الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 14 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


مريم وهي ترى حماس صديقتها الجديده هديل   الصديقه التي كانت يوما تتنمر عليها ولكن المصاعب تولد داخلنا أشخاص جديد بل وترينا معادن الناس الحقيقه 
الله يامريم العروسه جميله اوي والعريس كمان 
قالتها هديل بعفويه وخجل فطري لتضحك مريم وهي تكمل لها عرض الصور على هاتفها ذو الثمن الباهظ 
اه لو ندي سمعتك بتقولي على شهاب كده   تاكلك 

فأتسعت ابتسامه هديل ونظرت لباقي الصور   لتقع عيناها على شخصان ومريم تقف بينهم    فأشارت مريم نحوهم بأعتزاز 
ده شريف اخويا   وده بقى ياستي بابا حمزة 
لمعت عين هديل وهي ترى أسرة مريم الراقيه   عيناها كانت تلمع بتمنى ان يكون لديها عائله هكذا ولكن امنيتها لم تحمل ضغينه او حقد    واتجهت يدها بحسرة نحو ذراعها المكدوم تخفيه ملابسها
ومن بعيد وقفت رؤى تطالع ضحكاتهم ببغض وغيره 
                              
ضجر حمزة من تصرفات سيلين ودلالها الذي بات يزعجها لك يرد ازعاجها بكلامه احتراما وتقديرا لوالدها الذي يقدره ولكن صدره ضاق وهو يراها اليوم تميل نحوه وقد تعمدت فتح ازرار قميصها الضيق من علو    رجع بمقعده خطوتان بمقت تاركا قلم توقيعه 
فأعتدلت سيلين في وقفتها وطالعت تحركه بأندهاش 
في حاجه ازعجتك يافندم 
اغمض حمزة عيناه ثم نهض من فوق مقعده ووقف يطالع الطريق من نافذة مكتبه 
سيلين شغلك هنا انتهى 
تجمدت ملامحها پصدمه واتسعت عيناها وهتفت بنبرة
مذبذبه
ليه يافندم انا عملت تصرف يضايقك 
اراد ان يخبرها انه بمقت الاعيب النساء بل  يفهمها بسهوله    كان يراها في البدايه مديرة مكتب رائعه ولكن عندما دخلت دائرة ناديه شقيقته مقت تصرفاتها    نبرتها المذبذبه وتذكره لاحترامه لوالدها جعله يهتف بنبرة لطيفه بعض الشئ
أنتي هتتنقلي لفرع الشركه في دبي    اظن ده كان حلمك في البدايه
سقط قراره على مسمعها فجمدها في وقفتها فلمعت عيناها بالدموع ف ناديه قد عشمتها بزواجها منه
بس ده كان زمان انا دلوقتي عجبني الشغل هنا
لهم افكار شقيقته ف سيلين كما توقع وقعت بحبه بل وارادته بالفعل   استدار نحوها ببطئ وكانت الحقيقه واضحه على ملامحها
مستقبلك اهم ياسيلين    اهم من لعبه وهدف هتطلعي خسرانه منه
                                    
رفض بشده ذهابها لاحد البلدان لآخر مره كمراسله تعمل في إحدى القنوات الفضائيه 
جاكي قولت لكي عودي
فهتفت برجاء
مراد هذه آخر مره لي بالعمل    ارجوك اجعلني أودع عملي بأنجاز حقيقي 
احتدت ملامحه وهو ينهي هذا النقاش 
انجاز من جاكي تلك البلد الذاهبه إليها بها نزاعات بين شعبها    قولت لا جاكي 
فضحكت بدلال وسعاده من خوفه عليها 
ارجوك مرادي    مره واحده حبيبي 
دلالها ورجائها اوصلها لهدفها ليتنهد بقله حيله مع اصرارها 
جاكي رغم رفضي فلن اقمع أحلامك ولكن عملك كمراسله سينتهي 
اتاه صوتها الناعم 
لا تقلق حبيبي 
ووضعت يدها على احشائها فاليوم علمت بحملها 
عندما سأعود سأخبرك بخبر يسعدك ياحبيبي 
تمنت سعادته بالفعل كما هي سعيده  
العمل كان هادئ منذ سفر شهاب لرحله زواجه    يومان مروا وهي تأتي للعمل تنهي بعض الأعمال البسيطه ثم تكمل باقي اليوم دون شئ يذكر
وضعت سماعات الأذن الخاصه بهاتفها الجديد الذي ابتاعته بالتقسيط من احدي المغتربات معها بالسكن
واغمضت عيناها تسرح براحه مع ما يطيب النفس والقلب 
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي 
وقف يتأمل اندماجها وهو حانق    فقد جاء اليوم لفرع الشركه الذي يديره شقيقه من أجل احد الأوراق الهامه التي تطلب اطلاعه وامضته ولكن قدومه قد جاء بنفع ليطردها من عملها
وصفق بيداه بقوه ثم هتف ساخرا 
نسيب شغلنا وخليني مع اغاني الحبيبه 
فأنتفضت ياقوت فزعا من صوته ونهضت من فوق مقعدها تزيل سماعات الأذن من اذنيها وقبل ان تحرك شفتيها وتخرج الكلمات من فاها تحرك من أمامها نحو غرفه المكتب صارخا بها 
حصليني 
اتبعته بقلق وهي تخشي طردها    وطرقت باب غرفه المكتب والقلق يدب بقلبها 
كان يقف معطيا ظهره لها تلامع عيناه بالحده والجمود سمع نحنحتها المرتجفه ليستدير نحوها بجسده
ده اخر تحذير ليكي على الإهمال    المره الجايه في طرد ومش معنى انه متوصي عليكي وتعينك جيه بالوسطه يبقى مسمحولك بالتجاوزات   ده مكان شغل ياأنسه
ألقى كلماته عليها بحزم جاف وكادت ان تدافع على حالها لكنه اشار إليها بالصمت 
رجعي مكتبك وهاتي الأوراق اللي كان مفروض شهاب يطلع عليها 
خرجت من مكتبه تتماسك تهتف لنفسها وهي ترتب الأوراق المطلوبه 
متعيطيش يا ياقوت   خليكي قويه 
عادت اليه بالاوراق ليرمقها بنظره جامده   وقفت تنتظر اطالعه علي الأوراق وامضاته ولكن كان اليوم هو يوم تعويض راحتها في الأيام السابقه 
مدير حسابات تهاتفه ليأتي  موظف الشئون القانونيه وقهوه تأتي بها واوامر لا تنتهي 
حمدت ربها انها تعمل تحت اداره شهاب وليس هو   وانتهى اليوم اخيرا لتجلس فوق مقعد مكتبها تأخذ أنفاسها متمتمه
الحمدلله اليوم خلص
رتبت مكتبها وبعض الأوراق وضعتها في الملف الخاص بها    ليخرج من المكتب يطالعها 
أنتي لسا ممشتيش
ثم اردف پحده ومقصد 
ياريت النشاط اللي شوفته وقت وجودي يبقى علطول كده حتى لو المدير مش موجود 
اهانتها عباراته ولو كانت صمتت منذ ساعات فلن تصمت الان
حضرتك بتهني عشان لقيت السماعات في ودني رغم ان مكنش في شغل مطلوب مني 
فأتسعت عين حمزة من جرأتها   لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم ضغطت على احد الازرار 
اتهمتني اني قاعده بحب وبقضي وقتي   اه انا
كنت قاعده فعلا بحب وبقضي وقتي بس في حاجه اهم وافيد من الدنيا كلها ياحمزة بيه 
وحملت حقيبتها لتترك غرفة المكتب بعدما دافعت عن حالها برضى 
استنى عندك 
ألتفت نحوه بجرأة وداخلها كان قلبها يرتعش 
مبعترفش بغلطي مع حد
وصمت للحظات ثم اردف قبل ان ينصرف من أمامها مغادرا الشركه 
بعتذر علي سوء ظني ياأنسه ياقوت 
السعاده ارتسمت على شفتي ياقوت لتقف غير مصدقه ان حمزة الزهدي بغطرسته وجفاءه اعتذر منها
لتصيح كالاطفال مصفقه بيداها 
ده اعتذر مني 
                                  
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع لفعله ياقوت وسعادتها بما حققته اليوم
كل ده عشان اعتذر منك  لاا حمزة الزهدي عمل انجاز في حياته 
لتشير ياقوت نحو حالها 
انا ياسماح بقى حد يعتذر مني
واردفت تخبرها عن شعورها وهي تقف أمامه 
لو تشوفيني قدامه كنت عامله زي القطه اللي واقفه قدام الأسد 
ضحكات سماح تعالت بقوة حتى بدأت تسعل دون توقف   لتتجه نحوها ياقوت تضربها على ظهرها وهي الأخرى تضحك 
وقف شريف جامد في مكانه وهو يرى أحدهم يصطحب مها من امام المدرسه نحو سيارته الصغيره ويحادثها لتبتسم إليها
ضاقت عيناه پغضب وخاصه وهو يرى نظرات الرجل لتفاصيل جسدها الذي أظهره الثوب
زفرة حانقة أطلقها من شفتيه وتمني لو منهم ولكم ذلك الرجل الذي يساندها لدخول السياره 
رفعت سماعه مكتبها تتلاقى الأوامر من مديرة مكتب حمزة بأن تأخذ احد الملفات الموجوده لديها وتذهب اليه في عنوان الشركه التي املتها له 
نظرت للعنوان بقله حيله فهى لا تعرف إلا بعض الامكنه هنا ومازالت خبرتها محدوده وتتعلم كيف تذهب وتأتي 
بعثت علب الملف ووضعته في حقيبتها وغادرت المكتب تدق على سماح تسألها عن المواصله التي يجب عليها اتخاذها ولكن سماح لك ترد عليها 
فوقفت خارج الشركه تنظر لسيارات الأجرة تحسم قرارها 
مش مهم يا ياقوت نبقى نوفر الفلوس ف حاجه تانيه    اترفهي في تاكسي النهارده 
واوقفت سياره أجره لتملي السائق العنوان 
وبعد مرور نصف ساعه كانت تخرج من سيارة الاجره وتنظر للشركه المدون عليها انها خاصه بالحاراسات    تعجبت من امتلاكه لشركه هكذا ولكن تذكرت هيئه جسده المتناسق والقوي 
وبخطوات بطيئه كانت تدلف الشركه    لتنظر لهيئه الموظفين واجسدهم مندهشه وبأعين متسعه 
هي الشركه كلها رجاله كده ليه 
وعندما وقعت عيناها على فتاتان في الاستعلامات    ذهبت نحوهم مبتسمه تخبرهم بهويتها وأنها اتيه من فرع الشركه الأم لجلب ملف 
أشارت إليها الفتاه نحو المصعد    فتحرك ياقوت خطوتان ثم عادت للفتاتان متمتمه 
انتوا شغالين هنا ازاي    ده كلهم مصارعين 
ضحكت الفتاتان    فأكملت ياقوت سيرها ضاحكه الي ان وصلت أخيرا لمكانه 
لتدلف مكتب واسع للغايه ثم حجرة وجدت بابها مفتوحا على وسعه وحمزة يسير بين بعض الراجل يلقي عليهم تعليماته 
لتتحرك نحوه وعيناها متسعه على أجساد الرجال الضخمه
صوتها خرج غير مسموع 
حمزة بيه 
وفزعته من صياحه بالواقفين    فنظرت لهيئتها 
انت عامله زي الصرصار كده ليه
كانت تقف خلفهم مباشره ولم ينتبه أحدا لدلوفها الغرفه    انحنت نحو حقيبتها تخرج الملف حتى تكون مستعده لاعطائه له فور ان ينهي حديثه 
وصرخه خرجت من بين شفتيها     
يتبع بأذن الله

الفصل الثاني عشر.
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق. 
حالة من الصمت احتلت المكان على اثر صړاخها الذي صدح فجأة عيناها كانت مسلطه على قدمها التي دهستلم تستطع رفع عيناها لأعلى خشية مما ستراه ولكنها لن تظل هكذا
اعتدلت في وقفتها ببطئ وتوتر لتتسع حدقتيها وهي تجد أنظار الموجدين بالغرفه وأولهم حمزة مسلطه نحوها
دقيقه كامله مرت وهي على تلك الحاله حتى صدح صوت حمزة منهيا اجتماعه بالمتدربين الجدد بشركته
اتفضلوا انتم ولينا لقاء تاني ياشباب 
ابتعدت عن طريقهم تجر قدمها التي دهست بصعوبه عيناها تعلقت بأعين حمزة الحاده. لتشيح وجهها عنه تنتظر توبيخه 
فين الملف اللي طلبته 
ادهشها عدم صراخه بها تعطيه الملف وهي تود ان تهرب من امامه
اتفضل يافندم 
واردفت بلهفة
اقدر كده امشي يافندم
كادت ان تسير بقدمها التي مازالت تؤلمها لتقف جامده في مكانها 
انا اذنتلك تمشي 
هتف بها بعدما رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولكنها اربكتها 
وأرخت كتفيها بقله حيله تنظر إليه وهو يتجه صوب مقعده خلف مكتبه 
نظرت حولها تتأمل مساحه المكتب الفخم التي تعد اوسع من غرفتها المقيمه فيها. لم يعيرها ادني اهتمام واستمرت في وقفتها لعشرة دقائق تنتظر ان يخبرها ان تجلس او تنصرف ولكن لا شئ حدث 
وتنفست براحه وهي تجده يرفع رأسه عن الأوراق بعدما وقعها 
يداه امتدت بالملف فأسرعت تأخذه منه كي تنصرف من أمامه
فوجودها معه يربكها 
وتجمدت في وقفتها قبل ان تستدير بجسدها وتغادر 
تطلعي على الفرع الرئيسي توصلي الورق للسيد مدحت في الشئون القانونيه مفهوم الورق يوصل ليه هو
بهتت ملامحها وهي تستمع الي امر اخر من اوامره التي تخلوا من الذوق كانت تظن انها ستعود بالاوراق للشركه التي تعمل بها ولكن مشوار اخر ستذهبه حتى أنه لم يراعي آلم قدمها 
حركت رأسها وهتفت بنبرة خافته 
حاضر 
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس 
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها 
سارت خطواتان ثم أشرقت ملامحها وهي تسمعه يحادث أحدهم عبر الهاتف 
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي 
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى 
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه ياسلام لو عندي عربيه زيها 
حديثها الخاڤت وصل لمسمع السائق فضحك رغما عنه
.
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا 
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
لا انا مبسوطه بالمكان ياشهاب
احتدت ملامحه ولكن ليست لها انما نحو ذلك الذي وقف يرمقها بأبتسامه وتفحص. يده طبقت على رسغها واخذ يجرها بضيق خلفه 
قولت كفايه كده 
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوج الي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها 
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها.
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
تفننت في صنع مكرها رغم أنها لا تجيده الا ان آلام قلبها جعلتها تدرك اللعبه شهاب ماهو الا رجلا شرقيا يعشق من تجعله يأتيها هو وليست هي رساله ادركتها في آخر محطه لهم معا 
هو اللي انا بعمله ده لعب عيال ياشهاب
واردفت بتلاعب 
انا باخد اجازه من حبي ليك بيتهيألي انا كده رايحتك مني 
اصاپة الكلمه هدفها لتتبدل ملامحه للجمود 
أنتي عقلك جراله ايه. اجازه ايه واحنا خلاص اتجوزنا 
يداه قبضت علي كتفيها پقسوه 
ندي الصبر ليه حدود مش كلمه سمعتيها وانتي بتتصنتي عليا انا واخويا هتعملي فيها الضحيه فوقي بقى جايه دلوقتي تشوفي نفسك المظلومه واني مستهلش حبك 
لو كانت شعرت بزهوة النصر منذ لحظات ولكن الآن كل شئ انتهى قسۏة كلماته كانت تغرز بقلبها. دموعها التي جاهدت على اخفائها انسابت فوق وجنتيها دفعته عنها بضعف وقد شعر بالندم ولكن تبريره لنفسه انها السبب انها تستحق ذلك
عندك حق انا لسا فاكره اعيش دور الضحيه 
شعوره بالمقت تلك المره كان علي حاله 
انا اسف ياندي 
ولم تعد للكلمه معنى فقد اخبرها بالحقيقه 

دفعتها حانقه من نوبة الضحك التي انتابتها عندما وصفت لها لحظة سحق قدمها. لم تتحمل سماح تخيلها لهيئة ياقوت وسط الديناصورات كما اطلقت عليهم 
كفايه ياسماح انا غلطانه اني حكتلك
صدحت ضحكات سماح بعلو وأخذت تتنفس ببطئ
الصداقه ديه جات اخيرا بفايده يا ياقوت. بقى ليكي طرائف وعجائب 
واردفت ضاحكه 
والديناصورات علي كده حلوين 
ضاقت عين ياقوت من سماجة سماح. فدفعتها بقوة اكبر حتي كادت تسقط من فوق الفراش 
خلاص يامفتريه هسكت. شويه جد بقى عشان محتاجه منك مساعده 
كان كالغيور الغاضب منذ أن رأها مع ذلك الرجل تصعد سيارته. حاول أن يمنع نفسه من القدوم إليها ولكن قدماه أخذته لها كالمعتاد وجدها جالسه على المقعد الخشبي تنتظر شقيقتها 
وقبل ان يجلس جانبها ويتحدث هتفت بأبتسامه واسعه 
شريف 
اندهش من معرفتها بوجوده فسألها بلطف وقد تبدلت كل مشاعره المتهجمه الي أخرى سعيده 
عرفتي ازاي 
ابتسامتها كانت أجمل ما يراه في يومه وجلس جانبها ينتظر سماعها
عرفتك من ريحتك
تعجب من اجابتها واخذ يشم رائحة عطره ثم ضحك 
افرض غيرت ريحة البرفن بتاعي. هتعملي ايه 
نطقت بعفويه 
هعرفك وده هيكون بأحساسي 
لم يفهم معنى كلامها ولكن المعنى كان واضحا لا يحتاج لتفسير اكثر
انت مجتش ليه اليومين اللي فاتوا. مش قولتلي هتيجي وتجبلي من شيكولاته الفرح 
لم يعرف بماذا يجيب عليها ولكن عقله قد صنع كذبته 
كان عندي شغل مهم 
اماءت برأسها متفهمه. وشعرت بجلوسه جانبها ثم تناول كفها يضع به الحلوى التي وعدها بها 
ارتسمت السعاده على شفتيها وهي تداعب بكفها الاخر الحلوى 
ديه شكولاته الفرح 
حرك رأسه إيجابا على سؤالها ولكن أدرك سريعا انها لا تراه فتمتم مبتسما
شيكولاته الفرح زي ما وعدتك
قلبها خفق من قطعه حلوى. أزالت غطاء الحلوى وأخذت تقضم منها. كانت تترك له حرية رؤيتها ومطالعتها 
احكيلي عن الفرح. العروسه كانت حلوه
واردفت بحماس طفولي 
انا بعرف اتخيل الناس بسهوله من الوصف متخافش 
انطفئت لمعت عيناها وهي تخبره انها تتخيل الأشخاص من وصفهم. وفي لحظة عادت ملامحها تشرق ثانية وهو يصف لها ملامح العروس ومريم شقيقته 
وهي تستمع بأبتسامه تنير عيناها قبل وجهها 
وجدت سماح تقف على باب غرفتها تنتظرها بحماس جلي على ملامحها 
عرفتي تاخديلي ميعاد معاه يا ياقوت 
ومن نظرة واحدة وجهتها ياقوت لها. فهمت سماح انها لم تستطع 
انا اسفه ياسماح. معرفتش انتي عارفه انه مستني ليا فرصه واحده بس ويطردني
فأبتمست إليها سماح وهي تعلم بصدق ما تقول 
انا عارفه يا ياقوت. ولا يهمك 
لم تحزن سماح بالفعل فقد كانت تعلم بعدم مقدرة ياقوت لأخذ لها موعد ففي النهايه هي موظفه ومازالت في بداية وظيفتها 
اوعدك هحاول تاني. بس يجي فرع الشركه عندنا. انا بس بقيت مهمتي حاليا اودي ورق يتمضي 
وانتظرت ياقوت سماعها وخشيت ان تكون حزنت منها ولكن 
أنتي هابله يا ياقوت. ازعل من ايه انا لو هزعل هزعل من نفسي عشان استغليت صداقتنا وانا اكتر حد عارف معاملة حمزة الزهدي ليكي 
هتفت ياقوت على الفور 
بس انا عايزة اساعدك
لتتحول وقفتهم لعناق وكالعاده كانت سماح تبتعد عن الدراما وتنهي الحوار بمزاح
مكنش مقال صحفي ده اللي هيعمل فينا كده تعالي نروح نتجمع مع بنات السكن 
وانتهى الأمر بهم بتجمع فتيات السكن في سهره ممتعه. لم تخلوا من المزاح والضحك
وجدها تصفف شعرها امام المرآة دون أن تعيره اهتماما كان يحمل باقة من الازهار. معتذرا
لسا زعلانه 
لم تجيب بشئ وأكملت تمشيط خصلاتها. لتجده يمد باقة الأزهار لها 
ميبقاش قلبك اسود ياندي
كانت تستنشق عبير الازهار مغمضه العين لم تشعر بنفسها إلا وهي تنتفض متمتمه 
لا ياشهاب
تجمدت يداه وهو يراها تتخلص من آسره وتعالت أنفاسه وقبل ان يفعل ما لم ستسامحه عليه خرج من الغرفه صاڤعا الباب خلفه بقوة. واصبحت رحلة زواجهم ماهي إلا تصفية حسابات 
دلفت صفا لحجرة مأمور السچنكان جالس يطالع بعض الملفات أمامه وانتبه لدلوفها فرفع عيناه نحوها مبتسما فمنذ ان تولي إدارة السچن وهو لا يرى في سلوكها اي شئ يشينها حتى أنه تعجب من تهمتها فكيف لملاك مثلها تكون تاجرة للمخډرات 
تعالي ياصفا
مكتبه خطوتان لينهض من فوق مقعده مقتربا منها
عندي ليكي خبر هيفرحك
انتظرت ان تسمع ما سيفرحها رغم علمها ان لا شئ سيفرحها الا انها تتحرر من سجنها
بعد أيام هتاخدي إفراج. ومش هتستني شهرين كمان ياستي
واردف وهو يري الدموع التي لمعت بعينيها
وده طبعا بسبب حسن سلوكك ياصفا
تجمدت يداه على الهاتف وهو يستمع للمتصل. زوجته ماټت في حاډث
انت بتقول ايه
أنفاسه اخذت تنسحب ولم يتمالك حاله فهوي بجسده علي المقعد وسط ضجيج المطعم الذي يتناول به فطوره
ولسانه اخذ يردد بصعوبه
جاكي ماټت. لا اكيد الكلام ده غلط
ونهض من جلسته بخطوات اشبه بالركض ولم يشعر بنفسه الا وهو يضع ملابسه بحقيبة سفره ويهاتف إحدى شركات الطيران من أجل حجز تذكرة متجها لسويسرا. ومن حسن حظة كان هناك مقعد شاغر بعد ساعات سينتظرهم في جنون 
.
تعجبت ناديه من عدم وجود سيلين وقد تبدل مكانها برجلا. احتدت عيناها وقد فهمت ان شقيقها يقطع عليها كل الطرق 
وهتفت داخلها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه بعدما حياها مدير مكتبه عندما أخبرته بهويتها
وتفتكر اني هسكت ياحمزة مبقاش ناديه الا ماجوزتك 
ودلفت لغرفة مكتبه تطالع انغماسه بين أوراق العمل 
تفتكر لما تمشي سيلين هسكت 
زفره طويله خرجت من بين شفتيه متجاهلا حديثها 
اهلا ياناديه 
ونهض 
مش ملاحظة وجودك كتر هنا 
ضحكت وهي تفهم تلميحه 
ما سبب وجودي خلاص انت مشيته. بس بصراحه النهارده جايه عشان حاجه تانيه 
دقق حمزة النظر بوجهها منتظرا معرفه سبب مجيئها 
من غير لعب ولف ياحمزة. ايه رأيك تتجوز ياقوت
الفصل الثالث عشر.
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
ضحكة ساخرة صدحت في ارجاء الغرفه شقيقته تخبره صراحة بمن وقع عليها الاختيار لم تلعب معه كما اعتادت. تعمق في النظر إليها ليجدها ترمقه بأستياء لاستخفافه بها
انا قولت نكته ياحمزة
ارتسمت السخريه تلك المره على شفتيه مما زاد حنقها 
فعلا ياناديه انا بعتبر كلامك حاليا نكته
واردف بمقت وهو يشيح عيناه عنها
ونكته
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 99 صفحات