ندوب الهوى ل ندا
راجل عليا مكنتش أعرف إنه هيعمل كده
نفثت دخان سجارتها واكملت حديثها بغل وحړقة
مكنتش أعرف إنه هيقوى كده بس بردو هيطلقني وهاخد منه القناة ڠصب عنه
مرة أخرى بغل واضح تحدثت وهي تسبه
الواطي
تحدثت شهيرة بهدوء وهي تلوي شفتيها متذكرة كم من مرة حذرتها سابقا
أنا قولتلك كتير إنه شكله مش سالك مسمعتيش
الكلام كل اللي كان هامك شكله
وحيات ده لازم يطلقني واتجوز سيد سيده وأخد منه القناة وهفضل بردو كاميليا عبد السلام اللي مفيش زيها
رفعت شهيرة أحد حاجبيها باستغراب منتظرة أن تعلم ما الذي ستفعله
وده هتعمليه إزاي بقى
لحد دلوقتي مش عارفه بس هطلع عينيه لحد ما يطلقني
قالت الأخرى بجدية محاولة أن تفهم كيف تفكر به الآن وما الذي يدور بخلدها
تشدقت كامليا قائلة بسخرية وتهكم لأنه الآن أصبح من الرجال أصحاب الأموال الكثيرة لا ينتظر امرأة لتقوم بالانفاق عليه
لأ لا كنز ولا حاجه أصلا مبقتش فرقاله هو بس بيعاند فيا
آه قولتيلي
نظرت إليها شهيرة بابتسامة سخيفة وداخلها تحتقر هذه الغبية الذي ترى كل شيء مال ومظهر ووجود كاميليا عبد السلام ولا ترى زوجها الذي تتحدث عنه بالسوء وأنه كان لا شيء وبمالها ظهر وأصبح له عمله الخاص ونسيت أنه أصبح هنا بفضل جهوده وتركيزه على أن يكون شخص ذو أهمية وكانت هذه الغبية هي اليد التي تمده بالمال بفضل الله إنه سيطلقها وأيضا سيعطيها مالها بالكامل ولكنه يريد أن يعذبها قليلا حتى تعلم ما مقامها ومن هو أنه لا يريدها من الأساس ف وجود زوجته شهيرة أغناه عنها!
هذه كانت كلمات جاد لوالده وآخرها بعد أن أخبره بكل شيء حدث بداية من تعرض مسعد إلى هدير وبالنهاية ما حدث في بيتهم قص عليه كل شيء حتى مقابلته
لها على السطح ليكون على دراية تامة وليقرر على أساس ما حدث لها وله وللجميع
أومأ والده بهدوء وهو يمط شفتيه للأمام وآمال رأسه قليلا ولم يتحدث نظر سمير إلى جاد باستفهام فنظر الآخر إليه ولوى شفتيه كدليل على عدم معرفته بما يفكر
هنروح النهاردة نخطبها ليك يا جاد
ابتسم سمير بسعادة واضحة عليه لما تفوه به عمه الآن ونظر إلى ابن عمه ليجده لم يبتسم لم يفرح ولم يظهر على وجهه أي شيء سوى تعابير الدهشة أو الاستغراب استمع إلى سؤاله الجاد
علشان أنت قولت أنها خطيبتي قدام أهل الحارة ولا علشاني يا حج
لما لقيتك عايزها بجد بحق وحقيقي يعني فكرت كده مع نفسي وقولت يا واد يا رشوان هي البت دي ناقصها ايه يعني مهي زي الفل وتربيتي وأنا معتبرها هي وأختها زي عيالي تمام يبقى ليه أرفض
عاد بجسده إلى الخلف يستند بظهره إلى ظهر الأريكة وأكمل قائلا بجدية وهو يبتسم بوجهه وظهر حديثه صادقا للغاية لأنه كان هكذا حقا
ابتسم سمير باتساع مبادلا عمه بينما الآخر بقى مثلما هو لم يظهر عليه أي شيء ربما يحاول الاستيعاب وأن يتفهم ما قاله والده الآن إنه وافق دون شروط أي قبل كل ذلك!
خرج من شروده على صوت سمير وهو يتحدث قائلا بمرح ومزاح إلى عمه
بقولك ايه يا عمي دا شكله رجع في كلامه أنا هنا موجود في الخدمة
نظر إليه جاد بحدة وڠضب مجيبا إياه وهو يقترب منه بعصبية
أقسم بالله هعمل فيك زي اللي عملته في مسعد بالظبط
وقف سمير سريعا وتوجه يجلس جوار عمه يضحك عاليا ويتبادل عمه معه الضحك بينما اعتدل جاد في جلسته وتحدث مرة أخرى بجدية إلى والده سائلا إياه
يعني مقولتش كده علشان تحميها من كلام الناس! وكنت مقرر من قبلها فعلا
نظر إليه والده بجدية بعد أن نظر إلى ابن أخيه وكأنه يقول له هل هذا الشاب أبله!
أيوه يا جاد وكان ممكن متكلمش قدام الناس واستنى لحد ما أقولك ونروحلهم بس زي ما قولتلك أنا اعتبرتها بنتي ومكنش ينفع اسيب حد يتكلم عليها تحب احلفلك!
العفو يا حج مش قصدي أنا بس كنت عايز اطمن أنك راضي عن الجوازه
اطمن يا بشمهندس
ابتسم جاد وقلبه يرفرف من الفرحة حامدا الله داخله وشاكره على ما حدث وكأن ما حدث هو سبب من الأسباب ليجعلها من نصيبه حقا لقد كان واثقا في قدرة الله رغم أن كل شيء لم يكن لصالحه ولكن ها هو الآن والده وافق والجميع يعلم أنها له له هو وحده بعد أن سبب الله الأسباب ليتم ذلك على أكمل وجه ابتسم وشعر بالراحة بعد أن علم أن يقينه وإيمانه بقدرة الله في محلها ودائما ستكون في محلها
أردف قائلا بهدوء وسعادة
حيث كده بقى يبقى ألف مبروك ليا
ابتسم الجميع بينما وجد والدته تدلف إليهم بعد أن استمعت إلى آخر كلماته تهتف بالزغاريد عاليا لقد كانت تستمع إلى حديثهم!
فرحة والدته لا توصف عانقته وعينيها تدمع
لقد كانت تريد أن يتزوج بها منذ زمن هي الوحيدة التي اختارها قلبه وهي الوحيدة التي تستطيع إسعاده من بين الجميع كانت تريد له السعادة معها لأنها تعلم أن هدير فتاة على قدر من الجمال والأخلاق وستناسب ابنها كثيرا
تلقى المباركات واللقاء سيكون في المساء في شقة الهابط
هو إزاي يقول كده أكيد ابنه مش موافق ليه يعمل كده
صړخت والدتها مجيبة إياها بحدة بعد أن ملت من الحديث معها
علشان بيحاول يبعدك عن كلام الناس عمل كده الراجل مشكور وابنه لو مش موافق محدش هيجبره على حاجه
أردفت رحمة بجدية وهدوء والتي أتت إليها بعد أن استمعت بما حدث
براحة يا هدير مش كده طنط معاها حق مفيش حد بينجبر على حاجه ولو خاېفه أنه يكون مدبس خليكم شوية مخطوبين وفركشوا ياستي
هتفت مريم بعقلانية متحدثة هي الأخرى بعدما عملت بما
حدث منهم لأنها كانت في الخارج
وليه يفركشوا أنا معتقدش أن الاسطى جاد هينجبر على الجواز منها مهو أكيد مش هيضع حياته علشان حركة شهامة زي دي هو آه شهم وجدع بس مش لدرجة شريكة عمره يعني
بالظبط كده اهدي بقى يا هدير
صاحت هي بحدة وعصبية من جديد وهي تسير ذهابا وايابا في الصالة
لأ أنا مستحيل أوافق على الجوازه دي دي جوازه شفقة منهم ليا
فجأة استمع الجميع إلى صوت الزغاريد العالية انتبهوا جميعا إلى ذلك ووقفت مريم سريعا وفتحت باب الشقة لتستمع إلى الصوت وترى من أين يأتي وجدته يأتي من الأعلى شقة جاد ابتسمت وأغلقت الباب لتنظر إلى شقيقتها بهدوء قائلة
مظنش أنها لو زي ما بتقولي هيعملوا كده
أتت لتتحدث مرة أخرى فقاطعتها رحمة قائلة بجدية شديدة وحزم
أكيد مش علشان الناس يعني يا هدير ده علشان جاد موافق أكيد وبعدين هو هيلاقي زيك فيك أصلا
جلست هدير على الأريكة بهدوء وعقلها لا يستوعب إلى الآن فكرة أنها ستتزوجه بهذه الطريقة الغريبة لم يطلبها بل كان سيتزوج غيرها لم يعترف بحبها بل لم يتحدث من الأساس وعلى حين غرة حدث هذا أمام الجميع شفقة ليس إلا
نظرت إلى والدتها قائلة بجدية وحزن
ابنك فين هيجوا يكلموا مين
يكلموني أنا يا هدير أنا الكبيرة هنا مش هو وكلامه لا هيقدم ولا هيأخر
أومأت مريم رأسها مؤكدة حديث والدتها
ماما معاها حق هو أصلا على طول مش موجود لما نحتاجه
وقفت والدتها جوارها وتحدثت بحزم قائلة
متتعبيش نفسك في التفكير بالليل كله هيبان ولو مش موافق إحنا كمان مش هنوافق يا بنتي متقلقيش
نورتوا البيت يا حج رشوان
ابتسم رشوان وتحدث بهدوء مجيبا إياها
بنورك يا أم جمال
حمحم بحدة ثم تحدث مرة أخرى بجدية وثبات قائلا وهو يشير إلى جاد
إحنا بإذن الله جاين علشان نخطب هدير لجاد ابني
ابتسمت بحرج واخفضت وجهها بالأرضية لحظات ثم رفعته وتحدثت بجدية دون خجل لتحسم الأمر
أنا مقدرة المعروف اللي عملته أنت والاسطى جاد علشان خاطر بنتي وكلام الناس بس انتوا مش مجبرين تعملوا كده ولا الاسطى جاد مجبر أنه يتجوز بنتي ولو على الناس والكلام اللي قولته نقول إن الدنيا ماشيه وأسبوع ولا حاجه ونقول إن محصلش نصيب
وضع والده يده الاثنين متكئا بهم على العصا وهو ينظر إليها بهدوء بينما جاد دق قلبه داخل صدره خوفا من رفضهم
استمعت هدير إلى كلمات والدتها من خلف باب غرفتها وحمدت الله كثيرا أنها فعلت هكذا لأنها لا تريد أن يشفق عليها بهذه الطريقة المهينة
تحدث والده متسائلا
افهم من كده إنك رافضه جواز هدير من جاد يا أم جمال
أجابته بصوت حازم سريعا لتنفي ما قاله وهي تنظر إليه بجدية
لأ طبعا أنا بنتي تحت أمرك أنت وجاد ماهو أنت زي أبوها بس أنا بعفيكم من الجوازه دي علشان جاد مش ذنبه يتجوزها وهو مش عايزها
أردف جاد باستنكار قائلا وهو يشير إلى نفسه
ومين قال إني مش عايزها يا أم جمال!
استغربت حديثه ولم تستطيع الرد عليه هل هو يريد ابنتها حقا!
استمعت إلى والده مرة أخرى يردف
أنا معملتش كده علشان أداري على بنتك مثلا يا أم جمال ولا شهامة مننا لأ إحنا فعلا كنا جاين نخطبها لجاد الله جاد رايدها يا أم جمال مش مڠصوب ولا بيشفق عليها
دقات قلبها تتسارع خلف بعضها والفرحة ظهرت على وجهها بعد الاستماع إلى هذه الكلمات لتتحدث بلهفة متسائلة
والنبي صحيح!
أومأ إليها جاد وابتسم والده لها فوقفت على قدميها وهي تهتف قائلة بفرحة
حيث كده بقى ناخد رأي العروسة
انتهت من كلماتها لتجد
باب الشقة يفتح ويدلف منه ولدها جمال العاطل الذي لا تعلم عنه شيء سوى أن مسعد يقوم بإستغلاله في عمله الغير قانوني وهو كالأبلة يفعل ما يقول له ويدفعه لإجبار شقيقته على الزواج منه
دلف إلى الداخل وهو ينظر إليهم ويعلم ماذا يفعلون هنا بعد أن قال له أحد أصدقائه ما حدث اليوم في الحارة أمام الجميع سلم عليهم ثم جلس وقصت عليه والدته باختصار شديد أنهم هنا لخطبة هدير والتي كانت
تستمع لكل شيء
بعد أن تحدث معهم قليلا وداخله كان يقوم بتقليب الأمور بهدوء حتى يعلم أيوافق أم لأ! ولما لأ ف جاد لا يقل
غناء عن مسعد بل يزيد عنه وهذه الشقة ربما بمجهود شقيقته تكن لهم حقا وملكهم وغير ذلك كثير وكثير لن يستطيع أن يفكر به الآن
عاد جمال بظهره إلى الخلف ناظرا إلى جاد