رواية غفران بقلم الكاتبة نرمين همام (حصري لموقع ايام)
قاعد هنا وهفضل قاعد جنب الشقة لغاية ما أموت بس أنا عايز ربنا يسمحني.
نرمين همام
وبعدها فضل يردد
هو الله
هو الله.
لقيت ست نازلة من الأدوار اللي فوق صوتت وقالت بصوت مليان خوف
فجعتني! افتكرتك عفريت!
وقتها قلت
ما تخافيش يا ست أنا اللي مأجر الشقة أنا فاتح سيبر وكنت نايم وبيتنا بعيد إيه المشكلة يعني ممنوع
ومن فوق سمعت صوت جوزها بيقول لها
صوتي ليه اوعي تخافي هو طاهر مش قاعد
الست ما بصيتش لفوق بس قالت بصوت عالي
ما فيش حاجة ده اللي مأجرها كان نايم جواها منه لله فجعني.
سمعت صوت جوزها وهو بيضحك كان بيكركر كمان مش بيضحك وبعدها سمعت صوت هبد باب الشقة من فوق وكانت هي مشيت كل ده وطاهر بيبص لي وهو قاعد على أول سلمة جنب باب الشقة. ما عرفتش أقول إيه لفيت وقفلت الباب بالمفتاح وطلعت أجري.
فقلت
يعني هو ده بس اللي شفته مجرد خبط جامد كده ما يمكن من الشقة اللي فوق ولا من الشارع.
ابتسم لي وهز براسه وراح قايل
طاهر بيحب يحكي الحكاية لو ابتسمت له بس وقلتله السلام عليكم يومين ثلاثة ورا بعض هيحكي لك الحكاية. علشان كده بقول لك لو عاوز تيجي هنا وتذاكر ولا تلعبوا على الكمبيوتر ادخلوا على طول ده ما هيصدق يلاقي حد يحكي له.
لكن أنا ما بعرفش أدخل في حتة غير لما بقول السلام عليكم ولو عديت على أي حد قاعد بقول السلام عليكم أنا اتربيت على كده. طب أعمل إيه الراجل قاعد وفي راسه علامة الصلاة ومبتسم.
قام إبراهيم وسابنا نذاكر وفعلا قعدنا وذاكرنا شوية وصراحة لعبنا كمان على الكمبيوتر. وبعد كده بدأ بعض الشباب يجي وكان في دوشة فقمنا نروح. لكن وأنا خارج لقيت طاهر بيبص لي جامد فقلتله
ابتسم وراح قايل
وعليكم السلام يا مصطفى. لو عاوز تعرف الحكاية ما تسمعهاش منهم ما حدش هيحكيها أو هيعرف يحكيها زيي. تبقى تيجي تقعد معايا. على فكرة أنا شفتك في التراويح أنا بنزل من هنا بس وقت الصلاة والجامع أهو خطوتين أصل أنا بصلي كل الفروض حاضر.
معرفتش أقول إيه لأن أحمد مسك إيدي وكان بيشدني لكن قلتله
ونزلنا جري من على السلالم وأول ما خرجنا من باب العمارة لف أحمد لي وقالي بعصبيه
هو إيه حكايتك يا مصطفى قلت لك يا عم دا مابيصدق يتكلم .. وفي نفس الوقت أمي قالت لي ما تتكلمش معاه. هو طيب بقى ولا مش طيب أنا ماليش دعوة أنا بسمع الكلام وخلاص.. يا ريت تسمع الكلام انت كمان وبعدين أنا جايبك هنا علشان تونسني مش علشان ټضرب صحوبية مع حد.
قفشتك يا عم يعني إيه مش جايبني علشان نذاكر وأنا أقول التقوى والإيمان اللي حل عليك ده! بتصلي معايا في الجامع وكمان بتصلي التراويح أنا كده فهمت.
ضحك واحنا ماشيين مع بعض وراح قايل
احنا في رمضان مش عاوزني أصلي التراويح يا عم ربنا غفور رحيم.
لفيت بسرعة لما قال الجملة دي وقلتله
أيوه أهو انت قلت إن الله غفور رحيم.
لكن طبعا كعادة أحمد اللي دايما بقول عليه سفسطائي متعفن بص لي وقال
استنى عندك يا مصطفى. إن الله غفور رحيم لما نبقى عاملين ذنب وبنستغفر ربنا إن احنا عملناه. لكن اللي عمله شيء صعب! هو انت ما تعرفش إن ربنا سبحانه وتعالى قال ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
رديت وقلت
صدق الله العظيم. عارف والآية كمان من سورة الإسراء لكن زي ما قلت لك في حاجة غريبة لازم تفكر يا أحمد. إزاي البوليس يسيبه أكيد الموضوع في حاجة ممكن يكون مريض ...
أحمد قال بعصبية
المړيض اللي زي ده ليه مكان يتحبس فيه ما يخرجش للناس لو تعرف أمي وخالتي قلقانين على إبراهيم إزاي لكن المچنون دفع سنة مقدم! عمرك شفت حد يدفع سنة! تصدق إن ربنا هيحاسب صاحب الشقة ده لأنه كده بيغش الناس.
ما حطتش في دماغي ومشينا لكن زي ما اتعودت مع بابا إني باخد رأيه وبصارحه حكيت له على اللي حصل لي
بابا كان قاعد مربع على الكنبة بياكل في القطايف اللي ماما عاملاها قالي
شوف يا مصطفى يا ابني هقول لك كلمتين تحطهم حلقة في ودانك تمشي بيهم طول عمرك. استفت قلبك أولا يعني لو في موضوع مقلق منه شوف قلبك هيقول لك إيه الأول وبعد كده شاور عقلك. واوعى تنسى تشاور عقلك . ولازم توازن يا ابني ما بينهم وفي نفس الوقت دور على الأسباب علشان تثبت لعقلك إن قلبك كان صح من الأول. هي دي روح القانون يا أستاذ. أمال عاوز تدخل حقوق إزاي ونفسك تبقى وكيل نيابة
سمعت الكلمتين دول من أبويا ودخلت أوضتي علشان اذاكر. الغريب إني كأني شايف طاهر فقلت لنفسي بصوت عالي علشان أطمن
منك لله يا إبراهيم تقعد تحكي شفت إيه وحسيت بإيه.
قفلت الكتب اللي قدامي وقمت علشان أنام حتى لما نمت شفته في الحلم بنفس شكله اللي شفته. لقيت نفسي في الحلم بقوله
إنت إزاي تبقى قاټل إنت شكلك طيب.
ابتسم في الحلم وسمعت صوته مع إنه كان قافل بقه وهو بيقول
هو الله... هو الله... هو الله.
لو أقول لكم إن زي ما يكون كان في موسيقى تصويرية تقولوا كذاب... كنت حاسس إن أنا في واقع غير الواقع... في عالم موازي.
وتاني يوم جالنا عمي وعياله وكانت عزومة كبيرة وطبعا ما نفعش أروح السيبر واعتذرت لأحمد.
أحمد قالي في التليفون
خلاص أنا كنت بتونس بيك أنا كمان مش هروح هقعد أتفرج على كم مسلسل وأنام نتقابل بكرة.
ضحكت وقلت
تمام بكرة بإذن الله هنروح لكن ما لكش دعوة بيا أنا هعمل إيه وبقولها لك من دلوقتي.
اتنهد بصوت عالي وراح قايل
عارف إنت عاوز تعمل إيه... يا عم إنت حر. ما قبل كده إبراهيم قعد معاه وحكاله يعني إبراهيم حصل له إيه... ما هو زي القرد. هي بس أمي وخالتي اللي خايفين.
وعدى اليوم وصليت التراويح في الجامع اللي جنب بيتنا. ونفس الموضوع اتكرر حاسس إن أنا شايف طاهر وعلشان أرتاح قريت سورة الصافات. لكنه بيبتسم. اتنهدت وقلت
ما بيديهاش أنا عيني بدأت تقفل أنا لازم أقوم أنام. لكن سبت نور الأوضة شغال مطفيتهوش ولأول مرة أروض عليا باب الأوضة عايز أتونس بأهلي.
ورحت في النوم أول ما حطيت راسي على المخدة.
حلمت كأني واقف في مكان أو شارع بس القمر كان كبير قوي في السما وفي نفس الوقت كان منور الدنيا. ولقيت طاهر جاي