الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية غفران بقلم الكاتبة نرمين همام (حصري لموقع ايام)

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

عايز أفتكر. أنا هرسته خالص. قمت وكنت بتسند على الحيطة ومش هقول لك إني كنت متغرق بإيه إيدي وجسمي الأوضة كلها كان لونها أحمر. فتحت باب الشقة وسمعت أصوات وصړاخ. ما حسيتش بنفسي غير بعدها بكام يوم وأنا في المستشفى. طبعا عارف أكيد مستشفى إيه.
هزيت براسي لأني عرفت هي مستشفى إيه.
كمل كلامه وقال 
قعدت فيها فترة أتعالج قالوا حالة نفسية وصدمه. وكل الناس شهدت معايا والشيخ حسن والمدرسين اللي كانوا في دور الرعاية حتى مأمور القسم القديم كل دول شهدوا معايا إني كنت بدافع عن نفسي. وخرجت لكن أنا عارف إنه قرينه موجود.
هزيت راسي بنعم وقلت 
أيوه فعلا أنا عارف الموضوع ده. طالما هو راح بالطريقة دي فهيكون قرينه في نفس المكان وهو اللي بيعمل الخبط والرزع ده والناس بتسمعه.
ابتسم طاهر لأنه حاسس إني ما خفتش منه واتفهمت كلامه وقالي 
أيوه صح من ساعتها وأنا قاعد جنب باب الشقة خاېف يؤذي حد وفي نفس الوقت مش مصدق إني بإيدي خلصت على خالي اللي خدني في حضنه زمان. لكن بصبر نفسي إن اللي خلصت عليه ده ما كانش خالي. خالي راح من يوم ما أصحابه قالوا له يمشي في السكة دي.
لقيته رفع إيده وطبطب على كتفي وقال
أما الحاجة التانية اللي كنت عايزك تعملها لي زي ما قلت لك. ما أنا قلت لك قبل كده تشاركهم في ډفني وما تسيبنيش يا ابني وتفضل فاكرني وتدعي لي. 
سكت وفضل يسبح على السبحة بتاعته وبعديها قالي 
يلا ناكل. 
وفعلا أكلنا وقمنا وخرجنا من الجامع. لكني ما رحتش السيبر روحت على طول.
ما أعرفش إيه اللي حصل البيت كان كل يوم في عزومة وما ينفعش أسيبهم لوحديهم بسبب تعب أمي وضعف جسمها. كنت بساعد في البيت وعدت الأيام بسرعة أيام الشهر الكريم وقربنا على انتهائه.
ما أعرفش في اليوم ده إيه اللي خلاني أفتكر السيبر.
اتصلت على أحمد وقلتله 
مرتاح مني يا عم بقى لك كم يوم. بقول لك إيه بعد الفطار نادي لي من تحت وما تصفرش. أول ما تنادي عليا هنزل لك على طول ونروح السيبر.
وطبعا أحمد صدق ووافق على طول.
وبعد الفطار جاء أحمد ورحنا على طول للجامع عشان نلحق صلاة التراويح. بصيت ما لقيتش طاهر في أول صف زي ما شفته قبل كده أو زي ما اتعودت عليه.
وبعد الصلاة خرجت أنا وأحمد من المسجد وروحنا العمارة اللي فيها السيبر. لقيت طاهر قاعد على أول سلمة وسند راسه جنب باب الشقة. ناديت وقلتله أنا قلت كده في حاجة عطلتك عن الصلاة. يبقى راحت عليك نومة. قوم يا طاهر.
وفضلت أنادي عليه وأهزه لقيته بقى على قدام.
أيوه زي ما فكرت كده ماټ وهو وشه مبتسم. ساعتها جسمي اتخشب دخل أحمد يجري جوه وطلع هو وإبراهيم ما حسيتش بنفسي غير وأنا بنزل على السلم وبجري على الجامع. دخلت مش عارف أكلم مين.
وقفت في نص الجامع رافع إيديا كأني عايز أتكلم كأني في الفصل.
قرب مني الشيخ وقالي مالك يا ابني عامل كده ليه في حاجة حصلت
ورديت وقلتله أيوه طاهر ماټ.
قالي طاهر مين يا ابني أوعى يكون طاهر بتاعنا الشيخ طاهر.
لقيت نفسي بعيط وبقول له أيوه هو مېت عند باب الشقة.
ما كملتش الكلام قالي لا إله إلا الله كلنا هنيجي معاك.
لو أقول لكم نص الجامع جاء معايا تقولوا كذاب. أصل حسن الخاتمة ليها علامات.
طلعنا فوق ولقينا أحمد وإبراهيم شايلينه ومعاهم شباب وحاطينه على الكنبة.
كل حاجة تمت بسرعة اتصلوا بدكتور الصحة وجاء بسرعة واداهم التصريح. والناس شالته في الصندوق اللي جابوه من الجامع.
وجاء وقت الغسل في الجامع. كنت واقف لكن ما دخلتش جوه وسمعتهم بيقولوا الله أكبر الله أكبر لسه عايش.
ولقيت واحد طالع بيجري من جوه بيقول باين عليه لسه عايش يا جماعة يمكن غيبوبة سكر.
ما فيش نص ساعة طلع الدكتور من جوه وهو بيقول لا إله إلا الله يا جماعة مېت. أنتم ليه بتقولوا إنه عايش
وفي نفس اللحظة كانوا جايبين دكتور الصحة التاني اللي أول ما دخل قال أنا أديت لهم التقرير وتقريري مظبوط. مش عايزين تصدقوا إنه مټوفي ممكن اتصل دلوقتي على الإسعاف ويجوا ينقلوه المستشفى والدكاترة هناك تشوفه. يمكن يشرحوه. خلي بالكم الډفن ليه ستره.
الوقت عدى بسرعة وصلينا عليه في المسجد بعد صلاة الفجر. كنت استأذنت أهلي في التليفون وخرجنا من المسجد بعد ما جابوا عربية موتى وركبت عربيه من العربيات  ووصلنا لغايه المدافن. سبحان الله لو أقول لكم وقت الډفن كان قصير جدا كان خفيف. أنا كمان شلته معاهم لكن كنت عايزه أقرأ عليه سورة ياسين زي ما قال.
بعد الډفن وقراءة القرآن قرب بعض الشيوخ من المسجد وقالوا لي يلا يا ابني علشان نوصلك لغاية المسجد.
رديت عليهم وقلت ممكن طلب صغير طاهر كان قايل لي بعد ما يتدفن والناس تمشي أقف أنا أقرأ عليه سورة ياسين. ما أعرفش إيه السبب لكن دي وصية مټوفي.
طبطب عليا شيخ منهم وهو بيقول
هنستناك بره يا ابني بس هيبقى عنينا عليك. اوعى تخاف احنا في رمضان. ربنا يا ابني يديك الصحة ويبارك في عمرك وعمر اللي رباك وأحسن تربيتك.
قرأت سورة ياسين وأنا واقف والدموع مغرقة وشي. وبعديها دعيت له بالمغفرة ومشيت.
عدت سنين ثمان سنين كل يوم 25 رمضان بروح أزوره وأقرأ عليه قرآن سورة ياسين. ويوم ما تخرجت من الكلية رحت له. ويوم ما قبلوني في النيابة العامة رحت له.
ودلوقتي أنا بكلمكم وأنا مصطفى حامد وكيل النائب العام.
دي الحكاية اللي كنت عايز أقولها لكم. بترجاكم تدعولوا  بالرحمة وتقرولوا  الفاتحة هو كل أمواتنا.
 تمت 
بقلمي نرمين عادل همام

انت في الصفحة 5 من 5 صفحات