بنت خالتى قمر بقلم مروة حمدي
استيعاب ما ترنو إليه والدته لينتفض من مجلسه ماينفعش يا ماما نقعد معاهم.
_ليه يا حبيبى هما غرب دى خالتك وعيالها
_انتى ناسية بنتها وبنتك وانا وكريم وكده الوضع مينفعش احنا شباب و نجوز لبعض.
_اولا اختك ولا قمر محترمين يعنى الواحده باسدالها وطرحها ونتجمع زى الناس على السفرة على قعدة وكريم هيخطب فأكيد مش هيبصبص لاختك وبعدين عيالى اختى متربين كويس اوى ده انا ال خيبتى تقيلة ومعرفتش اربى.
_يابنى هو كل ال بيدور على اهله فى محافظة تانية ويوصل رحمه ويبات عندهم يبقى شبهه افترض ان ما عندهمش شقة ولا الظروف تسمح انه يأجر ولا هما يأجروله مكان يبقى يقعد مكانه ويقطع رحمه بقا.
وضعت الصودا من يديها تنظر إلى ظهر اخاها بشماته تصفق لوالدتها بدون صوت.
_يا حبيبى انا فاهمه قصدك كويس
وبقولك احنا هنتجمع زى ما الناس بتتجمع فى مطعم على البحر فى اى مكان الواحده بطرحتها واسدالها يبقى ايه المشكلة
_ونضيق على الناس ليه بس
_ظرووف يا حبيبى وبعدين متوجعش دماغى معاك هو حد اصلا هيكون فاضى كله وأولهم انت هتبقى مشغول فى التحضيرات المفروض انك اخو العريس.
_يا جبلة بقولك اخو العريس حتى علشان تلاقى ال يقف جنبك يوم خطوبتك.
_ما اخدتش اجازة من الشغل.
_قدامك يومين خد اجازة.
_المدير مش هيوافق.
_انت من ساعه ما اتعينت ولا يوم نمت فيه فهيقبلوا ما تسددهاش فى وشى.
_ولو قولتلك مش عايز اروح.
نظرت له باعين متسعه تضع يدها على صدرها پصدمه يعنى ايه مش عايز هى فسحه ده واجب علينا اختى وحيدتى عايزها تزعل منى بسببك تحرجني قدامها
_اسمع انا بستحمل المرمطه معاك والإحراج وانا بخبط على كل بيت وبسمع كلام فى ظهرى زى السم واقول اهم حاجه يكون مرتاح لكن عند اختى لا فاهم.
لو مش عايز تروح متروحش بس من
غير حلفان لسانى ما
هو مخاطب لسانك تانى مفهوم!
_ماما.
_قولت ال عندى.
طيب طيب
قالها بنزق راحلا من أمامهم يتشاجر مع حاله متوجها لغرفته.
_ليلى وهى تقبل يدها أستاذة ورئيسه قسم.
الام وهى تقم من مجلسها بكسل اعمليلى كوبايه ليمون وهاتيها الاوضه لحسن هبطت من تحت رأس اخوكى.
ليلى حقك.
فى تلك اللحظه دلف الاب من الباب ليجد ليلى جالسة بالبهو نظر لساعه يده ثم لها جيتوا بدرى باظت!
الاب جالسا اومال انا بطلت اروح معاكم مش من شويه.
ليلى تجلس إلى جواره هامسه أمى سنت السكاكين وناوياله.
الاب احكى يا روايتر.
أغلق باب پغضب من تلك الورطه
جلس على الفراش يمرر أصابعه عليها بذمتك ينفع
أغلق عينيه يمرر يده على جبهته بتعب ليستلقى بظهره على الفراش خلفه متمتا قمر!
بنت خالتى قمر بقلم مروة حمدى
بنت خالتى قمر
الجزء الثانى
مرت الأيام سريعا عليهم يتنهد بحيرة يخشى اللقاء ينظر من نافذة سيارة الأجرة للطريق وهناك حرب بداخله يظن ان لا أحد يشعر بها سواه على عكس ثلاث أزواج من العيون بالمقعد الخلفى بيد كل واحد منهم كيس من الرقائق المقرمشة.
الاب بهمس هو ماله عامل كده ليه
الام فقرى بيدور على النكد بملقاط
ليلى أوفر اوى ابنك اكرمله.
آسر بعدم راحه يتحسس مؤخرة رأسه حاسس بحاجة بتلسع فى قفايا من الصبح.
نظر للخلف ليولى كل واحد منهم عيناه باتجاه ليلى إلى النافذة جوارها والأم إلى النافذة من الجهة الأخرى بينما الأب بالمنتصف ناظرا لسقف السيارة بإعجاب.
ليعاود النظر للأمام من جديد متابعا للطريق ويعود الثلاثه كذلك لمراقبته مرة أخرى.
ليلى ماماقربنا نوصل الخطوة ال جاية ايه
الام ولا حاجه..
هنا ازاح كلا من الاب وابنته عيناهم عنه للأم جوارهم ليسألها الاب يعنى ايه
الام انا عملت ال عليا وهرزعه معاها فى نفس البيت تحت سقف واحد اسبوع اعمل ايه تانى
قالتها بقلة حيلة وقهر مصطنع..
الاب عايزة تقولى انك هتسبيها للنصيب.
الام ال عايزه ربنا يكون بقا ...
ليلى بهمس على إذن والدها مش مصدقاها.
الاب ولا انا.
انتبهوا ثلاثتهم على صوته وهو يتحدث للسائق الشارع ال جاى يمين يسطا.
تجلس بالشرفة تنتظر قدومهم بعدما هاتفتها شقيقتها واخبرتها بانهم اوشكوا على الوصول.
فادية بتهرب اللاه يعنى كانت هتفرق معاك بايه
كريم بدهشة ازاى بقا على الاقل نكون فى استقبالهم اظبط امورى بحيث اقعد مع آسر وقت أطول قبل الدربكه طب اتفضلى خالتى قربت توصل وقمر
مش موجودة! تفتكرى كده خالتى مش هتزعل
هزت رأسها بقلة حيلة فبدون ان يشعر وضع يده على اصل المشكلة قمر تعلم أنها تحب خالتها ولكن ان تظل تحت سقف واحد مع من كانت تتهرب منه الفترة الماضية!
لا تعلم كيف ستكون رد فعلها على الاقل عندما تفاجأ بوجودهم لن تستطيع لومها أمامهم أو هكذا أملت هى!
فاقت من
شرودها على صوته وهو يشير على سيارة أجرة توقفت أمام البناية.
_الجماعه شكلهم وصلوا.
هزت رأسها بتأكيد عندما أبصرت آسر يخرج منها.
ليهبط كريم سريعا ليكن باستقبالهم ويساعدهم بالحقائب.
لتغلق فاديه عيناها تدعو بقلب ام لو فى خير لابنتى قربه منها ولو شړ ابعده عنها واصرف قلبها وعقلها عنه وارزقها باللى يسعدها ويقدرها يا قادر يا كريم.
كعادته بكل مرة يخرج الحقائب مقاوما لعينيه بألا تنظر للأعلى.
تنهدت بعمق لطالما وصفها كأخت صغرى لذا وجب عليها ان تشعر بالسعادة لسعادته الواضحه للأعمى كأخت جيدة وكمحبه مجهولة تتمنى الراحه والفرحه لمن تحب داعية بقلب صاف ان يتم عليه فرحته ويرزقها بمن يسعدها هى الأخرى .
اقتربت منه مبروووك يا كريم.
كريم ناظرا لها الله يبارك فيكى يا لولا عقبالك.
الخالة بتذمر عيالى الاتنين هينقطونى واحده مش حاسة بالعرسان والتانى بيزحلق فى العرايس وابوهم شايل ايده من الليله.
كريم الا الأمور دى يا خالتى عايزة التأنى .
الخالة ما انا ساكته وصابره اهو.
فادية من
الاعلى يالا يا جماعه واقفين تحت ليه
هزوا روؤسهم لها صاعدين للأعلى.
كريمه وهى تدلف من الباب عينيها تجوب المكان اومال فين قمر
سكون تام بداخله وأذن مصغيه باهتمام.
فادية بتلعثم هى نزلت شغلها بس والله لو كانت تعرف انكم جاين كانت قعدت واستقبلتكم.
كريم ماما ماقالتش انكم جاين غير من ساعه بس ليا.
فادية اللااه كنت عايزة اعملهالكم مفاجأة!
كريمه بابتسامه متفهمه يا زين ما عملتى وانا بموووووت فى المفأجات.
مال الاب على ابنته والاثنين بهمس فى نفس التوقيت نفس الدماغ.
فادية انا هتصل بيها أقولها.
ليلى وهى تخرج هاتفها لا يا طنط سبيلى انا الطلعه دى.
فاديه وهى تزفر براحه يريح قلبك يا حبيبتى.
كمن لدغه عقرب انتفض من مجلسه وبسرعه ردد يا خبر انا ازاى كنت ناسى
فادية خير يا حبيبى.
آسر قاسم صاحبى ال عايش هنا يا ماما.
كريمه وهى تستند
بذقنها على راحه يدها وتحيط وجنتها بأصبعيها ترفع له أحد حاجبيها معرفهوش.
آسر اهو هو يا ماما بيرن عليا عايز يقابلنى.
فادية باستنكار وهى تراه يتوجه ناحية الباب يا بنى مش ترتاح الاول من الطريق وتتغدى!
آسر معلش يا خالتى هعمل ايه بس! طول الطريق شغال زن زن حتى اساليهم.
قالها وهو يشيرعلى ذويه بيده.
ليلى وهى تضع الهاتف على اذنها مركزتش معاك
الاب مسمعتش
الام مش فاكرة حاجة زى كده!
آسر لخالته وهو يفتح الباب صدقتى.
كريم تحب اجى معاك
صدح هاتف كريم فى تلك اللحظه ليبتسم وهو يقرأ الاسم عاى الشاشة.
آسر بغمزة بعدما لاحظ تلك الابتسامه لا خليك انت يا عم الله يسهلك.
كريم مبتعدا نحو الشرفه هنقر يا بن خالتى.
آسر بحسد بس.
كريمه وعليك بايه ما تعمل زيه على العموم ما تتأخرش علشان مش هتغدى من غيرك يا قلب امك.
هز رأسه بموافقة يعلم جيدا ان والدته لن تفك عنه الحصار طوال هذا الأسبوع.
ليلى وهى تشير بهاتفها الست قمر اخيرا ردت.
الام ناظرة لابنها الواقف بمكانه على الباب كتمثال يولى لهم ظهره طب افتحى السماعه اسلم عليها.
ليلى بدون مقدمات كل ده علشان تتكرمى وتتنازلى وتردى.
من الجهة الاخرى ضحكه صغيرة اخترقت اذناه لم يستمع لها منذ أعوام ورغم ان نبرتها تغيرت الا ان لها نفس الوقع على اذنه كلما تذكرها او استمع لها ووصل له صوتها.
_مشغولة مع ولي أمر.
حسنا كان هذا هو شارة الانطلاق لقدميه ليخرج سريعا من ذاك المكان مغلقا خلفه الباب تاركا شقيقته تكمل الاتصال بعيدا عنه.
يقف بنفس المكان بكل مرة أتى إلى هنا ينظر إلى المياة بأمواجها المتلاطمه أمام عيناه كحاله بحيرة تنهد لقد كان خائڤا من رؤيتها بعد كل تلك السنين نعم خائڤ وعلى الرغم من تلك الراحة بتأجيل المواجهه بينهما الا ان خيبة
حزن لا يمكن نكرانهما خيمان عليه أيضا.
هرب عند سماع صوتها ليس نفورا او كرها فقط حتى يستجمع شتات نفسه المبعثرة حتى يستطيع الوقوف أمام تلك المشاكسة و
مجابهتها.
ابتسم وضحكه خفيفة تعرف طريقها كلما ذكرها بينه وبين حاله اتبعتها ضحكات خفيفة متتالية خرجت منه متذكرا إياها بصغرها بإحدى الزيارات وكانت هى بالمرحلة الابتدائية وهو بالاعدادية.
دخل إلى الحى وجدها تمسك بأحد الفتية تضربه بلا رحمه.
آسر بس بس الواد هيفطس فى ايدك
قمر ده لازم يتربى.
آسر عيب انتى بنت ماتمديش يدك على ولد اومال كريم بيعمل ايه لو غلط فيكى حد او زعلك روحى لكريم يجيب حقك مش انتى
قمر ما هو كريم مش موجود وده مينفعش
اصبر عليه.
الولد پبكاء معملتش حاجه
قمر بټهديد هتكدب !
الولد اخر مرة انا عايز اروح لامى.
آسرللفتى وهو يمسكها من ملابسها من الخلف يجرها أمامه صاعدا بها لاعلى أجرى ..
الطريقة التى ركض بها الفتى پخوف ونظراتها له وهى تهدده بيدها بعلامه الذبح جعلته يطلق ضحاته عليها
هز رأسه بيأس متذكرا حديث خالته عندما اشتكى لها وقتها.
آسر يا خالتى بقولك ضړبت الواد.
خالته اكيد هو الغلطان.
قمر بدموع قالى يا منكوشه.
آسر يعنى هو كان كدب بذمتك بشعرك ده ال كل خصلة مخاصمة التانية.
خالته النعمه بيبقى متسرح وزى الفل تنزل الشارع مافيش خمس دقايق الاقيه اتخشب كده ووقف زى ال مشت فيه كهربا.
قمر ماما!
فادية روحى اغسلى وشك وسرحى شعرك وأسمعى كلام بن خالتك ما تضربيش حد تانى.
نظر لها آسر بانتصار تلاشى وهى تكمل الا إلى يزعلك ابطحيه وتعالى وانا منى لامه.
رقصت له حاجبيها ورحلت من أمامه.
آسر ايه الكلام ده يا خالتى
فادية فى ايه ياروح خالتك
آسر انتى بتشجعيها على الغلط.
فادية لا يا حبيبى انا بقولها ال يزعلها يعنى يضايقها يضربها.
آسر يا خالتى دى بنت بنت مينفعش اومال كريم بيعمل ايه
فادية ماهو علشان بنت وبنت يتيمه مش عايزة حد يستوطى حيطتها عايزاها تعرف تجيب حقها يا بنى واخوها مش هيبقى موجود معاها طول الوقت.
آسر وهو يقولها صريحه يا خالتى الواد أطول منها ده لو كان أداها بالقلم كان نومها فى الأرض انا مش عارف قدرت عليه ازاى