لن ابقى على الهامش ل نداء علي
منك الكلمة دي تاني وحق ابني مش هسيبه
هاله بترقب تقصد ايه!
تامر انا طلقت سوزي ولولا القرابة اللي بينا كنت سجنتها
أباتت أمي وهنة إلى ذاك الحد أم أن روحي هي التي وهنت واستحلها الضعف
ترى قلبي كلما اشتد الألم بجسدها ولكن مكبل بقيود العجز فلا امتلك حق الزود عنها
وضع ياسين رأسه بين كفيه ودعاءه الصامت لا يسمعه إلا الله دعاء نردده جميعنا فنغدو أطفالا ولو بلغنا من العمر آخره رجاء أن تبقى امهاتنا معنا إلى الأبد
هون على نفسك يا عم ياسين ان شاء الله ربنا يشفيها وتقوم بالسلامة
ياسين بحزن أمي تعبانه أوي يا أحمد أنا مش قادر اعملها حاجة
احمد ادعيلها بس انت وسيبها على الله
ياسين ربنا كريم المشكلة اني أجلت السفر مرتين والتأشيرة خلاص طلعت لازم أسافر ومش هقدر اسيبها وهي تعبانه بالشكل ده
أحمد يابني سيبك بقى من السفر والپهدلة اقعد وربنا هيحلها
من حاجة
أحمد يابني خد الفلوس اللي انت محتاجها ومتشغلش بالك
ياسين بجدية معايا الحمد لله يا أبو حميد
أحمد انت دماغك ناشفه ياعم خدهم سلف أنا عارف انك مبتاخدش حاجة من حد
أهم حاجة أمي تقوم بالسلامة مش مهم أي شيء في الدنيا
أحمد اطمن وبعدين حتى لو سافرت مراتك واخواتك موجودين وماشاء الله مراتك مش هتقصر معاها
ياسين الحمد لله يمكن ده اللي مهون عليا
أحمد ربنا يهديكم لبعض انت تستاهل كل خير يا ياسين
البعض منا يبقى سجينا لطفولته يكبر جسده وتزداد همومه وتبقى روحه أسيرة لما مضى نبلغ من الكبر عتيا ولا ننسى ما جعلنا عاجزين عن المضي قدما فتشيخ أرواحنا ولا تقو على الخروج من مهدها
احتضن بقلبه قبل جسده تلك الملابس التي تفوح منها رائحة والدته واااااه قالها واهتزت لها اركان البيت اه نابعة من تيه وضياع واحتياج
بكى فيصل بما تبقى لديه من قوة إلى أن كادت أنفاسه على الانقطاع تحدث بصوت متحشرج قائلا بعدما التقط بكفه المهتز إحدى الصور التي احتفظت بها والدته بين طيات ملابسها
صورة لها يوم زفافها على والده صورة تشع بالسعادة والعشق
تلمس بأصابعه ملامح والده التي لم يمنحه القدر فرصة لمصاحبتها وانسابت أدمعه في ضعف
ليه ليه مقولتليش الحقيقة ليه استحملتي لوحدك ۏجع الحقيقة دي كل السنين اللي فاتت ليه مسبتنيش اشيل معاكي يا أمي
وازاي قدرتي تتحملي الظلم ده لوحدك ازاي صبرتي طول عمرك وأنا من وقت ما عرفت وروحي بتتحرق جوة جسمي ازاي استحملتي اتهامي ليكي بالضعف وانت قوة مخلوقة تحميني
ليه يا أمي مشيتي وأنا محتاج لوجودك اكتر من احتياجي لنفسي!
أنا خاېف طول عمري خاېف اطلع زي أبويا حاولت اسقي ولادي الحب والحنان اللي اتحرمت منهم واثبت لنفسي إني احسن منه بس صدقيني طلعت اسوأ منه بمراحل عالأقل هو كان مريض
نفسي أشوفه واقوله الحقيقة كان لازم يعرف الحقيقة وحقك يرجعلك يا أمي كان لازم يفهم ان عشقك ليه ميقبلش الخېانة ولا يعرفها كان لازم أواجهه ولو مرة واحدة ووقتها كان هيتأكد من نفسه اني ابنه ومن صلبه كان هيشوف ملامحه محفورة في ملامحي اكيد قلبه كان هيحن ويعرف اني ابنه تخدرت حواسه من فرط احساسه بالقهر وباتت الكلمات عالقة بجوفه وعبراته خانقة له بكى بحړقة عندما لاح بمخيلته ما مر به والديه وذاك الشك اللعېن الذي أودي بحياتهم إلى قاع البين والفراق وفقد تعقله عندما تردد بذهنه كلمات شقيقه الأخيرة
لقد لفظه والده خارج حياته ظنا منه أنه ليس ولده كان يعتقد أن فيصل نتاج لخطيئة والدته
مدد قدميه واتكأ بظهره إلى الحائط واغمض عيناه يتنفس بعمق وارهاق ليكمل حديثه
أنا بقالي سنين بدعي عليه عمري ما دعيتله أنا عمري كله ضاع بسبب غلط ناس معرفهمش ضيعوكي وضيعوا أبويا وكرهوني فيه وفي نفسي وفي ضعفك وفي النهاية طلعت أنا ظالم مش مظلوم
تفتكري ربنا هيسامحني لو ندمت ولا ندمي ميشفعليش!
انت سبتيني ليه يا أمي!
أصاب فيصل حالة من الهذيان ناتجة عن ألم حاد أصاب رأسه باديء الأمر تسابقت نبضاته واستشعر دنو أجله وكأنه على اعتاب الخروج من الحياة وانتهى به الحال فاقدا للوعي رغم احساسه بما يدور من حوله لكنه لم يعد قادرا علي البقاء
لم يكن له أن يترك ثأره هكذا لقد وقع في هواها وانتابه عشق لا شفاء منه لكنها انتزعت بيديها فؤاده ودهسته لذا عليه الا يرأف بها بحث عن الفيديو الذي احتفظ به سابقا ضغط زر الإرسال بعدما تأكد من الرقم المراد وابتسم پألم قائلا
عارف إنك هتحاولي ترجعيله من تاني بس صدقيني يا سوزي على أد حبي وعشقي ليك هيكون اڼتقامي منك
بعث برسالة مختصرة إلى مصطفى محتواها كالتالي
سوزي وأمها كانوا السبب في الحاډثة بتاعتك والفيديو ده بيأكد كلامي متحاولش توصلي أنا فاعل خير مش أكتر
الخاتمة
ترجلت من سيارتها مسرعة توجهت بخطوات متلهفة إلى شقته استخدمت زر الجرس مرات متتالية بانتظار اجابة من فيصل ولكن دون فائدة
لم تيأس وربما لا تريد الاستسلام ليأسها صاحت برجاء وتمني قائلة
فيصل لو انت جوة الشقة ارجوك
رد عليا علشان خاطري
اغمضت عيناها من فرط اجهادها لكن شيء بداخلها
جعلها تمسك مقبض الباب وتحركه بخفة لتشهق بفزع عندما فتح الباب
هرولت إلى داخل الشقة قائلة بصوت مهزوز
فيصل انت هنا ارجوك رد عليا بقى
استمعت إلى صوت خاڤت وانين متواصل تتبعت مصدر الصوت إلى أن توقفت أمام جسده الملقى أرضا جلست إلى جواره تتحسس ملامحه برهبة وخوف من الفقد هدأت قليلا بعدما تأكدت من بقاءه على قيد الحياة حاولت افاقته قائلة بحنو
فيصل حبيبي أنا جنبك قوم ورد عليا علشاني انا وولادك قوم أنا عارفه انك سامعني صح!
تهدجت أنفاسها عندما فتح عينيه ونظر إليها پانكسار أدمى روحها ضمته إلى صدرها قائلة
أنا جنبك كل حاجة هتعدي
همس إليها بخفوت
ضميني أوي ياهمس وخليك جنبي ارجوك
ضمته إلى صدرها وانسابت دموعها حزنا عليه وألما منه تخشى فراقه لكنها تائهة تحدثت إليه برجاء وشرود
خلينا نروح بيتنا اياد ومؤيد بيسألوا عنك
لم يجيبها فتابعت بتوتر
فيصل علشان خاطري قوم أنا خاېفة وانت عارف إني بخاف لما بشوفك ضعيف بالشكل ده
هدأت أنفاسه إلى حد العدم لتشعر بالهلع وتفقد السيطرة على مخاوفها
ابتعدت عنه قليلا وبحثت عن هاتفه وجدته ملقى إلى جواره لكنه مغلق اعادت تشغيله وانتظرت على مضض إلى أن أضاءت شاشته لحظات واستمعت إلى صوت مصطفى يتحدث بلهفة
انت فين يا فيصل
صاحت باكية وصوتها يغلبه الهلع
الحقني يا دكتور مصطفى فيصل مش عارفه ماله الحقني بسرعة!
ارسلت إلى مصطفى موقع البيت ومددت جسدها إلى جوار فيصل تبكيه وتبكي حالها فرغم كل شيء يبقى فيصل أمان الماضي وزوجها الأول ولا ترغب أن يحل مكانه آخر والد طفليها وعشق لن يتكرر
مضى ثلاثة أشهر اختلف الكثير وتبدلت النفوس
اقتربت رضوى مسرعة لتلبية نداء ذاك الشخص الذي لم يكف عن طرق بابها تارة بيديه وتارة أخرى باستخدام الجرس مما جعلها تتأفف بضيق قائلة
يووه اصبر يلي عالباب جايه حالا
لحق بها مصطفى الذي قام من نومه فزعا تصنم كلاهما عندما شاهدا أمامهما تلك العابسة المترقبة ورغما عن رضوى مدت يدها وعانقت كف زوجها وكأنها تعلن استعادته وامتلاكه من جديد بينما كانت سوزي متعبة تنظر إلى مصطفى باشتياق وندم واكتفى هو بقوله الهاديء
خير يا مدام سوزي جاية ليه
تحدثت إليه برجاء ممكن نتكلم لوحدنا
ارتعدت رضوى واستشعر مصطفى توترها فقد تعرقت يدها بقوة وكأنها تنازع الڠرق
اجاب طليقته بجدية قائلا
اتفضلي اتكلمي اعتقد ان مفيش بيني وبينك أسرار ولا مواضيع شخصية
سوزي بغيظ لأ فيه اختنق صوتها قليلا وحاولت ادعاء الثبات فاستدركت قائلة
في بينا أهم حاجة بناتنا يا مصطفى
مصطفى بسخرية لاذعة
انتي لسه فكراهم تصدقي انك وقحة فعلا
سوزي علشان خاطري خلينا نتكلم وبعدها اعمل اللي انت عاوزه مش معقول تكون قاسې بالشكل ده وترفض حتى تسمعني
رضوى وقد بدأت في الاختناق من رؤيتها لسوزي وتواجدها
أنا داخلة جوة يامصطفى لو تحب تتكلم معاها اتفضل وخلصني من القرف ده
سوزي بكره سامع بتقول ايه على فكرة بقى أنا عارفه انك رافض تسمعني بسببها علشان كده بطلب منك نتكلم بعيد عنها
أولتها رضوى ظهرها متجاهله اياها لكنها تحدثت بصوت مسموع تعمدت أن يصل اليها قائلة
الواطي بيشوف كل الناس واطيين زيه
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كان منصتا باهتمام جم وهبها أملا خادعا أن قلبه قد يميل ابتسمت بنعومة وتمني قائلة
أنا موافقة ان رضوى تفضل على ذمتك هعتبر انها مش موجودة من الأساس ونعيش زي زمان أنا وانت وبناتنا الأيام اللي هتقضيها هنا هعتبر انك مسافر أو عندك شغل
أنا بحبك ومقدرتش أنساك يا مصطفى وعارفه انك لسه بتحبني
ابتسم مصطفى بتلاعب وهمس بصوت يشوبه النفور
قولتلك وهقولها تاني انتي جميلة يا سوزي ست أي راجل يقابلها هيتمناها بس صدقيني مش حب
اهتزت ثقتها بنفسها وترقرقت بعينيها دموع أجبرت مصطفى على الحديث بطريقة مختلفة محاولا أن يقطع أمامها كل السبل دون تجريح
صدقيني أنا بحب رضوى رغم اني ظلمتها وجرحتها سنين بس محبتش ست غيرها يمكن مشكلتي اني ضعيف
سوزي بس انت قولت إنك بتحبني قضيت معايا أيام صعب تنساها
مصطفى الراجل لما بيكون عجبه ست بيحاول ياخد منها كل اللي نفسه فيه كلمة بحبك سهل نقولها وعلى فكرة أنا مظلمتكيش بالعكس أنا فضلتك على مراتي وبناتي كنت بحاول أعوضك عن فرق السن والظروف عمري ما قللت منك ولا حرمتك من حاجة لكن إنت اخترتي تدمري كل ده
سوزي وأنا معترفة وجيت لحد عندك وبطلب منك ترجعني
مصطفى تفتكري ممكن اثق فيك من تاني ده إنت رميتي بناتك حته منك توقعت إنك تقلبي الدنيا تاخديهم مني بالقوة عملتي ايه يا سوزي رحتي اتجوزتي وعملتي فرح ونسيتي بناتك ودلوقتي جاية تقوليلي