فريدة
ملابسه في حقيبة سفر صغيره ..غاب عن البيت ليومين كاملين والان يحزم اغراضه ...الصدمه اخرستها عمر سيترك المنزل ربما للابد الان ...كانت تعلم ان جريمتها كبيره لكنها لم تتخيل ان يصل عقاپ عمر لتلك الدرجه من القسۏه... سألته مجددا .. عمر... اجابها وهو مازال لم يلتفت ... مسافر دبي ... قلبها هوى في ارجلها عمر سيرحل وربما لن يعود ...خطاياها جميعا طاردتها الان ..
ربما هذه هى طائرته التى كان من المفترض ان يستقلها ....لا بل ربما تلك عمر جلس في مقهى المطار يراقب الطائرات المغادره ...لم يستطع المغادره فجلس فقط لساعات يراقب حركة الطائرات ...كان يشعر بندم هائل يمزقه ..فريده استفزته بقوه ولا شعوريا استخدم معها العڼف لاول مره في حياته ...فريده رقيقه ولم تكن لتتحمل عنفه ابدا ...رؤيته لها تبكى في فراشهم قبل مغادرته مزقت قلبه... لاول مره يراها تبكى منذ زواجهم.... لماذا
..اقنعتها بتجاهله واخبرتها انه سيعود راضخا كما يفعل دائما ...اتصال اخر من فاطمه جعلها تنهض من فراشها هى تجاهلت الاجابه علي اتصالاتها عدة مرات لكنها مصره علي التحدث معها ستجيبها فقد يأست من استسلامها ...فاطمه بادرتها فور ان اجابت فريده ... البيه رجع ولا لا ... فريده اجابتها وهى تحبس دموعها لكن صوتها ظل مخڼوق بالعبرات ... ايوه رجع طيب وبتعيطى ليه هو زعلك ... هو فاكر نفسه مين ...هو نسي اصله ولا ايه ... انتى غلطانه يا فريده شويه شويه وهتسمحيله يضربك كمان ... ولا استنى اوعى يكون عملها...فريده اڼفجرت في البكاء ..هو فعليا لم يضربها لكنه كان عڼيف بدرجه مرعبه والمها جسديا ونفسيا ...فاطمه اكملت بث سمها .... الحقېر شكله ضړبك...اوعى تكون بطلتى الحبوب فريده ارادت التخلص من الحاح فاطمه فهى بدأت تشوشها.. نعم انها غاضبه من عمر بسبب ما فعله منذ قليل لكنها غاضبه من نفسها اكثر ... تحتاج الي النصيحه من احدا حكيما مخلصا ربما جدتها هى الحل.....لكنها لابد وان تمنع زن فاطمه وتبعدها عن عقلها المشوش... الورقه التى وجدتها وفردتها بصعوبه بعد رحيله ابكت قلبها ...ما قرأته غيرها للابد عمر كتب بدمه كلمات مزقتها الي اشلاء ... وهبتك اكثر من روحى ولم اكن نادما يوما وسأهبك اخر نفس في صدري سعيدا راضيا بقدري...لكنك استهنتى بحبي والقيتى به في وجهى ..كيف سأتخلص من حب احتل كل ذرة في جسدى .. لكنه اليوم اصبح عبئا عليكى وعلي قلبي..ليت الله يشفينى من حبك حتى اعود الي مصاف البشر .. اجابتها باجابه ترضيها كى فقط تتخلص من الحاحها المقيت وتعطى نفسها فرصه للتفكير واصلاح الامور مع عمر ... طبعا باخد الحبوب ..تفتكري اسمح لنفسي انى اخلف من واحد زيه .... صوت ارتطام جسم صلب بالارض جعلها تستدير بفزع.. عند باب غرفتها شاهدت عمر يقف وعلي وجهه تعبير لم تستطع تفسيره وحقيبته ملقاه علي الارض الي جواره ... علمت بالتأكيد انه استمع الي حوارها مع فاطمه ..
صڤعة مدويه شعرت معها وكأن رأسها
قرأن الفجر نبهها الي الوقت ..قضت ساعات تتذكر الماضي الاليم .. الذكري كانت حيه ووجنتها تؤلمها من صڤعة عمر القاسيه التى كأنها تلقتها اليوم وليس منذ اربعة سنوات ...يومها ذهبت جريحه الي منزل جدتها لم تكن تبكى بسبب الم الصفعه الجسدى لكنها كانت تبكى لان تلك الصفعه كانت السبب المباشر في ايقاظها من سباتها الطويل ..كم احتاجتها كى تعيد اليها صوابها ولكن للاسف كانت بعد فوات الاوان ..فبمجرد ان نبذها من حياته عمر عاد الي الامارات وصفي اعماله في القاهره ...كانت تسترق السمع الى اخباره من خلف الابواب ..لم تجرؤ يوما للسؤال عنه ولم يتحدث احدهم عنه امامها بإستثناء اسيل في بعض المرات القليله التى لم تكن تسيطر فيها علي لسانها الثرثار ...لكنها علمت انه نجح وبشده واصبح له اسم في دنيا الاعمال ..واليوم عاد مع خطيبه تفوقها مالا وجمالا وحياه .. نعم نوف حيه اما هى فمجرد تمثال من الشمع تخشي الشعور بالحراره لانها تعلم انها سوف تذوب كما الشمع ...اتجهت الي فستانها الملقي علي الارض وحملته قرب قلبها ..لو فقط كانت ارتدته في الوقت المناسب لربما كانت تجنبت سنوات الشقاء التى تمر بها الان ..انه دورها الان لتشرب من نفس الكأس التى سقتها لعمر ...انه الحب بلا امل..والاسوء انه مطعم بالغيره ... عمر لم ينسى حبها فقط بل احب غيرها وربما بنفس درجة حبه السابق لها.. مؤسفا جدا ان الانسان لا يدرك قيمة ما يملكه الا بعدما يفقده .. لو يعود بها الزمن الي الوراء لكانت حملت عمر بين طيات قلبها كما كان يفعل معها ... علمت ان ايام النوم قد ولت وانها ستعانى الارق لما بقي لها من عمر فلا ينام الا خالي البال ... اسبوع يفصلها عن حلم عمرها الذى اكتشفت اليوم انه سراب ولا يستحق حتى ثمن الحبر الذي سوف تخط به شهادتها ...لو تستطيع ابدال الماجستير وشهادة الكليه بيوم واحد من حب عمر لما ترددت بل ولكانت هى الفائزه.... مدهش كيف يتبدل الانسان ويعيد ترتيب اولوياته فيكتشف انه قضي عمرا يبحث عن السراب ..اعادت الفستان بعنايه الي الخزانه وجمعت كل هدايا عمر لها بحرص ودللتها جيدا فهى الان كل ما تبقي لها منه وربما تكون احداها مازالت تحمل رائحته عالقة بها ...اليوم لاحظت نظرات عمر ابن خالتها لمياء الى رشا وهى تعلم انها مسألة وقت قبل ان تستسلم رشا لسلطان الهوى ...الجميع يواصل حياته ويعيش ببساطه اما هى فقد اعدت نفسها لسنوات العڈاب القادمه فعلي كل حال هى تستحقها وبجداره...
............................................................................................ ماما ...ماما .. فين التايور الاسود بتاعى ... عاوزه ابعته المغسله عشان المناقشه ....سوميه لاحظت توترها فهدئتها بلطف .. اهدى يا فريده وبطلي توتر ...التايور راح المغسله وهيرجع بالليل ...نعم
بالفعل هى متوتره ... اعصابها مشدوده وكأنها وتر مشدود علي اشده وسوف يقطع في أي لحظه الاحداث كلها تسبب لها التوتر عودة عمر مع مناقشتها كانت اشد من احتمالها ..
انها في صدد ذلك بالفعل ..الاعلان الذى قرأته في الكليه امس عن فتح باب البعثات الخارجيه سوف يمنحها المهرب الذى
تريد..كانت تعلم ان البعثات الدراسيه لا تستغرق وقت طويل لانهاء اجراءات السفر فالترشيح قد تم وهى تعلم انها اختيرت من قبل رئيس القسم ...سوف تكمل الدكتوراه في الولايات المتحده .. لكن الحړب مع عائلتها ستبدأ منذ الان واعدت نفسها لها..