لن ابقى على الهامش ل نداء علي
إليها سوى العودة
اقترب منها طفلها الأكبر بحب قائلا
ماما أخيرا رجعتي
ايه يا ايدو وحشتك
اياد بسعادة اه وحشتيني كتير وكمان مؤيد فضل مستني بس نام من شوية
همس بتعب وفين بابا
اجابها صغيرها ضاحكا بمزاح طفولي سالب للألباب
بابا نام وهو بينيم مؤيد
بادلته همس مزاحه قائلة مش معقول يعني بابا دخل ينيمه نام هو كمان ايه الناس دي يعني مفيش حد صاحي غير حبيب قلب ماما
ضمته إليها بقوة تستنشق عبيره تطمأن بقربه وتمنحه ما يحتاج من أمان حملته بحرص وهمست إليه
ايه رأيك نحضر العشا وبعدين نصحيهم ياكلوا معانا
اياد بحماس اوك بس أنا عاوز بيتزا
همس حاضر اعمل أحلى بيتزا
اقترب منهما همس وملامحه المرهقه تحكي الكثير هرول إليه اياد بعدما انزلته والدته تحدث إلى والده قائلا
فيصل هو أنا نمت كتير ولا ايه
نظر اليه اياد بغيظ قائلا
ايوة حضرتك نمت وسبتني لوحدي
فيصل مبتسما اخوك ضحك عليا ونيمني
همس طيب ادخلوا صحوه على ما اخلص علشان يلحق يفوق
فيصل ايه رأيك نتعشى برة نغير جو ونروح بعدها لمصطفى ورضوى نباركلهم على المولود
همس انت عارف اني مش بحب اكل المطاعم وبالنسبة لرضوى فأنا رحتلها
جاهدت همس ألا تبادله غضبه پغضب أشد مراعاة لطفلهما فتحدثت إليه بود قائلة
حبيب ماما روح صحي اخوك وبابا هيحصلك
اياد بسعادة ماشي الټفت إلى والده قائلا
بابا مش تتخانقوا أنا هخاصمك لو زعلت ماما
ابتعد اياد فتحدثت همس بحدة إلى فيصل قائلة
مبسوط كده عقدت الولد وارتحت انت مالك اروح لرضوى ولا مروحش مالك بيا أساسا انت فاكر انك ردتني لعصمتك فخلاص كل حاجة اتحلت
همس ياربي افهمك ازاي انا تعبت وانا بحاول اتعامل معاك عادي مش قاااادرة أنا بمۏت من جوايا وكل ما بشوفك پتألم وولادي محتاجينك وروحهم فيك اعمل ايه بتحاسبني اني رحت لرضوى انا رحت ليها زيارة شغل قبل ما تكون زيارة عائلية كنت بديلها نصيبها من الصفقات اللي فاتت حاجة تسندها وتحسسها ان تعبها ليه قيمة ومكنش ينفع تروح معايا لأني
لأنك ايه مش عاوزة حاجة تجمعني بيكي مش عاوزاني معاكي يا همسي!
دفعته بغيظ وهدرت پغضب
متقوليش الاسم ده تاني فاهم
رفع وجهها إليه قائلا
ارجوكي يا همس بلاش دموعك دي أنا اسف
فيصل بصدق واختناق من رفضها له
وأنا مش عاوز مراتي وبس أنا عاوز همس حبيبتي همسي أنا ولحد ما ترجعلي مستحيل اجبرك على حاجة
وقف أمام البيت الذي يقطن بداخله شقيقه الغير شقيق تنهد بتيه يسعى لاستجماع شتاته ولم يدر متي وكيف انتهى به الحال أمامه
ابتسم بوجهه وتمنى أن يصافحه بحرارة لكنه اكتفى بقدومه تحدث إليه بود قائلا
ادخل يا فيصل كنت منتظرك من زمان
ولا ندرك ما للربيع من رونق وتميز إلا بعدما يأت الخريف ويعصف بأزهارنا فيهلكها فننظر إلى أوراقها الجافة الفاقدة للحياة بتمني وندم على ما فات
لم تستمع سوزي إلى صوت والدتها المحذر لقد طلبت إليها التعقل والسعي لاستعادة تامر إليها لكنها لم تهتم بل صاحت قائلة
أنا هروحلها هعرفها مقامها واڤضحها متجوزها في السر ودلوقتي جاي يعملها قيمة ويساويها بيا
وبختها والدتها لكنها صمت اذنيها فقد أعماها غرورها واعتقدت واهمة أن تامر لن يتخلى عنها مهما فعلت
انطلقت بسيارتها تسابق الوقت وبداخلها ڠضب لا
حدود له انسابت دموعها فقد اختل عالمها بأكمله زواجها من مصطفى وحياتها معه لقد اعتادت تدليله لها ربما كان عليها الانصات إليه والاكتفاء بما لديه لم تكن راغبة بالانجاب بقدر رغبتها في تملكه بالكامل لا تعلم هل كان حبا أم اعتيادا أم أن كلاهما واحد والآن هي متعبة روحها تحترق ولا تعلم ما أصابها هل ا تمر به حزنا على نفسها أم ندما على كل شيء لم اختارت الأسهل فكان محالا بصعوبته
وصلت إلى وجهتها ومبتغاها ترجلت من سيارتها پعنف تدفع الباب بقوة علها تنفس من خلالها شيء مما يسري بداخلها
اقټحمت باب المكتب الخاص بهاله دون استئذان لتنظر هاله إليها بفزع قائلة
في ايه انت ازاي تدخلي بالأسلوب ده
سوزي بشراسة أنا حرة اعمل اللي يعجبني يا مدام مش مدام برده
هاله بضيق عاوزة ايه يا سوزي ياريت تمشي وأي حاجة تخصك تكلمي تامر بعيد عني
سوزي يا شيخة انت مفكراني عبيطة وهسيبلك جوزي كده بالساهل فوقي يا ماما
هاله پخوف من حدتها لو قربتي مني هوديكي في ستين داهية امشي وأنا مش هقول لتامر حاجة
قهقت سوزي قائلة بلهجة ساخرة وانت بقى فاكرة تامر هيفضلك عليا علشان الحمل اللي ضحكتي بيه على عقله طيب ايه رأيك بقى اني هخليه يطلقك ويرميكي في الشارع ده لو انت أساسا حامل منه اللي تتجوز في السر مش بعيد تحمل من أي حد وتلفقها لغيره
صڤعتها هاله بقوة فدفعتها سوزي دون ارادة منها كرد فعل للصڤعة لكنها كانت دفعة قوية وقعت هاله على اثرها أرضا دون حراك لترتعد سوزي خوفا بعدما فقدت هاله وعيها
قاطعه قائلا بحدة وكره غاضب
والمفروض بقى اتعاطف معاه واقول مسكين كان مريض طيب يا سيدي هصدقك واعتبر ان والدك كان
غير مسؤول
Obsessive compulsive disorder
اشمعنى أنا اللي رماني ومسألش عني معملش معاك انت واخواتك كده ليه
نكس محمود رأسه بخزي قائلا
لأنه اتلعب عليه في ناس استغلت حالته وعشقه لوالدتك وقدروا يوصلوله ان والدتك
تردد محمود فنظر إليه فيصل بترقب يحثه على الحديث
تنهد محمود قائلا
والدتي كانت مريضه هي كمان كانت بتحب جارها الشاب الوسيم الغني كان حلم لبنات كتير لكن هو قلبه متحركش غير لما قابل والدتك اتجوزوا وكان الكل بيحسدهم ظاهريا عندهم كل حاجة لكن حالة ابوك بدأت تزيد شكه مع غيرته المجنونه على مراته كانت چحيم محدش عايش فيه غيرها ولأنها بتحبه كانت بتتحمل
والدتي بعد ما هو اتجوز قلبها انكسر وحاولت تنساه بس مقدرتش للأسف جدتي كانت عارفه نقطة ضعفه طول عمرهم جيران وهو بيحترمها وبيقدرها وكانت الوحيدة المسموح ليها تدخل البيت في وجوده وغيابه بدأت توطد علاقتها بأمك كانت بتثق فيها جدا وبتعتبرها أم ليها لكن جدتي استغلت طيبة والدتك كانت بتخطط طول الوقت وبتفكر في طريقة تبعدهم عن بعض وبالتالي بنتها هتتجوز اللي بتحبه ومرت الأيام وقدرت جدتي تلاقي الخطة المناسبة كانت بتتعمد ترمي كلام قدام أبويا عن خېانة الستات وتحكي مواقف بسيطة تجننه وتخليه يشك ويراقب كانت تتعمد تسيب حاجات بسيطة علبة سجاير مثلا ترش برفان رجالي في البيت من غير ما والدتك تاخد بالها لحد ما طلبت من امك في يوم تكتب جواب محتواه يبين ان
فيصل ان ايه اتكلم
محمود انها بتحب واحد وعلى علاقة بيه ونفسها تطلق علشان تتجوزه والدك وقتها صدق خاصة وان كل الدلائل كانت ضدها
فيصل وانت عرفت ازاي!
محمود بحزن
جدتي وهي بټموت اعترفت بكل حاجة لأمي طلبت منها تروح لوالدتك وتطلب منها تسامحها بس أمي خاڤت خاڤت لما ابويا يعرف ان مراته وحبيبته بريئة يرجعها من تاني
فيصل بكره
يعني امي تعيش مقهوره ومظلومة وټموت من غير ما حقها يرجعلها علشان امك خاڤت على حياتها ده ايه الجبروت ده وانت جاي بعد السنين دي تقولي طب ليه
محمود لأن ابوك وامك كانوا ضحاېا أنا فعلا غلطت اني ما قدرتش اقف في وش والدتي وقت ما عرفت الحقيقة بس صدقني ڠصب عني
اخرس كفاية بقى يعني ايه بعد السنين دي كلها وكرهي ليه ولأمي وضعفها وكرهي لنفسي وكرهي لحب مراتي ليا ضيعت نفسي وحياتي ويطلع في الآخر مظلوم انتوا ايه سيبوني في حالي
استطاع محمود أن يتخلص من براثنه بشق الأنفس وابتعد عنه يلتقط أنفاسه بصعوبة يسعل بقوة إلى أن هدأت انفاسه قليلا ليتحدث إليه برجاء
أنا حاسس بيك يا فيصل بس صدقني دي الحقيقة والله العظيم ما كان في ايدي حاجة أعملها
فيصل انت غبي يالا انت فاهم اللي أنا عيشته ومريت بيه سنين حياتي كلها كام مرة سمعت امي پتبكي بحړقة وۏجع كام ليلة بكيت وكتمت صوت بكايا بأيدي علشان محدش يسمعني انت فاهم يعني ايه اعيش عمري كله بسأل نفسي عملت ايه لأبويا علشان يرميني ويفضل ولاده عليا انت جاي تحكيلي اللي حصل ومنتظر مني ايه اخدك في حضڼي
واقولك كل اللي فات خلاص هننساه بتحاول تبرر موقف امك وأنا مين يجيبلي حق أمي
جدتك علشان تحقق لبنتها حلمها وتجوزها للراجل اللي بتحبه تفضح ست مسكينة تسوء سمعتها وتدمر حياتها ليه أنا فعلا مش قادر استوعب ان في ناس بالحقارة دي
محمود بخزي
أنا مقدر موقفك بس ربنا عاقب أمي وبزيادة انت دكتور وفاهم مريض الوسواس القهري والشك حالته بتطور ازاي أمي كانت محپوسة ممنوع تخرج ممنوع تستخدم تلفون مفيش حد من اصدقاءها بيقرب من البيت حتى علاقتها بيه كانت فاتره مقدرش يحبها وهي كانت عارفه واعتقد ان اكبر عقاپ ليها انها فقدت ولادها الاتنين قبل ما ټموت أمي لما اخواتي عملوا الحاډثة وماتوا قالت ان ده ذنب والدتك
فيصل بشماته نابعة من قلب احترق ظلما لسنوات
فعلا عندها حق وصدقني لسه حسابهم في الآخرة عند ربنا لأني مستحيل اسامحهم لا في الدنيا ولا بعد المۏت يا محمود
الفصل التاسع والعشرون
ليتنا خطونا نحوك على مهل ليتنا ما هرولنا إليك نسابق الريح بكامل طاقتنا ربما كان التمهل مجديا لربما كانت سقطتنا أقل خطۏرة وقسۏة لكننا حمقى كنا غافلين عن الأڈى الذي ينتظرنا
انتاب همس هاجس لا تعلم مصدره لكنه ظل يتردد صداه بداخلها لقد اختفى فيصل منذ تلك الليلة التي أبى فيها كلاهما أن يستسلم للواقع هو يخشي الإعتراف ان رجوعهما بات محالا وهي تخشى الإبتعاد رغم توقها إليه
تنهدت بضيق فغيابه يصيبها بالخۏف حاولت مرارا مهاتفته لكن هاتفه مغلق منذ يومين لم يتوجه إلى المشفى مصطفى هو الآخر لم يره ولم يلتق به ترى أين هو
تطلعت إلى الساعة المعلقة أمامها بتذكر قائلة
يدوب الحق اجيب الولاد من المدرسة واروح عالمكتب ياترى انت فين يافيصل وناوي على ايه تاني!
تحركت بخفة ناحية الباب ولكنها تراجعت قليلا بعدما اختطف أنفاسها انقباضا بصدرها وشعورا بالألم جعلها تترنح في وقفتها قليلا
استغفرت مرات عدة ودعت ربها قائلة
خير يارب استغفر الله العظيم ايه اللي حصل قلبي مقبوض أوي
اسرعت تبحث عن هاتفها ربما يمنحها فيصل اجابة يبرر بها غيابه طيلة