ندوب الهوى ل ندا
بعقلانية حتى تهدأ
يا خالتي أم جمال أهدي جاد قالك محصلش حاجه هو لحقها
جلست أمامهم تندب حظ ابنتها العثر مع ذلك الدنيء مسعد وهي ټضرب بيدها على فخذيها قائلة بحدة وڠضب
هو الجواز بالعافية يا ناس لا إحنا موافقين ولا هي موافقة يا عالم
نظر إليها جاد باستغراب مستنكرا حديثها ف هدير وافقت اليوم أمام عينيه ما الذي تغير! ولما قد يفعل مسعد ذلك بعد موافقتها تسائل قائلا مضيقا عينيه
أجابته بحزن وعينيها منكسرة بسبب ما يفعله ابنها بهم
موافقتش والنبي يا ابني لامؤاخذة يعني قالت كده قدامك علشان محدش يدخل بينها هي وأخوها بس بعد ما مشيت أنت قالتله أنها مش موافقة ولو ھتموت حتى ټموت ولا أنها تتجوزه
هل أرتاح قلبه أم ماذا حدث! يبدو أنه أرتاح حقا لم توافق عليه ولن توافق أبدا أنه كان يشعر بذلك ولكن حديثها هو من جعله يتوقع منها الموافقة والزواج لقد نهشت قلبه الغيرة وحطمه الألم عندما أظهرت موافقتها يا لها من غبية!
هموته مش هسيبه لما ېموت البت أنا اللي هعملها قبله واجيب حق بنتي
أمسك جاد بيدها سريعا أخذا منها السکين وهو يهتف بحدة
نظرت إلى سمير الذي أومأ إليها برأسه موافقا على حديث ابن عمه فأكمل هو حديثه قائلا
ادخلي اطمني عليها يا أم جمال وناديلي الآنسة مريم دقيقة
ذهبت إلى غرفة ابنتها واختفت خلف الباب ليرى مريم
تتقدم منه والحزن يرتسم على ملامحها فتحدث قائلا بجدية بعد أن أخرج هاتفه من جيبه
نظرت إليه باستغراب ولم تتحدث فابتسم بهدوء ابتسامة مصطنعة قائلا
علشان لو حصل أي حاجه وجمال
مش موجود تكلميني أنا بردو زي اخوكي
اعطته الرقم فهاتفه لتستمع إلى رنة هاتفها أغلق هو ثم قال بجدية
مش هوصيكي لو حصل حاجه أنا موجود وخدي بالك من والدتك ياريت متخليهاش تعمل أي حاجه
أومأت إليه برأسها ثم استأذن هو وذهب من الشقة هو وابن عمه بعد أن شكرتهم مريم لما فعلوه لأجلهم وصعد كل منهم إلى شقته
في هذه اللحظة كان سيموت قهرا عليها وعلى ما حدث لهم هم الاثنين يعود مرة أخرى ليحمي هذه التراهات من عقله وهو يحمد الله أن كل شيء على ما يرام وهي بخير ولم يمسها سوء ولكن حساب مسعد لم يصله بعد
اليوم التالي
في الصباح سارت مريم في الشارع وعلى يدها بعض الكتب كانت شاردة وهي تسير ولا تنظر إلى أحد تفكر فيما حدث بالأمس لشقيقتها والحالة التي أصبحت عليها الآن وحتى إن شقيقهم لم يعود منذ الأمس هو دائما هكذا يسبب لهم الحزن جميعا ويأتي عليهم وكأنهم أعداء له تتمنى أن يتغير قبل أن يفقدهم من جواره
منذ أن توفى والدهم وشقيقتها هي المسؤول الأول عن الجميع حتى جمال المعاش الذي يخص كل منهم لا يكفي أبدا في ظروف الحياة الصعبة هذه وهي لا توافق أن يساعدهم أحد حتى والد جاد الذي يعتبرونه في مكان والدهم يعطي والدتها ما يخرج من ضميره من خلفها
تشعر بالحزن الشديد عليها وعلى ما مرت به وتخاف أن يحدث لها شيء أو يتربص لها مسعد بعد ما فعله به جاد لقد قالت لها شقيقتها أنه كسر عظامه
آنسة مريم يا آنسة مريم
انتبهت إلى الصوت الذي يناديها فاستدارت لتنظر خلفها ووجدت أنه سمير ابتلعت ما بحلقها ووقفت تنظر إليه بهدوء وهو يقترب منها إلى أن وقف أمامها وتحدث قائلا بمرح
سرحانه في ايه كده بقالي ساعة بنادي
ابتسمت بهدوء وأجابته قائلة وهي تنظر الأرضية
ولا حاجه بس مسمعتش
ابتسم إليها متحدثا بنبرة هادئة وهو يتسائل عن أحوال شقيقتها
البشمهندسة هدير عامله ايه دلوقتي
ظهر الحزن على وجهها وأجابته بهدوء هي الأخرى قائلة
الحمد لله بخير عن اذنك
ثم أولته ظهرها وذهبت في طريقها مبتعدة عنه وهي تلهث پعنف ودقات قلبها تقرع كالطبول داخل قفصها الصدري أنه سمير أبو الدهب العشق الأول والأخير والذي لا يشعر بوجودها من الأساس هل هو جبل صلب يلا يراها
بينما هو نظر إليها وهي تبتعد عنه ورأى حجابها يتطاير خلفها وقد أشعره ذلك براحة غريبة سارت داخله وازدادت عندما لاحظ ملابسها الواسعة الفضفاضة لما ذلك الشعور بالراحة لرؤيتها من الأساس
دق باب الشقة فتحت نعمة والدة هدير بعد لحظات نظرت إلى الطارق وجدته جاد يقف أمامها بوجه هادئ فتحدثت قائلة وهي تفسح له المجال للدخول
اتفضل يا جاد يابني
دلف معها إلى الداخل وجلس في صالة الشقة الصغيرة وجلست أمامه منتظرة منه أن يفسر لما أتى الآن
حمحم جاد بخشونة وتحدث قائلا بنبرة رجولية جادة
بعد اذنك يا أم جمال أنا كنت عايز أشوف الآنسة هدير خمس دقايق بس
نظرت إليه ولم تجيبه تنتظر أن يكمل حديثه ويبرر لها لماذا يريد رؤيتها فأكمل قائلا
هتكلم معاها بخصوص اللي حصل امبارح
وقفت على قدميها بعد أن أومأت إليه برأسها بهدوء وتقدمت إلى غرفة هدير التي غابت بها لحظات وخرجت متوجهة إلى المطبخ بعد أن قالت له أنها آتية إليه
حاول أن ينهي عقله عن التفكير بأي شيء إلى أن يتحدث معها على الأقل رأسه بدأ يؤلمه بسبب كثرة التفكير وهذه عادة سيئة للغاية
خرجت من الغرفة تتقدم ناحيته مرتدية إسدال الصلاة وحجابها يصل إلى منتصف خصرها من الأمام والخلف عينيها تنظر إلى الأرضية غير قادرة على
النظر إليه
جلست على الأريكة أمامه فنظر إليها بدقة يحاول أن يفهم ما الذي يعبر عنه وجهها ولكنها كانت تضعه بالأرضية لتصعب عليه كل شيء
زفر جاد بهدوء ثم تحدث قائلا بهدوء وهو يتساءل
عامله ايه دلوقتي
أجابته بصوت خاڤت وهي تضغط على يدها الاثنين ومازالت تنظر إلى الأرضية
الحمد لله بخير
أومأ برأسه ثم أردف بجدية وهدوء ونبرته الرجولية تعبر عنه
أنا جاي علشان أشوف أنت عايزة ايه يتعمل مع مسعد وهنفذه عايزة تبلغي عنه
رفعت
رأسها بحركة مباغتة بعد الاستماع إلى ما قاله وتحدثت بجدية شديدة وارهبها هذا الحديث مما قد يفعله مسعد
لأ مش عايزة أبلغ أنا عايزاه يبعد عني بس يسيبني في حالي
ضيق ما بين حاجبيه متحدثا بنبرة حادة
بس أنت ليكي حق عنده وكده ولا كده أنا هجيبه بأيدي بس
لم تجعله يكمل ما بدأ الحديث به حيث أنها تحدثت بحدة ولهفة بعد أن علمت ما ينوي فعله
جاد أنت مش زيه بلاش تعمله حاجه دا راجل سو ولبط بلاش تحطه في دماغك ممكن يرتبلك هو ورجالته ويعملوا فيك حاجه
عينيها! نظر إلى عينيها الساحرة وأبحر داخلها بعد الاستماع إلى اسمه للمرة الثانية منها مجرد من الألقاب بادلته النظرة إلى رماديته الخلابة وداخلها يشتعل لكونه لا يدري ماذا تريد بعد
أخفضت بصرها وفعل المثل مستعيذا من فتنة الشيطان أتت والدتها عليهم تحمل على يدها صينية صغيرة فوقها كوب من الشاي قدمته إليه وذهبت مرة أخرى إلى الداخل
وضعت عينيها على الأرضية مرة أخرى وأخذت نفس عميق متحدثة بما وجدته صحيح
أنا مش عايزة أبلغ عنه ومش عايزه أخلي حد يعرف عني حاجه أنت عارف الناس هنا عامله إزاي وياريت تشيل ايدك من الموضوع ده أنا مش عايزاك تتأذى بسببي
مال إلى الأمام قليلا بجسده في جلسته الغير مريحة على هذه الأريكة وأردف قائلا بجدية مجيبا إياها بصوت رجولي خشن قاسې
هخليه لو شافك في شارع يمشي من شارع تاني أنا مش عيل هتخافي عليه أنا راجل تخافي منه وكنت عايز اجبلك حقك بالقانون بس هحترم رغبتك وانفذ اللي أنت عايزاه
إنه حقا مچنون أن يتصدى ل مسعد فهذا جنون رسمي تعلم أنه يستطيع أن يمحيه من هنا ولكن خۏفها ليس إلا من مكر مسعد وخبثه
أجابته بصوت حازم وجدية شديدة تشوبه قائلة
لو سمحت أفهم مسعد مش زيك ده راجل ژبالة وكل طرقه اژبل منه أنا واثقة فيك وعارفه أنك تقدر تعمل كتير بس مش واثقة فيه هو
ابتسم وهو يعود بظهره إلى الخلف مرة أخرى وتفكيره يدعوه لتصديق ما أمامه أما أنها تخاف عليه أو أنها تخاف عليه الاثنين إلى طريق واحد داخل عقله ونظرة الخۏف واللهفة هذه تقوده إلى تصديق قلبه المشير إلى خۏفها الصادق عليه
بينما في الخارج اجتمع الجميع أمام ورشة جاد ومنزله القابعة به هدير وعائلتها يستمعون إلى خبيث يروي حدث ألفه عقله بعد ما حدث منه ومعه بالأمس أسفل عيني جاد وابن عمه
وقف مسعد في المنتصف يهتف بحدة وصوت عال ليستمع إليه الجميع وقد كان وجهه لا يظهر منه شيء بسبب العلامات التي تركها جاد عليه
جاد الله ابن المعلم رشوان هو اللي عمل فيا كده يا حارة اشهدو كلكم
نظر إلى الوجوه الذي تجتمع أمامه بسبب صوته العالي وأكمل قائلا
اشهدو يا حارة على اللي بيعمله الشاب الصالح اللي بتقولوا عليه مدورها مع البت وعلى عينيك يا تاجر
خرج عبده ومن معه بالورشة بعد استماعه إلى ما يهتف به
وأردف مجيبا إياه بحدة بعد أن وقف أمامه
هو أنت عايزه يعلم عليك بجد ما تحترم نفسك يا راجل أنت وتغور من هنا
صړخ به مسعد بعصبية قائلا
اخفى ياض من وشي السعادي
استمع والده إلى ما هتف به مسعد بعد أن نظر من الشرفة ولم يرى جاد أو يستمع صوته فهبط من المنزل سريعا ليرى ما الذي يريده هذه المرة
بينما في الداخل في شقة هدير استمعوا إلى صوت مسعد العالي ېصرخ ولكن لم يتبين ما الذي يهتف به وقفت هدير بسرعة تدلف إلى الغرفة لترى ما الذي يحدث في الخارج وقلبها يدق پعنف شاعرة أن القادم أسوأ بكثير
وقف من خلفها جاد ونظر إلى الخارج بعد أن فتحت النافذة
ليرى جمع من الناس ومن بينهم والده الذي وقف أمام مسعد متسائلا عما يريد من ابنه فأجابه قائلا
عايز افضحه