رواية عشق الملاك بقلم علياء بطرس
تنحب بشدة
حاولت مها ان تهدئها بصي مفيش حل إلا انك تقولي لجدك وهو يبلغ الشرطة هو ده انسب حل
قاطع حديثها اتصال امجد
هبت مها واقفة معلش يا ملاك مستر امجد بيتصل ولازم ارجع على الشغل اعملي الي قلت عليه هو ده انسب حل
ذهبت مها وتركت ملاك تنحب بشدة
بعد عدة دقائق كانت مها تقف امام مكتب ادهم مترددة بإخباره بما حدث الى ان حسمت امرها باخباره فهو الوحيد الذي يستطيع ان يحل هذه المشكلة
عقد ادهم حاجبيه مستغربا من وجودها فطلب من سالي من ادخالها
لو هتفضلي ساكتة اتفضلي على مكتبك انا عندي شغل
هذا الذي قاله ادهم ليخرج مها من صمتها الذي طال دون ان تتحدث
ثم قالت بدون مقدمات
مستر ادهم انتا بتحب ملاك
وقف ادهم واولاها ظهره حتى لا ترى تعابير وجهه بعد هذا السؤال
انتي جاية تعطليني عشان تهزري
لم يتركها ادهم لتكمل قبل ان يجهر بها
انطقي ملاك مالها مصېبة ايه
هقلك على كل حاجة
هذا ما قالته مها قبل ان تبدأ ان تقص عليه ما حدثتها به ملاك بدون انقاص
بس في حاجة كمان حصلت معاها انتا لازم تعرفها اكملت مها بعد نظرات ادهم الغاضبة في عريس متقدم لملاك وهي المفروض تقول رأيها بس هي قالتلي انها هتوافق
وفي كمان حاجة لازم تكون عارفها
ضغط ادهم على اسنانه محاولا تمالك نفسه من لا يقوم بتكسير عظام هذه الواقفة امامه
اخلصي قولي كل الي عندك مرة واحدة
تنحنحت بخفوت قبل ان تفجر هذه القنبلة
ملاك بتحب حضرتك
شبح ابتسامة لاح شفتيه من هذا الخبر لكن سرعان ما اختفى فور تذكره لمصيبتها
خرجت مها متجهة لمكتبها بعد ان تنفست الصعداء فأدهم سيحل الموضوع للأبد
امسك ادهم هاتفه وضغط على اتصال احدهم
جاسر الحداد عاوز اعرف هو فين دلوقتي معاك نص ساعة تكون عارف وملاك متغيبش عن عينك لو راحت مكان غير طريق بيتهم تفضل وارها خطوة بخطوة من غير ما تحس بيك لو هتغيب عن عينك همحيك عن وش الدنيا انتا والي معاك انتا فاهم
تناول سلاحھ من الدرج واخذ متعلقاته وهب مسرعا وفور خروجه من المصعد اخذ يركض مما زاد حيره الموظفين من مظهره فكان شعره مشعثا وبدلته غير مهندمة اهذا ادهم الذي يعد مقياس لاناقة الرجال ويركض كالمچنون فدائما كان يمشي بهدوء مخيف
صعد مكان السائق في سيارته الفرهة مما زاد حيرة الحرس كان يطوي الارض تحته من شدة السرعة عدة حوادث تفادها باعجوبة يريد ان يلحق بها قبل ان تقع تحت يدين هذا الحقېر
انا مش صغيرة انتا الي ضخم زيادة
الي حصل هنا هيفضل هنا محدش هيعرف بحاجة
نزل بها للاسفل تحت نظرات الحرس اختبأت ملاك بظهره محاولة التواري عن انظارهم ابتسم ادهم على خجلها ادخلها السيارة بالمقعد الامامي ووجلس خلف عجلة القيادة فهو لا يريد ان يحرجها بوجود السائق
تنحنحت ملاك بخفوت لجلب انتباهه
هو انتا عملت فيه ايه
فهم ادهم
انها تسأل عن جاسر بسبب الصور
اجابها مطمئنا
متخفيش انا هاخد منه الصور وهحرقها و
قاطعته ملاك قائلة
بس ما تبصش عليهم
عقد حاجبيه مدعيا عدم الفهم
ما بصش ليه مش فاهم
اجابته ملاك بتعلثم
عشان عشان عشان
قاطعها ادهم
عشان ايه قولي متتكسفيش
قالت ملاك بخفوت وهي تعض شفتاها
عشان الصور قليلة الادب
هز رأسه ادهم مدعيا التفهم واكمل طريقه
ادهم
اندلعت ڼار بداخله فور تذكرهه لندءها له فذاك الحلم الجميل فقرر ان لا يرد حتى يستمتع باسمه من بين هتان الشفتان
ادهم انتا سامعني
همهم ادهم بخفوت
اكملت ملاك هو احنا رايحين فين
هنروح الفندق تغيري لبسك ده وتظبطي شكلك وتاكلي اي حاجة ولا عاوزة ترجعي البيت كده
اخفضت ملاك بصرها خجلا فكانت على حافة الهاوية
لاحظ ادهم ذالك فقال مخففا عنها
الي حصل حصل خلاص بس بعد كده لو اي حاجة حصلت تيجي تقوليلي يعني لو مها ما جتش وقالتلي كان الله اعلم ايه الي حصل
وصل ادهم للفندق اوقف سيارته المتبوعة بسيارات الحرس ودخل بها من مدخل الطوارئ حتى لا يراها احد بصحبته فهي اصبحت من ممتلكاته الشخصية لا يجب ان ينظر اليها احد فهي فاتنة جدا كل من يراها يعجب بجمالها متذكرا كم الرجال الذي عرف باعجابهم بها وصل الى الجناح المخصص له توقف عندما احس ان ملاك سحبت يدها من يده
احنا جينا هنا ومدخلناش على الرسيبشن كده ممكن مدير الفندق يبلغ عننا
الي واقف قدامك هو صاحب الفندق ما تخفيش
شهقت ملاك بجد ده بتاعك
اماء لها ادهم بالايجاب ثم تقدم ليفتح الباب الخاص بجناحه فغرت ملاك فمها واتسعت حدقة عيناها من جمال المنظر الذي رأته
انتهبت ملاك على صوته الذي اخرجها من بلاهتها
عجبك
بجد تحفة يجنن
ادخلي جوا هتلاقي
طقم على السرير خدي شاور وانا هستناكي برا خلصي بسرعة
اماءت له ملاك ايجابا ثم دخلت وجدت على السرير
وبعد قرابة النصف ساعة كانت تخرج من باب الجناح وجدت ادهم ابدل ملابسه الى اخرى كاجوال
امسك يدها وسار بها باتجاه المصعد حاولت سحب يدها الصغيرة من يده الغليظة لكنها فشلت توقف المصعد قبالة مدخل المطعم الخاص بالفندق ولكنه كان خالي جدا من الناس كانت تود ان تسأله ولكنها فضلت السكوت توقف عند طاولة تتوسط المطعم سحب لها الكرسي كي تجلس ثم جلس قبالتها
تحبي تاكلي ايه
اجابته بخفوت
اي حاجة مش مهم انا اصلا مش جعانة اوي
خلاص هطلبك بيتزا بتحبيها بإيه
بالسجق قالتها بخجل
ابتسم لطفولتها
ثم قال للنادل
هات بيتزا بالسجق وعصير برتقال فريش وانا الاكل بتاعي
نظرت له ملاك بعدم فهم ثم سألت
هو انتا مش هتاكل بيزا وبعدين يعني ايه الاكل بتاعك
انا ما بكلش الاكل ده انا اكلي اغلبه ني وسلطة
هزت رأسها بتفهم ثم اخذت حقيبتها تبحث عن هاتفها
قاطعها ادهم
بتدوري على ايه
على تلفوني عاوزة اكلم جدو دلوقتي قلق عليا عاوزة اطمنوا
متخفيش امجد كلموا
جحظت عيناها خوف من ان يكون ادهم اخبر امجد بشئ الذي بدوره سيخبر جدها
انتبه ادهم لحالها ثم اكمل مفهما
متخفيش محدش عرف بحاجة انا قلت لامجد يتصل بجدك ويقوله انه عندو شغل كتير النهاردة وعاوزك تساعدي مها وهتتأخري شوية وهو هيوصلك
خطرت فبال ادهم فكرة من افكاره الشيطانية اخرج هاتفه وكأنه يتصفح به وضغط على زر الاتصال بها
ثواني وصدحت نغمة هاتف قديم في المكان سحبت ملاك هاتفها من الحقيبة ونظرت للرقم ولكنها كتمته ووضعته جانبا
ليه مش عاوزة تردي
ده رقم بيتصل بيا وبفتح خط محدش برد
معرفش مين
اخذ منها الهاتف
هاتي اشوف انا هتصل بيه واعرف لمين
اتصل من هاتفها الصغير مثلها على هاتفه نظرت ملاك ببلاهة لهاتفه الذي يرن وفهمت عندما شاهدت ابتسامة مرسومة على شفتيه
سألته بهدوء
هو انتا جبت رقمي منين
قبل ان يجيبها كان النادل يضع الطعام على الطولة
خلينا ناكل وبعدين نتكلم
وبعد تناولهم الطعام سألها ادهم
اخبار العريس ايه
اتسعت حدقتي عيناها بشدة
هو انتا عرفت منين
اجابها وهو ضاغطا على فكيه بقوة
النهاردة باليل تقولي لجدك انك مش عاوزاه يا اما ورحمة امي اقتله واريح جدك
هزت رأسها بالايجاب فمظهره وهو غاضب لا يحمل مجال للنقاش
هو انتي ليه ملكيش صحاب يا ملاك
لأ كان ليا صاحبة من وانا فالابتدائي بس لما وصلنا ثانوية عامة سافرت هي وعليتها اوروبا ومن بعديها معرفش اخبارها ايه
طيب وانتي فالجامعة ليه ملكيش صحاب
اصل كل البنات الي تعرفت عليهم فالجامعة اسلوبهم معجبنيش
ازاي مش فاهم
ارجعت بيدها خصلات شعرها الحريري خلف اذنها
الي اقصده انه في بنات تلاقيها بتكلم واحد ولما تتخانق معاه تروح لواحد غيره ولما تزعل من التاني تروح للثالث وانا بحبش ده اقصد اني مع ان البنت تحب شاب والشاب ده يكون بحبها وفي ثقه يبنهم ده انا مش ضده فعشان كده كل الي قابلتهم من النوع الاولاني بس انا دلوقتي صاحبتي مها
فجأة وبدون مقدمات قال
تتجوزيني
شهقت ملاك پصدمة هل الذي تسمعه صحيح هل ادهم يطلب يدها للزواج ظلت هكذا عدة دقائق حتى هز ادهم يدها بخفة لافاقتها
مالك متنحة كده ليه معرفتش ردك
اصطبغ وجه ملاك بالحمرة خجلا واخفضت رأسها
ابتسم قائلا
اعتبر ان السكوت علامة الرضا
ثم اردف قائلا
خلاص انا
بكره هكلم جدك
اجابته بسرعة
لأ اوعى تعمل كده ااااقصد يعني سبني انا افتح الموضوع معاه بعدين مش دلوقتي
حاول ادهم جاهدا التحكم في اعصابه
ليه مش دلوقتي
عشان عشان يعني العريس الي كان متقدملي مش عاوزة جدو يشك اني رفضته عشانك بلاش يزعل مني لاني لغاية دلوقتي مش لاقية سبب الرفض الي اقنعه بيه
وهتكلميه امتى عشان ابقى عارف
مش عارفة بس اكيد عاوزلي اسبوعين على الاقل عشان يكون نسي الموضوع
نعم اسبوعين هو اسبوع واحد مش هستنى غيره
طيب اجابته بامتعاض فهي لاتريد جدها ان يعلم بما حدث بينها وبين ادهم قد اوصاها كثيرا ان تبتعد عنه ستصبح بنظره لا تسمع كلامه وهذا اكثر شئ يغضب جدها
بعد قليل في سيارة امجد كان يتولى القيادة وفي الخلف يجلس ادهم وفي جانبه ملاك
كان هذا تحت انظار امجد المراقب لهم من اول الطريق
تنحنح قائلا
جرا ايه يا ادهم باشا راعي وجودي طيب ده انا سنجل وغلبان ومعنديش حد اوشوشة
لكزه ادهم في كتفه
خليك
فحالك وبعدين انتا رامي ودانك وعنيك معانا ليه
انا غلطان اني استعنت بواحد رزل زيك سوق وانتا ساكت
وبعد مدة وصلت للمنزلها وقبل ان تهم بالنزول امسك يدها ادهم وقال بخفوت
هكلمك باليل خدي بالك من نفسك
صعدت ملاك لمنزلها فكانت الساعة قرابة التاسعة والنصف وجدت جدها وجدتها جالسون على يشاهدون نشرة الاخبار فقالت بمرح
مساء الخير على
احلى جدين فالعالم
ثم قبلت جدها وجدتها سألها جدها
اتأخرتي يا حبيبتي قلقت عليكي
اجابته ملاك
اصل حصل شغل مفاجئ ومستر امجد طلب مني اني اساعد مها وهو هيوصلني بالليل
انتبهت جدتها لشئ قائلة
مش ده الطقم الي نزلتي بيه الصبح يا ملاك
اجابت ملاك بتعلثم
اصل اصل مها وهي بتصب عصير دلقت عليا وبهدلت هدومي وكان عندها طقم بالمكتب احتياط للطوارئ فلبسته والۏسخ خدته عشان تغسله
ثم تظاهرت بالنعاس حتى تهرب من اسألة جدها وجدتها حتى انتصبت واقفة
يلا يا جماعة تصبحوا على خير واه يا تيتة متصحنيش بكره بدري معنديش جامعة
كادت ان تذهب قبل ان يستوقفها جدها متسائلا
معرفتش ردك على الاستاذ عماد يا ملاك
توترت ملاك من الموضوع ثم اجابت بهدوء
انا فكرت ومش موافقة انا لسا قدامي سنين جامعة وبعدين انا مش شايفة اني قد المسؤلية فكل شئ قسمة ونصيب
ثم دخلت غرفتها واقفلت الباب ارتمت على سريرها وابتسامة السعادة مزينة ثغرها الكرزي الصغير فتحول اسوء يوم
في حياتها لاجمل يوم في حياتها ابدلت ملابسها لبجامة نوم مريحة ودثرت نفسها بالغطاء جيدا وامسكت هاتفها تنتظر اتصاله مرت قرابة الساعة ولم يتصل
مساء الخير
مساء العسل ها حصل ايه
مفيش