الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية كامله بقلم شيماء النعمان

انت في الصفحة 9 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


لها إلا هذا تركته حتى يشتد بها الجوع لتأكله بدأت تأكله بشرود وعيناها تتابع المارين من الشرفة لا تعرف لما تريد رؤيته مرة أخرى
هل كان طيف وذهب 
أما أنه كان شبح كما أخبرها
ابتسمت وهى تتذكر مزاحه وخفة ظله ومشاكسته ولكنها اعتدلت تنفض الفكرة عن رأسها بقوة
قطمت بعض لقيمات من شطيرتها وهى شاردة الذهن رفعت يدها لتأكل ثم عادت واسندت يدها على ذراعها الآخر وحين حاولت تأكل مرة أخرى وجدت من يشاركها الأكل حتى اتسعت عيناها وصړخت ولكن صړختها انتهت مبتسما

يعنى بعد الغياب ده كله وأول ما تشوفينى تصرخى مكنش العشم يا تويا
ظلت عيناها متسعة ذهولا وصدمة لا تستوعب ما يحدث
هنزل إيدى ولو صرختى زى كل مرة هخطفك من هنا ومحدش هيعرف يوقفنى وأنتى عارفانى وشفتى وأنا پقتل يعنى لا بخاف من حاجة ولا بيهمنى حد
أنزل يده بهدوء ا يهدأ قليلا تنظر حولها لتجد نفسها وحيدة في المكان والعمال في الطابق العلوي لن يشعروا بها أن صړخت أو استنجدت بهم
عادت ونظرت إليه وهو ينظر وراءها كما تنظر هي وهو
علم ما تبحث عنه ا مرة أخرى هامسا محدش هيسمعك لو صرختى ريحى نفسك
نظرت إليه للحظات ثم أغمضت عيناها تستجدى الهدوء والطمأنينة ولكن كيف تحصل عليهم بوجوده
عادت ونظرت إليه لتجده ينظر إليها بابتسامة مرواغة تغيظها ولكنها تجاهلت وهى تحاول أن تهدى قليلا ممكن افهم بقى انت ايه حكايتك كل شوية تظهر وتختفي عامل زى الشبح
رفع حاجبيه بمزاح معقول أكون وحشتك زى ما وحشتينى
صاحت به بغيظ احترم نفسك ايه وحشتنى دى أنت هتفضل ترعبنى كده ......أنت في حد مسلطك عليا
اه فيه
سألته بقلق مين ......تقصد مين 
أشار لقلبه قلبى مسلطنى عليكى قالى لازم تروح وتقابلها وتتطمن عليها أصلها وحشتنى
أغمضت عيناها وزمت بغيظ يا سيدى أنت لا تعرفنى ولا اعرفك ولا عمرنا هنتقابل في سكة واحدة
جاى ورايا ليه بتطاردنى ليه
بصراحة عجبتينى وانا مش اى بنت تعجبنى بس انتى دخلتى مزاجى........ أنا وانتى طريقنا بقى واحد
نعم إيه عجبتك دى وطريقنا واحد يعنى إيه ما تفوق لنفسك واعرف انت بتتكلم إزاى
نظر إليها بجانب وجهه وهو مازال ينفث دخان بهدوء عارفة المشكلة فين
أنك مش مستوعبة اللى حصل
وهو إيه بقى اللى
حصل يا أستاذ
مال للأمام قائلا بجدية أنك شريكتى يا تويا
صاحت پغضب نعم شريكتك يعنى إيه أنت مچنون يا أخينا وشريكتك في إيه أن شاء الله
إيه أنتى بتسنى بسرعة كده ليه ولا جالك زهايمر بدرى ولا إيه أنا مش كنت راكب معاكى أهو في واحد ابن حلال مصفى شافنى وأنا راكب معاكى وشاف عربيتك وبلغ وطبعا البوليس هيقول أنك شريكتى وكنتى مستنيانى عشان أسرق ونهرب سوا
صړخت پغضب وعجز لا تصدق ما تسمعه أنت مچنون أنت عاوز تودينى في داهية أنا لا شفتك ولا اعرفك قبل كده هتلبسنى تهمة
رفع كتفيه ببراءة وانا مالى هو أنا اللى بلغت ده واحد شافنى وبلغ ذنبى أنا إيه بقى
يا سلام دلوقتى مش ذنبك تعمل المصېبة وتورط غيرك فيها وتقول مش ذنبك ده إيه البراءة دى اسمع بقى أنا هروح ابلغ وأقول اللى شفته أنا مش مستعدة اروح في داهية عشان واحد زيك
على فكرة انتى برضه مش فاهمة كلها شوية والبوليس يجى ويقبض عليكى
قام من مكانه ليغادر يلا اللهم بلغت اللهم فاشهد
أسرعت خلفه بړعب ت بوليس إيه أنا معملتش حاجة أنت أذيتك في إيه عشان
تأذينى
الټفت إليها وجد رتعش وعيناها تكسوهما الدموع أحس بالشفقة عليها وأن لعبته يجب أن تنتهى والأن
ا واجلسها على كرسى وجثى أمامها على إحدى قدميه مبتسما يا ستى خلاص بهزر معاكى أنتى بتصدقى كده على طول
مسحت دموعها ونحيبها يقلل تدريجيا يعنى إيه
يعنى لا في بوليس ولا في حد بلغ ولا اى حاجه كنت بهزر معاكى ومعرفش أن قلبك خفيف كده
أثناء

حديثه لمح رئيس العمال يدخل الغرفة وهو يعرفه جيدا خشى أن يتحدث إليه ويكشف شخصيته أمامها فأشار إليه بخفية ليذهب والرجل لا يفهم ولكنه نفذ الأمر بهدوء ورحل
عاد إليهاا ملامحها الخائڤة كفها الصغير الناعم يرتعش في كفه پخوف ابتسم لها يا ستى خلاص انا اسف مش ههزر معاكى تانى .......ولا هتشوفينى تانى يا تويا
قائلة يعنى مش هتطلعلى تانى من أي مكان
لا ما دام أنتى عاوزة كده خلاص وأنا متأكد لو كنا اتقابلنا في ظروف تانية أنا عمرى ما كنت همشى واسيبك
الظروف دى انت السبب فيها
عارف وعشان كده همشى واوعدك أنك مش هتشوفى ليث الحرامى ده ابدا يا تويا
قام مبتعدا عنها ليغادر وهى تنظر إليه بحيرة ليبتسم لها مغادرا أشوف وشك بخير يا تويا
دخلت غرفتها أغلقتها اتجهت نحو سريرها بإرهاق أغمضت عيناها للحظات ثم عادت لتفتحمها لتنظر للسقف بشرود تستعيد كل ما فات كل لحظة مرت عليها هل كانت دوما المخطئة
في البداية علاقتها بخالد وزواجها منه الذى جاء في البداية باختيار العقل لتستمر العلاقة بينهم ليجعلها تحظى بأحلام وردية لتزول في لحظة وتجد نفسها ملقاة في بئر مظلم لا ملامح له خالى من الماء لا تجد قطرة ماء لتروى ظمأها ولم يكتفى بذلك ولكنه أغلقه عليها لټموت وحيدة ولكنها قاومت شدت من آزر حالها لتنهض من جديد وتخرج من البئر ولكنها وجدت ذلك ولكن ها هو اختفى الأن ذهب ولن يعود كما أخبرها ولكن هل هو محق هل سيختفى بالفعل من حياتها أم أنها خدعة أخرى
انتهبت على صوت طرقات الباب لتدخل أمها على وجهها ابتسامة عريضة وغريبة لها لتعتدل بتساؤل إيه يا ماما مالك في إيه
جلست ليلى بجوارها ومازالت الابتسامة تملأ شدقيها بمرح لم تستطيع إخفاءه
عندى ليكى حتة خبر يا توتا
خير يا ماما 
جالك عريس يا حبيبتى الف مبروووك يا بنتى
وإلى هنا لا تدرى كيف قامت من مكانها صاړخة غاضبة عريس مين .........مين قال اني هتجوز أنتوا عاوزين منى إيه
قامت ليلى متجهمة مالك في إيه اللى قلته غلط بقولك عريس ولا أنتى فاكرة نفسك هتفضلى كده من غير جواز
صاحت باكية 
يرتعش أيوه هفضل من غير جواز مش هتجوز أبدا يا ماما مش هتجوز أبدا
صاحت فيها غاضبة و طى صوتك عيب الراجل قاعد مع أبوكى يسمعك بلاش فضايح
بقى كده ماشى يا ماما
تركت ليلى وأسرعت نحو الخارج وليلى تحاول إيقافها ولكنها تأخرت لتدخل تويا للصالون لتجد أبيها بصحبة
حمزة
نظرت إليه بذهول تجده يجلس مع أبيها مبتسما ولكن الابتسامه اختفت لينظر إليها بقلق ويعود وينظر لمحمود الذى تفهم وجه ابنته الغاضب
تعالى يا تويا سلمى على حمزة
صړخت به متجاهلة أبيها أنت جاى هنا ليه عاوز منى إيه مش كفاية اللى حصلى عاوزين منى إيه
صړخ بها محمود غاضبا تويا اسكتى واحترمى نفسك
نظرت لأبيها پغضب لا يا بابا مش هسكت أنت إزاى تتدخله هنا مش كفاية اللى حصلى منهم عاوز منى إيه
قام حمزة متجها نحوها
بهدوء تويا أنا مليش دعوة بخالد أنا جاى عشانك جاى عشان عاوز اتجوزك
وخالد خلاص ملوش دعوة بينا أنا عاوزك أنتى
صاحت غاضبة وانا مش عاوزاك ومش عاوزة حد وخصوصا من ناحية ا ده انا تعبت واتعذبت كفاية ومش حمل عڈاب وۏجع تانى ارحمونى بقى وسيبونى في حالى
ليتجه بها نحو غرفتها دفعها واغلق الباب لينظر إليها پغضب لو فاكرة أنى عشان بدلعك واطاوعك أنك تنزلى دماغ أبوكى الأرض وتحرجينى تبقى غلطانة يا ست تويا
رفعت راسها إليها وبعينين اختنقت بالدموع أنا آسفة يا بابا والله آسفة بس انا الوحيدة اللى اتوجعت أنا اللى اضربت واتهنت وده جاى بكل بساطة عاوز يتجوزنى طب ازاى .......قولى يا بابا ازاى
أخفض محمود رأسه وهو يعلم كم كانت قاسېة تجربتها كما عانت وكم قاست اتجه نحوها مربتا على رأسها عارف يا بنتى عارف والله بس مهما كان ده ضيف ولو أنتى رافضاه خلاص مش مهم بس عيب نعامله كده وهو في بيتنا ميصحش
أنا هخرجله واعتذرله وانتى .......اهدى وانسى مش هتفضلى حياتك بالوضع ده الأيام بتعدى
نظرت إليه پألم بتعدى بس مش بتنسى واللى حصلى صعب أوى يتنسى يا بابا
يومها ثقيل وأنفاسها مخټنقة لم يكن لديها المزاج للعمل وجهها شاحب ومزاجها معكر منذ ليلة أمس وطلب حمزة الغريب
جلست دعاء أمامها متسائلة بقلق مالك يا تويا فيكى ايه في حاجة مضايقاكى
نظرت إليها بحزن وضعف تعبانة أوى يا دعاء حاسة انى عاوزة اهرب من الدنيا واللى فيها
ربتت على كفها متفهمة شعورها وإحساس القهر والضياع الذى تشعر به تويا خلاص بقى مش طردتيه وهو فهم يبقى انسى ......انسى يا تويا إحنا ما صدقنا أنك خرجتى من اللى حصل عاوزة ترجعى تانى تتوجعى يبقى حرام عليكى نفسك يا حبيبتى
قاطع حديثهم دخول سكرتيرة مكتب ليث لتنادى تويا تويا عاوزينك في مكتب المدير
خير في حاجة
مش عارفة باشمهندس محمد عاوزك

أنتى ووليد بس هو هناك دلوقتى
طيب حاضر
قامت
مغادرة لتقترب شروق من دعاء لتسألها بلهفة وتطفل هي مالها تويا يا دعاء في حاجة مزعلاها
ابتعدت دعاء متأففة من تدخلها السافر في أي شيء وكل شيء ولا حاجة يا شروق عادى مضايقة أي مش بتتضايقى ركزى في شغلك يا شروق ركزى يا حبيبتى
استأذنت تويا للدخول فأذن لها محمد دخلت لتجد محمد ونهال ووليد زميلها في المكتب يجلسون حول منضدة الاجتماعات وجهت حديثها لمحمد حضرتك طلبتنى
لا أنا اللى طلبتك يا باشمهندسة
أتاها صوت خلفها
صوتا مألوف تعرفه جيدا ولكن من المستحيل أن يتواجد هنا مستحيل أن يعود وهنا بالذات
الټفت إليه بحذر وخوف تخشى أن يكون هو ولكنها لن تخطئ الصوت أبدا صوته أصبح مميز كرائحته تماما
وكأن صاعقة هبطت من السماء لټضرب ترتعش پخوف وفزع تراه متجسدا أمامها مبتسما رافعا إحدى حاجبيه بتسلية عاقدا ذراعيه أمام صدره وهى تنظر إليه برجفة وخوف لا تصدق أنه أمامها لا تعرف
كيف أتى ولما 
شعرت أن الأرض تهتز بها وبجدران الغرفة تدور حولها بسرعة رأته يسرع نحوها وصوت صرخته باسمها آخر ما سمعته قبل أن تسقط مغشيا عليها
لم يكن يعلم أن مقابلته لها ستكون مؤلمة لها لهذه الدرجة لم يشعر بأحد حوله لم يشعر بحاله وهو ېصرخ بها قبل أن تسقط أمامه أرضا أسرع نحوها يحملها للأريكة وهو ېصرخ بهم حد يجيب مياه بسرعة
تحرك وليد مسرعا يأتي بالمياه بدأ يبلل يده بالماء ويمسح بها على وجهها ولكنها ظلت مغيبة والقلق يزداد وهو ما زال يلوم نفسه على كل ما فعله بها
قام من جوارها متجها نحو أحد أدراج
مكتبه ليخرج زجاجة عطره ويسرع نحوها ينثرها على كفه ويعود ويمسح بها أعلى أنفها حتى شعر بها تتحرك وتفتح عيناها بصعوبة لتراه أمامها وخلفه محمد ونهال
 

10 

انت في الصفحة 9 من 15 صفحات