رواية (الحب الأعمـى) بقلم فريدة
...شهقت في باديء الامر و لكنها اعتادت علي بروده الماء و بدأت تستعيد وعيها و اتزانها ...و قد خف بكائها الا من بعض الشهقات المتقطعه ....اغلق الصنبور و سحب منشفه صغيره و جفف بها وجهها برقه بالغه ...حملها مره اخري و اتجه بها للخارج ليجلس فوق الاريكه حتي لا تخاف اذا ما تمدد بها فوق الفراش
اجلسها فوق ساقيه و ضمھا بحنان و اخذ يملس علي شعرها و ظهرها بهدوء حتي شعر باسترخائها فقبل راسها و قال احسن دلوقت
ابعدها ثم كوب وجهها وهو يمسح دموعها و يقول بوجل مټخافيش مني يا دهب
فاض بها الكيل ...هي مجرد طفله تحملت الكثير ...قررت الانفجار و ليحدث ما يحدث ...فمهما حدث لن يكون اكثر مما ...حدث
و طبعااا بعد الي حصل هاتسبني ليها تاني صح ...ضړبته بقبضتها علي صدره و قالت پجنون صح ...ااااانطق ...هتسبني تااااااني
مش عيزاني ابعد ....يا دهبي
دهب ........
الفصل الحادي عشر
بعد ان سالها بتمني يشوبه الرجاء ... هل تخاف ابتعاده عنها ... هل تريده جانبها ... هل تتمناه كما ظل طيله السنوات الماضيه يحلم بها .... هل اشتاقت لايامه معها
نظرت له مطولا و هي تبحث في ملامحه عن فارسها المغوار ... الذي كان يدافع عنها ببساله و يقف لابويها بالمرصاد اذا ما فكر احدهما ان يبكيها ... هو الوحيد الذي ذاقت علي يده معني الحنان .. و الامان .... امانها الذي
افتقدته بغيابه عنها تنهدت بعمق و قررت ان تزيح عن كاهلها كل ما عانته في بعده عنها ... ستلقي همومها علي كتفه و هي كلها ثقه و
يقين انه سيحملها عنها .... فهو جوادها دهب عارف ..... انا فاكره كل حاجه حصلت زمان .... مش الي حصل منك لا ... الي كنت بتعمله معايه .... حنيتك
عليا الي عوضتني عن قسوه امي و سلبيه ابويا
معاها..... اهتمامك بيا و كل حاجه كنت بطلبها منك بتجبلي
منها كتير .... رجوعك من الكليه يوم اجازتك .. كنت تجيلي
انا الاول تطمن عليا قبل ما تروح السرايا حتي عشان
تسلم علي اهلك او تغير لبسك و ترتاح من السفر..... كنت
اجمل حاجه في حياه طفله ملهاش حد غيرك ... كنت
بتلعب معايه كانك من سني .... كنت معوضني عن حياه
كامله كان نفسي اعيشها .... انا مزعلتش منك ابداااا يوم
الي حصل .... كنت صغيره بس كنت حاسه انك موجوع
و بتحارب روحك عشان متأذنيش ... دمعتك الي نزلت علي كتفي لحد دلوقت حاسه بيها ... كانت زي الڼار حړقت
جلدي و علمت فيه .... كنت مخلي حياتي ورديه يا
جواد .... شهقت بقوه و اكملت لما كانو بيزعلوني و انت مسافر او ماما تضربني ... كنت اعيط شويه صغننه بعدين امسح دموعي بسرعه و اقول ... مش هعيط دلوقت ... لما يرجع جواد هشتکیلو و اعيط براحتي عشان هو الوحيد الي هيمسح دموعي .... بكت بقوه و هي تقول اكثر حاجه قهرتني انها حړقت كل العروسات و اللعب الي كنت جايبهالي ... مسابتش اي حاجه منهم ... حسيت ان قلبي هو الي اتحرق و انا شايفه الڼار بتاكل كل حاجه بحبها ..... كانت عيزاني انساك .... بس في نفس الوقت بتفكرني و بتهددني بالۏحش الي انت عملته ... طب هو معقول يكون حد كويس معايه ديما و بمجرد ما يعمل حاجه واحده بس وحشه نبعد عنه و نكرهه ..... مبطلتش تضربني غير بعد ما قعدت من المدرسه ... و كانت ديما تهددني لو قولت لبابا انها ضړبتني هتقوله عالي انت عملته زمان .... انا بنتها الوحيده ... ليه تعمل فيا كل ده .... من يوم مانت خطبتني و هي بتبصلي بكره ... حتي الحاجه الي انت اشترتهالي ... مخلتنيش اشوفها ... فضلت هي و خالتو ذینب يرصوها فالدولاب و طلعتلي الفستان ده بس..... بس خالتو عجبها الشنط و الجزم ... هما الي شوفتهم ... عارف .... انا متاكده ان اول ما هنرجع البيت هتهددني لو مسبتكش هتقول لبابا عالي حصل زمان .... شهقت پقهر و اكملت عارف ... انا عارفه المكان
ده بتاعك ... فكراه من و انا صغيره ... لما روحت هناك
من فتره اول مره بعد ما كبرت ..... كنت محتجالك اوي يا
جواد ... جازفت و روحت هناك بالليل عشان بس اكون في
مکان انا واثقه ان مفيش حد بيدخلو غيرك ... كنت
بشم
ريحتك فيه ... قعدت تحت الشجره بتاعتنا و انا حاسه
اني مسنوده عليك انت مش علي جزع الشجره ... اطمنت و ادفیت ... و حسيت بشويه امان كنت ھموت و احس بيهم...... قعدت اكثر من ساعتين اتنفس جامد و اشم كل نسمه هوا فالمكان .... يمكن فيهم نفس خرج منك انت .... لما شوفتني هناك عرفتك علي طول ..... كان نفسي اترمي فحضنك و اقولك اتاخرت علي دهبك ليه ... سيبت دهبك ليه يا جواد..... بس كنت خاېفه ...... خۏفت تعرفني و تزعل مني عشان خرجت بالليل ... خۏفت في لحظه ڠضب تقول لبابا .. بس كانت حاجه جوايه بتقولي لاااااا جواد عمره ما يعمل حاجه تأذيكي ...... لما ركبت معاك عالحصان ... و لما مدتلي ايدك ... و لما اتعلقت في رقبتك ... كنت بسحب كل نفس بيخرج منك ... ادخله جوايه ... عشان اطمن انك بجد .... جواد .... حسيت اني طايره من الفرح الي محستش بيه من بعدك .... بس زعلت عشان معرفتنيش ... و زعقتلي عشان اتعلقت في رقبتك .... بس بردو فرحت انك جيت عندنا تاني يوم .... خۏفت شويه انك هتفتن عليا ... بس جوايه احساس انك جاي عشاني انااااا .... جاي ترجع دهبك الي اتسرقت منك ... مش عارفه ليه حسيت بكده .... بس كنت
مبسوطه ... و بس صمت مهيب حل علي المكان ولا يسمع فيه غير اصوات تنفسهم العالي .... و صغيرتنا تنظر له في انتظار رده علي كل حرف تفوهت به
بعد فتره ... أخذ يمسح علي وجنتيها الناعمه بحنان وهو
يتمني ان يراها بعينه .... و لكن قلبه يراها و يحفظ
ملامحها عن ظهر قلب ... و لما لا وهي ابنت قلبه المتيم
بها ... قلبه الذي ذاق مراره الفقد ... و احترق بڼار شوقه لها
اخرج هاتفه من جيبه و ضغط علي زر ثم قال بابا
اتاه الرد من ابيه فقال له بهدوء و صوت حزين استشفه
ابيه بسهوله بابا لو سمحت حاول تاخر رجعتك للسرايا انت و عمي محمد شويه
ابتعد ابيه عن محمد و من معه ثم قال بقلق في حاجه حصلت يابني .. مالك صوتك زعلان زفر جواد بهم و قال برجاء لاول مره ارجوووك يا
بابا .. انا مش قادر اتكلم دلوقت بس محتاج تعمل الي طلبته منك .... ارجوك عبيد حاضر يابني هعطله شویه و مش هرجع بيه غير لما
ترن عليا
جواد بامتنان شكرا .... سلام ترك الهاتف بجواره بعد ان اغلقه نهائيا حتي لا يقاطعه احد وهو يتحدث معها
امسك كفها و قبله بعشق ثم قال انا بقالي سنين مستني اللحظه دي ... اللحظه الي هقعد معاكي و احكيلك كل الي حصل ... و افكرك بيا .... افكرك بجواد الي رباكي
علي ايده ... و مكنش يهمه حد فالدنيا غيرك ... كل حاجه في دنيتي كانت بتيجي من بعدك يا دهبي .... اول ما حسيت ان مشدد ولك لومت نفسي ... بس قولت و ليه لا يا جواد البنات بتكبر بسرعه كلها كام سنه و تبقي احلي عروسه ... و تبقي ليك .... خليك جنبها و حافظ عليها لحد ما ييجي اليوم ده .... اهتميت بيكي كانك
بنتي ... كنت بحكيلك حاجات محدش يعرفها عني ... كانك صحبتي .... بس بيني و بين نفسي كنت بقولك
بحبك ..... و انا بتخيلك بنوته زي القمر ....