الإثنين 06 يناير 2025

رواية غفران بقلم الكاتبة نرمين همام (حصري لموقع ايام)

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

عليك من وراك...
انت بقى تعمل إيه هتقاطع الشخص التاني لا طبعا هتتكلم معاه بما يرضي الله... ساعتها يا ابني ربنا هو اللي هينصفك من غير ما تعمل حاجة... لما تخلي ربنا هو وكيلك وتاخد بالأسباب.
كلامه دخل دماغي قوي لأنه صح فقلتله
صح عندك حق... لكن في حاجة كلهم بيقولوا لك يا شيخ طاهر ليه مع إنك مش كبير أوي في السن
رد عليا وقال
وهو بالسن يا ابني... الكلام هيطول وانت جاي عشان حاجة معينة وفي حاجة عايز أطلبها منك في الآخر.
رديت بسرعة وبدون تفكير
أيوة طبعا.
كمل كلامه وهو بيقول
الموضوع بسيط قوي زي ما قلت لك... خالي كان بيسكن في الشقة دي وكان حنية الدنيا فيه... مرة واحدة اتلم على شلة دخلوا في دماغه إنه ممكن يشوف الطالع ويضرب الرمل... حاجات كده وبدأ ينزل يدور على الكتب القديمة بتاعة السحر... وأنا يتيم وهو اللي كان بيربيني وكان طيب معايا طول حياته...
وهنا تيجي حسن الخاتمة طول حياته طيب وبيراعيني ومرة واحدة لما اتلم على الشلة دي... اتغير بعد ما حط في دماغه قراءة كتب السحر اللي طبعا معروف إن بيبقى معاها خدام وحتى الطلاسم اللي بتبقى موجودة بيبقى معاها خدام.
وقتها بلعت ريقي بالعافية لكنه كمل كلامه
بدأ ما يصليش وما يهتمش بنظافته الشخصية شعره يبقى منكوش حتى ضوافره طبعا... أنا كان ليا أوضة لوحدي الأوضة اللي أول ما تدخل على إيدك الشمال... ما كانش بيأذيني في الأول... لكن بعد كده لقيت ناس بتجيله... اللي يقول له شوفلي الطالع واللي يقوله فكلي العمل أو اعمل عمل.
وطبعا هيلاقي من غيري يساعده... مبقتش عارف هو بيعمل إيه...
ووقتها جات تساؤلات كتير في دماغي لكن سكت برضه قلت أسيبه براحته.
كمل كلامه وهو بيقول
تخيل لما يبقى عيل صغير عنده 10 ولا 11 سنة يتجاب علشان يخلوا الجني يرد على لسانه... كنت بقعد بالأيام غايب عن الوعي... ما كنتش بحس بحاجة غير لما بفوق بعدها... أوقات ألاقي الناس بصالي باستغراب وهما مبرقين... وأوقات تانية أصحى ألاقي نفسي على سريري وما أعرفش في إيه... وقتها الشقة بقت ريحتها وحشة... ما عرفتش أكلم مين وعلى فكرة هو خرجني من المدرسة.
كل كلامه وحكاويه عن خاله أنا بسمعها وأنا ساكت وفي نفس الوقت صعبان عليا.
كمل وقال
كنت بغيب بالأيام ما أعرفش أنا بروح فين ولا بعمل إيه وعدت كذا سنة على كده. بعد كده قابلت شيخ الجامع مش الشيخ اللي موجود دلوقتي لا الشيخ اللي كان موجود زمان... اسمه الشيخ حسن. كان بيجي أوقات المدرسة يحفظنا قرآن. على فكرة أنا كنت في مدرسة خاصة.
الشيخ حسن شافني وسلم عليا وشاف شكلي وشعري المنكوش وضوافري الطويلة السوداء...
حكيت له كل حاجة أخدني بيته وقرا عليا قرآن...
وهنا ابتدت الحړب أيوه يا ابني ابتدت الحړب. وخالي طبعا يعرف الشيخ حسن... الشيخ خلاني أقص شعري وأقلم ضوافري واستحميت ونضفت... وقالي تعال في أي وقت بيتي مفتوح لك والجامع ده بيت ربنا مفتوح لكل الناس.
روحت البيت لخالي... ومن اليوم ده بدأ العڈاب اللي اتعودت عليه سنين...
افتكر كان خالي بيقول بصوت وحش أوي
_هفضل معلقك ومش هبطل ضړب فيك طالما بتقرا اللي انت بتقراه ده.
كنت بقول له
_أنا بقرأ قرآن علشان ربنا يحفظني.
يرد عليا بصوت وحش بشع
براحتك يا طاهر كل ما هتقرا اللي بتقراه هفضل أضربك وهتفضل متعلق زي ما أنت متعلق كده من إيديك في السقف والمرة الجاية هشيل لك ضوافر إيديك. .لازم تعرف إن انت بقيت ملكي خلاص ومش هتخرج من الشقة دي أبدا.
كنت برد عليه وأقول
أنت مش خالي حتى صوتك مش صوت خالي.
كنت ألاقيه بيضحك وفي نفس الوقت جسمي واجعني من كتر الضړب ده غير إني حاسس إن حاجة بتضغط على جسمي من كل حتة وإن نفسي قرب يروح.
وقتها جات لي النجدة من ربنا...
رفضت أحضر معاه جلسة من جلساته فتحت باب الشقة وجريت على الجامع ودخلت. دخلوني الحمام واستحميت واتوضيت وقصوا لي شعري زي المرة اللي فاتت... بس المرة دي كان في الجامع مش في بيت الشيخ... وجابوا لي جلابية ولبستها وعدت أيام... أنام في الجامع... وقتها قالوا لي هيشوفوا لي جمعية للأيتام وهتعلم صنعة.
جاني الشيخ حسن وأنا قاعد في الجامع وقرب مني وقال
قوم يا طاهر يا ابني هنروح دلوقتي الاسم أنا كلمت المأمور اللي هناك وهو بعت يجيب خالك وحكيت له كل حاجة هيتصرف وما تخافش. في جمعية هنوديك ليها هتعيش هناك يا ابني وهتكمل تعليمك وهتتعلم صنعة.
ساعتها فرحت قوي والدموع نزلت من عينيا وقلت للشيخ حسن
بجد هيرجعوني المدرسة تاني
رد عليا الشيخ حسن وقالي
الأكيد إنك هتتعلم صنعة يا ابني علشان تعرف تاكل منها عيش لما تكبر.
سكت طاهر شوية وكمل كلامه وقال
وفعلا حصل اللي قال عليه الشيخ حسن ورحت الجمعية وقعدت فيها سنين وتعلمت صنعة حلوة وطبعا في سن معين الجمعيات دي بتطلع الأولاد اللي فيها بعد ما بيدوروا لهم على شغل. لكن خالي منه لله ما سابنيش في حالي.
رديت عليه وقلت
ليه ما يسيبكش في حالك وانت بعدت عنه سنين طويلة
رد عليا طاهر وهو بيقول
كل ما أروح شغل صاحب الشغل يمشيني. وكنت خارج في يوم وتعبان من الورشة بعد ما صاحبها قالي ما لكش شغل عندنا. لقيت خالي قعد يتمسكن لي ويحضني ويطبطب علي وقالي إنه لسه في الشقة زي ما هو وإن حالته بقت صعبة وإنه تاب عن اللي كان بيعمله.
وطبعا ضحك عليا ورحت معاه الشقة. وأول ما دخلت قفل الباب بالمفتاح وقالي
غلبان انت يا طاهر وبتصدق! أنا ھحرقك زي ما حرقتهم ھحرقك زي ما أذيتهم وخليتهم يرفضوا يرجعوا لي ويتكلموا معايا تاني بسببك. طفشتهم من هنا وبسبب صوتك وما أعرفش الشيخ اللي اسمه حسن ده عمل إيه. الناس كمان قطعتني ومن ساعتها أنا قاعد لوحدي ومحدش بيعبرني. ودلوقتي انت رجعت وهرجع تاني أبلغ الناس إني هعمل لهم اللي هم عايزينه وأنت موجود وسيط بيننا وبينهم وبيتكلموا على لسانك.
وأول ما سكت رديت بسرعة وقلت 
إيه ده يعني انت اشتغلت تاني
رد عليا وهو بيبتسم 
لا خالص. دخلت أوضتي لقيتها زي ما هي وهو دخل الأوضة بتاعته. ما عدتش ساعة إلا سمعت خبط ورزع وأصوات كتير مع إني عارف إن مفيش حد في البيت. والخبط كان جامد قوي لا تتخيل شكله عامل ازاي.
لقيته سكت فقلتله 
كمل لو سمحت.
بص لي طاهر وكأنه مكسوف لكنه قال 
لقيته ماسك في إيده زي مطرقة كبيرة وبيدق على الحيطان وبيقول لهم اخرجوا انتوا رحتوا فين هو السبب هو والشيخ اللي معاه أنا لازم أقتله... ساعتها عرفت إنه عاوز ېقتلني وېقتل الشيخ حسن. لو أقول لك ما أعرفش أنا عملت إيه كل اللي فاكره ولأني كنت كبرت قربت عليه ومسكت المطرقة من إيده وفضلت أنزل عليه بيها وبعدها أغمى علي.
وسكت وقالي 
انت مصدقني
هزيت براسي نعم لأن السحر اتذكر في القرآن وأنا فعلا مصدقه.
كمل كلامه وقال 
صحيت بعدها بفترة قمت لقيت شكله مش

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات