كله بالحلال بقلم الكاتبة أمل نصر الجزء 2
الغريبة بهاتفها
قدامك حل من تلاتة يا تخرجي تقابليني دلوقتي حالا يا تردي ع الفون واتصالي أو اطلع انا ولا هيهمني والدك ولا خطوبة اخوكي لأختي انا على أخري وعلى حافة الجنون لعمل اي فعل متهور.
اي الجنان ده
غمغمت بها داخلها قبل ان تزعن لمطلبه تاركة جلستها الجميلة مع والدها وشقيقها.
الوو يا استاذ عزيز ممكن افهم ايه غرضك ورا الرسالة والټهديد الغريب ده
وصله صوتها عبر الهاتف بتنهيدة مثقلة تحمل داخلها الإغتمام
مفيش اي غرض ولا اي ټهديد انا عايزك تسمعيني وبس يا بسمة مخڼوق ومفيش وتعبان يا بسمة .
قبضة قاسېة اعتصرت قلبها يكتنفها شعور سيء تأثرا بهذه النبرة التي يتحدث بها.
اجابها يخرج زفرات متتالية
اللي جد اني اتخانقت مع ماما يا بسمة وبعدها خرجت وسيبتلها البيت ومشيت.
يا نهار اسود معقول يكون السبب زيارة والدي واخويا ليكم هي لدرجادي رافضة الموضوع
قالتها بتخمين سريع وصل إليه ذهنها الحاضر دائما ولأنه لا يشك في ذكائها فضل ان يرواغ دون ان ېكذب عليها
مكنش ع الموضوع بالظبط بس تقدري تقولي انها تراكمات مع الوقت وكأنها عبت بلونة كبيرة واڼفجرت على شكة دبوس المهم اننا واجهنا بعض بصراحة جارحة وانا على اثرها اضطريت اخرج
سألته تتغاضى عن الضغط عليه لمعرفة المزيد الاهم الان هو الاطمئنان عليه ورد يجيبها
انا في العربية يا بسمة لفيت بيها كالعادة ولما تعبت ملقتش غير المكان القريب منك انا واقف بعربيتي بالقرب من بيتكم .
قدام بيتنا طب فين بالظبط
هتفت بها لتنتفض عن تختها تركض نحو الشرفة تزيج ستائرها قبل ان تفتح نافذتها وتخرج اليه تتطع نحو الجهة التي وصفها اليها ليترجل من السيارة على الفور كي يقف امامها يبصرها باشتياق بحت به احباله الصوتية
وحشتيني اوي يا بسمة وحشني الرغي مع بعض ع التليفون وحشتني شقاوتك وضحكتك هقدر اسمعها منك من تاني يا بسمة
الضحكة اللي عايز تسمعها كانت بتطلع من القلب يمكن دي اول مرة تسمعها مني بس انت كنت وما زالت حلم عمري يا عزيز حلم عمري اللي سعيت له بنفسي عشان اقرب منه حتى لو كان الحلم دا سراب هتوه فيه لكني حاولت قبل الحلم ما يتبخر ويبقى لا شيء عشان انت مبقتش من حقي بقيت حق واحدة غيري يبقى عايزني اضحلك من قلبي ازي
توقفت الكلمات وتاهت بين نظراته الضائعة لها لقد اعترفت له بعشقها في وقت يصح لها الا تتحدث معه من الاساس بعد خذلانه لها لقد كانت اشجع منه وهو لم يكن الا عابث منعه شيطانه ان يشعر بلذة العشق الحقيقي للركض خلف ملذاته حتى استكبر عن الاعتراف لنفسه ظنا منه انه وهم ولكنه استفاق الان!.
ايوة يا ممدوح انا معاك اهو.
معايا فين يا ليلى انا بقالي ساعة بكلمك وانتي ساكته مش بعوايدك مع ان النهارده بالذات لازم نتكلم ونرغي هو انتي معندكيش الحماسة اللي عندي ولا ايه
لا طبعا عندي انت بتتكلم فيه ايه بس
قالتها بنبرة خالية من أي صدق قد يشعر به مما أدخل بقلبه بالريبة ليواصل بالحاحه
بس انا مش حاسس خالص بكدة ليه والدتك رافضاني صح
زفرت تنهيدة مطولة اخترقت أذنيه عبر الاثير محملة بقنوط يكتنفها فقد كانت مجهدة بطاقة مستنزفة بعدما شهدت وشاركت في هذا الشجار الكبير مع والدتها والتي لم تخرج اليها حتى الآن من غرفتها وقد التزمت محلها في تجنب واضح لها.
فقالت مخاطبة له برجاء
ممدوح ممكن ما نتكلمش في أي حاجة دلوقتي انا اصلا تعبانة والله وعايزة انام لو ينفع نقفل دلوقتي ونكمل بكرة .
تمام يا ليلى هقفل معاكي ومش هضغط عليكي اكتر من كدة مع ان كان نفسي ارغي معاكي لحد اما يغلبني النوم على صوتك.
معلش يا حبيبي تتعوض كتير الايام اللي جاية ان شاء الله.
انهت المكالمة لتسقط اسفل الغطاء وتسقط مع همومها متكتفة الذراعين بشرود فيما حدث من ساعات وسؤال ملح
من ستكون له الغلبة في الايام القادمة جبهتها هي وأخيها أم الجبهة الشرسة جبهة والدتها والتي تتخذ الامر وكأنه تحدي بينها وبين واحدة في عمر أصغر ابناءها
في صباح اليوم التالي
وعلى مائدة الطعام كان الحديث الدائر بين الثلاثة اثناء تناولهم وجبة الإفطار قبل ذهاب شاكر لعمله
يعني ايه يا بسمة قصدك كدة ان منار ممكن توقف الجوازة براسها الناشفة
سألها بقلق بعدما اخبرته عما شعرت به بعد اتصالها بليلى وحديثها المقتضب معها على الهاتف على عكس حالتها الأولى قبل زيارتهم فتدخل
ممدوح يدلي بدلوه هو الاخر
انا قلبي كان حاسس يا بابا من ساعة ما شوفت الزفت اللي اسمه سامح على باب الشقة ببوزه الفقر وانا اتوغوشت من وقتها.
رد شاكر بحمائية
وقيمته ايه الزفت ده كمان العيب كله من منار هي اللي بتديلو الفرصة بغباءها عشان يتفرعن ويسعى للخړاب ما بينكم خصوصا كمان بعد ما عرفت انه عايز يتجوز ليلى فشيء طبيعي ومتوقع ان يشعلل بين الأم وولادها.
عقبت بسمة بغيظ
بني ادم مقرف انا عمري ما طيقته من اول مرة شوفته دبيت معاه خناقة لرب السما .
سألها شاكر
امتى دا حصل
من زمان اوي يا بابا من ساعة ما كنت بزور ليلى عشان اذاكر معاها ايام ثانوي شوفته وهو بيرخم على ليلى و اتخانقت معاه واديتوا على دماغوا لحد ما شاف منار وراح اشتاكلها بغتاته اتدخل عزيز ساعتها وسحبه من جنبنا وكان هيتخانق معاه عشانا.
قالت الأخيرة تمنع ابتسامة لاحت على ملامحها قبل ثغرها مع تذكرها لأول شرارة لعشق عميق نبت مع دفاعه الشرس عنها بحمية رجل شرقي رغم عبثه وعلمها بسمعته مع النساء.
اادعى شاكر هو الاخر عدم الانتباه لحالها الذي تبدل مع ذكر الاخر وعقب بلهجة عادية
ېخرب بيته دا باينه مولود بالتناحة وكأنه طمع فيها لوحده عن باقي الخلق.
اعرب ممدوح عن قلقه
طب وبعدين يا بابا انا كمان حسيت ليلى امبارح مخڼوقة وهي بتكلمني في التليفون لدرجة انها مقدرتش تكمل دقيقتين وطلبت مني اقفل عشان تعبانة وعايزة تنام...... الواد ده ممكن اروح فيه في داهية على فكرة دا انا ما صدقت لمست حلم عمري واطمنت ان البنت اللي بحبها بتبادلني نفس الشعور بعد ما كنت فاقد الأمل من الاساس ارجع تاني لنقطة الصفر صعب والله.
ومين قالك ان هسمح ان دا يحصل
هتف بها شاكر حازما ليردف مطمئنا له بجدية
خليك واثق ان موضوعك دا هيبقى شغلي الشاغل اليومين الجاين دول ليلى لا يمكن تبقى من نصيب حد غيرك .
وفي مكان آخر
حيث كان جالسا على طاولته بجانب الجدار الزجاجي يتابع ترجلها من سيارة الأجرة ثم سيرها نحو مدخل المقهي الذي ينتظرها به الا ان وصلت لتصافحه بلهفة وعدم تصديق
انت قاعد مستنني كل ده انا خۏفت لتكون زهقت بعد ما اتأخرت عليك
اومأ يجيبها بثقة بعدما تبادل معها المصافحة وأشار لتجلس على الكرسي المقابل له
لا طبعا مزهقتش ولو قعدتي بالساعتين تاني كمان كنت هستناكي انا عايزك في موضوع مهم ومصمم النهاردة ان اتكلم معاكي يا رانيا .
....ينبع
الفصل الثالث والعشرون
موضوع مهم يعنى انت عايزاني في موضوع مهم يا عزيز طب ايه هو اتكلم على طول انا عايزة اعرف
قالتها بلهفة أثارت اندهاشا داخله ليعقب متسائلا
رانيا هو انتي فرحانة بجد ان اننا اتخطبنا
خرج الرد منها سريعا
طبعا يا عزيز وهي دي محتاجة كلام ولا انا مش باين عليا يعني
اجاب على الفور
لا بصراحة هو باين عليكي فعلا ودا اللي مخليني محتار ومحتار جدا كمان!
تعقد حاجبيها وعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحها فجاءها الرد المباشر
انا قصدي ان محتار في شخصيتك نفسها ومش قادر افهمك طب لو فسرت اللي حاسة بيه ده انه اعجاب حقيقي ليا هيبقى على أساس ايه شكلي الوسيم مثلا ولا شخصيتي ان كانت كاريزما او دمي خفيف
كلك على بعضك يا عزيز كلك على بعضك.
قالتها بلهفة أجفلته لتتابع
انت تمشي في اي حتة تلاقي البنات هتجنن عليك ولا شخصيتك نفسها لما تلفت النظر ليك في أي قعدة وتاكل الجو بكريزمتك انا مبسوطة اوي ان بقيت خطيبتك.
يا سلام..... يعني انتي اللي عاجبك فيا الشخصية والكريزما والشكل الحلو طب انا كنت عايز اعرف بقى لما انتي شايفة كل المميزات دي فيا ليه رفضتيني لما اتقدمتلك اول مرة بس ياريت الإجابة مختلفة عن موضوع الفيديو بتاع الرقص والكلام الفاضي ده.
عبست ملامحها والتوى ثغرها بامتعاض واضح لترد بنبرة عاتبة
شكلك لسة شايل مني من يومها وعشان كدة مش راضي تصفالي
اه بصراحة انا شايل ومش هقدر اصفى لأني بصراحة مش قابلها ان السبب هو واحدة سلطتك عليا وهي اللي خربت ما بينا عشان الحوازة ميتمش. انا رافض جدا تحميل الخطأ للبنت صاحبتك لاني حاسس ان الموضوع في حاجة مش فاهمها رفضتوني وبعدها قبلتوا بكل سهولة بمجرد ان ماما بلغتكم ان الفيديو قديم وانا ربنا هداني..... زي ما قالت وانتوا اقتنعتوا!
ما هي فعلا لما ماما اتكلمت مع بابا وماما اقنعتهم بوجهة نظرها
ضاقت عينيه يطالعها بارتياب وشعور بعدم الارتياح بدأ يزحف داخله
طب لو قوتلك ان ماما بتكدب عليكم وانا لا ربنا هداني ولا اي حاجة من الكلام ده ما زالت بصاحب بنات وبرقص مع الرقصات في أي حتة اسهر فيها مع اصحابي مش بس الأفراح تقولي ايه
ازبهلت في البداية تأثرا بجرأته لتشيح انظارها بعد ذلك بتشتت امام تركيزه الشديد لردود أفعالها وحينما طال انتظاره اردف بدهشة
لبه التفكير الكتير في حاجة بسيطة زي دي انا بطلب رأيك في سمات الشخصية اللي ممكن ترتبطي بيها مش حل لقضية مهمة ولا انت مأجلة تشوفي رأي ماما وبابا اولا.
طيب وفيها ايه لما امشي على رأي ماما وبابا دا مش عيب على فكرة.
قالتها بحدة أثارت انتباهه ليصمت تاركا لها المجال حتى تستفيض في الحديث
مش عيب ان البنت تبقى مؤدبة وطيبة وبتمشي ورا رأي الكبار يعني احتمال الخطأ عندها يكاد يكون معډوم انا بابا وماما ربوني كويس اوي احسن من بنات التانية اللي ماشية على حل شعرها تاخد راحتها مع الكل وتصاحب ولاد ونمشي معاهم .
قصدك ايه
سألها يشتم رائحة سيئة من خلف كلماتها ليتأكد ظنه مع قولها
قصدي انت فاهمه كويس اوي الست بسمة صاحبة اختك مش هي برضوا اللي لفت عقلك الفترة اللي فاتت
برقت عينيه باستدراك ليهدر بها مصعوقا
ايه اللي بتقوليه