زواج اضطراري
فوط صحية شعرت بالحرج الشديد منه ف لم تعلم ماذا عليها أن تخبره قام أدهم ليفتح الباب وقبل أن يذهب أخبرته أن ينتظر لأنها هي من طلبت أشياء من الصيدليه فأشار لها أن تجلس هي وأنه سيذهب ليفتح الباب ويحضر لها ما أرادت وبالفعل فتح الباب وأحضر لها شنطة الصيدليه ونظر لها متسائلا
لما أنتي مش هتاخدي دواء أمال جايبة أيه من الصيدليه
أدهم أنتا بقيت ذكي أوي النهارده
اشمعنا
مش مهم جايبة حاجات خاصه
هرش في رأسه وكأنه تذكر شيئا ثم أجابها آسف آسف معلش مش متعود على كده بقالي كتير مفيش ستات ف حياتي
لا الشغل حاجة والحياة الشخصية حاجة وبعدين مكلمتنيش ليه وقولتيلي أجبلك اللي أنتي عايزاه
لا طبعا
ليه لأ طبعا يعني تتكسفي مني أناا ومتتكسفيش من الصيدلي وبعدين راجل غريب يجيلك لحد البيت وأنتي لوحدك ده مش أمان طبعا
لا مقدرش اقولك أولا اتكسف ثانيا هتقعد تقولي كلامك المستفز بتاع بتتلككي عشان تكلميني ومعرفش أيه ثالثا بقا أنا أصلا مش طايقاك
مش طايقاني ليه بس
والله أنتا مش عارف قالتها بغيظ
خلاص بقا خلي قلبك أبيض على العموم أنا آسف
أبيض ده أنتا خليته أسود ومنيل بنيله وبعدين آسف ديه أصرفها منين
أسود ومنيل ب نيلة يا نهار عل الألفاظ وبعدين في بنك الاعتذرات على أول الشارع ممكن تصرفيها منه
بالراحة شوية أهدي أنتي هتطلعي هرموناتك عليا
على العموم عندك حق وقولتلك أنا آسف هحاول والله اشتغل على موضوع الثقة ده بس موعدكيش إني هعرف أعمله بس هحاول
والله وطلعلك نفس اشكريني بقا
شكرا
طيب أنا هقوم أحضرلك أي حاجة عشان تاكلي
هتاكل معايا
أشمعنا
أنا مش بحب آكل لوحدي
حاضر هاكل معاكي
ذهب أدهم للمطبخ وتوجهت مريم للحمام وفي أثنااء خروجها شعرت بدوار شديد يجتاحها استندت بيدها على الحائط ونادت أدهم
أدهم
فزع أدهم من استغاثتها وهرع إليها قائلا
في أيه مالك
دايخه أوى حاسة الأرض بتلف بيا
أكيد الضغط وطي من قلة الأكل
طوقها بذراعه خلف ظهرها وامسك بيديها حتى أوصلها ل غرفتها
هروح أجيب جهاز الضغط وأجيلك ثواني
ماشي
ذهب وعاد سريعا وبدأ في قياس الضغط شعر ببرودة يديها
ضغطك واطي أوي يا مريم وحتى النبض ضعيف أنتي بتهزري حرام عليكي نفسك والله
بس أنا أصلا طبيعتي ضغطي واطي
طيب هقوم أجيب الأكل بسرعة وبعدها ابقى أديكي حاجة تعلي الضغط شويه
طيب
ذهب سريعا وأحضر الطعام على صينية العشاء ووضعه أمامها على الفراش
اتفضلي كلي
وأنتا مش قولت هتاكل معايا
مش لما اطمن أنك كلتي الأول
لأ مش هاكل غير لما تآكل معايا الأول
أمري لله اتفضلي
وبعدما فرغا من أنهاء طعامهما نظر لها قائلا بصوت ملؤه الحنان
وهي الأمانه ديه في الأكل بس
أنا عارف إني جيت عليكي كتير بس صدقيني ڠصب عني أنا مريت بظروف صعبة غيرتني كده أنا عمري ما كنت شكاك ولا عڼيف كده أنا مش هقدر أحكيلك ظروفي ديه بس عايزك تعذريني وحاولي دايما تبقي واضحة وصريحة معايا
ومين قالك أن أنا كمان معدتش عليا ظروف أصعب منك بس أنا مش بعمل زيك
صدقيني عمر ظروفك ما هتكون زي ظروفي وكمان احنا مش زي بعض ردود أفعال البشر مش كلها واحده المهم تسامحيني
هو احنا هنتطلق أمتا
مستعجلة أوى تخلصي مني
لأ مش كده أنا تعبت من الحياة اللي ملهاش ملامح محتاجة استقر أعيش في هدوء وسلام نفسي اعرف دنيتي هتمشي أزاي
في ترتيب كده ف دماغي بس مش كامل لما يكمل هقولك عليه
ترتيب أيه
يارب ارحمني هو فضول الستات ده عندكوا كلكوا بنفس الشكل كده
الله مش لازم افهم
قولتلك لما
يكمل في دماغي هقولك لأنه مجرد فكرة مش كامله هظبطها وأقولك
ايوه يعني
قاطعها قائلا بنفاذ صبر ميعنيش اتفضلي بقا نامي تصبحي على خير
وأنتا من أهله
وقبل أن يخرج من غرفتها هتف بأسمها مريم
نعم
أدهم بحنان حاسة أنك أحسن دلوقتي
أه الحمد لله
خدي أجازة بكرة أحسن
مش هينفع للأسف لأني كنت أجازة النهارده عل العموم متقلقش بكره هبقا أحسن بإذن الله هو الۏجع بيكون أول يوم بس
أنا مش قلقان عليكي مين قال إني قلقان أنا بتكلم بس عشان متجيش فنص اليوم تقوليلي روحني وأنا مش فاضي عندي شغل كتير
أعوذ بالله منك أنا هقوم أنام وعلى العموم لو تعبت مش هكلمك ولا هقولك روحني
أمال هتخلي خالد يروحك
ياربي تاني تاني يا أدهم تصبح على خير
وأنتي من أهله
لا يعلم لما ألقى تلك الجملة السخيفة في نهاية حديثه معها كأنه شعر بالألفة معهاأثناء تحاورهما ولذلك أراد أن يعاقب نفسه ويعاقبها ويخبرها إنه لا يحمل تجاهها أي شعور بالحب أو حتى مجرد الألفة والونس لحديثها
وفي الصباح استيقظ هو أولا وتركها دون أن يوقظها حتى تستيقظ بمفردها ثم عرض عليها أن يوصلها بسيارته فرفضت وأخبرته أنها بخير وتستطيع أن تسوق بمفردها ذهب كلا منهما لعمله ظنا منهما أنه سيكن يوما مثل باقي الأيام لكن اليوم لم يمر على أدهم هكذا
بينما كانت مريم في العمليات تجري عملية جراحية لمريض مع طبيب أخر زميل وبعدما أنهتها وجدت نور بالخارج تخبرها عما حدث مع أدهم
نور متسائلة عرفتي اللي حصل مع دكتور أدهم
أدهم لأ معرفش أيه اللي حصل
كان بيعمل عملية ولادة قيصريه لكن الحالة ماټت للأسف واتحول للتحقيق
مريم بفزع حصل أمتا الكلام ده
من ساعتين تقريبا
وأدهم فين دلوقتي
بيتحقق معاه
وفي تلك اللحظة سمعت مريم موظف الاستقبال يقول دكتورة نور ودكتورة مريم مطلوبين في الاستقبال
علمت أن هناك حالة طارئة وهي ونور تم طلبهم للتعامل مع الحالة وكانت تحتاج لعملية جراحية في الحال دلفت مريم العمليات محاولة ألا تفكر فيما حدث ل أدهم حتى انهت العملية التي استمرت أكثر من ساعة ونصف وحينما خرجت وجدت سيف أمامها ف هرعت إليه لتسأله عن صديقه لعله يعلم أي معلومة يخبرها بها
دكتور سيف تعرف حاجة عن اللي حصل مع أدهم
أه هو كان بيعمل عمليه ل حالة كانت بتولد هو أنقذ الجنين بس الست للأسف ماټت
وأدهم كان السبب ولا أيه اللي حصل
لا أدهم مغلطش في حاجة انتي عارفة أن في حالات نادرة السائل الأمينوسي بيتسرب للأم ف الجسم مش بيفهمه ف بيهاجمه ف الحالة بټموت في دقايق ومبيبقاش قدام الدكتور إلا لحظات يا أما ينقذ الطفل يا أما الجنين والأم الاتنين هيموتوا وعشان كده التحقيق اتحفظ مع أدهم لأنه محصلش منه أي خطأ طبي
طب وأدهم فين دلوقتي
روح بس الواضح أن حالته النفسية وحشة جدا حاولت اخليه يقعد معايا شوية لكن مرضيش وأصر يروح ياريت تحاولي تساعديه يخرج من الحالة ديه أدهم لو فضل في الحالة ديه مش هيعرف يرجع شغله بشكل طبيعي تاني
بإذن الله أدهم قوي واحنا دكاترة وده وارد في شغلنا على العموم أنا هتكلم معاه وربنا يسهل بعد أذنك
اتفضلي
كان وقت عملها قد انتهى ف عادت سريعا إلى بيت أدهم وجدته في غرفته وهي مغلقة ترددت كثيرا وفكرت ماذا عليها أن تفعل تتركه بمفرده أم تتحدث معه وتتحمل أي انفعال منه لكنها شعرت أنه قد يحتاج بعض الوقت ليجلس مع نفسه فقررت أن تتركه حتى يخرج من غرفته وانتظرت لأكثر من ثلاث ساعات لكنه لم يخرج فقررت ألا تتركه أكثر من ذلك ف طرقت باب غرفته عدة طرقات فأجابها بصوت متحشرج تشعر وكأنه باكي لم تحاول أن تظهر أي عطف في صوتها حتى لا تثير غضبه نادته قائلة
أدهم الغدا جاهز يلا عشان نتغدا
لا شكرا مش عايز اتغدي أنتي
أدهم ممكن أدخل
لأ
لو سمحت
لأ يا
مريم سيبني لوحدي
قررت مريم أن تحدثه من خلف الباب أدهم أنتا دكتور شاطر وحاډثة زي ديه مش لازم تأثر عليك أنتا مغلطتش ف حاجة واحنا دكاترة وعادي نتعرض للحالات ديه احنا بنصارع المۏت لكن في الأول والآخر قدر ربنا بينفذ ومش بأيدنا أي حاجة يمكن
طبيعة شغلك ك
دكتور نساء خليتك متعرضتش للموقف ده قبل كده بس صدقني مش المفروض أنك تلوم نفسك وتحمل نفسك ذنب أنتا مرتكبتهوش
وفي تلك اللحظة فتح أدهم الباب ل مريم دخلت واستأنفت حديثها التي علمت أنه في أمس الحاجة إليه
أدهم صدقني أنا فشلت ف علاج حالات كتيير والمۏت سبقني وهزمني بس اللي كان بيريحني إني بذلت كل جهدي إني أنقذ المړيض لكن أمر ربنا كفايه أنك عملت كل جهدك وانقذت
الجنين اللي هيفكرهم بيها دايما
أجابها أخيرا بكل الألم الذي يحمله بداخله والطفل اللي اتولد يتيم من غير أم تحن
عليه من غير صدر يحتويه ويسقيه من لبنه وحنانه
ربنا أحن عليه منك ومن أمه حتى
أنتي مش عارفة ولا فاهمة حاجة يا مريم
طب فهمني اتكلم معايا يا أدهم
الست دي هي وجوزها فضلوا مستنين الطفل ده من ست سنين وجولي عشان أعملها عمليه حقن مجهري وقولتلهم أنها ممكن تتعالج وتحمل من غير عملية ومكنوش مقتنعين في الأول عشان جربوا علاج كتير قبل كده وبتوفيق من ربنا قدرت أعالجها وفعلا بقت حامل كنت عايش فرحتها هي وجوزها في كل زيارة وقد أيه هما كانوا متحمسين ومستنيين اللحظة اللي الجنين ده
يا مريم أنتي مشوفتيش شكل جوزها وأنا بقوله الخبر وبديله البيبي مكنش مصدق فضل يقول احنا متفقناش على كده مش اتفقنا هنربيه سوا وهنلعب معاه سوا وهنسهر بيه سوا طب لو جاع مين هيأكله أنا كنت عايزه عشانك يا حبيبتي عشان مشوفش في عينك نظرة حزن كل أما تشوفي طفل لكن أنا عايزك أنتي خده يا دكتور ورجعهالي رجعلي حبيبتي رجعلي مراتي عايزاني بعد كل ده أبقى عادي ومحملش نفسي ذنب
مسحت مريم دمعة كانت قد سقطت على وجنتيها رغما عنها
من فرط تأثرها من حديثه ثم قالت أنا مش بقولك تبقى عادي لكن مش لازم تحمل نفسك ذنب لأنه فعلا مش ذنبك
أمال ذنب مين
مش ذنب حد عمرها انتهى لحد اللحظة ديه لحكمة ربنا وحده أعلم بيها ربنا هيتولى الطفل وهيرعاه وهيسخرله اللي هيهتم بيه وكمان الزوج ربنا هيصبره وهيجازيه خير على صبره على الابتلاء ده اختبار من ربنا ليه واحنا لازم ندعيله أن ربنا يعينه ويقويه عشان