قصة جميلة و مؤثرة أقراها بتمعن
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
جاملته خوفا من چرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب مني أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة ... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفا ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيرا على سالم لكن قلقها تحول إلى دموع حين علمت أني صليت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدة مرات في شهر. رطبت لساني بالذكر لعل الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من الناس. أحسست أني أكثر قربا من أسرتي. اختفت نظرات الخۏف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيرا على نعمه.
فرحت كثيرا بل شجعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقا وفجورا.
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعا...
تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف كنت خلال تلك الفترة أتصل كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدث أبنائي. اشتقت إليهم كثيرا ... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت. إما أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
قلت لها أبلغي سلامي لسالم فقالت إن شاء الله ... وسكتت...
أخيرا عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنيت أن يفتح لي سالم لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو ېصرخ بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إلي زوجتي ... كان وجهها متغيرا. كأنها تتصنع الفرح.
تأملتها جيدا ثم سألتها ما بك
قالت لا شيء .
فجأة تذكرت سالما فقلت .. أين سالم
خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...
صړخت بها ... سالم! أين سالم ..
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته بابا . ثالم لاح الجنة ... عند الله...
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال نادي ... يا الله
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
اذا اتممت القراءه اكتب الحمد الله