رواية كوخ بآخر المدينة مكتملة للكاتبة سارة محمد سيف
موعد مغادرة إسراء إلى منزلها على وعد بزيارة قريبة
وعادت إيلين تجلس مرة أخرى على الارجوحه بمفردها لتحركها بهدوء وتطلع إلى السماء لتراقب الطيور وكانت منشغلة بمتابعتهم بشدة حتى شعرت بالارجوحه تهتز بشدة فجأة فالتفتت لتجد آسر يدفعها ويبتسم لها فابتسمت له ابتسامه واسعة وتابعته وهو يتجه ليجلس بجوارها قائلا صحبتك مشيت
آسر انتي كام سنة
إيلين 20 وهاتم 21 قريب
آسر مندهشا أنا افتكرتك هتقولي 16 سنة
إيلين ههههههههه لا مش للدرجه دي
آسر بتروي لا للدرجه دي واكتر دا انتي لما بتضحكي باحس انك بقيتي 14 سنة
إيلين ضاحكه طب تحب أكشر مثلا عشان ادي 21
آسر مبتسما لا انتي كدا حلوة ... الزعل ما يليقش عليكي
خجلت إيلين بشدة فتابع انتي بتتكسفي كتير كدا ليه
آسر 33
إيلين العمر كله
آسر تسلمي .... متخرجه من كلية ايه يا إيلين
إيلين أنا دبلوم تجارة
آسر مسرعا ماكنتش اقصد معلش
ضحكت إيلين قائله عادي أنا مش مضايقة
آسر مستفهما بس انتي شكلك ذكية ليه ما دخلتيش كلية
إيلين غامزة وعرفت منين إني ذكية عملتلي امتحان
آسر مبتسما مش بيقولوا سيماهم على وجوههم
آسر وقد زاد إعجابه بها اها بس أنا ما شوفتش عربيات هنا
إيلين ما انت ما روحتش في حتة... سكن العمال اللي جنب المكان اللي وقعت فيه الطيارة دا
آسر معلش عطلتك
آسر مبتسما خلاص شوفي انتي اللي وراكي وانا مش هاعطلك
إيلين متردده طب ما تيجي
تقعد معايا في المطبخ ونكمل كلامنا وانا باطبخ
آسر سعيدا بهذا الاقتراح طب تمام بس يا رب الاكل ما يتحرقش بسببي المره دي !
بينما يتابعان الحديث في المطبخ استيقظ جدها فانتهز آسر الفرصة ليراضيه ويصلح من فأحبه آسر كثيرا وشعر بالسعاده لوجوده في هذا المنزل مع هؤلاء الناس بينما بادله الجد نفس رأى من نظراتهما لبعض بالرغم من أن أيا منهما لم يفهم تلك المشاعر حتى الآن ولم يستطيعا أن يفسراها وخصوصا وانه لم يمر 24 ساعة على تعارفهما وانتهى اليوم والذي يليه على نفس الوتيرة دون جديد وفي اليوم الثالث لتواجد آسر معهم بينما يتناول ثلاثتهم الفطور
الكابتن مندهشا فهذه أول مرة يعتذر فيها آسر عن شئ فعله فقال مستغربا ولا يهمك فداك
الجد بترحيب اتفضل يا ابني اقعد كل معانا
آسر معرفا دا مصطفى جد إيلين وصاحب المزرعه ودا الكابتن محمد الطيار
إيلين بابتسامه اهلا يا كابتن اتفضل
آسر معتذرا بصدق معلش يا كابتن محمد أنا السبب في اللي حصل دا كله
سمعه آسر فقد كان يجلس بجواره فنظر لعادل بريبة محاولا أن يستفهم ما سر عدم ترحيب الجد مصطفى به بينما كانت إيلين تعرف إسراء على الكابتن محمد لتنطلق شرارة حب جديدة مع هذا اللقاء الجديد.
يتبع الجديد
الفصل الثالث
كانت كوثر هانم تجلس بجوار نادين متابعين أحد الأفلام على التلفاز عندما أعلنت الخادمة عن وصول الآنسة فريدة فنهضت كوثر بابتسامة واسعة لترحب بها بشدة أهلا أهلا فيري حبيبتي
فريدة بابتسامة مماثلة أهلا يا أنطي
كوثر بلوم مش اتفقنا انك تقوليلي يا ماما ...انتي عارفة كويس أنه كان نفسي ربنا يرزقني ببنت بس النصيب كان آسر وبس وحاسه انه انتي تعويض ربنا ليا
فريدة متقربة أكيد يا ماما كوثر دا شئ يني
قم التفتت إلى نادين لتجز على أسنانها وهي تلقي عليها التحية ازيك يا نادو عامله ايه
نادين بملل الحمدلله
قالت فريدة موجهه حديثها إلى كوثر اومال آسر فين لسه في الشركة
تنهدت كوثر لا يا ستي سافر تاني
فريدة مستغربة هو لحق يوصل عشان يسافر
كوثر ما باليد حيله الشغل الشغل من سنين وهو على كدا
فريدة بدهاء هو محتاج واحده تبقى جانبه وتعرف تربطه في البيت وتلغي مواضيع السفر دي من دماغه خااالص
كوثر وقد فهمتها الدور والباقي عليكي .... اتشطري انتي بس
فريده بخبث وراه وراه لحد ما نتجوز ! هيروح مني فين
كوثر بسعاده اهو كدا تعجبيني ... أنا هالاقي أحسن منك لابني فين
نهضت نادين مغادرة بتأفف فقد بدأ التخطيط لتزويج والدها من تلك الافعى فريدة التي لا تطيق أيا منهما الأخرى على الرغم من أن فريدة تدعي حب نادين أمام الجميع لتنال رضاها حتى أن نادين كانت ستصدقها ولكنها اكتشفت حقيقتها بالنهاية وتدعو من الله دائما أن تكتشفها جدتها هي أيضل لتكف عن محاولة دفع والدها تجاه تلك الخبيثة...تابعت السيدتان الحديث غير عابئين بمغادرة نادين بل شعروا ببعض السعاده لتمكنهم من التحدث بحرية.
بعد انتهاء يوم آخر اتجه كلا منهم إلى فراشه لينعم بنوم هادئ فقط العشاق من كانوا مستيقظين في ذلك الوقت....كان آسر ينام برفقة محمد في الغرفة ذات السريرين والتي علم آسر أنها تخص الجد والغرفة التي نام بها أول ليلة له في هذا المكان كانت غرفة إيلين وهي تنام بها الآن بينما جدها ينام في الدور العلوي على الأريكه بالرغم من إعتراض كلا من محمد وآسر على ذلك لكنه أصر متحججا بان ذلك أفضل حتى يتجه إلى عمله في الصباح دون أن يزعج أحدا....ظل آسر يفكر في إيلين وترتسم صورتها على سقف الغرفة أمام عينيه وهي تضحك فكم أحب ضحكتها و وجد نفسه يبتسم تلقائيا فهي الوحيدة التي استطاعت الدخول إلى عالمه وإعادة الضحكه إلى ه وعلى الفراش المجاور له كان محمد يرقد بنفس الحال ولا يختلف عنه كثيرا فهو كان يفكر في إسراء ورقتها وكم أعجبته بمرحها ومزاحها شعر أنه يعرفها منذ زمن ولكنه اضاعها وفجأة وجدها وكان ذهن إسراء منشغلا به كثيرا وتشاطره نفس الافكار.... وإيلين تنظر من نافذة غرفتها وعلى
ها إبتسامة هادئة تفكر فيما حدث منذ ثلاثة أيام...وتشرق الشمس وكلا منهم مستغرقا في أفكاره لتستعد إيلين مرتدية ملابسها لتعد الافطار لجدها قبل ذهابه إلى العمل. لحق بهم محمد و آسر ليشاركهما الإفطار.
آسر أنا مش متعودة على القاعده كدا
الجد بهدوء أنت تعبان ولازم ترتاح عشان ترجع لحياتك وشغلك تاني ولا ايه
توتر آسر ولكنه قال بهدوء طب خليني اجي اساعدك في شغلك
الجد مندهشا وأنت إيه اللي يعرفك في شغلى
آسر بفخر أنا كنت باهتمام بالجنينة بتاعت البيت بتاعنا قبل ما انشغل بالشركة وكنت مخليها ولا الجنة
إيلين ضاحكه ونعم التواضع بصراحه
محمد مستغربا وانا اقول جسمك كدا ازاي يا ابن اللذينا !
الجد ضاحكا أنت هتحسده ولا ايه
محمد مازحا هي العضلات دي فيها حسد ولا هينفع
آسر بغيظ حد قالك تبقى كسلان المهم يا جدو مصطفى موافق
استسلم الجد ناهضا خلاص يا ابني اللي يريحك تعالا معايا
نهض آسر ولكنه استدار فجأة لمحمد قائلا وانت مش جاي
محمد بلا مبالاه لا يا عم ماليش في هدت الحيل دي
آسر مغيظا بس ما تجيش تقولي عضلاتي وعضلاتك جسمي وجسمك
محمد ضاحكا لا ما تخافش يا سيدي أنا اصلا هاقوم أتمشى في المنطقة شوية
حث الجد آسر على الاسراع فغادر مسرعا دون إضافة كلمة أخرى ليلتفت محمد بتردد إلى إيلين قائلا هو ... هو... هو بيت الآنسه إسراء بعيد عن هنا
إيلين محاولة إخفاء ضحكتها مش أوي بس بتسأل ليه
توتر محمد لا ابدا عادي... أنا هاقوم اتمشى شوية عن إذنك
لم تستطع إيلين أن ترد فقد كانت تحاول كتم ضحكاتها بقدر المستطاع حتى لا تخرج أمامه ولكن ما إن خرج حتى اڼفجرت ضاحكة فقد لاحظت نظرات كلا منهما للآخر بالامس ولكن لم تجد فرصه مناسبة لتحادث صديقتها والله وشكلك وقعتي في المحظور يا سوسو انتي والكابتن
كانت كوثر تجلس مطالعة أحد الصحف عندما ظهر جاسر ليتناول كوب العصير الخاص بها ويجلس ليتناوله بتلذذ واضح فڼهرته قائلة ما تروح تجيب لنفسك! ولا تقول لحد من الخادمين يجيبهولك! لازم تشرب من كوبيتي يعني
جاسر مداعبا ما عشان أجري وراكي يا عسل
كوثر متنهده اللهم طولك ياروح! وبعدهالك يا جاسر!
جاسر ببراءة هو أنا عملت حاجة يا عمتو دا انا حتى غلبان
كوثر اه غلبان والغلبان بقى يخلي عيلة صغيره تفضل بره البيت للساعه 2 بليل!
جاسر ببرود مش انتي قولتيلي افسحها واديني فسحتها مضايقة بقى ليه دلوقتي
كوثر بغيظ انت البعيد ما بتحسش! قولتلك فسحها مش افسدها مش ضيعها
جاسر بتمعن البنت رجعتلك صاغ سليم ليه كل دا
كوثر بعصبية عشان حضرتك هتخليها تبقى زيك ومش هنقدر عليها
جاسر بملل خلاص ما تقوليليش فسحها تاني
كوثر يا شيخ روح انت وفسحك دي انا لو كنت اعرف انك هتأخرها كدا ما كنتش خلتها تروح معاك من أصله
جاسر ناهضا
أنا رايح اوضتي أحسن ما يجيلي العصبي
لاحقته كلمات كوثر الاخيره وهى تقول بصوت مرتفع دا انا اللي
مرارتي هتتفقع بسببكوا !
تنهد جاسر
بمجرد وصوله إلى
الطابق العلوي ليتجه إلى غرفته لينام قليلا قبل أن يعاود الخروج مرة أخرى عندما سمع صوت نحيب منخفض يأتي من غرفة نادين فاتجه إليها ليجدها جالسة تحاول أن توقف نهر الدموع الذي يسري على خديها فاقترب منها قائلا بشفقه مالك يا نادو بټعيطي ليه
نادين