بقلم آيه السيد
من الأساس وتتمنى لو تنتهي بأقرب وقت فقد وعدها جدها أن يطلقها منه لكن ما يحدث الآن حولها لا يبشر بخير حملت هاتفها تريد أن توبخه على محاولته أن يقابلها ضغطت على رقمه پعنف وانتظرت إجابته
أما عنه فعندما ظهر اسمها فهيم على شاشة هاتفه اتسعت ابتسامته وسرعان ما أجابها قائلا
ألف سلامه عليك يا حيوانة قلبي أنا كنت عايز أشوفك بس
قاطعه صوتها الغا ضب
إيه إلي إنت عملته ده يا حيوان!
عقب يوسف قائلا بتعجب
ايه عملت ايه يا قلب الحيوان!
لعلمك بقا أنا كنت قاعده چوه ومردتش أقابلك
قال بشيء من التهكم
ليه بس يا حياتي دا أنا كنت ھموت وأشوفك
لا تعرف لم
تشعر بتغير نبرة صوته وتشعر أن هناك خطب ما!! أخرجها صوته قائلا
هشوفك بعد بكره يا روح قلبي
عقبت بنزق
مين قالك أصلا إني هاچي
هتف بنبرة ناعمه
جدك يا قلبي ووالدتك يا حبي وباباكي يا حياتي كلهم أكدولي
ازدردت ريقها بتوتر تجزم أن هناك خطب ما وتغيير قد طرأ على هذا! هتف يوسف باقتضاب
سألته بامتعاض
قصدك إيه!
ابتسم قائلا
قصدي ترقصي طبعا
وبخته قائلة
ارقص يا إمعه يا ډيوث دا ناقص تقولي هقف وراك ألم النقطه
وليه لأ! تعرفي لو عجبني رقصك هنفتح مسرح في البلد وانتي ترقصي وأنا ألم النقطه دا احنا نكسب دهب
ضحك وأكمل
ويا سلام بقا لو جبتي سندس تشجعك
تصاعد صوتها بغض ب قائلة
يا حيوان!!
نعم يا حياتي
أغلقت الهاتف بوجهه فحتى الكلام معه يخرجها عن شعورها نفخت بضيق وفتحت هاتفها تعبث به حتى غلبها النوم
وفي اليوم التالي
كانت تركب سيارة الأجره وتنظر لأخيها العائد إلى بيته بعد أن أوصلها بنفسه لأنها تخاف أن يعترض طريقها كلبا كالمرة السابقه لفت نظرها نوح الذي وقف مع يوسف ويضحك معه! كأنه يعرفه جيدا! تتمنى لو تعلم عن ماذا يتحدثان! وبعد قرابة الدقيقه ركب يوسف في المقعد الذي يليها ولم يخاطبها وكأنه لا يعرفها فتظاهرت هي الأخرى أنها لا تعرفه كانت تجلس بالمقعد الذي يلي السائق ويجاورها من جهة اليسار فتاه وومن جهة اليمين شاب وخلف الشاب مباشرة يجلس يوسف وأثناء الطريق لاحظت امتداد يد الشاب لتتحسس جسدها فالتصقت بالفتاه التي جوارها حتى أن الفتاه سألتها
فيه إيه!
هزت فرح رأسها تنفي وجود أي خطب ظلت تفرك بالمقعد وتتأفف كلما مد الشاب يده نحوها هتفت بحنق
استغفر الله العظيم
لا حول ولا قوة إلا بالله
شعر يوسف أن هناك خطب ما فركز بصرها نحوها حتى رأي ما جعله يستشيط غض با فهتف على الفور
على جنب ياسطا لو سمحت
اوقف السائق السياره فربت يوسف على كتف الشاب قائلا
انزل وعديني ياريس لو سمحت
ارتجل الشاب من السياره فجلس يوسف جوار فرح وأغلق باب السياره قائلا
اطلع ياسطا
فتح الشاب الباب مرة أخرى قائلا
جرى ايه يا أستاذ إيه قلة الذوق دي!
ضغط يوسف على أسنانه ونظر لعينيه بغض ب وهو يزمجر قائلا بنبرة حا ده
اركب مواصله تانيه عشان وربي لو نزلتلك ما هسيبك
أغلق الشاب الباب فهو يعلم ما عقۏبة ما فعل نظر يوسف للسائق قائلا بجديه
اطلع ياسطى
كان ترمقه بحرج فقد علم بما حدث وبعد أن وصلا ارتجل يوسف من السياره وتبعته فرح كان سيركبان سيارة أخرى ليصلا للجامعه هرولت فرح من أمامه وكأنها لا تعرفه لكن أوقفها صوته حين ناداها قائلا
فرح
وقفت واستدارت إليه كان يحدق بها بقوه على عكس كل مره كيف لا وقد تأكد أنها زوجته
ويحل له أن يفعل توترت من نظراته فعدلت من نظارتها وهي تقول
فيه حاجه!
نظر لها بسخريه وقال متهكما
يعني إنت لسانك أطول منك مش عارفه تزعقي للمتخلف الي پيتحرش بيك وتاخدي حقك منه
حاول تقليد صوتها وهو يرفع كتفه مستهزءا
إنما إيه استغفر الله العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله
رمقها بغيظ مردفا
ايه
جايه تتوبي دلوقتي!
تلعثمت قائله
أ أنا كنت محرجه ومعرفتش أتصرف
مسح على رأسه وزفر بقوة ثم نظر لساعته قائلا بجديه
يلا هنتأخر على المحاضره
ركبا سيارة الأجره التالية معا وجلس جوارها كانت تجلس بجوار النافذة محدقة
إنت كويسه!
هزت رأسها لأسفل مؤكدة أنها بخير لكنها بقمة حرجها منه فقد كانت بين ذراعيه قبل لحظات مر اليوم بسلام وانتهت محاضراتها وعادت لبيتها دون أي جديد بيومها
وفي المساء
كان سليمان يجلس مع زوجته حنان
أنا عملت زي ما طلبت جيبتهملك لحد هنا وريني شطارتك بقا مع البت دي
نظرت للفراغ بخبث وحقد وغل واضح في صوتها
وحياتك عندي لانتقملك منهم بس اصبر
زفر سليمان بقوه قبل أن يقوم من مكانه قائلا
هصبر بس الاقي نتيجه
قال جملته وغادر المكان وجلست حنان تحدق أمامها وتبتسم بخبث متمتمه
جدع يا سليمان كدا سهلت عليا الموضوع وهعرف أطول يوسف وأخد إلي أنا عاوزه منه
وفي اليوم التالي وقبل صلاة الجمعه اتجهت شاهيناز مع ابنتها لبيت يوسف كانت فرح تجلس بهدوء غريب على غير عادتها تفرك يدها وتدبدب بقدميها بتوتر لا تسمع أي شيء من حديث والدتها مع صفاء كانت شاردة تخاف أن يدخل هذا المجهول فجأة ويراها قاطع شرودها تربيت والدتها على ظهرها وهي تقول
لا دا أنا بنتي شاطره في كل حاجه
رفعت شهناز والدة فرح أصابع يدها لتعد ما ستقوله
غسيل طبيخ كنيس كوي كل حاجه
أكملت قائله
دا فرح عليها نفس في الطبيخ بقا حكايه
غمزت فرح يد والدتها لتصمت فلم تبالغ لتلك الدرجه! فهي لا تعرف للمطبخ طريق! ولا تعرف عن الطعام سوى أنه للأكل!!
ابتسمت صفاء والدة يوسف وهي تتأمل ملامح فرح التي أعجبتها إلى
حد كبير وهدوئها الذي أحبته وقالت
حيث كدا بقا أنا محتاجاها معايا النهارده أستأذنك تسيبيهالي يا أم نوح
ردت
شهناز بلوم
إنت بتستأذني دي بنتك طبعا
انتبهت فرح لما قالته والدتها واتسعت مقلتيها في دهشه لتصدمها والدتها حين وقفت ونظرت لفرح قائلة
خليك يا فرح مع طنط
تجهم وجه فرح وهبت واقفة تتشبث بيد والدتها كطفلة صغيرها تتركها والدتها بالروضه في أول يوم لها مسكت ملابس والدتها كانها ستهر ب وتتركها فلم تضحي بها والدتها هكذا! تلعثمت فرح قائلة
أنا هاجي معاكي يا ماما
عقبت صفاء قائله
يعني متعرفيش تقعدي معايا النهارده عشان خاطر أختك يسر دي نفسها تشوفك زمانها جايه من الكوافير
ربتت شهناز على يد فرح قائلة
اقعدي يا فرح مع طنط متزعليهاش
أومأت فرح رأسها بقلة حيله أزاحت والدتها يدها عنها فجلست فرح دون أن تعقب كانت ترمق والدتها التي تغادر بحسره كأنها تقول لا تتركيني وحدي أماااااه
وبعد دقيقه رجعت صفاء لفرح التي تضع يدها على خدها بخو ف تدعو أن يمر اليوم على خير نظرت لها صفاء قائله
يلا بينا على المطبخ
ابتسمت فرح بتهكم وتبعتها دون أن تنبس ببنت شفه نظرت لها صفاء قائله
بصي هسيبك بس تعملي الشاي ده
أشارت لوعاء الشاي ثم وعاء السكر وقالت
ده الشاي وده السكر بس اعمليه كشړي
خرجت من المطبخ وتركت فرح التي فغرت فاها ببلاهه قائله
هي عايزه شاي ولا عايزه كشړي ولا عايزه شاي بالكشري ولا إيه!
ضړبت فرح جبينها ولوت شفتيها لأسفل قائله
وأنا لا بعرف أعمل شاي ولا بعرف أعمل كشړي
كان يوسف بالمسجد يقرأ سورة الكهف منتظرا إقامة الشعائر فرن هاتفه برقم والدته فإجابها على الفور قائلا
خير يا حببتي عايزه حاجه
ردت والدته
لأ يا حبيبي بس صلي وتعالى بقا عشان مراتك هنا
ابتسم من تلك الكلمه وهو يرددها بخفوت قائلا
مراتي طيب كويس انك قولتيلي عشان أخد بالي
وقفت فرح كالخرقاء تبحث عن المعكرونه حتى تطبخ الكشري بعد أن بحثت عن طريقته على الإنترنت وبعد أن يأست أن تجد مكوناته تأففت بحن ق وهي تضع يدها حول قائله
أنا أول مره أعرف إنهم بيعملوا كشړي في كتب الكتاب!
أردفت بغض ب شديد
أنا مش فاهمه والله ازاي الست دي تسيبني كدا واقفه لوحدي مع غير ما تطلعلي الحاجات
زفرت بحن ق وأكملت بحث عن المعكرونه والشعريه والمكونات الأخرى حتى وجدتهما ثم وقفت على أطراف أصابعها حتى تصل للوعاء لتسلق المعكرونه وبالفعل ملئته بالماء ووضعته على شعلة البوتوجاز دخلت صفاء للمطبخ ونظرت لذالك الوعاء الضخم الذي تغلي به الماء وقالت
إيه يا بنتي المايه دي كلها دا إحنا عايزين ٣كوبايات بس
فغرت فرح فاها قائله ببلاهه
٣كوبايات كشړي!!!
ضحكت صفاء قائله
٣كوبايات شاي يا فرح ركزي إنت
مفطرتيش ولا إيه
حكت فرح رأسها كالخرقاء وقالت
لأ أنا فطرت بس
صمتت لبرهه ثم أردفت
ممكن حضرتك تعملي الشاي أصل زي ما المثل بيقول الغريب أعمى ولو كان قصير
ضحكت صفاء قائله يا بت مش قصير
سالتها فرح ببلاهه طويل!
ضحكت صفاء قائله بصير يا فرح الغريب أعمى ولو كان
بصير
ضحكت فرح بنفس البلاهه قائله
ما أنا عارفه
طبعا بس كنت بهزر معاك
دمك عسل يا فروحه يلا بقا عشان نجهز الأكل صحيح إنت بتعملي المكرونه بالبشاميل ازاي
عدلت فرح نظارتها قائلة بتلعثم
معقوله معقوله يعني هقول الوصفه وحضرتك موجوده
حكت فرح رأسها بارتباك وعدلت من نظارتها مردفة
هو حضرتك بتعمليها ازاي!
شرحت لها صفاء الطريقه
كانت تستمع إليها بدون تركيز حتى انتهت من شرح الوصفة كاملة فعقبت فرح وهي ترفع سبابتها مؤكدة
بالظبط أنا بعملها كدا بالظبط
سألتها صفاء مجددا
طيب الچلاش بتعمليه ازاى!
رسمت فرح ابتسامه سخيفة على شفتيها قائلة
هي الوصفه بتقول إيه!
شرحت لها صفاء الطريقه فمدت فرح يدها وهي تنظر نحو صفاء بابتسامه مؤيده وهي تقول
بالظبط كدا يا طنط الله عليك
دخلت يسر للمنزل متلهفة لرؤية عروسة أخيها التي مدحتها والدتها كثيرا بالهاتف اتجهت للمطبخ وهي تنادي والدتها فردت والدتها
تعالي يا يسر
التفتت فرح تنظر إليها وفغرت فاها بدهشه هي تقول مش معقول يسر !
فروحه
يا روح قلبي وحشتيني أوي
قطبت صفاء حاجبيها قائله
انتوا تعرفوا بعض ولا إيه!
دي فرح يا ماما إلي كنت بنزل معاها أشتري حاجات لجهازي فاكره الي اتعرفت عليها صدفه
عقبت فرح ببتسامه
إحنا اتعرفنا صدفه مره كنت ببعت رساله لرقم صاحبتي بدلت رقم ومن يومها اتعرفت على يسر
هتفت يسر قلئلة پصدمه
متقوليش إن عريس الغفلة إلي حكتيلي عنه يبقا أخويا!
هزت فرح رأسها بخجل قائله
للأسف
اڼفجرت يسر بالضحك قائله
يعني الحيوان يبقا أخويا لأ يا فرح دا أنا هنفخك
ظلت الفتاتان يتحدثان كثيرا ويحكيان مواقفهما سويا فالعلاقه بينهما سطحيه إلى حد ما ولم تتعمق فرح لتحكي لها عن مكوثها بالبلد وبعض الأحداث الأخرى
وقبل أذان العصر كانت الشقة مليئة بالضيوف وكانت فرح تساعدهم بتوزيع اكواب العصير على الحضور حتى قاطعها صوته
المرة دي بقا قريبة العروسه ولا العريس
ارتبكت فرح عند سماعها نبرة صوته التي تزلزل قلبها فلم
يظهر أمامها بكل مكان وكأنه متعمدا! هل يظن أن قلبها قوي لدرجة أن يتحمل رؤيته كل يوم ولا يهيم
به عشقا!! فيكفيها ابتسامته التي ټخطفها وتسرقها لعالم أخر تتمنى
المكوث به أبدا صرفت بصرها عنه وهي تغلق عينيها