قصة جميلة و مؤثرة أقراها بتمعن
السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنه أعرج. أصبح ثقيلا على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالدا.
مرت السنوات وكبر سالم وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائما مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائما بالهداية. لم تغضب من تصرفاتي الطائشة لكنها كانت تحزن كثيرا إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.
في يوم جمعة استيقظت الساعة الحادية عشر ظهرا. ما يزال الوقت مبكرا بالنسبة لي. كنت مدعوا إلى وليمة. لبست وتعطرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحړقة!
حين سمع صوتي توقف عن البكاء. فلما شعر بقربي بدأ يتحسس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما به يا ترى! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه وأنا أستمع إليه وأنتفض.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت لذلك بكيت يا سالم !!..
قال نعم ..
نسيت أصحابي ونسيت الوليمة وقلت سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد
قلت لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم .. لم يصدق. ظن أني أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيارة. رفض قائلا المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد إي والله قال لي ذلك.
لا أذكر متى كانت آخر مرة دخلت فيها المسجد لكنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالخۏف والندم على ما فرطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئا بالمصلين إلا أني وجدت لسالم مكانا في الصف الأول. استمعنا لخطبة الجمعة معا وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب مني سالم مصحفا. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى كدت أن أتجاهل طلبه لكني