السبت 23 نوفمبر 2024

رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر كاملة

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


عمري ما اغضب عليك ابدا ياغالي.. بس لازم تراضي اخوك كمان.. 
_ من غير ما تقولي والله كنت ناويها..
تنهدت ثم أعتراها الحزن ثانيا وهي تهمس بخفوت ياريته يرضي عني انا كمان 
_ وهو زعلان منك ليه منا خلاص مش هطلب منه فلوس تاني ايه علاقتك انتي
نظرت له بصمت وقالت كل واحد فينا زعله بطريقته يا وائل..ربنا قادر يصلح ما بنا تاني.. 

_________
نوفيلا_عيون_معصوبة
بقلم_دفنا_عمر
الحلقة_الخامسة
الآن تدفقت الحياة في ثنايا وجوه صغاره وهم يشهدون عودة والدتهم إليهم كما عاد الدفء والاستقرار لحياته.. تجول معهم في بعض المراكز التسويقية وابتاعو بعضا من الأشياء التي استباحتها والدته من شقته وأسكنها بحقيبة سيارته.. ثم ذهبوا ليتناولوا العشاء في مطعم أنيق.. عائدين بعدها يحملون معهم ما جلبوه..صعدوا لشقتهم التي تعلوا شقة والدته بطابقان.
أثناء صعودهم وثرثرة البنات المازحة حولهما تخدش سكون البناية بينما كف يونس يحتضن أنامل زوجته بحب وسعادة متلهفا لخلوة وصال تروي شوقه لها.. ظهرت والدته أمامهم مشرعة بابها تدور في وجوه الجميع.. لم يغيب عن ناظريها عناق كف ولدها بزوجته وفرحته هو وصغاره التي خبؤ بريقها قليلا وهم يطالعوها..كما لاحظت بريق أخر لإسوارة تحوط معصمها.. يبدو أن ولدها حاول بكل الطرق إرضاء زوجته لتعود إليه..
ترقب يونس بقلق رد فعل رضوى.. تمني ألا يحدث بينهما صدام يعكر صفوهم خاصتا أمام بناتهم الصغار يكفيهم ما عاصروه طيلة الفترة الماضية من جدتهم..
_ أنا عاملة رز بلبن حلو أوي.. تعالوا دوقوه هيعجبكم..
نكس رأسه بحزن لا يعرف ماذا يفعل يود تلبية دعوتها لكن يهاب ردة فعل صغاره وزوجته أن يرفضوا بفظاظة.. لن يتحمل هذا..هم بقول شيء ما يلطف الأجواء فقاطعه مبادرة أبرار بقولها 
_ شكرا يا تيتة.. بابا أخدنا أحنا وماما مطعم واتعشينا بيتزاهت وبعدين أكلنا طواجن أم علي عشان أختي رهف بتحبها أوي..
بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها 
شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان.. شوفتيهم 
واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث.. فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا بره.. بكره الصبح هنزل أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك..
رغم كل ما حدث يرفق بها ويبرها وېخاف ڠضبها ويراعي مشاعرها.. كل مرة يعاملها بهذا الفيض من الحنان والرفق تتقزم في مرآة ذاتها أكثر وأكثر وتشعر بالندم..ليته كان فظا غليظ القلب..ما كانت أحست بهذا التحقير داخلها أطرقت رأسها تهتف باستسلام من فقد حقوق الطاعة
زي مابتحبو يا ابني.
_ ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها..
_ خلاص وأنا كمان هاكل مع مامتي..
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها.. ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة..تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى..نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل..
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما.. ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي 
_ عيب يا رهف سيبي اختك براحتها..
ڼهرتها رضوي ويونس يعتصر كفها بين راحته يريد غمرها بقبلاته لموقفها المشرف لأنها لم تكسر خاطر والدته ورفقت بها..منحته نظرة متفهمة تلقفها بحب وشكر كأنه يعدها أن يكافئها بالكثير فابتسمت له لتأتي الأخرى حاملة أطباق حلواها بحماس غير مصدقة أنهم الآن بين جدران منزلها..
بيد مرتعشة أمسكت طبق الحلوى وعجزت أن تقدمه لزوجة ابنها..ليباغتها يونس باحتواء كفها بعد نزع الطبق منه ثم لثمها بتقدير هاتفا تسلم ايدك يا ماما أكيد حلو من قبل ما ندوقه..
لم تستطع الصمود تلك المرة جرفها تيار مشاعرها المذنبة لعاصفة بكاء بدأت بسحابة دموعها تكثفت بين مقلتاها وأنهمرت سريعا ليضمها إليه يونس رابتا عليها لتهدأ..
_مالك ياتيتة
_طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن..
_ وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر.. ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك.. 
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا..
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك 
أزعنت لأمره وهي تحدج جدتها بشفقة حاضر..
..
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار.. فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي.. 
ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه.. فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي.. خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك.. ثم نظر لزوجته مرسلا
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 15 صفحات