رواية ميراث القلوب بقلم الكاتبة نرمين عادل همام حصري لموقع ايام
بالكلام ده وإنه غلط علشان السنين ما تعديش وتفضل قاعدة جنبه زي ما هي ما تنسيش إن عندك ثلاث ولايا
عنايات تعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر إليه بسخرية
بذمتك الكلام ده تقصده بجد وإحنا الصبح كنا بنقول إن مال وأرض أخويا لازم يبقوا في عبنا احنا! هنعمل كده إزاي إلا لو ما كنتش أعمل لها ڤضيحة لكن بلاش ندخل الأغراب في الموضوع أنا هلم إخواتي وهوريهم الكلام المكتوب هنا وهم هيضغطوا على عبد الوهاب وابني هيتجوز بنته ڠصب عنها
أحلى كلام يا ماما! ده انت دماغك توزن بلد وكويس إن أنا عملت الشويتين دول وسحبت منها الكراسة كانت قطعتها ولا خوفناها وما نمسكش حاجة عليها
جوز عنايات ينظر إلى عنايات بحذر
طب هتعملي إيه دلوقتي
عنايات تضحك ضحكة صغيرة وتقول بثقة
أنا مش برتب حاجة بسيب أي موضوع يمشي كده كلمة تجيب كلمة ولما أشوف أخويا يا يسمع كلامي يا صوتي هيعلى ولو صدني ما أعرفش هعمل إيه
يعني ما عندكيش خطة
عنايات بحزم
خطة إيه دي حرب!
محسن يقاطعها بحماسة
أيوه يا ماما حرب! وأنا لازم أكسبها وأتجوز البنت دي حجتها كانت المذاكرة وهي خلصت الدبلوم فاضل إيه كمان ولو على البيت خالي بنى دور فوق عنده وبيته حلو وكبير ودي بنته الوحيدة ده المفروض كمان أكلنا وشربنا عليه
عنايات تنظر إليه بفخر
جلسوا يخططون وكأنهم يستعدون لمعركة حقيقية بينما كل واحد منهم يحمل هدفه الخاص عنايات ترى في هذا الزواج فرصة لاستحواذها على كل شيء ومحسن يبحث عن انتصار شخصي يثبت به وجوده
في بيت علا الساعة 300 ظهرا
الأم بنبرة قلقة
مالك يا علا فيك إيه من ساعة ما جيت وانت نازلة عياط حتى الفاكهة والحاجات الحلوة اللي جايباها مش عايزة تفتحيها وتشوفيها اتكلمي يا ولاء احكيلي إيه اللي حصل
محسن طب علينا وعمل نفس الحركات اللي بيعملها كل مرة
الأم وهي تحاول فهم الأمر
زعلانة ليه ما انتي بتطلعي لابسة لبس كويس ومحتشمة ولابسة الإيشارب ما بصش عليك ولا ضايقك في حاجة ولو غلس عليك بكلمة قولي لأبوك وهو يكلم عمك الكبير منصور يمسك الواد ده ويضربه لك
علا وهي تبكي بحړقة
لا ياما ده جه ولقي الكراسة ورا ضهري اللي بكتب فيها وقعد يقول لي كلام وهددني إنه هيقول ويفضحني ويتبلى عليا
لكن الكلام اللي مكتوب ده معروف يا بنتي إنه شعر! واللي عنده موهبة زيك بيكتب ما انتي واخدة جوائز من المدرسة إيه المشكلة يعني
ولاء وهي تنقل ڠضبها
لما مسك الكراسة وشافها قال إن الكلام ده مكتوب لحد وإن علا ماشية معاه ولاحس عقلها وعلشان كده مش عايزة تتجوز محسن
الأم بغيظ وهي ټضرب كفا بكف
ده واحد دماغه تعبانه وهو هيجيب الكلام ده منين ما هو طالع لأمه ولاد عنايات دي شايلين نفس الحقد اللي في قلبها ما تخافيش يا علا أنا مش هسكت على الموضوع ده
علا بصوت مخڼوق
ياما أنا ما عملتش حاجة غلط أنا بس بحب أكتب زي ما كنت دايما حتى لما كنت صغيرة لكن دلوقتي كل حاجة بيتحشروا فيها وكل كلمة يقولوا عليها مليون تفسير غلط
الأم بحزم وهي تنظر إلى ولاء
اسمعي يا ولاء لما أبوها يرجع من الشغل احنا هنقوله على كل حاجة وعمك منصور لازم يمسك الواد ده ويبقى له وقفة معاه أنا مش هسمح إن حد يتبلى على بنتي كده ولو أمه عنايات فتحت الموضوع أنا اللي هقف لها وأوريها حدودها
ولاء وهي تواسي علا
ما تزعليش يا علا احنا هنحل الموضوع ده ومحسن ده مش هيجرؤ يفتح بقه تاني طول ما إحنا واقفين جنبك مش هيقدر عليك
بدأت الأم ترتب في رأسها خطوات التعامل مع هذا الوضع وهي مصممة على حماية ابنتها من أي محاولة للتجريح أو الإهانة خاصة من عائلة عنايات
في بيت علا لحظات بعد وصول الأب عبد الوهاب
دخل عبد الوهاب إلى البيت وهو يحمل أكياسا ثقيلة بيديه وقطرات العرق تتصبب من جبينه رغم برودة الجو صوت خطواته البطيئة كان يسمع في أرجاء المنزل مما دفع الأم للخروج من المطبخ لتلقي نظرة عليه كان وجهه شاحبا قليلا بسبب التعب
عبد الوهاب بصوت مرهق
مالكو مش فتحتوا لي الباب ليه حد ييجي يشيل الحاجات دي ظهري اتقطم
اقتربت الأم سريعا منه وهي تمسح يديها بالمريلة محاولة مساعدته
الأم بقلق
ما قلت لك ما تتعبش نفسك وتشيل حاجة تقيلة التوك توك بيجيبك لحد هنا ماكنش في داعي تشتري وتوجع قلبك كده
عبد الوهاب وهو يضع الأكياس على الطاولة ويجلس على الكرسي القريب
حودت على الصيدلية الدوا فيه حبيتين ويخلص ولو الأزمة جات لي بالليل هروح فيها قلت أجيب علبة احتياطي وأنا جاي لقيت أختي عنايات بتناديني من الشباك بتقول لي نتغدى ونجيلك بعدها بس كانت بتتكلم بطريقة كده تفكرني بأيام زمان
رفعت الأم حاجبيها مستنكرة ثم جلست أمامه تنظر إليه بتعب ممزوج بالضيق
الأم بامتعاض واضح
أختك دي أنا ما شفتش واحدة زيها تحب النكد وتنكش الناس غاوية الشړ كأنها بتتسلى بيه كل يوم بتلاقي حاجة جديدة تضايقنا بيها
عبد الوهاب وهو يهز رأسه مستسلما
طول عمرها كده وأنت عارفة إن أمي رحمها الله كانت دايما داعية عليها بسبب اللي عملته فيها وفيا بس يلا خلي الطابق مستور ما فيش داعي نفتح المواضيع دي
تنهدت الأم وأخذت قطعة خبز من الطبق القريب لتشغل يديها لكن الڠضب كان واضحا في صوتها
الأم بغيظ
أختك دي من النوع اللي لما يكون في عيب عندها تلبسه للناس بصراحة نفسي ربنا يكرمنا ونمشي من هنا نسكن في حتة بعيدة شويه زهقت منها دي فاضل عليها تعد أنفاسنا علينا
عبد الوهاب محاولا تهدئتها
دي أرضنا يا أم علا ما ينفعش أسيبها استحالة أبيعها وأروح أستأجر عند حد ما أنا عندي أرض وهانت علا كبرت بكره يجي لها عدلها وتتجوز وإحنا نقفل علينا ونرتاح
رفعت الأم عينيها لتنظر إليه بتعب ثم ألقت بقطعة الخبز جانبا
الأم وهي ټضرب على ركبتها بغيظ
وأختك دي هتسيبنا في حالنا دي مصممة على إن بنتي اللي متفوقة وطالعة من الأوائل تتجوز ابنها اللي طالع من خامسة ابتدائي بالعافية هو في حد يعقل الكلام ده
عبد الوهاب بصوت هادئ وواثق
سيبيها طنشي كلامها وما ترديش مهما قالت أو عملت أرمي كلامها ورا ضهرك أختي طول عمرها بتحب تشغل الناس ولو مالقتش حد يرد عليها هتزهق وتسيبنا
الأم نظرت إليه وكأنها تفكر في كلامه لكن القلق كان لا يزال يسيطر