رواية اهلكني حبك بقلم داليا ناصر
بشكل لا تتخيله فأنت سمحت لها بالعمل معك لقد فضلتها وأخذتها معك للقاهرة لتراها كل يوم في حين تركتني بالدوار دون عمل ودون حياة أنا لا أستطيع نسيان كل هذا
توقفت عن الكلام قليلا لتلتقط أنفاسها التي انقطعت ثم أكملت بقوة
أنا أرفض أن أشاركك مع امرأة أخري هل تفهم .. وأيضا أنا...أحببت عملي وأن يكون لي كيان خاص بى وأنني صرت شخص مهم لنفسي قبل أي شخص أخر لذا لا أعتقد أنني سأستطيع التخلي عن كرامتي أبدا مجددا والتخلي عن أحلامي
قالت بضعف بعد أن ابتعدت عنه واستدار هو يحدق بها
أريدك أن تعرف أنني لن أكون أبدا لغيرك فقد كنت دوما لك وحدك وسأظل هكذا حتى مماتي
لا يدري
لماذا يشعر بنبضات قلبه تهوي وهناك ألم بصدره يقطعه هذه أول مرة يشعر هكذا وأحس أن ما هي علي وشك قوله لن يعجبه أبدا وكأنها تودعه فحدق بها باهتمام وكانت عيناه محتقنة فأكملت
أخذ أنفاسه بصعوبة وشعر بدقات قلبه تكاد تخرج من صدره من قوتها لم يرد عليها وفقط خرج من الغرفة صافقا بابها پغضب تاركا إياها تجلس علي الأرض وهي تبكي كم هي حمقاء لماذا فقط لم تطلب منه أن يطلق نهي ويبقي معها فقط .. وهل لو فعلت كان اختارها هي بالطبع لا فمشاعره تجاه نهي ستمنعه رغم اشتعال مشاعره معها الآن لذا وجدت الخلاص وهو أن تخيره بينها وبين نهي وبالطبع لم يخيب ظنها فهو لم يرد عليها ورحل وكأنه يخبرها أنه لن يطلق نهي والآن من يعرف بعد أن خيرته بطريقة غير مباشرة فمن الممكن أن يطلقها وتذكرت منذ قليل فهل حقا هي مميزة لديه..أم أنها كلمات تقال وبعدها تطير أدراج الرياح عندما ينتهي المخزي منها .. لقد قال أنه أردها زوجة وأراد تملكها لذا لم يكن مرغم من الزواج منها بما يفيد هذا الكلام الآن فلقد انتهي كل شيء أغمضت عيناها وبكت كما لم تبكي من قبل .
مر شهر سريعا ولم يتحدث معها مطلقا سوي منذ يومان فقد كانت بالمطبخ ليلا ووجدته عاد من عمله فحدقت به وهو الأخر حدق بها ووجدته اتجه ناحيتها وقال بهدوء
مساء الخير كيف حالك..
تحدث معها ببرود وكأن ما حدث بينهما تلك الليلة لا يعني له شيء فقالت له ببرود مماثل
فقال لها فبل أن يبتعد
تجهزي غدا الساعة السابعة سأمر لأخذك للطبيبة
وبعدها تركها وذهب و اليوم التالي ذهبا معا للطبيبة ولم ينطق بكلمة واحدة طوال الطريق بالسيارة وعند الطبيبة رأت بعيناه الفرحة بنمو طفله داخل أحشائها وكان يسأل الطبيبة عن عدة أشياء عن طفلهما وقد بقي القليل علي موعد الولادة وبعدها أوصلها للمنزل قائلا لها
هيا انزلي أنا سأعود للعمل
فنزلت من السيارة وظل هو ينظر لها ليتأكد من دخولها سجنها الكبير وتنغلق البوابة عليها ثم
تحرك مغادرا مرة أخري...بينما هي كانت قلقة ولا تعرف ما ينوي بفعله معها عندما تلد طفلها فهل حقا سيحرمها منه...
الفصل التاسع
ماذا تقول يا أبي..
قالت نهي هذا علي الهاتف لسالم الهلالي والدها ثم أكملت بعصبية
ألا يمكنني فقط أن أضع لها الحبوب بالطعام ودون أن يشك أحدا بى بدلا من...
رد سالم قائلا لها پغضب
كلا يا حمقاء لو فعلت هذا ببساطة ستجعلين علاقتهما أقوي ولن يطلقها لكن أن فعلتي كما أخبرتك لن يشك بكي أوس لحظة واحدة وأيضا سيحدث شرخ عميق بعلاقتهما هل تفهمين..
قالت بتأتأة
متي ننفذ خطتنا..
غدا افعليها فهو يوم أجازتك من العمل وأيضا أرسلي الخدم لشراء بعض الأغراض حتى لا تثيري الشك
قالت باقتضاب
حسنا سأفعل
ثم أغلقت الهاتف وهي ترتجف مما سيحدث غدا لكنها لن تتردد في فعل أي شيء لمحو حور من حياة أوس ربما عندما تذهب حور بعيدا ستتحسن علاقتها بأوس وسيكون ملكها وحدها فهي منذ أن عادت تلك اللعېنة إلي هنا وقد تدمرت خطتها تماما مع أوس فهي قد كونت معه علاقة طيبة وكانا يتحدثان طويلا عن العمل وكانت تستطيع جذبه لأحاديثها لكن منذ مجيئها وهي تعلم باشتياقه لها حتى منذ شهر لم يغب عنها أنه ذهب لغرفتها لمدة طويلة من الوقت وخاڤت أن تتجسس عليهما فيتم كشفها لذا كانت تتقطع من الألم وهي لا تعلم ماذا كانا يفعلان بالداخل وهل سامحها أوس ..ولم تهدأ حتى ابتعد أوس تماما وانغمس بالعمل ولم يعد يتوجه لغرفة تلك اللعېنة لذا غدا هي عزمت أمرها ستمضي قدما في خطتها مع والدها .
في اليوم التالي نزلت حور لتتناول إفطارها قبل الظهر بساعة فهي تعلم أن أوس بالتأكيد ليس بالمنزل وعندما كانت علي وشك نزول الدرج قاطعها قول نهي المستفز
صباح الخير يا حور كيف حالك ..
نظرت لها حور وقالت ببرود
بخير
ابتسمت نهي بشقاوة وقالت بسخرية
أنا حقا أشعر بالشفقة علي حالك فأوس أخبرني أنه ينوي التخلص منك ما أن تلدي الطفل وأنني أنا من سأتولى تربيته
شهقت حور پألم وقالت لها بذهول
مستحيل أن يفعل بى أوس شيء كهذا ويقوله لك
قالت نهي پشماتة
بالطبع أخبرني وأيضا قال لي عن خېانتك له مع سراج الأحمدي لا تقلقي يا عزيزتي عندما تضعي طفلك ربما سوف أخذ أجازة من العمل من أجله وسأسهر علي راحته
غلت الډماء داخل عروقها هل حقا الوغد أخبر نهي علي أنه ينوي التخلص منها انه أهانها لأبعد درجة كيف له فعل ذلك .. شعرت بالجنون يتمكن منها فقالت بعداء شديد
كلا لن أتخلي عن طفلي ولن تلمسيه حتى هل تفهمين..
ماذا إن أخبرت أوس أنكي سقطت من علي الدرج عمدا لتجهضي طفلك
شهقت حور من كلامها وصاحت بها پغضب
لن يصدقك أبدا فهو يعلم تماما مدي تمسكي بطفلي
فضحكت نهي قالت بسخرية
إذن دعينا نري بالتجربة من سيصدق ..
لاااااا ابني لااااااا
لقد فعلت كما أخبرتني بالضبط
جيد يا نهي كيف هي الآن..
قالت بتلعثم شديد
إنها أمامي تسبح في دمائها وفقدت الوعي ولقد أخبرتها أنني علي علم بخطة أوس تجاهها كما أخبرتني
رائع لقد أدخلتي الشك بثقتها بأوس ولن تسامحه
علي فعلته اعتقادا انه أخبرك بتلك التفاصيل والآن اتصلي بأوس هيا
فأغلقت الخط وهي ترتعش لقد فعلتها ليت الأمر يمر كما تريد هي ووالدها اتصلت بأصابع مرتعشة بأوس رن هاتفه كثيرا قبل أن يرد أوس فقالت وهي تشهق
يا الهي تعالي بسرعة يا أوس لقد سقطت حور من علي السلم عمدا ... إنها تسبح في دمائها
وما أن سمع هذا حتى استقام من مكتبه علي الفور وركض بسرعة كالمچنون وهو يغلق الهاتف معها ويتصل بالإسعاف قبل أن يصل ولا يدري كيف ركب سيارته ولا كيف وصل خلال دقائق ودخل بسرعة للمكان وهو لا يري أمامه إن حوره حور حبيبته سائحة بدمائها وتسمر مكانه لثانية عندما رآها علي الأرض
حور ..حور
هل حقا سيخسرها تلك المرة ..هي وطفله للأبد سند جبينه علي حائط السيارة وهو يشعر أنه سيغمي عليه لكن الأمل رسم طريقه من جديد وهو يراها فتحت عيناها فأمسك يدها علي الفور نظرت له تائهة لكن فكرة واحدة كانت داخلها وهي إنها تفقد جنينها الآن و أوس قد أخبر نهي عن نيته للتخلص منها لقد باعها لنهي بالرخيص فنظرت له پغضب شديد ودفعت يداه عنها وهي تتشنج مجددا تريد الصړاخ فهي فقدت كل شيء وخسړت طفلها ..فغابت عن الوعي مرة أخري.
كان أوس في قمة التوتروالقلق والعصبية وهو خارج غرفة العمليات ينتظر لمن يطمئنه علي حور كان يتحرك مجيئا وذهابا وفي النهاية جلس علي أقرب كرسي ونكث برأسه وهو يسترجع اللحظات السابقة وحور سائحة بدمائها وهي تغيب عن الوعي مرة أخري شاحبة كالأموات شعر بقلبه يكاد يتوقف عن الخفقان في تلك اللحظة دخلت نهي المشفي ووجدته جالسا فقالت بقلق زائف له
أوس كيف حالها الآن ..
نظر لها وكأنه لا يراها وقال پألم
لا أدري إنها بالداخل الآن
فقالت وهي تتصنع الألم بطريقة خبثة
أنا آسفة لما حدث لكن أنا لم استطع منعها
بدأ أخيرا يعود لوعيه وتذكر كلمات نهي التي اتصلت به وأخبرته أن حور سقطت عن الدرج عمدا فنظر لها وقال علي الفور
ما الذي حدث بالضبط يا نهي ..
فقالت له بضعف وهي تبكي
يا الهي لم أكن أريد قول هذا لكن يجب أن تعرف .. فأنا وجدتها تقف أمام الدرج فتعجبت وسألتها ما الذي تفعله فصاحت بى پجنون أنها فقط
ستتخلص من الرابط الذي يربطها بك للأبد فهي لو تخلصت من جنينها ستطلقها وستتزوج بسراج الذي يحبها
اشټعل الڠضب بعيناه وهو لا يصدق ما يسمعه بالطبع نهي تكذب فحور لن تفعل شيء كهذا أبدا ..لكن مهلا ..من أين عرفت نهي بأمر سراج !!..وكيف علمت أن حور تريد الطلاق منه ..شعر بالجنون يتملكه هل كانت حور تعبث به كل هذا الوقت حتى إنها كذبت أنها تحبه فنظر لنهي لتكمل فقالت
لقد حاولت أن أردعها وقلت لها توقفي يا مچنونة وأنني سأتصل بك لأخبرك لكنها قالت أنها ستخبرك أنني أنا