الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية حافية على اشواك من ذهب بقلم زينب مصطفي

انت في الصفحة 16 من 120 صفحات

موقع أيام نيوز


تسحبه خلفها وهي تقول بدلال
خلاص بقى يا حاج و يلا بينا عشان منتأخرش والهانم والبيه يصحوا ويسئلوا علينا
الټفت لها رفعت وهو يبتسم 
يلا بينا يا حبيبتي وانتي يا بوز الاخص متتحركيش من البيت قبل ما تنضفيه وتأكلي الطيور وتنضفي من تحت البهايم
ثم تركاها وخرجا وأغلقا الباب من خلفهما وهم يضحكون
أغلقت شمس عينيها وهي تدلك زراعها پألم ودموعها تسيل بصمت ولكنها تخلصت منها بتصميم وهي تبتسم لنفسها بتشجيع وتزيل بواقي طعام افطارهم

اهم حاجه اني هكمل في الجامعه واي حاجه تانيه انا هاستحملها لحد ما أخد شهادتي واقدر الاقي شغل يرحمني من العڈاب الي انا فيه ده
ثم انهت امور المنزل سريعآ واسرعت بارتداء تنوره سوداء طويله قديمه كالحه اللون يصل طولها الى كعبيها وقميص باهت أخضر اللون وحزاء اسود قديم بدون كعب
ثم لملمت سريعا شعرها الطويل بعقده سوداء باهتة وتناولت كتبها واسرعت حتى
لا يفوتها موعد القطار
في نفس التوقيت
جلس بيجاد في غرفة مكتبه في قصره الريفي يتطلع الى التقرير الخاص بالمعلومات التي طلبها عن شمس وهو يبتسم بمرح و يتذكر حديثها العفوي وتصرفاتها الغريبه التي تثير دهشته 
ثم توقفت عينيه بتفكير عند اسم جامعتها ومواعيد ذهابها اليها
فهب واقفآ فجأه وهو يقرر ان يذهب إليها ويراها
يعلم انه يرتكب خطأ بما يفعله فهي لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع عالمه ومتطلباته ولكنه لا يستطيع المقاومه
فمنذ ان رأها في الامس وهي لا تغادر تفكيره
جمالهابرائتهاعفويتهاتصرفاتها الغير متوقعه وردودها الغريبه جعلته يعجز عن التخلي عن التفكير بها
ومن الممكن ان رأها اليوم عن قرب ينكسر السحر والشعور الغريب الذي يجذبه نحوها
ثم تنهد وهو يسرع بالمغادره للحاق بالقطار وهو يهمس لنفسه
خليني اشوفها بس النهارده واتكلم معاها يمكن لما اشوفها واكلمها عن قرب الهاله الي حواليها وإلي بتشدني ليها
تنكسر وتخرج من تفكيري
ثم تناول مفاتيح سيارته واتجه للخارج وهو يجري حديث سريع مع سائق سيارته 
لتقابله عمته التي تقف في غرفة الطعام تشرف على الخدم وهم يقوموا بوضع طعام الافطار على المائده
إتجه بيجاد الى عمته وقبل اعلى رأسها باحترام
صباح الخير يا بيلا ايه الي مصحيكي بدري اوي كده
نبيله بابتسامه ودود وهي تشير لمائدة الطعام
صباح النور يا حبيبي بحضر الفطار انت نسيت ان عيلة الدمنهوري هيقضوا اليوم من اوله عندنا
ثم اشارت للمائده
ايه رأيك في الاكل في حاجه لسه ناقصه والا كده كويس
مش عاوزين عيلة الدمنهوري يقولوا علينا حاجه
مين دول الي يقولوا علينا حاجه انتي ناسيه احنا مين والا ايه دا كفايه اوي انهم هايكلوا من الاكل الي انتي اشرفتي عليه بنفسك
ابتسمت عمته وهي تربت على كتفه بحنان
مش اوي كده يا سي بيجاد عمومآ استعد عشان كلها نص ساعه وهيكونوا هنا علشان هيقضوا اليوم كله معانا
ابتسم بيجاد وهو يتجاهل حديثها عنهم ويشير لاحد الخدم
إعمللي كام ساندوتش وحطلي معاهم عصير وقهوه ووديهم على العربيه اه وحط معاهم كمان شوية حلويات 
عمته بتعجب
عاوز الاكل ده كله ليه هو انت مش هتفطر معانا
توجه بيجاد للخارج وهو ينظر الى ساعته بتعجل
لا عندي شغل مهم هخلصه وابقى ارجع اتغدى معاكم
نبيله بدهشه وهي تتابع خروجه المتعجل
استنى بس يا بيجاد انت رايح على فين انت كده بتحرجني معاهم
بيجاد بتعجل
اعتذريلهم وانا كلها كام ساعه وهخلص الشغل الي ورايا وهكون هنا على الغدا يلا سلام
ثم تركها وذهب
ووقفت هي تتأمل خروجه السريع و تفكر بتعجب في حاله الغريب عليها مرحه تعجله حتى طلبه لطعام الافطار غريب عليه فهو لا يتناول ابدا طعام للافطار مهما ألحت عليه فهو يكتفي في الصباح بتناول العديد من اكواب القهوه السوداء التي يدمن عليها
تنهدت نبيله بقلق وهي تستعد لاستقبال عصمت مندور وابنتها وتفكر في حجه تبرر بها غياب بيجاد عن تناول الافطار معهم وتدعوا الله ان يمر هذا اليوم على خير
بعد قليل
جلست شمس في القطار شبه الخالي بجانب النافذه تتأمل المشهد الرائع امامها بتعب ودون ان ترى شئ فتفكيرها مشغول من ناحيه بوالدها وقسوته الشديده عليها و من ناحيه ثانيه بعملها الجديد الذي ستبدء فيه من بداية الشهر والذي جلبته لها احدى صديقاتها كسكرتيره باحد المكاتب الصغيره للمحاماه ومن ناحيه اخرى قلقها وتأنيب ضميرها على فعلتها مع جاد وتسببها الاكيد في أذيته وفقدانه لعمله
فلم تنتبه لجلوس بيجاد الى جانبها وتأمله الصامت لها
فابتسم بهدوء
وهو يسمعها تتنهد وهي ترجع رأسها للخلف وتغلق عينيها بتعب
الا انها تفاجئت بصوت رجولي يأتي من جوارها يقول بهدوء
ياااه كل دي تنهيده
ففتحت عينيها وإلتفتت اليه بسرعه وهي تشهق بصدممه
إنت!! إنت بتعمل ايه هنا
وضع بيجاد ساق فوق الاخرى وهو يقول ببرود
يعني هكون بعمل ايه قاطع تذكره وراكب في القطر اكيد يعني مسافر زي كل الموجودين هنا
شھقت شمس بصدممه وغطت فمها

________________________________________
بيدها وهي تقول بنواح
سايب شغلك ومسافر يبقى اكيد رفدوك وعشان كده سيبت البلد وراجع على بيتك
ثم تابعت وقد إمتلئت عينيها بدموع الڼدم
والله ما كنت اقصد أتسبب في
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 120 صفحات