رواية بين غياهب الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
من ياسين
بالرغم من ڠضبها و حزنها وآلمها مما حدث فهي مجبرة علي الموافقه و خاصة بعد ما حدث فهي تنوي جعله يتذوق الچحيم الذي رماها به دون أن يرف له جفن من الرحمة
موافقه يا أبيه
شهقة قويه خرجت من جوفها حين شاهدت سالم الذي كان يطالعها بعيون تتراقص بها ألسنه الڠضب الذي تجلي في نبرته حين سألها
لوهله شعرت بأن قدميها لم تعد قادرة علي حملها فهي ترتعب من نظرات سالم التي ټحرقها بنيرانها ولكن الأصعب من ذلك هو خسارة أحد من اشقائها لذا قالت بنبرة مرتجفه
مو. موافقه..
تأكد ظنه فهو فطن إلي أنها ستوافق ولكن رغما عن إرادتها فالآن هو شبه متأكد من أن شقيقته تعرضت للټهديد بطريقة أو بأخرى لذا لم يزيد من حديثه بل الټفت عائدا إدراجه إلى الغرفه وهو يقول بفظاظة
هب عبد الحميد من مكانه وهو يقول بانفعال
كلام اي ده الي عم تجوله
سالم بهدوء
طلبت مني أسألها وهي قالت مش موافقه.. ايه الغريب في كدا..
ناظره صفوت باندهاش فقد سمع موافقتها بأذنيه وقد علم بأن سالم فرض رأيه عليها لذلك تدخل قائلا بتعقل
ممكن تكون مكسوفه منك يا سالم . انا هدخل اسألها..
مالوش لزوم يا عمي..
صفوت بنبرة ذات مغزي
معلش يا سالم .. حلا قريبة مني و هتصارحني.
زفر بحنق و توجه يجلس علي كرسيه بشموخ منتظرا قدوم صفوت الذي ما أن آتي حتى قال
زي ما قولت كانت مكسوفه من سالم.. مبروك يا حاج عبد الحميد..
ابتسم عبد الحميد وقال بوقار
مبروك علينا كلنا يا صفوت بيه.. السبوع الجاي أن شاء الله هنندلي علي اسماعيلية و ناجوا نطلبوها منيكوا رسمي..
تنورونا يا حاج عبد الحميد..
عبد الحميد بتعاطف
كان نفسينا ناجوا نطلبوها منيك أهنه بس احنا عارفين الظروف ..
اومأ صفوت برأسه بحزن تجلى بوضوح في عينيه و نبرته حين قال
ربنا يتمم بخير.
كان الليل طويلا في هذه البلدة الريفية التي و بالرغم من كآبتها ألا أنه ترك بها قلبه. ويستطيع أن يجزم بأن روحه هي الأخرى غادرته
و ظلت معها علي الرغم من غضبه و غيرته التي تملكته حين رأي ذلك الرجل بقربها ولكنه يشعر برغبة ملحه في رؤيتها يريد انتزاعها من بين براثن ذلك البيت. لأول مرة يكن ممزق هكذا بين واجبه تجاه عائلته و بين قلبه المصاپ بعشقها. يعلم بأنه كان اليوم بصدد خسارتها كليا ولكنه لا يتحمل أن يجبره أحد علي فعل شئ. لم يحدث ذلك طوال سنوات عمره الأربعين . لطالما كان هو سيد قراراته و قرارات من يتبعه و الآن يجد نفسه في معركة داميه بين كبرياءه الذي يأبى الإنصياع لما يحدث و قلبه المذعور من فكرة فقدانه لها..
تفاجئ حين رأي سليم الذي كان يتوجه ناحيه حظيرة الفرس الخاصة بعمه و دون أن يفكر قام باللحاق به فوجده يقوم بوضع السرج علي ظهر الفرس يهيئها حتي يمتطيها فصاح سالم مستفهما
بتعمل اي يا سليم
جفل سليم حين سمع صوت شقيقه خلفه فصاح غاضبا
انت لو قاصد تقطع خلفي مش هتعمل كدا!
سالم بفظاظة
مجاوبتش علي سؤالي..
سليم بنفاذ صبر
رايح اشوف جنة!
ازاي
كلمت فرح عشان اطمن عليها قالتلي أنهم قاعدين في الجنينة فقولتلها هاجي اشوفها حتي لو من بعيد..
حين ذكر سليم اسمها تنبهت جميع حواسه و لمعت عينيه بوميض خاطف قبل أن يقول بصدر خافق
و من بعيد ليه دي مراتك ..
سليم بحسرة
مش عايزة تشوفني و عايزة تطلق..
صمت لثوان قبل أن يقول
دافع عن حبك . البنت دي اتظلمت متستاهلش الي حصلها دا كله..
سليم بصرامه
هعمل كدا..
سالم بخشونة
طب يالا عشان منتأخرش..
الټفت سليم بذهول
منتأخرش! هو انت جاي معايا ولا اي
سالم وهو يمتطي حصانا آخر بعد ما قام بتجهيزه
مش هسيبك تروح هناك لوحدك..
سليم بتخابث
مش هتسبني اروح لوحدى ولا وحشتك
نفرت عروق رقبته و اشتدت ملامحه بينما أجاب بجمود
هي مين !
ابتسم سليم علي عناد أخيه وقال متحمحما
احنا فينا من الكذب..
سالم بفظاظة
بطل كلام كتير و يالا بينا..
بالفعل توجه الإثنان الي ذلك المنزل الكبير و قام ليم بالإلتفاف الي الباب الخلفي كما هو الإتفاق مع فرح التي قالت بخفوت
سليم بالله عليك متعملناش مشاكل. هتشوفها من بعيد وتمشي..
سليم بنفاذ صبر
مش معقول هاجي المسافه دي كلها عشان اشوفها من بعيد يعني هقولها كلمتين و امشي علي طول..
فرح پغضب
انت هتستهبل.. افرض حد شافك
سليم بحنق
بقولك اي اسمعي الكلام أنت و ملكيش دعوة و بعدين متقلقيش سالم معايا بره..
تقاذفت ضربات قلبها حتي وصل طنينها إلي أذنيها لدي سماعها اسمه وتسارعت أنفاسها بصورة كبيرة حتي