الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية للقمر حكاية كاملة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 10 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


وتخبرها ما سمعت 
ياقوت عمي طلب ايدي من بابا لمراد 
كانت ياقوت تسير خلف سماح بعدما أخبروا سميره بوجهتهم 
بجد يا هناء    احكيلي ده حصل امتى وازاي
فحركت هناء اصابعها على خصلات شعرها بهيام ولكن قبل أن تخبرها بتفاصيل ما سمعته كان شقيقها يدلف لغرفتها 
هكلمك بكره احكيلك 
واغلقت هناء لتنظر سماح التي توقفت عن السير وتتمعن النظر في ملامح ياقوت المبتسمه 

شكلك سمعتي خبر حلو 
لتتسع ابتسامه ياقوت بسعاده 
هناء هتتخطب قريب   انا فرحانه اوي ياسماح 
فأرتسمت السعاده على وجه سماح هي الأخرى 
انا بقيت شاهده على قصه الحب العجيبه ديه بين هناء وابن عمها    لازم اكون اول المعازيم مفهوم 
وضحكت كلتاهما ليكملوا سيرهم في الطريق فالمطعم قريب من المسكن 
وقفت مريم أمامه في غرفه مكتبه بعدما طلب منها اتباعها 
كانت تعرف بما سيحادثها فيه   فحضوره للمدرسه قد ذاع وخاصه من مدرستها الحالمه به منذ زمن ولكن لم تظهر مشاعرها الا بعد ۏفاة والدتها وكأن والدتها كانت حاجز بينه وبين النساء
ارفعي عينك ليا يامريم 
فرفعت عيناها بتوتر وهمست بخفوت 
هو انا عملت حاجه تزعلك يا بابا 
حمزة بهدوء 
ليه بتعملي في نفسك كده    مش ديه مريم اللي ربتها   وبقول انها شبهي
لم تتحمل كلماته حمزة هو قدوتها والدها الذي تدرك تماما انها ليست من دمائه وما هو إلا زوج ام أعطاها ابوته بمحبه خالصه 
وبكت بحرقه وهي تخبره بأشتياقها لوالدتها بخۏفها ان يتزوج بأخرى في تسمع وترى ولكن تصمت 
عمتو ناديه عايزه تجوزك   انت كمان هتروح مني وشريف بقى بعيد عني مبيرجعش البيت غير علي النوم وندى بقت مشغوله مع شهاب   وتقي بقي ليها صحابها اللي بتحبهم    كلهم بيبعدوا    ماما هي اللي كانت بتجمعهم 
حمزة اليه وهو يرى انشغال الجميع عن صغيرته واشعروها بغياب سوسن 
وتفتكري انا في يوم هتخلي عن بنتي
فرفعت مريم عيناها نحوه 
بيقولولي انك مش بابا    انا عارفه كده بس انت بابا صح
دمعت عيناه وهو يسمعها فأبعدها عنه يمسح على وجهها
أنتي بنتي يامريم وهتفضلي بنتي    انا عايز مريم ترجع زي ماكانت شاطره في مدرستها متعملش مشاكل مع حد ولا بتتخانق
فخجلت من تلميحه لمشاجرتها مع رؤى بعدما طفح الكيل ولم تعد تحتمل حديثها
اوعدك هرجع مريم القديمه    بنت حمزة الزهدي
نطقت اسمه بفخر    ليبتسم علي عفوية صغيرته
طب اعملي حسابك مس ريما هتيجي تذاكرلك مادتها   مستواكي نزل فيها خالص
وابتسامه ساخره ارتسمت على شفتي مريم لتحرك رأسها مردده
مس ريما اه
اتبع خروجها من المدرسه وقد ارتاح قلبه عندما رأها اليوم فقد تغيبت ليومان عن المدرسه التي تعمل بها مدرسه موسيقى
خرجت اليوم بمفردها تتحسس الطريق الذي حفظت خطواته ولم تنتبه لدراجه الهوائيه التي مرت بجانبها فدفعتها لتسقط على ركبتيها
ركض شريف نحوها فالأمر
فلم يكن يتوقع حدوث ذلك ولكن صاحب الدراجه البخاريه مال قليلا فدفعها دون عمد ورغم الدفعه لم تكن قويه الا انها تعركلت في خطواتها
أنتي كويسه
لم تنسى صوته طيله الايام الماضيه    فخشت ان يكون هو صاحب الدراجه وېعنفها مثل المره القادمه
اه كويسه
وشعرت وقبل ان يمد يداه ليساعدها
شقيقتها راكضه نحوها
مالك يامها ايه اللي حصلك مش قولتلك متخرحيش من المدرسه لوحدك
وألتقطت شقيقتها يدها وعنفتها كأنها طفله صغيره ولم تهتم بوقوف شريف الذي كاد يطمئنها عليها
فوقف يطالع المشهد صامتا ولأول مره يشعر ان داخله احساس بدء يسير في اتجاه جديدا عليه 
ذهبت لعملها بحماس   فصحبتها مع سماح عادت عليها بنفع
ليدلف شهاب مكتبه أمامها بعدما ألقي عليها تحية الصباح
ومر الوقت الي ان جاءت ساعه الظهيره
فخرج من غرفه مكتبه يخبرها بعمليه وهو ينظر إلى ساعه يده
ياقوت هاتي الملف اللي قولتلك اطبعيه وحصليني عشان رايحين على الفرع الكبير في اجتماع مهم
لتجمع الأوراق سريعا في ملفها المخصص وحملت حقيبة يدها تتبعه بصمت
                                      
تقدمت سيلين من الطاوله التي تجلس عليها ناديه وتنتظر قدومها 
اسفه يا مدام ناديه اتأخرت عليكي
وجلست تلتقط أنفاسها 
مش قدامي غير نص ساعه بس
لتبتسم ناديه متفهمه واسندت ذراعيها على الطاوله وظلت للحظات تطالعها بتفحص ومالت نحوها 
من غير لف ودوران    انا عارفه انك معجبه بحمزة 
ألقت ناديه كلماتها ببطئ ثم عادت تسند ظهرها على ظهر مقعدها    فأرتبكت سيلين من صراحتها 
اي حد بيشتغل مع مستر حمزة لازم يعجب بشخصيته يافندم 
فضحكت ناديه بخفوت وهي تسمع عباراتها المنمقه 
يعني اسحب عرضي ونشرب بس القهوه سوا 
لتلمع عين سيلين غير مصدقه لما تشير اليه ناديه 
حضرتك تقصدي ايه 
فداعبت ناديه ذقنها مفكره 
من حمزة    وانا هساعدك
الفصل التاسع
جالت عيناها بالحضور وهي تشعر بالرهبه من حضورها ذلك الاجتماع   حاولت بث نفسها الطمئنينه تذكر حالها بنصائح سماح التي باتت تعطيها دفع
وتمتمت داخلها لتزيد من عزيمتها
انتي دلوقتي بتشتغلي يا ياقوت والشغل هنا غير شغل الملجأ لازم تبقى واثقه في نفسك
حقيقة لم تكن تلك عباراتها بل سماح التي اخذت تحفظها لها
وفي ظل تردديها ما يطمئنها دلف حمزة غرفة الاجتماعات بهيبته المعهوده تتبعه سيلين مديرة مكتبه 
فمال نحوها شهاب قليلا يخبرها
ركزي في كل كلمه بتتقال واكتبي الملاحظات   تمام
فأماءت برأسها سريعا وما من لحظات كانت تسمع وتدون ما يجب عليها تدوينه
عيناها وقعت على اخر شخص تريد ان مطالعته  ولسوء حظها المعتاد تقابلت عيناهم
ثبت حمزة نظراته عليها ولكنها اشاحت عيناها عنه خجلا
واكتمل الاجتماع   ليستدير شهاب نحو ياقوت متسائلا
دونتي النقاط المهمه يا ياقوت
فحركت رأسها إيجابا ومر الوقت وشهاب جالس مع حمزة يناقشه في عملهم 
نظرات ياقوت كانت تلك المرة نحو سيلين التي تعمدت من حمزة فيتلامس كتفها بكتفه بعض الأحيان
تعجبت من ذلك التحرر ولكن ابعدت ذهنها عما ترى ففي النهايه 
هي ليست أكثر من موظفه
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع إليها عندما بدأت تصف لها شعورها اليوم 
يعني حمزة الزهدي بعبع بالنسبالك 
فزفرت ياقوت أنفاسها بأرهاق
بخاف منه اوى يا سماح   البشمهندس شهاب مش كده خالص   راجل ذوق 
فحركت سماح حاجبيها بنظرة عابثة 
قولتيلي ذوق 
فسرعت تحرك رأسها نافيه
لا مش قصدي اللي فهمتيه   انا بس بحكي عن شخصيته   بشمهندس شهاب خاطب ندي اللي حكتلك عنها 
فأبتمست سماح وهي تضحك على وداعتها 
ما انا عارفه بس برخم عليكي    المهم سيبك من العيله ديه بقى  ايه رأيك تيجى معايا حفله المفروض هعمل لقاء صحفي فيها 
وقبل ان تنطق ياقوت برأيها اردفت سماح بحماس 
ديه مش اي حفله يا ياقوت   هتتبسطي وتقولي سماح قالت 
انتابها الحماس ولكنها تذكرت مۏت عمتها وحزنها عليها ولم تنسى هدفها الأساسي في المجئ للعاصمه   الهدف لم يكن الا العمل لا أكثر 
مش هينفع يا سماح    روحي انتي ده شغلك 
كانت تعلم داخلها ان سماح تفعل ذلك معها لتجعلها تخرج من قوقعتها المغلقه    سماح فيما مضى لم تكن الا كشخصية ياقوت الفتاه الهادئه المنطويه ولكن الحياه تعلم ان تصبح مع مرور الايام شخص
آخر 
في مكان آخر مظلم والكل في ثبات عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمات متقطعه 
مظلومه   متسبنيش   حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا    لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق 
فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها 
خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة   بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله 
وسقطت دموعها وهي تتذكر والدها فلم تكن الا ابنه تاجر مخډرات لسنوات ترى والدها اشرف رجلا وفي النهايه انكشف الستار 
                                
اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف    شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه    تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه   الفرح فرح والحزن حزن 
الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم 
يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده    ده انتي اخت العروسه 
اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره   لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها
فدارت بجسدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء 
وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد 
واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادم ليس هين 
                                
اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدما ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها 
امتى حمزة بيه هيجي يامريم 
فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه
بابا مش بيجي دلوقتي    عنده شغل مهم 
فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه 
ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه 
فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه    وناولتها كشكولها 
انا كده خلصت يامس
وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس   وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شديد للغايه 
ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل 
واتسعت عين ريما عندما سمعت صوت حمزة والخادمه تحمل حقيبة عمله وترحب به 
فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه 
غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا 
تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا 
انسه ريما انتي سمعاني 
فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج
ايوه معاك   حضرتك كنت بتقول ايه 
فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها 
بسألك عن مستوى مريم 
فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه
مريومه بنوته شاطره  اطمن يافندم 
فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما 
اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها 
قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة 
ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه   فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل 
ندي اعرضي على مس ريما تتعشا معانا    وادي خبر للسواق يبقى جاهز عشان يوصلها 
فأماءت ندي برأسها مبتسمه وألتقت ب ريما التي كانت مريم تسرع بتوديعها 
استاذه ريما حمزة موصي انك لازم تتعشى معانا مش معقول تمشي كده 
لتهتف مريم داخلها 
تتعشا   ياريتك ياندي مانزلتي
وتهللت اساريريها وهي تسمع ريما تجيب معتذرة 
شكرا ياأنسه ندي   مقدرش اتأخر على البيت اكتر من كده 
ولكن داخلها كان رأي آخر 
لازم تتقلي ياريما مش معقول من اولها اقبل عزومته هو فاكرني ايه 
طب خلاص هخلي السواق يجهز عشان يوصلك ديه أوامر حمزة 
فأستاءت مريم من
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 99 صفحات