رواية (الحب الأعمـى) بقلم فريدة
و قالت عايز تزعل برحتك بس ھموت لو معرفتش عرفت ازاي اني لازقه فيها
كعادته رده حاضر دائما قال ببساطه سمعت صوت طبطبتك عليها عادي يعني
ستجن حقا ستجن قالت بغيظ طب و الله انا حاسه انك بتشوف و بتستعمانه يا جواااااد
مثل الحزن ببراعه و قال تمام
يا دهب بس كل ما تقتنعي ان جوزك اعمي هيكون اريح لينا احنا الاتنين و لا زهقتي اعقب قوله بالتحرك للاعلي فورا و علي وجهه اخبث ابتسامه يمكنك ان تراها يوما
جيهان بتعقل اطلعي راضيه انتي عارفه الموضوع ده حساس بالنسباله بعدين كلنا كنا مستغربين تصرفاته فالاول عشان محسناش انه مش بيشوف و كده بس مع الوقت اتعودنا خلاص
صعدت اليه و دموعها منهمره ندما علي ما تفوهت به وجدته يجلس فوق الاريكه و بيده سيحاره يدخنها و وجهه متجهم للغايه اقتربت منه و قالت وهي تقف امامه مثل الطفل المزنب انا اسفه اصلا اصلا مقصدش و الله بجد
وقفت للحظات و حينما يأست منه شجعت حالها و تقدمت لتجلس فوق ساقيه
ملست علي لحيته الناميه و قالت بهمس مغوي لم تقصده جوااااد
ابووووس ايدك بلاش جواد دي دلوقت كده هنهاااااار هكذا قال داخله و لكنها لم ترحمه اذ حركت اناملها الرقيقه فوق وجهه وهي تقول جوااادي حقك عليا انا كنت بهزر معاك يعني انا ليا مين غيرك اتكلم معاه براحتي
مال عليها بهدوء ليلامس شفتيها وهو يقول صالحيني عشان زعلان
همست له دون ان تبتعد و عيناها تلمع بشقاوه اعتادت عليها في الفتره المنصرمه قولي اصالحك ازاي و انا مستعده اعمل الي نفسك فيه بس ارضي عني
كاد ان يرد عليها بوقاحه بعد ان وصل لمبتغاه الا ان قرعا فوق الباب اوقفه زفر بحنق و قال مييين
شعر ان ابن قلبه به خطبا ما قبلها و قال هشوفه و اجيلك يا حبيبي
وقف قبالت الطفل و قال بحنو مالك يا حبيب عمك في حاجه حصلت
محمود بحزن ماما كلمتني و زعقتلي عشان ارجع البلد
جز جواد علي نواجزه غيظا ثم قال هي كلمتك قالتلك ايه
محمود قالتلي انت خلاص نسيت طار ابوك و انت عيل اهبل الي اقتل ابوك ضحك عليك و قالتلي انها جايه مصر تزور تيتا و اهلها و هتعدي عليا عشان تاخدني معاها
و لكن حضڼ ابيه الروحي الذي رباه كان دوما ملازه الوحيد ليشعر بالامان الذي حرم منه طوال سنواته الثماني لم يجده لا في اب و لا في ام
انا معاك و عمري ما هسمح لحد ياذيك حتي لو كانت امك فاهم ابعده قليلا و اكمل مش انت بتثق فيا
محمود بتاكيد جدااا يا عمو
جواد و انا بثق فيك و بعتبرك راجل بدليل ان بعد ما اتكلمنا و انت حكتلي عالي شوفته انا خليتك تحمي بنتي صح و كمان مقولتش لاي حد علي السر ده يبقي انا بعتبرك راجل و
مفيش راجل بېخاف
اسمعني كويس يا ابن قلبي في ناس بتتولد يتيمه و في ناس اهلها بيبقو وحشين ده مش سبب ابدا انك تطلع وحش زيهم او تطلع صايع عشان يتيم الانسان الي بيعمل نفسه يا حبيبي لو انت من جواك عايز تبقي كويس لو عايش في وسط مجرمين مش هتبقي زيهم و لا عايز تطلع وحش لو عايش في جامع هتبقي وحش بردو
انت ربنا اختار باباك الله يرحمه مامتك جواها مش حلو او پتكره الناس بس قصاد ده عندك انا الي اعتبرتك ابني و صاحبي من يوم ما اتولدت جدك و ستك الي بېموتو فيك و استحملو الي امك بتعملو عشان خاطرك يبقي انت تبص لكل الناس الي بتحبك و انت بتحبهم و تطلع زيهم عارف انه صعب شويه عشان مهما كان دي امك بس كل ما تكبر هتلاقي نفسك بتميل للصالح عشان انت جواك كويس و اصلك طيب
شرد بعيدا و اكمل وهو بداخله نيه لتأهيله لما هو قادم انت هتكبر معايا و فحضني حضڼ ابوك الي رباك و عايزك تبقي صاحبه و سنده لما يكبر الي عايزك تبقي اخو عيالي بامر الله و تعلمهم الي علمتهولك و تبقي راجلهم توعدني ان مهما حصل هتفضل ابني الي ربيته و وثقت فيه و انك مش هتخلي حاجه تاثر عليك مهما كانت
ارتمي الطفل داخل صدر عمه و قال برجوله تعلمها منه اوعدك اوعدك يا عمو و هبقي راجل و مش هخلف وعدي ابدا
ضمھ جواد بقوه حانيه و قال بابا قولي بابا يا حبيبي لو حاسسها من جواك قولها
ابتسم الطفل بفرحه عارمه و ضمھ اكثر وهو يقول بابا كان نفسي اقولهالك من زمان بس كنت مكسوف انت احلي بابا فالدنيا ربنا يخليك ليا يا بابا
مرت سياره فخمه داخل احدي الحارات الشعبيه و التي اعتاد ساكنيها علي رؤيتها كل فتره فمن لا يعرف فاطمه ابنت تلك المراه الطيبه و التي لا تشبهها نهائيا في ليله و ضحاها تفاجؤ بزواجها من فريد التهامي ذلك الثري الذي انتشلها من بين انياب الفقر برغم رفض امها الا انها اصرت علي ذلك و تزوجته رغما عنها
فتح لها السائق الباب كما اعتاد و هبطت بكل غرور من السياره الفارهه و بداخلها تشعر بانتشاء حينما رأت نظرات الانبهار داخل عيون الماره كما يحدث دائما في كل مره تاتي لذياره امها برغم ان الاخيره لا تريدها الا انها لها غرضا من ذلك
وصلت الي سطح البنايه المتهالكه بانفاث لاهثه و هي تشعر بالضجر من تلك الحقاره المحيطه بها فقد اعتادت علي حياه الرفاهيه و نسيت انها ولدت و عاشت هنا
فاطمه ازيك ياما لسه بردو قاعده جنب عشه الفراخ عشان تلمي البيض و تبعيه انتي ليه مصممه تصغريني قصاد الناس هااااا عيزاهم يقولو اني جاحده عايشه في العز و سايبه اهلي مش لاقيين ياكلو طب انا و مش راضيه تاخدي مني حاجه طب شيكا ابنك ليه رافضه انه يصرف عليكي و يريحك مالقرف الي انتي فيه ده
نظرت لها الام و التي تدعي سهير پقهر و قالت انا مبدخلش جوفي لقمه حرام و اذا كانت الحيه الي ربنا ينتقم منها سحبتك انتي و ابوكي و اخوكي لسكتها انا عمري ما هكون معاكم ابدااا سامعه و لو مستعريه مني تقدري متجيش هنا تاني و اعتبري ان امك ماټت زي ابوكي ما ماټ في السچن
تاففت فاطمه
بنزق و قالت كل مره نفس الاسطوانه ااايه مبتزهقيش خالتي توحيده الي بتقولي عليها حيه و مش طيقاها هي السبب في جوازه السعد و الهنا الي اتجوزتها و هي السبب بردو ان ابنك يفتح ورشه لحاله بدل مرمطو عند الي يسوي و الي ميسواش انما ابويا الي ماټ فالسجن هي ملهاش صالح بيه هو الي مشي فالشمال احنا مالنا
وقفت سهير و قالت پغضب انتي لسه فكراني هبله و هصدق ابوكي كان شغال صنايعي و بياكلنا بالحلال اول ما دخلت علينا دخلتها السوده سحبتو للسكه الي بيروح فيها مبيرجعش حتي لما اتمسك معترفش عليها ليه معرفش و ماټ فجأه ازاي بردو معرفش
منها لله ضيعت جوزي و عيالي زي ما ابوها ضبع امي زمان
فاطمه بتافف خلصنا بقي من ام الاسطوانه المشروخه دي الواد شيكا فين عيزاه ضروري و تليفونه مقفول من الصبح
سهير معرفش و مش عايزه اعرف ربنا يصلحلكم حالكم ده الي اقدر عليه اعقبت قولها بالاتجاه ناحيه الغرفه البسيطه التي تسكن فيها لحقتها تلك العقربه و هي كلها عزم علي ان تجعلها ترضخ لها كما طلبت منها خالتها
جلست جانبها علي احدي الارائك المتهالكه و قالت ياما ياما يا حببتي انا صعبان عليا الشقي و الذل الي انتي فيه انا مبيجليش نوم و الله و انا حاسه انك نايمه علي مرتبه تقطم الضهر و انا متنعمه فوق ريش نعام باكل احلي اكل و امي حببتي بتاكل طقه و تجوع باقي اليوم لو الفراخ مبضتش طب بذمتك ينفع
لو مكاني هترضيها
سهير بقوه لو بالحلال كنت جيت و قعدت معاكي يا بت بطني انما ابلع اللوقمه ازاي و انا عارفه انها من مال حرام شردت بعيدا ثم اكملت بحزن عميق امي زمان مشت فالحرام و داقت مراره و اتبهدلت و انا مش هعيد الزمن تاني يا بنتي الحړام اخرتو وحشه و انا خاېفه عليكي انتي و اخوكي ربنا رزقك براجل زي الفل و محترم ليه متحافظيش عليه و تمشي تحت طوعو و تسيبك من سكت خالتك انتي مش محتاجه حاجه و اهل جوزك مقتدرين و ربنا كارمهم من وسع انا لحد دلوقت مش قادره اصدق ان المرحوم ده ابنهم
انتفضت فاطمه من مجلسها و قالت بصړاخ غاضب مش هرجع يامااااا سامعه مش هرجع لحد ما يكون معايه الي يعيشني ملكه بقيت عمري من غير ما احتاج لحد
مش هبقي زيك ارضي بواحد اكبر مني ياكلني يوم و يوم لا و لا زي امك الي ابوكي ضحك عليها و فالاخر رماها لما لقت نفسها حامل باست رجلو عشان يسترها و بردو مرضاش طفشت و سابت البلد و هي حامل فيكي اتلطمت و جاعت و نامت فالشارع لحد ما واحد ابن حلال عطف عليها عرف حكايتها و عشان هو راجل كبير و مبيخلفش اتجوزها و كتبك باسمه لما ابوكي رفض يعترف بيكي عشتو عيشه الفقر و الجوع انتي و امك حتي لما كبرتي و اتجوزتي بردو اختارتي واحد من توبك كنتي عيزاني افضل مكمله فالقرف ده هاااااا ردي عليا
سهير پغضب اقوي طب و لو ابويا الحقيقي مكنش ضميرو