيه تاني عشان تمشي مع إني عارف إنك مش هتمشي.
عارف أيوه عارف ما هم بيقولوا اللي بيحضر العفريت لازم يصرفه.
وأنت يا اللي اسمك إبراهيم جمد قلبك كده واقرا قرآن ولو اللي معاك في الشقة اتنطط مش هيعرف يوصل لك.
إبراهيم سكت لحظة وقال
_ما حسيتش بنفسي غير ثاني يوم الصبح لقيت نفسي مرمي جنب الكنبة زي ما يكون أغمى علي. أنا مش فاكر ايه ال حصل بعد مكدا لكن رجلي كانت سايبة فقمت واتسندت.
وفتحت الباب
لقيت طاهر قاعد وراح قايل لي
ما تخافش يا إبراهيم أنا