رواية (الحب الأعمـى) بقلم فريدة
الي فرع المصنع قابل سليمان و الذي كان يجهز له ثيابا و بعض الادوات اللازمه لتغيير هيئته حتي يستطع الخروج من المصنع بشخصيه مغايره تماما له يعلم انه مراقب و لكن هو يملك من الذكاء ما يجعل حيله لا تنضب ابدا
تخفي في زي احد العمال و خرج من الباب الخلفي نظر بتمعن حوله ليتاكد انه لا يوجد احدا ممن يراقبونه مشي بطريقه ثابته الي ان وصل الي احد الشوارع الجانبيه و هناك وجد سيارته السوداء المعتمه تقف في احد الجوانب صعد داخلها سريعا و مجرد ان اغلق الباب زفر بهم و قال يااارب خليك معايه ساعدني اخلص عليهم عشان اخلص بقي تعبت
المجند في انتظار سعادتك يا باشا من نص ساعه في القاعه
اخرج سېجاره ثم اشعلها بتمهل و قال تمام بلغهم خمس دقايق و هكون هناك اعملي قهوه و حصلني بيها
علم من يجلسو امامه ان اليوم لن يمر بسلام
نظر لهم بهدوء ممېت وهو يخرج سحابه دخان كثيفه من فمه ثم وضع ساقا فوق الاخري بعد ان اراح ظهره للخلف و قال هاااا اشجوني وصلتو لايه
ابتلع الجميع لعابه بوجل بدا فهد الحديث قائلا كل تحركاتها فالبيت عاديه يا فندم حتي المكالمات الي بتعملها مفيهاش اي حاجه تدل علي اي حاجه خااالص بس لاحظت ان في بعض المكالمات بتطلع تعملها في الجنينه و مش بتاخد اكتر من خمس دقايق
ظابط اخر و يدعي شريف حتي احمد و عبادي و فاطمه كلامهم عادي جدا بس في حاجه غريبه لفتت انتباه الرجاله الي بيرقبو البيت
اعتدل في جلسته بانتباه فاكمل شريف في بنت صغيره كل يوم الساعه عشره الصبح بتروح لتوحيده تدلها كيس عيش و لما استعلمنا عن البنت طلعت مجرد عيله امها بتخبز و تبيع للمعارف و الجيران
نظر شريف الي احد الاوراق المتناثره امامه و قال ماجده يا فندم و ابوها مېت و امها اوقفه جواد بكف يده و اكمل عنه عارفها امها ارمله و بتصرف عليها هي و اخواتها
زوي بين حاجبيه و قال بذكاء الكميه قد ايه تقريبا يا شريف
شريف باستغراب مش عارف بصراحه يعني ده عيش عادي
خبط بكفيه فوق الطاوله و قال بعصبيه انت اهبل و لا عبيط انتو مش عارفين في شغلنا اي حاجه و كل حاجه مهما كانت تافهه بتفرق و ان الحاجات الصغيره هي الي بتوصلنا لاخر الخيط
في الحالتين الموضوع في حاجه مش طبيعيه
نظر لهم باستهزاء و قال مش لاقي ليكم وصف بجد يعني لو مشغل معايه عيال لسه متخرجه جديد كانو فهمو و نفذو الي بفكر فيه من غير ما اقولو
نظر لمهند و قال اخبار شيكا ايه اخر تحركاته من بعد ما كلم اخته اخر مره
فهد
تحركو جميعهم خارج قاعه الاجتماعات و تركوه وحده بعد ان ظل الاجتماع ما يقارب الخمس ساعات و قد اعتصرهم عصرا لم يترك صغيره و لا كبيره الا ان ناقشهم فيها و اعطي اوامره بتنفيذ بعض القرارات التي اتخذها ليقضي علي هؤلاء الحقراء و الذين كان معهم اخيه الراحل
فريد الذي كانت علاقته به سيئه للغايه بل وصلت حد الكره من تجاه الاخر له لا يعلم لما و لا يعلم ايضا ما جعله يخرج عن السرب و يضل طريقه ليمشي قدما مع هؤلاء الحقراء
تذكر حينما قدم استقالته بناءا علي طلب ابيه رفضها القائد و قال له استقاله مرفوضه طبعا
جواد باستغراب ليه يا فندم انا عندي ظروف تمنعني ان اكمل فالجيش اهلي محتاجني و انا مقدرش اقولهم لا
القائد قرار ترقيتك و نقلك لجهاز المخابرات اتمضي من القائد الاعلي يا جواد اذا كان اهلك محتاجينك بلدك محتجالك اكتر
جواد بحماس و انا فدي بلدي يا فندم بس
القائد مفيش بس انت عارف ان رجاله المخابرات مش بيظهرو و محدش يعرف مين الي شغال فيها انا هقبل الاستقاله عادي جدا و الكل هيعرف انك سيبت الخدمه و ملفك هيتنقل للجهاز اعتقد انك تقدر توفق ما بين شغل العيله و شغلك و لا ايه
وافق علي الفور وهو يطير فرحا كان يعمل و يجتهد ليصل الي تلك المكانه و التي يستحقها عن جداره عمل متخفيا تحت ستار اعمال العائله لمده اربع سنوات
لم يكن يعلم شيئا عن تلك المنظمه التي تديرها توحيده و اخيه الي ان قام بعمل الحاډث الذي راح ضحيته اخيه و زوجته الحامل وهو كان بين الحياه و المۏت لمده شهرا كامل و بعد ان بدا يتعافي و فاق من الغيبوبه اكتشف انه فقد بصره
حزن كثيرا حينها و لكن حمد ربه و سافر الي المانيا لاجراء عمليه اخري من المفترض انها ستعيد بصره مره اخري
رافقه اخيه و لكنه لم يكن يعلم ان قائده و فهد يرافقانه في الخفاء ايضا
تمت العمليه بنجاح و عاد له بصره مره اخري بعد ان جلس شهران في ظلمته الحالكه
تفاجأه بدخولهم عليه في غرفه المشفي في نفس اليوم الذي كان سيغادر فيه
فلاش بااااااك
القائد حمد الله علي السلامه يا سياده الرائد
التف له و قال بزهول يامن باشا و فهد ااا
فهد بابتسامه اهدي بس و هنفهمك كل حاجه
جلس ثلاثتهم و معهم فارس الذي لا يفقه شيئا مما يدور حوله و استمع الي القائد وهو يقول اولا حمد الله علي سلامتك انا كنت متابع مع الدكتور الالماني حالتك من الاول و طمني ان مفيش اي اثار للعمليه و نظرك رجع زي الاول
فهد احنا كنا معاك علي نفس الطياره بس انت عارف طبعا باسماء مزيفه
القائد و دلوقت يا بطل ناوي علي ايه مش شايف ان الاجازه طولت و كفايه كده
جواد بابتسامه متوجسه تمام يا فندم انا راجع الصبح بامر الله و هكون في شغلي بعد يومين
القائد بامر بس انت
مش هترجع مصر يا جواد انت هتطلع من هنا عاليابان
نظر فارس و
جواد اليه باستغراب و قال الاخير بحيره في شغل هناك يعني بس انا كل المهمات الي بمسكها جوه مصر
فهد ماهي مهمه جديده جوه مصر بس لازم تسافر اليابان الاول
جواد بجديه فهو لا يحب الالغاز افهم لو سمحت محتاج توضيح
تنفس القائد بثقل و قد قرر ان يفصح له عما حدث و عن طبيعه مهمته الجديده و التي ستكون اصعب ما قام به في حياته ليس فقط لخطورتها بل لان المتورطين فيها احد افراد عائلته
القائد انت عارف طبعا ان شغلنا مفيهوش مشاعر و لا قرابه مهما كانت درجتها
انقبض قلبه توجسا مما هو ات اكمل القائد بجديه رجالتنا رصدت تحركات غريبه عالحدود و لما بحثو اكتشفو ان في بعض المهربين بيدخلو مواد كيميائيه مسرطنه نقطه بس تتحط جوه اي ترعه الزرع كله يتشبع بيها و طبعا هتتنقل للناس الي هياكلو من الزرع ده و الحيوانات كمان المهم مسكنا طرف الخيط و مشينا وراه بقالنا سنه اكتشفنا انهم زي ما بيدخلو المواد دي البلد
جواد پصدمه يا نهار اسود كل ده طب و قدرتو توصلو للي بيدير الشبكه دي يا فندم
نظر له القائد بحزن و قال للاسف عرفنا بس مش قادرين نمسك عليهم اي حاجه بيشتغلو بذكاء و حرص شديد حتي الناس الي مسكناها معترفوش علي اي حد
اخذ نفسا عميقا و اكمل متخفيين قوه قريه من القري الريفيه و بيستخدمو مصنع تصدير لحوم لتهريب الاثار او الاعضاء
هنا انقبض قلب الاخوان و نظرا لبعضهما البعض و كلا منهم اتاه نفس التفكير هذا الحديث عنا نحن
ساله جواد بقلبا وجل مين في عيلتي الي متورط يا فندم
نظر يامن و فهد لبعضهما بحزن و قال الاخير عمك و احمد ابنه و توحيده و اخوك و مراته
انتفض الاخوان من مقعدهما بحنون لم يستطيعا تصديق ما حدث اخانا له يد في كل تلك الحقاره لا مستحيل كان ضړبا من الجنون اذ صړخ جواد قائلا استحاله يا فندم ممكن اصدق اي حاجه الا ان فريد اخويا يعمل كده
فارس بحزن مش ممكن طب ليه احنا الحمد لله ربنا كارمنا من وسع مش محتاجين حاجه يمكن في حاجه غلط او حد عايز يورطو
يامن للاسف كل المعلومات الي وصلتلنا بتاكد انه كان ليه دور كبير في المنظمه نظر لجواد و اكمل الحاډثه كانت مدبره يا جواد بس الي مكنش في حساباتهم ان فريد يكون معاك
جلسا الاخوان مره اخري بهم و لم يستطيعا التفوه بحرف كان مظهرهما مثير للشفقه حقا احترم فهد و يامن صمتهما و قررا ان ينتظرا قليلا حتي يلملمو شتاتهما الذي بعثر بعد تلك الطامه الكبري
و بما ان هذا الجواد يملك من القوه ما يجعله يتحمل تلك الصدمه الموجعه نحي جواد التهامي جانبا و احضر شخصيه الظابط فقط نظر للقائد بقوه و قال عايز ملف القضيه يا فندم هدرسو و بامر الله محدش هيوقعهم غيري بس ادام الموضوع كله هنا ليه هسافر اليابان
يامن لانك لازم تفضل اعمي نظر له بعدم فهم فاكمل هما قررو يتخلصو منك لان بعد ما سبت الخدمه و مسكت المصنع مبقوش قادرين يهربو حاجه عن طريق المصنع فكان الحل الامثل انهم ېقتلوك عشان فريد يرجع يتحكم في كل حاجه من تاني و يمشيلهم الشغل
فارس پصدمه يعني فريد كان عارف انهم هيقتلو اخوه و وافق طب ركب
معاه العربيه ليه
فهد تقريبا كانو متفقين يخلصو من جواد بس ميعاد التنفيذ محدش بلغو بيه او مش عارف النقطه دي لغز بالنسبالنا
يامن انت هتطلع من هنا عاليابان هتقعد ست شهور هتدرب