الخميس 12 ديسمبر 2024

ما بعد الچحيم بقلم زكية محمود

انت في الصفحة 46 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

حفل الزفاف مع سليم 
سليم الذى لا يترك لحظة إلا وعبر بها عن حبه لورد تلك الورد التى أنارت حياته وسحبته إلى النور برقتها وهدوئها فلا يتخيل يومه دون رؤيتها
إستمر مصطفى فى معاقبة ندى حتى يعلمها كيف تثق به أما هى فقد بلغ غيظها منه منتهاه فهى دائما تقدم على مصالحته ولكنه يتجاهلها حتى يأست منه فقررت تجاهله هى الأخرى
عمر مستمر في مشاكسة سجود ويستمتع بذلك كثيرا فهو يروقه حنقها وحينما تغضب وتقرر أن تثأر منه وإبتسم بحب فقد وقع في عشق تلك سليطة اللسان وأعتاد على وجودها بحياته فبشخصيتها المرحة أسقطت حصونه التى بنى فيها لسنوات كى يكون بمأمن بعيدا كل البعد عن ما يسمى بالحب حتى أتت هى وازالت كل تلك المفاهيم
أما هى كل يوم يزداد حبه فى توغل حصونها حتى بات يأسر كل خطوط دفاعاتها فلا فرار منه فأصبحت أسيرة على أراضيها وبرغبتها ولكنها تحزن كثيرا لعدم أخذه لأى خطوة تجاهها فأخذت أفكارها منحدرا آخر إنه لا يحبها لإنها إبنه خاله الذى ظلم والدته أشد الظلم فالبطبع لن يفكر فيها وإنما سيفكر في أخرى تناسبه أسما ومركزا
فى صبيحة يوم الزفاف فى فيلا الداغر كانت تغفو بسلام ولكنها إستيقظت بفزع على أصوات ندى وصفاء المرحة المتحمسة 
صړخت ندى بفرح قائلة قومى يا عروسة يا كسلانة النهار هيخلص وانتى نايمة
فتحت نصف عينيها قائلة بضجر ندى حرام عليكى هتموتينى ناقصة عمر كدة
هتفت صفاء بحب ألف بعد الشړ عليكى يا عروسة ابنى يا قمر انتى يلا قومى علشان تلحقى تجهزى 
نهضت وجلست نصف جلسة قائلة حاضر يا مرات عمى 
ربتت على رأسها بحنان قائلة يحضرلك الخير يا حبيبتى ألف مليون مبروك يا عروسة أنا هسيبكم تجهزوا علشان تلحقوا البيوتى سنتر
غادرت صفاء وتبقت ندى التى غمزت لورد بعبث قائلة يلا يا عروسة دا إحنا مانعين الواد سليم عنك بالعافية
هتفت بخجل إزاى يعنى
ضحكت قائلة أصله راسه وألف سيف ليدخل ويصبح عليكى 
ثم هتفت بعبوس أدى الناس اللي بتفهم

مش زى أخوه الرخم البارد الال آااااه لو قدامى دلوقتى كنت ضړبته
أخذت تضحك عليها عاليا وهي تقول هههههه إيه دة هو انتو لسة ما تصالحتوش
أردفت بضيق لا يا اختى الأستاذ تقلان أوى بس أنا مش هتذل ليه تانى بالشكل دة دة لولا عمى كنت روحت نمت مع ماما صفاء علشان أوريه البيه مصطفى 
ضحكت قائلة قلبك أبيض يا ندوش إن شاء الله ربنا هيصلح الحال
هتفت بتمنى إن شاء الله بس يلا قومى إجهزى بدل ما تيجى ماما صفاء وتشلوحنا على التأخير دة
نهضت وهى تضحك عليها قائلة حاضر قايمة أهو
قالت ذلك ثم دلفت الحمام الملحق بغرفتها 
فى غرفة لمار كانت غافية هى الأخرى بسلام حتى دلفت تلك المشعوذة وجلست إلى جوارها وهى تأكل الجزر فوكزتها قائلة 
انتى يا بت يا لمار انتى يا زفتة قومى
وحينما لم تجد منها إستجابة إقتربت من إذنها وصړخت عاليا فنهضت الأخرى صاړخة بفزع قائلة 
فى إيه مين ماټ البيت ۏلع
أخذت تتلوى من كثرة الضحك عليها فقالت 
محدش ماټ تقول طيب يلا يا أختى قومى 
عمتى قالتلى ما اسبكيش إلا على عتبة الحمام 
نهضت من مكانها قائلة أدينى قومت أهو أشوف فيكى يوم يا سجود يا بنت هى أمك أسمها إيه صحيح 
نظرت لها بدموع إلتمعت في عينيها على الفور حينما تذكرتها فهتفت بحزن
اسمها نادية نادية يا لمار 
تداركت ما قالته فهتفت بأسف سجود انا آسفة ما اقصدش والله 
رسمت إبتسامة باهتة وهى تقول لا عادي ولا يهمك هستناكى برة 
قالت ذلك ثم خرجت مسرعة في طريقها لغرفتها إلا إنها إصتدمت بعمر فهتف بمرحه المعتاد 
إيه قطر ماشى براحة
أردفت بصوت متحشرج من البكاء ونظرت له بأعينها الدامعة وهى تقول أنا آسفة 
ثم رحلت مسرعة لغرفتها وما إن دلفت جلست على الأريكة وضمت قدميها إلى صدرها ثم أطلقت السراح لدموعها المحپوسة تذكرت والدتها وايامها معها التى كانت للأسف أسوأ أيامها فلقد كانت قاسېة جافة في معاملتها معها وكانت دوما توبخها لأتفه الأسباب وتفضل ناصر أخيها عليها ودائما ما تنصره عليها فلم تجد سوى والدها الذى إحتواها وكان سندها حتى رحل فبقت تحت رحمة ناصر الذى خلصها عمر من براثنه فهى لم تتلقى منهم إلا المعاملة السيئة ورغم ذلك حينما رحلت أخذت تبكي على بشدة عليها فهى بالأخير والدتها
بالخارج وقف متصنما ومندهشا لقد أعتذرت سليطة اللسان لتوها له كيف فعلت ذلك 
ولكنه قلق عندما رأى دموعها و تساءل عن السبب فهى كانت مع لمار لتوها وهذا يعنى أن السبب موجود لدى لمار ولكنه توجه لوالدته بسرعة وهتف بقلق 
ماما روحى شوفى سجود مالها
نظرت له بقلق قائلة ليه يا ابنى مالها فيها إيه تانى بس
هز رأسه نافيا وهو يقول مش عارف يا أمى مش عارف بس طلعت من عند لمار بسرعة وراحت أوضتها
تساءلت بدهشة معقول لمار زعلتها
هز رأسه بعدم معرفة قائلا 
مش عارف يا أمى بس يا ريت تروحيلها دلوقتى علشان كانت معيطة
أردفت بقلق لا إنت كدة قلقتنى اكتر أنا رايحة أشوفها جيب العواقب سليمة يا رب
قالت ذلك ثم ذهبت لرؤيتها أما هو وقف مكتوف الأيدى ود لو يذهب ويدفنها بين زراعيه ويدعها تبكى على صدره وتشكو له حالها وما يؤلمها ولكنه لا يستطيع فبأي صفة سيفعل ذلك !
أخذ يفرك يديه بتوتر منتظرا خروج والدته من عندها 
طرقت خديجة الباب فمسحت سجود دموعها بسرعة وسمحت للطارق بالدلوف 
دلفت خديجة ومعالم القلق تتشكل على وجهها فجلست إلى جوارها قائلة بهدوء 
مالك يا حبيبتى لمار ضايقتك ولا حاجة
هزت رأسها بنفى قائلة لا أبدا يا عمتو هى هتلبس وشوية وهنمشى
طالعتها بحنان قائلة أومال الجميل ماله معيط ليه
نفت قائلة بكذب أبدا ما بعيطش أنا بس مضايقة شوية علشان لمار هتمشى وتسيبنى لوحدى 
هتفت بإستنكار يا سلام ولو انو مش سبب مقنع أوى بس براحتك يا حبيبتى وقت ما تحتاجى تتكلمى هتلاقينى
نظرت لها بدموع هاتفة برجاء ممكن تحضنينى
سحبتها خديجة على الفور وأحتضنتها بشدة وأخذت تمسح على ظهرها بحنان قائلة 
مالك يا بنتى بس فيكى إيه
هتفت پبكاء أنا بحبك أوى يا عمتو خليكى جنبى ما تسبنيش
أردفت بقلق مش هسيبك يا عمرى مش هسيبك بس أهدى وانا كمان بمۏت فيكى يا روح عمتو ربنا يشهد إنتي غالية عندى زى عمر ولمار
هتفت پبكاء يا ريتك كنتي انتى أمى هى هى مكانتش بتحبنى وكانت بتضربنى وتقولى بكرهك في وشى أنا كنت عاوزاها تاخدنى في حضنها زى أى أم بس هى كانت بتحب الفلوس أكتر لحد ما كانت السبب في مۏتها بس بس أنا مش بكرهها هى أمى بردو
ربتت على ظهرها بحنو قائلة خلاص يا حبيبتي متعيطيش أدعيلها بالرحمة هى أمك بردو زى ما قلتى 
ثم أضافت بمرح وأنا يا ستى مش عجباكى ولا إيه مش ماما أنا بردو
ضحكت قائلة بحب أحلى ماما فى الدنيا كلها 
هتفت بمرح يبقى خلاص ورينى ضحكتك الحلوة دى وقومي نشوف البت لمار لأحسن تكون نامت تانى
ضحكت قائلة ايوة عندك حق بقت تنام كتير أوى الأيام دى الحمل وعمايله
ضحكت هاتفة طيب يلا نروح نشوفها بس الأول إغسلى وشك دة لأحسن لمار تشوفك وتضايق وإحنا مش عاوزين نبوظ فرحتها النهاردة
هتفت بسرعة حاضر حاضر بسرعة أهو اسبقينى إنتي وأنا هحصلك
خرجت فجأة فوجدت عمر في وجهها الذي إصطنع قدومه للتو فسألها في إيه قالتلك مالها
نظرت له مطولا ثم مسكته من أذنه قائلة يعنى ما كنتش بتلمع أكر يا حضرة الظابط 
هتف ببراءة بلمع أكر لا يا أمى انتى ظالمانى أنا كنت رايح أوضتى
شدت أكثر على أذنه قائلة يا واد عليا أنا الكلام دة سمعت كل حاجة يا لئيم وجاى تسألنى مالها
أردف بتذمر يوووه يا أمى دايما ظالمانى كدة 
تركت أذنه قائلة أنا عارفة مش هاخد منك لا حق ولا باطل
خرجت لمار قائلة أنا جاهزة يا ماما
عانقتها بفرح قائلة ألف مبروك يا روح ماما
هتفت بابتسامة الله يبارك فيكى يا ماما
هتف عمر بمرح وهو يعانقها مبروك يا عروسة بس أنا خاېف لتولدى في الفرح تبقى كملت 
هتفت بضحك هههههه ما تخافش أنا يدوب فى أول الرابع
تذكرت لمار سجود فقالت بقلق ماما فين سجود مشيت من عندى زعلانة من أول ما جيبت
سيرة أمها بس والله ما كنت أقصد
اردفت خديجة بحزن هى عيطتلها شوية وهديت الحمد لله محدش يتكلم معاها في الموضوع دة تانى قدامها 
أومات لمار بموافقة ماشى يا ماما 
خرجت سجود قائلة بمرح عكس الذى بداخلها أخيرا جهزتى يا دبة هانم يلا بينا
أجابتها لمار ماشى يا ستى مقبولة منك دبة دبة 
تدخل عمر قائلا طيب يلا علشان اوصلكم والحق مراد وسليم
قال ذلك ثم نزلوا للأسفل وصعدوا إلى السيارة وإنطلقوا إلى مركز التجميل
حل الليل سريعا عند مراد وسليم كانا قد إنتهوا فكانوا في أحسن طلة
هتف عمر بمرح مبروك يا رجالة عليكم الحبس
هتف سليم بهيام بس حبس إنما إيه أحلى حبس والله
غمز له بعينه قائلا اه يا شقى إنت ما صدقت 
هتف بضيق قر يا اخويا قر ما هى طالما فيها وشك مش هتعمر
ضحك قائلا ليه كدة يا صاحبي قلك كلمة يا أبو نسب
حدق فيه بنظراته الڼارية قائلا إنت تسكت خالص مسمعش صوتك لحد ما الليلة دى يخلص 
أدى التحية العسكرية قائلا علم وينفذ يا أفندم 
نظر له سليم قائلا بتشفى ناس تخاف ما تختشيش
هتف بتذمر طيب يلا يا اخويا منك ليه زمان العرايس خللت 
ذهبوا خلفه وصعدوا إلى السيارة وإنطلقوا نحو مركز التجميل وما هى إلا دقائق معدودة حتى وصلوا ونزلوا من السيارة ودلفوا إلى الداخل
بالداخل عند لمار وورد اللتان كانتا أقل ما يقال عنهن أميرات فكانتا جميلتان للغاية بفساتين الزفاف والحجاب الذي يزينهن مع بعض المستحضرات التجميلية الخفيفة
إحتضنت خديجة ابنتها قائلة بدموع فرح 
ألف الف مبروك يا حبيبتى ربنا يكرمك ويفرحك علطول يا حبيبتى
إبتسمت الأخرى بدموع قائلة الله يبارك فيكى يا ماما
تدخل عمر قائلا وأنا مليش حضڼ
ألقت بنفسها بين زراعى أخيها تحتضنه بقوة فقال بحب ألف مبروك يا حبيبتى
ثم هتف بمرح لو الواد مراد عملك حاجة قوليلى 
نظرت له بسخرية فأسرع قائلا 
إيه مش واثقة في أخوكى ولا إيه
هتفت بسخرية لا ودى تيجى واثقة أوى
هتف بضحك طيب يلا علشان أسلمك لعريسك اللى قاعد على ڼار دة
قال ذلك ثم تأبطت زراعه وخرج بها للخارج
كان يقف يعتصر يديه بتوتر ولأول مرة كأنه سيؤدي إمتحان رفع عينيه وتصنم مكانه حينما رآها تقف إلى جوار أخيها شعر وكأن العالم توقف للحظات يا إلهى كم هو محظوظ إنه سيحظى بها فهى نعم الزوجة خلقا وخلقا 
وقف للحظات يتأملها وسط خجلها الزائد تقدم
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 53 صفحات