رواية (القلب وما يعشق) كاملة
صمت قليلا ثم قال فجأة
خلاص يا هند أنا مصدقك .. بس أنت عارفة طبعا أنك غلطتى ..والغلط ده مينفعش يعدى كده
قالت بلهفة
الله يخاليك يا حاج مترفدنيش
أنا محتاجة الشغل ده اوى
نظر لها بتفكير وقال
أنا مش هرفدك.. بس أبنى مجروح منك أوى ومش هيستحمل يشوفك هنا تانى .. أنا هنقلك مكان تانى تكونى بعيدة شوية عنه.. مش عاوزه يضايق كل ما يشوفك
قالت بحيرة
يعنى يا حاج هو قرر.....
قاطعها الحاج حسين قائلا
سيبيه شويه كده لما يفوق من صډمته شهرين كده ولا حاجة.. يكون نسى وهدى وبعدين أبقى أتكلمى معاه يمكن وقتها يسامحك .. يالا دلوقتى خدى شنطتك وروحى وبكره إن شاء الله تيجى على شغلك الجديد
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أعتدل حسين فى جلسته وهو يجيب زوجته عفاف قائلا
أهدى بس يا أم عبد الرحمن ..أنا عارف بعمل أيه كويس ... هند بتشتغل معانا من زمن ومعاها أسرار كتير عن شغلنا متنسيش أنها مديرة مكتبى ومسؤولة عن ملفات كتيرة .. لو طردتها وقطعت عيشها هتقول عليا وعليا أعدائى .. إذا كانت خانتنى وهى شغاله معايا ومخطوبة لأبنى يبقى هتعمل أيه لما الخطوبة تتفسخ وكمان أطردها من الشغل
قالت عفاف بتفكير
طب وبعدين
ولا قابلين .. أنا قلتلها تسيب عبد الرحمن شهرين كده على ما يهدى .. أكون أنا غيرت تفاصيل وحاجات كتير فى الشغل وساعتها تبقى المعلومات اللى هى تعرفها قديمة ومالهاش لازمة وضررها هيبقى قليل أوى إذا مكنش معډوم يعنى .. والمكان اللى نقلتها فيه مفيهوش حاجة تعرف تضرنا بيها ولا تستعملها مع شركات معندهمش ذمة عاوزه تضربنا فى السوق
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
والله يا حسين أنا مش عارفة أنت بتعرف تمسك أعصابك كده ازاى مع واحده خانتك بالشكل ده
ضحك وقال
أصلها بصراحة خدمتنى مرتين تلاتة كده من غير ما تحس
نظرت له بتعجب فأومأ برأسه قائلا
زى ما بقولك كده خدمتنى وضرت نفسها ..
تنهد بقوة وتابع كلامه
أحلام كانت بتستخدمها علشان تعرف أخبارنا وأخبار يوسف علشان تعرف تقربه من مريم وأبتسم قائلا
وأنا معنديش مانع .. أنا نفسى فى كده أنا كمان
بس هند بقى بغبائها لما لاقت عبد الرحمن معجب بكلام إيمان وكمان راح قالها حلال وحرام أفتكرت أنه بيطفشها علشان خاطر إيمان فاتصلت بأحلام وجابت اللى عندها كله
تنهدت عفاف پألم وقالت
ياعينى عليك يا عبد الرحمن .. ده كان بيحبها اوى .. علشان كده يا عين أمه مخرجش من أوضته من ساعة ما رجع وقاعد فى البلكونة من ساعتها حتى مرضيش يتعشا
ثم نظرت له فجأة بانتباه وكأنها انتهبت لحديثه فى التو وقالت
يعنى أيه أنت كمان عاوز كده يا حاج
قال مبتسما
يعنى هى خططت علشان تقرب مريم من يوسف وتشغلها معاه
وأنت عارفة يا عفاف أنى عاوز ولاد أخويا يفضلوا فى حضنى علشان كده بقولك وأنا معنديش مانع .. المهم عندى أن مريم تحب يوسف مش تبقى عاوزه تتجوزوا علشان تنفذ خطت أمها وخلاص
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
وتفتكر مريم متفقة مع أمها يعنى
قال بشرود
مش متأكد يا عفاف ... لما كانت متحمسة فى الأول علشان تشتغل معاه كان ممكن أقول اه عارفة .. لكن بعد المشاكل اللى حصلت بينها وبين يوسف مبقتش متأكد.. لأنها لو كانت بتنفذ كلام أمها كان زمانها بتسمع كلامه وأنت عارفة يوسف بيتبسط من الست اللى بتسمع الكلام وأكيد أحلام وصلت المعلومة دى لمريم .. وطالما مريم منفذتهاش يبقى اللى أنا حسيته أمبارح فى المكتب وهما بيتخانقوا قدامى كان صح.
ألتفتت إليه عفاف بتسائل وقالت
أيه اللى أنت حسيته .... وهى أحلام يعنى بتعمل كل ده ليه
قال حسين بلا مبالاة
مش مهم دلوقتى .. أهم حاجة عندى دلوقتى عبد الرحمن.. عاوزه يخرج من الحالة دى قلبى وجعنى أوى عليه .. الله يكون فى عونه.. مش سهل عليه اللى حصل ده
كانت هند تجلس فى فراشها وتبكى بشدة وقد تورمت عيناها من كثرة البكاءبينما جلست أختها علا بجوارها ومسحت على ذراعها وحاولت أن تهدئها لكن هند نفضت يد أختها فى قوة هاتفة
أبعدى عنى.. أنت السبب .. أنت السبب
وقفت علا ووضعت يديها فى خصرها قائلة
نعم يا ماما أنا السبب ازاى يعنى .. أنا بس شجعتك أنك توصلى الجواب وتاخدى الفلوس لكن مقلولتلكيش تقوليلها أخبار أخو خطيبك يا هانم.. وأنت أصلا غبية .. لو كنتى قلتيلى كنت هقولك لاء.. لأن اللى ترسم على واحد ممكن أوى ترسم على أخوه وتطلعى أنت من المولد بلا حمص وأهو ده اللى حصل يا ناصحة
قالت هند برجاء
لا لا عبد الرحمن مضعش مني.. هو بس مصډوم وعاوز فرصة يهدى وبعدين مش هيقدر يبعد عني أنا متأكدة .. متأكدة
علا
وأنت فاكرة أن أبوه هيسمحلك تدخلى عيلتهم بعد اللى عرفه .. والله أنا لو منك انتقم منه ده أنت تعرفى عنهم بلاوى
قالت هند بشرود
لا الحاج حسين نقلنى بس علشان ميحصلش صدام بينى وبين عبد الرحمن لكن أنا متأكدة أنه مش هيعارض لو عبد الرحمن عاوزنى .. ليه أروح أعاديه وأخسره للأبد
علا
وتفتكرى يعنى اللى أسمها أحلام دى وبنتها هيفوتوا الفرصة.. دى أكيد هيستغلوا بعدك عنه ويفضلوا وراه لحد ما يتجوزها
نظرت لها هند نظرات شاردة وقالت
خاليها بس تحاول تاخده مني.. وأنا هوريكى هند ممكن تعمل ايه فى شركتهم دى
كان عبد الرحمن يجلس على مقعده الخاص به فى الشرفة مغمض العينين يستعيد كل ذكرياته مع هند كل كلمة حب قالها
لها وكل نبضة قفز بها قلبه لأجلها فتح عينيه ببطء لينظر إلى الحديقة المظلمة وكأنه ينظر إلى الظلام المحيط بقلبه فلقد انطفأت شمس حبه فجأة وبدون رجعة !
رأى الرياح تعبث ببعض أوراق الشجر فتقاوم بعضها ويستسلم البعض الآخر فتسقطها أرضا نعم من يستسلم للرياح يسقط فيصبح جزءا من الأرض ليداس بالأقدام كما تداس الأرض التى سقط إليها راضيا لمعت عيناه وقاتلت الدموع بضراوة من أجل أن تهبط إلى مجراها لتروى ظمأ محنته ولكنها وجدته مقاتل من الدرجة الأولى لم يسمح لها وسجنها فى محبسها ليحتفظ بها ويجعلها مدادا لحياته القادمة والتى قرر أن تكون بلا حب وبلا مشاعر وبلا قلب .. المعنى الحقيقى للجمود.
يتبع التالي
دخلت مريم صباحا إلى مكتبها فوجدت حركة غير طبيعية فى مكتب يوسف ثم سمعته ېصرخ فى بعضهم من الداخل قائلا_
الملف ده لو ضاع هتبقى کاړثة
أطلت برأسها إلى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنين من الموظفين يقفان أمامه وهو منفعل بشدة فى الحديث و عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حادة وقال بعصبية_
تعالى هنا يا هانم فى ملف ضايع وحضرتك لسه واصله
قال الموظف الأول_
يافندم حضرتك مضيت الملف ده أمبارح
قال الاخر_
وقلت حضرتك هتبعته للحاج إبراهيم يمضيه ويراجعه
قال فى عصبية_
أتفضلوا انتوا دلوقتى
ثم استدار لها وهى تقول _
ملف أيه بس وأحنا ندور عليه
هتف يوسف بعصبية_
لسه بتسألى .. الملف اللى أخدتيه امبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج إبراهيم
ارتبكت مريم وهى تفكر بصوت عالى_
مش فاكرة.. طيب استنى أفتكر
أنفعل أكثر قائلا_
الملف ضاع وأنت لسه هتفكرى .. أكيد نسيتى تبعتيه اتفضلى يالا دورى عليه فى مكتبك وفى الدولاب.. أقلبى الدنيا عليه
خرجت مريم فى اضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعة لم تجد شيئا ولا تذكر أيضا شكل الملف خرج إليها بعد دقائق وهو مازال يهتف بصوته الجهورى_
أيه لسه مش لاقيه حاجة .. أنت عارفة لو الملف ده ضاع هيحصل ايه
حاولت مريم أن تركز تفكيرها لعلها تتذكر أين هو ولكنه لم يعطيها فرصة صوته العالى أربكها جدا وشتت تفكيرها ظلت تبحث أكثر من نصف ساعة وهو واقف ينظر إليها ويشتت تفكيرها بصوته ويربكها حتى جلست خلف مكتبها وهى تتنفس بصعوبة ولفت يدها إلى ظهرها لتمسك بجزعها وهى تقول پألم _
خلاص مش قادرة.. ضهرى أتكسر
قال يوسف بانفعال_
يعنى أيه مش قادرة.. قومى دورى تانى
كادت مريم أن تبكى وهى تقول_
خلاص مش قادره ضهرى ھيموتنى .. مش هدور تانى وأعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظة وفى يده الملف الضائع وقف أمامها وقال مبتسما_
الملف أهو ..
ثم وضعه أمامها وقال بانتصار_
فاكره المج اللى وقع أتكسر لوحده ...
واستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها المستفزة فى الكلام طب عن أذنك أنا بقى لحد ما ضهرك يرتاح ثم أطلق ضحكات عالية مستفزة وعاد يستدير إليها وهى تنظر له بدهشة وحنق وقال_
متلعبيش مع الأسد تانى يا قطة.. أتفقنا ...
وأنصرف لمكتبه وصدى ضحكاته المنتصرة يدوى فى أذنها بصخب نظرت إلى المكان الذى كان يقف فيه بذهول ثم ضړبت المكتب بقدمها فى غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهى تشعر بالضيق والحنق منه ها هو قد وفى بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به فى المرة الأخيرة ورد لها فعلها أضعاف مضاعفة بكت أكثر وهى تقول فى ضيق_
والله لوريك يا يوسف .. والله لوريك
قالت كلمتها الأخيرة واجهشت فى البكاء كالأطفال.
عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعة وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن فى ركن بعيد نسبيا يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور كان يحبه ويرويه دائما بنفسه تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن فى البيت فى مثل هذا الوقت فمن المفترض أن يكون فى العمل وقفت متأملة للحوض الذى يتأمله كان أجمل حوض للزهور فى الحديقة كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفتة للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهرة الرائعة نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن
تتركها على أن يسميها باسمها وبالفعل كان يسمى تلك الزهرة هند
وضع أطراف أصابعه على تلك الزهرة فظنت إيمان أنه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها فى عڼف ويرمى بها پغضب خلف ظهره بقوة وڠضب سقطت الزهرة فاقتربت منها خطوات وجعلت تنظر إليها وهى ملقاة على الأرض وتنظر له باستنكاركيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعة المميزة بهذ الڠضب ماذا فعلت له تلك المسكينة !.
أستدار لينظر إلى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود إيمان رغم اقترابها منها فنظر إلى الزهرة پغضب أكبر
وخطى إليها بسرعة وڠضب ليدهسها بقدميه وقبل أن يقوم بدهسها بلحظة ألتقطتها فى سرعة ووقفت تنظر له بصمت متسائل .. فقال فى ڠضب _
أرمى الوردة دى على الأرض.. حالا
قالت له بتعجب _
ليه حرام عليك ..عاوز تدوسها ليه
هتف عبد الرحمن فى عصبية