رواية مكتملة بقلم ناهد خالد
أنا مش هتكلم في انفصال ده بيتك يا داليا وأنا معاك لحد ما أنت الي تطلبي ده غير كده لأ
والبنت الي بتحبها هتتقبل!
آه هي عارفه أنا مفهمها الوضع كله
ولما تتجوزها بعد كام يوم من فرحنا الناس هتقول اي
أنا متفق معاها كتب الكتاب محدش هيعرفه غيرنا لحد ما يعدي شهرين كده ولا تلاته ونبقي نتجوز ووقتها طبعا الفرح لازم الكل يعرف بيه
متقلقيش أنا مرتب كل حاجه
ردت بتأنيب ضمير حقيقي
ايوه بس هي اي ذنبها يعني لي مجبره توافق علي الوضع ده!
عشان بتحبني وعشان اقنعتها ومعندهاش حل غيره يأما ننفصل ولا عندي بصراحه
بس أنا كمان مش هينفع أوافق بموضوع جوازك عليا بعد شهرين او حتي تلاته أنت عارف الناس وكلامها مبيرحموش والصحافه تكتب بقي
مفيش حل غير قبل فرحك بفتره ننفصل وقتها كلامهم مش هيطولني زي ماكون لسه مراتك
أومئ بهدوء وهو لايري حل آخر وقال بتعقل
وأنت تقدري تعتبري نفسك حره أنا مليش أي تحكمات عليك ولا هفرض سيطره عليك في اي حاجه اعتبري نفسك لسه في بيتك ولا هعقب علي علاقتك بأي حد وأنا أقصد أي حد بالمعني الحرفي زي ما بعد انفصالنا انا هشوف حياتي وزي ما في وقت وجودك لسه في حياتي مش هقطع علاقتي مع ريهام أنت كمان ليك الحق في ده الحقيقه أن الجواز الي لمده معين مبيعترفش بيه جواز شرعا فمفيش حاجه تقيدك لو اتعرفتي علي حد وقررتي تكملي حياتك معاه بعد ما ننفصل أنا مش هعترض ولا ليا دخل الي اديت نفسي الحق فيه مش هسحبه منك
ويومها قضت ليلتها تنتحب بحرقه ولم تزول حر قة قلبها للأن وهل ستزول من الأساس! صبرا فما آتي أصعب مما مضي
ومن حينها وسارت حياتهما كما خطط هو لها تشعر وكأنها ضيفه للحق يعاملها بلطف وود ربما هذا ما لا تنتظره ولكن لا بأس بالقليل
كانت تسير مع شهد صديقتها وهما يتناولان المثلجات أثناء سيرهما علي ضفاف النيل كانت شهد تثرثر دون توقف وداليا ترد عليها أحيانا وأحيانا تكتفي بأكل المثلجات وهي تهمهم بصمت
انتبهت لشهد تهتف باستخفاف وهي تراها تتناول المثلجات بشراهه رغم برودة الطقس وكأنها تخرج غيظها بها
بزمتك ده شكل واحده لسه عارفه امبارح إن جوزها متجوز عليها
الأيس كريم ده روعه كان نفسي فيه اوي بجد
أنت بتوهي اومال لو مكنتيش بتحبيه
وقفت تأخذ نفس عميق وقالت وهي تنظر أمامها
بس هو مبيحبنيش ومش من حقي أعاتبه علي حاجه مش بأيده هو عمره ما كدب عليا مفهمنيش مثلا أنه بيحبني لولا صفقة بابا مكنش فكر يتجوزني حتي
اتجوزتيه لي مادام أنت عارفه ده
بييجي مع باباه عشان يزور بابا أنت عارفه أنهم صحاب من زمان كان يدوب عندي ٣ سنين لما بدأت أتعلق بيه كنا دايما بنلعب مع بعض واحنا صغيرين يمكن لما كبرنا العلاقه بينا مكانتش أحسن حاجه يعني أنا كنت بتكسف أتكلم معاه حتي ولما كنت بقف قدامه كنت بتوتر اوي ومبعرفش اقول كلمه علي بعض كنت براقبه
من بعيد مكنتش بحاول اقرب منه كنت مكتفيه بمراقبتي له ومبسوطه مبسوطه دي كلمه قليله اوي علي الي كنت بحسه لما اتجوزنا كان نفسي نعيش حياتنا طبيعي حتي لو مش بيحبني هخليه يحبني واحده واحده لكن مخدتش الفرصه حتي
طب هتعملي اي
التهمت من المثلجات ثانية وقالت
هستني الشهرين وننفصل
ردت شهد باستنكار
كده من غير ما تحاولي
نظرت لها بنطرات متألمه
شهد هم بيحبوا بعض تفتكري ينفع ادخل بينهم وابوظ حياتهم وحبهم ده تفتكري انا وحشه كده عشان افرق اتنين
عن بعض ملهمش ذنب غير اني حبيته وهو محبنيش حتي بلاش
كده يابنتي ده عارفه من سنه ونص يعني من قبل مانجوز بكتير اووي ده حتي سليم مكنتش بلفت نظره أنت متخيله! أنا داخله معركه خسرانه يا شهد
ذمت شفتيها بتفكير وقالت
بصراحه يا داليا معاك حق أنا مش عاوزاك برضو تعملي حاجه ضميرك يأنبك عليها بعدين بس هتعرفي تنسي سليم
تنهدت وهي تدندن بصوت عذب وكانت إجابه لشهد علي سؤالها
الناس المغرمين مايعملوش كدا
دول مهما تألموا بيداروا ويكتموا
ولا يوم يتكلموا ويشمتوا العدى
الناس المغرمين بيكونوا حنينين ويخافوا ع الشعور
الصبر بيخلقوه والبال بيطولوه ويشوفوا الضلما نور
صمتت قليلا وأكملت
أنا بحب يا شهد وعارفه إحساس البعد أو أن حبيبك ميكونش معاك وعمري ما هكون السبب إن حد يحس إحساسي حتي لو عيشت عمره كله في ۏجع هيكون أحرم من ۏجع ضميري
بقلم ناهد خالد
داليا
الټفت لتجد والد سليم محمد يخرج من باب مكتبه الموجود بالفيلا
ابتسمت وهي تقترب منه
ازيك ياعمي
الحمد لله يابنتيها طمنيني الدنيا ماشيه ازاي
نظرت له بمغزي وقالت
سليم مش قال لحضرتك أنه كتب كتابه امبارح
ايوه قالي
اومال بتسألني في اي خلاص الموضوع انتهي
اتسعت عيناه بضيق يهتف
نعم من اسبوع واحد استسلمتي ياداليا!
زفرت بضيق وقالت
ياعمي أنت عاوزني اعمل اي أطلقهم يعني!
رد پحده
داليا! اتكلمي كويس ثم اعتقد إن في بنا إتفاق ولا نستيه!
ابتلعت ريقها بهدوء وقالت
لا منستوش بس عاوزني اعمل اي ياعمي بس عمي أنا مش هخرب علي اتنين بيحبوا بعض واتجوزوا كمان
رد پغضب
اسمعي يابنت أنت أنا معملتش كل ده عشان تيجي من أول مواجهه وتقولي مش لاعبه لا ياحبيبتي أنا معملتش كل الافلام الي عملتها عشان تيجي تقوليلي حرام وهسيبهم لوحدهم
طفرت الدموع من عينيها وهي تقول بقلة حيله
عاوزني اعمل اي بس ياعمي أنت عارف أن سليم بيحبها ازاي مش حرام أوجع قلبه بالشكل ده الي بيحب حد مبيحبش يو جعه
وكان فين ده قبل مانعمل كل الي عملناه
تمتمت پألم
مكنتش اعرف أنه بيحبها كده ده عارف بتحب لون اي واهتمامتها أنا كنت مفكره أنه متعلق بيها مثلا أو
صمتت وهي تكمل بتعب
مش عارفه أنا كنت مفكره اي يمكن شوفتها فرصه كويسه لقلبي واتمسكت بيها يمكن وقتها مفكرتش غير إني أكون معاه أنت قولتلي أنك هتخليه يعاملني ك زوجه وتبقي حياتنا طبيعيه وهنا يبدأ دوري في أني أخليه يحبني
رد محمد بهدوء
هتسيبيه هتسبيه يغرق يا داليا!
قالت باستسلام
اختياره ياعمي ويمكن يطلع صح
انا واثق أنه مش صح واثق أنه هيندم
رفعت كتفيها بلا مباله
مش مشكلتي ده اختياره
مش هتحاربي عشان حبك! هو للدرجادي ميستهلش!
قالت بزهق
ياعمي افهمني الفكره مش اني احارب او لأ الفكره اني مش هقدر اكون السبب في وجعه
لو حبك قبل ما يسيبها مش هتكوني سبب في وجعه
طب وهي
رد بضيق
يابنتي هو أنا مش حكتلك كل حاجه!
صمتت تفكر في حديثه ولكنه قطع تفكيرها حين قال بصرامه
اسمعي يا داليا كان بينا اتفاق ووعد وأنت ملزمه تنفذيه وده آخر كلام عندي
ناهد خالد
دلف للشقه وبحث بعينه عنها فوجدها تجلس أمام التلفاز
كويس رجعتي قبلي
الټفت ترد عليه مبتسمه
مش قولتلي ارجع قبلك أكيد مكنتش هتأخر
ابتسم لها بامتنان لفعلتها وقال
طب اي فين الأكل يابنتي أنا جعان وممكن أكلك دلوقتي
وقفت تهتف بمرح
ياستار يارب لا وعلي اي هقوم أحط الأكل حالا يلا غير هدومك
اتجه لغرفته وهو يقول
هواا
ابتسمت واتجهت للمطبخ لتغرف الطعام وخرجت ووضعته فوق الطاوله بمنتصف الصاله انتبهت لرنين هاتفه الموضوع فوق المنضده اتجهت بفضول تري المتصل فوجدت اسم نصفي الآخر
أغمضت عيناها پألم وهي تأخذ نفسها بضيق انتبهت لوصول رسائل للهاتف ومن حسن حظها انها ظهرت علي الشاشه الخارجيه كانت منها علي تطبيق الواتساب نصها
سيمو حبيبي لما تشوف الفون كلمني ضروري
انتبهت لخروجه من الغرفه فابتعدت بتوتر تقول
تليفونك كان بيرن
رفع حاجبه باستغراب
بجد مسمعتوش
أمسكه فوجدت الابتسامه تغزو ثغره ما إن علم هوية المتصل وهتف لها ببساطه
دي ريهام
وزياده علي أوجاعها قام بمهاتفها أمامها
اي ياحبيبتي
كان صوته دافئ حنون بشكل جذبها بشده
بجد بس أنت معرفتنيش!
وجدت ملامحه تتغير للضيق قليلا وهو يقول
ايوه ياريري بس افرضي كان عندي حاجه مهمه يعني
صمت يستمع لها وعاد يهتف بتنهيده
خلاص ياستي حاضر وانا ميرضنيش ازعلك
أنهي حديثه معها وهو يقول
ماشي ياروحي ساعه وهكون عندك
أغلق الهاتف ونظر ل داليا بتردد وهو ينقل بصره بينها وبين الطعام المرصوص اغتصبت ابتسامه رغم شعورها بالبكاء وهي تقول
روح يا سليم هشيل الاكل في التلاجه محصلش حاجه
رد باعتذار حقيقي
سوري ياداليا والله فاجئتني أن أخوها ومراته حاجزين لينا في مطعم بسبب أن كتب كتابنا كان امبارح وكده كاحتفال يعني رغم انها كان المفروض تعرفني بس بتحلف ان الموضوع جه صدفه
لم يعلم لما يبرر لها ولكن لم يرغب حقا في أن يحزنها ويتركها بعد أن أعدت الطعام وتعبت به
ردت بابتسامه
ولا يهمك يا سليم عادي بتحصل اتفضل عشان تلحق تغير
دلف للداخل وأخذت هي تلم الأطباق پغضب وعتف لم تستطع التحكم
به أفرغته في علب ووضعته في الثلاجه وما أن انتهت استمعت لصوته
ياتي من خلفها يقول بهدوء حاني وكأنه مازال يعتذر
داليا عاوزه حاجه أجبهالك معايا
ردت دون ان تنظر له هذه المره وتصنعت الإنشغال
لا شكرا يا سليم
خرج بعد أن القي عليها نظره أخيره
استمعت لصوت سيارته بالخارج فعلمت أنه ذهب وقفت تستند علي حوض الغسيل بكفيها وهي تتنفس پعنف نظرت للأطباق أمامها فعزمت علي غسيلهم تتذكر انها رفضت تماما أن تصعد الخادمه التي تأتي طوال النهار وتذهب قبيل منتصف الليل إلي طابقهما الخاص أرادت أن تنفرد بحياتهما تماما عالاقل الشهر الاول من زواجهما زواجهما! أين هذا الزواج الذي ظلت تضع له خطط لأسبوع كاامل لم تنم
به! أخذت تشهق پعنف وهي تشعر بالاختناق وفجأه وجدت نفسها تلقي بالطبق الذي كان في يدها ليتفتت لقطع صغيره بداخل الحوض پعنف نظرت لقطع الزجاج وفجاه اڼفجرت في بكاء حاد وهي تجلس فوق الارضيه البارده تستند علي الخشب من خلفها تبكي علي الكثير تبكي علي أبيها الذي ټوفي منذ أربعه اشهر وتركها وحيده وتبكي علي حبها الذي يعذبها وتبكي علي رؤيتها لحبيبها يدلل غيرها ويهتم لأمرها أمامها بل ويتزوج عليها ولا تستطع التحدث تبكي علي اليأس والخنقه التي تشعر بها الآن لم تعلم كم ظلت تبكي هكذا ولكن ربما لساعه أو أكثر
انتبهت لصوت الهاتف فخرجت بثقل لتتجه له وجدتها شهد صديقتها فضغطت زر الإيجاب تهتف بتعب
ايوه ياشهد
لم تنتبه الأخري لنبرة التعب بل قالت فورا
داليا شوفتي الانستجرام
ردت بتساؤل مستغرب
ماله
كنت بقلب بالصدفه لقيت
صفحه جريدة منزله خبر كده عاوزاك تشوفيه عارفه أنه هيضايقك بس كده كده هتعرفي
أغلقت معها ودلفت تبحث عن
صفحة الجريده