الإثنين 25 نوفمبر 2024

لن ابقى على الهامش ل نداء علي

انت في الصفحة 33 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


التجربه في الوقت الحالي عليها الحذر وألا تنجب طفلا يربطها بتامر ربما تفعل فيما بعد أما الأن فعليها أن تؤجل تلك الخطوة قدر استطاعتها 
تناولت قرصا لمنع الحمل واستشعرت بعض الارتياح لكنها تنهدت بضيق فقد اشتاقت إلى طفلتيها نعم تركتهما في لحظة ڠضب وعناد لكنها تشتاق اليهما وإلى حياتها مع مصطفى قبل عودته إلى رضوى 

حملت رضوى الذنب بأكمله قائلة
كله بسببك يا زفته انت كنا عايشين مبسوطين قبل ما
تضحكي على مصطفى ويرجعلك واكيد الجو خلالك دلوقتي اووف أنا ايه اللي عملته في نفسي ده بس معقول انسحبت بسهولة كده وسبتلك كل حاجة يا رضوى أول مره احس إني غبيه بالشكل ده اتنازلت عن بيتي وجوزي وبناتي وخسړت قدام واحدة زي دي 
انتفضت پخوف عندما استمعت إلى اقتراب تامر من غرفتها فقد عاد من عمله دلف دون استئذان قائلا بسعادة
قومي يا سوزي عاملك مفاجأة هتعجبك جدا
سوزي مفاجأة ايه بتتكلم جد
تامر اه طبعا أنا حسيت انك زعلانه مني قولت لازم اصالحك
سوزي بمكر اممم ويا ترى ايه هي المفاجأة
تامر غيري هدومك وهتشوفي بنفسك 
انتهت همس من تحضير الطعام في وقت قياسي جلس الجميع حول المائدة ورائحة الأكل الشهية تتخلل إليهم ابتسم اساف قائلا بمزاح
لأ حقيقي ريحة الأكل تفتح النفس شكلك اتغيرتي يا همس كتير عن زمان
همس بغيظ اتفضل دوق واحكم بنفسك
فيصل متحدثا بترقب وحذر محاولا صرف انتباه همس عن اساف
وياترى بقى بتشتغل ايه يا أستاذ اساف
اساف لأ كده أنا اتأكدت ان همس فعلا عمرها ما اتكلمت عني قدامك
فيصل مش فاهم!
اساف اصل مراتك دخلت هندسه مخصوص علشان تطلع مهندسه زيي ده أنا كنت بذاكرلها كل المواد ولا إيه ياهمس الحياه
فيصل ااااه قولتلي وحضرتك متجوز بقى
اساف لأ عندك عروسه
فيصل ان شاء الله اشوفلك أي حد من طرف همس اكيد له مكانه خاصه عندي ولا ايه يا حبيبتي
قالها فيصل بتأكيد بينما همس تلوك الطعام باستمتاع لم تحظ به من زمن 
دق الجرس معلنا عن وصول ضيف أخر ليتحدث فيصل بصوت غير مسموع قائلا
هو يوم باين من أوله مين تاني اللي جاي
توجه بخطوات مسرعة لرؤية القادم لزيارتهم ليصدم بوجه أخيه يبتسم اليه قائلا
ايه رأيك في المفاجأة دي
فيصل لأ كده كتير والله في ايه يابني انت ملكش اهل
أجابه بثقه ليا طبعا انت وولادك علشان كده قررت اتعشى معاكم
ابتسمت همس من خلف ظهر فيصل قائلة بترحاب
مين يافيصل اتفضل حضرتك اتعشى معانا احنا فعلا حاطين الأكل صاحبك ده يا فيصل ولا ايه
عرف هو عن نفسه قائلا
لأ أنا أخوه يا مرات أخويا 
اصابه الغرور وتحكمت بزمام أموره نفسه التواقة إلى الممنوع لقد قضى فترة مراهقته بين طيات الكتب والمراجع كان طالبا متفوقا وعقب تخرجه صڤعته متطلبات الحياة لم يجد عملا يناسب عقليته اللامعة وقدراته الفائقة بل تخبط هنا وهناك من أجل لقمة العيش إلى أن بدأ اليأس في مصاحبته التزم الصمت وباتت حياته كئيبة خالية من الأمل يقضي نهاره في العمل الشاق وليله يعبر عن أراءه وطموحاته الحبيسة عبر حساب الفيسبوك علا نجمه شيئا فشيء إلى أن تغير كل عالمه وبات من هؤلاء المشاهير يستمع إليه الكثير من البائسين فيتخلل أرواحهم ويبيتون عشاق لما يمنحهم من وهم يلقيه على مسامعهم وكانت مرام إحدى هؤلاء فتاة وحيدة خائڤة عثرت على طوق للنجاة فتشبثت به لكنه أساء إليها وإلى ثقتها به وها هو ينتظر بتوتر ما سيحدث له على يدي والدتها التي طلبت رؤيته وبدا من كلماتها القليلة الغاضبة أن مرام قد افضت إليها بما حدث بينهما 
ابتلع ريقه پخوف يخشى أن يفتضح أمره فينفض عنه معجبيه كيف ستغدو حياته وقد أدمن حياته الجدبدة ولا يقو على تركها هل تسرع في ارتباطه السري بمرام مازالت طفلة بنظر القانون ان لم يتوصل مع والدتها إلى حل سوف تقضي على مسيرته ماذا يفعل
همس بسخط ايه اللي عملته في نفسك ده بس شكلك اټجننت وهتضيع نفسك يا ترى الست دي عاوزة مني ايه بالظبط تناول الكأس الموضوع أمامه وارتشف القليل من الماء بعدما جف حلقه من فرط التخبط تأفف مرارا ضاربا جبهته بعجز
أنا مستحيل اغامر بمستقبلي اعمل ايه بس!
بعد قليل أتت إليه رضوى مد إليها يده بهدوء فتجاهلته قائلة
أنا هتكلم معاك كلمتين وهمشي علطول انت طبعا عارف مرام بنتي مش كده!
سخريتها الواضحة جعلته يزداد ارتباكا فهمس بصوت متقطع
أيوة اه عارفها
رضوى بجدية وتحذير أنا فضلت اجيلك أنا لأن جوزي رغم انه دكتور كبير لكن أي حاجة تخص بناته وبالذات لما تكون حاجة فيها أذية بيتحول ممكن في لحظة ينسى انه دكتور ويفتكر بس انه اب واجبه يحافظ على بناته من أي كلب يحاول يلوث براءتهم
امتعض وجهه وجابهها بقوة متخليا عن حذره
آه جوزك ده هو نفس الشخص اللي رمي بناته وراح يجري ورا بنت قريبة من سنهم اعتقد ان مرام حكتلي عنه كتير
رضوى بهدوء مرام مهما قالت فهي لسه صغيرة منقدرش نعاقبها العيب على اللي قدر يضحك عليها ويستغل ضعفها ووحدتها صدقني لو والدها إنسان بياخد ويدي كنت هخليه يتفاهم معاك لأني حقيقي قرفانه منك ومش طايقة اشوفك بس خلينا نحل الموضوع بهدوء ومن غير شوشرة أنا ممكن ببساطة اخد صور المحادثات بينك وبين بنتي واروح مباحث الانترنت وهما يتصرفوا معاك
يوسف بحدة
أنا مضربتهاش على ايدها ولا المباحث هتقدر تعملي حاجة
رضوى لأ
يا حبيب أمك متنساش ان بنتي قاصر وبعدين بلاش المباحث يا سيدي أنا وانت نعمل لايف حلو كده واڤضحك قدام معجبينك والأدلة معايا وانت عارف وقتها هيحصل إيه
انتفض واقفا وابتعد ناحية الباب قائلا
اتفضلي اخرجي برة أنا مش فاضي
دفعته رضوى بقوة فتراجع إلى الوراء ناظرا إليها پصدمة فصاحت به
اقسم بالله العظيم لو مقعدت وسمعتني ونفذت كلامي لهتندم انت فاكرني عيلة من اللي بتضحك عليهم عالنت يالا ده أنا أكلك بسناني دي بنتي شقي عمري كله هي وأخواتها انت تطلقها وتنسى إنك تعرفها نهائي وإلا هقضي على مستقبلك انت فاهم
يوسف بإصرار وعناد تمكن منه اعتقد ان الڤضيحة هتبقى ليكم وبنتك أول حد هيتأذي انا في الأول والآخر راجل مفيش حاجة هتاثر فيا لكن هي بقى حالها هيقف 
الفصل الخامس والعشرون
وللحياة بريق اخاذ ينادينا فنهرول إليه ولا نكترث لتلك الزهور اليانعه التي ندهسها في سبيلنا إليه وما ان نصل حتى يختفي ويحل الظلام فنتلفت ولا نجد سوى حطام صنعناه في غفلتنا
ابتسمت همس بود ممزوج بفضول ودهشة وسعادة لما تراه من حنو يهديه محمود لطفليها للمرة الأولى يأت إلى بيتها ضيف تربطه صلة قرابة بفيصل ومن هو شقيقه!
لم تتوقع يوما أن تلتق به ولكن الحياة تخالف توقعاتنا على الدوام 
تذكرت ما حدث بينها وبين فيصل منذ سنوات عقب زواجهما بأشهر معدودة وفي حضور والدته عندما تساءلت هي بتلقائية
فلاش باك
شفت يا فيصل الفيلم ده مستفز جدا ازاي البطلة قدرت تسامح وتنسى خېانة البطل وترجعله عادي
فيصل بثقة وكأنه على يقين أن تلك البطلة صورة أخرى من والدته معندهاش كرامة 
ابتسمت والدته بضعف قائلة
اللي بيحب بيسامح يابني
فيصل بحدة نابعة من عشقه لوالدته حد الجنون واللي بيحب مبيقدرش يخون ولا يوجع اللي حبه ووثق فيه بس في ستات ضعيفه معندهاش كرامة 
ابتلعت ريقها بحزن قائلة
محدش له في نفسه حاجة والقلوب بين ايدين اللي خالقها
همس والله يا ماما كلامك حقيقي بس لما يكون الشخص معترف بغلطه او عالأقل عنده عذر لكن البطل ده مغرور اوى وشايف نفسه 
اجابتها هي بحنين إلى من تركها منذ سنوات ومازالت تكن له من العشق ما لا تستطيع البوح به
كل شيء نصيب يابنتي واللي بيحب حد بيتمناله السعادة حتى لو بعيد
عنه 
هب فيصل واقفا يتطلع إلى والدته پغضب من أجلها ورفضا لضعفها تجاه والده تحدث إلى والدته بحدة لم تعهدها هي ولا همس قائلا
بتتكلمي عن البطلة ولا عن نفسك
شهقت همس پصدمة وخوف من فرط انفعاله وڼهرته بحذر قائلة
فيصل انت بتقول ايه
استمر في صياحه وتألمه من أجل والدته ومنها قائلا بصوت يملؤه العتب والقهر
بقول الحقيقة بواجه أمي بضعفها اللي قاتلني بقاله سنين بفكرها ان الراجل اللي بتتمناله السعادة داس علينا برجليه ورمانا بمنتهى البساطة كأننا ژبالة وبيتخلص منها اقولك ايه تاني علشان تبطلي تحبيه وتتمنيله السعادة!
اقولك انه دلوقتي في حضڼ ست غيرك ولامم ولاده حواليه اقولك انه لو شافني في الشارع مش هيعرفني ولو عرفني هيتجاهل وجودي ردي عليا 
وقفت همس بمواجهته وكأنها ترجوه أن يعود إلى رشده قائلة بحنو
حبيبي فيصل اهدي ياقلبي مينفعش تكلم ماما بالأسلوب ده
ادمعت عينا والدته ووجهت حديثها إلى همس قائلة
دخليني أوضتي يابنتي معلش عاوزه انام شوية
همس باعتذار اقعدي يا ماما فيصل ميقصدش يضايقك
مسدت والدته فوق رأسها بحب وامتنان هامسه بخفوت
عارفه يابنتي أنا بس محتاجة ارتاح
ساعدتها همس على الهروب إلى غرفتها واختبأت تلك المرأة التي نجحت في كل شيء وعجزت عن تخطي رجل لم يفلح سواه في احتلال فؤادها فباتت على هامش الحياة عاجزة عن النسيان ورافضة للاستمرار لكنها مازالت تهواه رغم كل ما مضى 
عادت همس إلى زوجها الواجم بمكانه وامسكت بيده قائلة
ليه كده يا فيصل من أمتى بتتعصب على والدتك كده
ضمھا إليه بشدة أوجعتها لكنها تمالكت نفسها وهمست إليه
أنا معاك اطمن
أخبرها بصوت کسير قائلا
شفته النهارده ياهمس كنت في حفل تخرج لدفعة جديدة ولمحته بالصدفة كان هيطير من السعادة بابنه أخويا اللي معرفش اسمه كان بيتخرج وابويا اللي عمري ما شفته كان بسعادة سعادة مفيش حد فيهم يستحقها لأنها بتوجعني وبتحرق قلبي 
ضمت وجهه بين كفيها العاشقة لكل ما فيه قائلة بخجل وثقه في مستقبل قادم إليهما بحلو الأيام
متفكرش فيهم فكر في والدتك فيا وفي حياتنا وأولادنا
بقي صامتا ينظر إليها باحتياج إلى أن اوضحت مقصدها قائلة
أنا حامل يا فيصل
انتظرت منه حماسا سعادة فعلا يعبر عن رأيه لكنه لم يبادر بأي شيء بل تحرك مبتعدا ينظر إليها بحزن قائلا
تفتكري أنا ممكن أبقى أب وليه أخلف اطفال وتبقى حياتهم زي حياتي
اقتربت هي والقت بنفسها إليه تستمد منه وتمده بعض الأمان تدرك مخاوفه رغم رفضها لما يقول إلا انها لن تسمح لماضيه أن يحرمهما تلك اللحظات الفارقه ضمته بضعف واستكان هو متنهدا بتيه تحدثت إليه بتفهم قائلة
انت هتكون أجمل وأحن أب في الدنيا مفيش غيرك يستحق يبقى أبو ولادي يا فيصل
أنا متأكدة وواثقه من ده
فيصل خاېف يا همس 
همس بصدق وأنا خاېفة اكتر منك بس وجودك بيقويني وبعدين ينفع كده تضيع فرحتي أنا كنت عامله خطه علشان افاجئك انت وماما 
حملها دون جهد فشهقت بفزع قائلة
بتعمل ايه يا مچنون
 

32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 43 صفحات