قصة جميلة و مؤثرة أقراها بتمعن
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
قصة جميلة و مؤثرة أقراها بتمعن
أقرأوها وتمعنوا فيها... قد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا...
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أول أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسول في السوق... والأدهى أني وضعت قدمي أمامه فتعثر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السوق..
قلت ساخرا في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..
كان الإعياء ظاهرا عليها.. قالت والعبرة ټخنقها راشد أنا تعبة جدا .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أني أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلل من سهراتي.. خاصة أنها في شهرها التاسع .
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فورا.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا مني مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.
قالوا أولا راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكرت ذاك المتسول الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجما قليلا.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
خرجنا من المستشفى وخرج سالم معنا. في الحقيقة لم أكن أهتم به كثيرا. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيرا وتحبه كثيرا. أما أنا فلم أكن أكرهه لكني لم أستطع أن أحبه !
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره