حكمت و حمست الأمر الهام رفعت
مني .
انصتت لها اسماء بتفهم فهي عاشقة مثلها وتفهم عليها تصنعت ابتسامة وقالت بامتثال
خلاص يا مارية مش هقول لحد .
صمتت لتتابع بنفاذ صبر ونبرة حالمة
ويلا بقى قومي جهزي نفسك علشان الست فريدة مأكدة عليا تيجي انا ماصدقت فؤاد هيكتب كتابنا النهاردة ....
صعد مكرم للأعلى للإطمئنان عليه بعدما علم بمجيئه اليوم عرج لغرفته ولكن اثناء سيره وجدها تتقدم منه بهيئتها الهادئة التي طالما احبها ساقته قدماه ناحيتها وهو هائما فيها وزائغا في لقائه الأول بها فكم كره ابن عمه حينما يجده يدخل الغرفة عليها لتطارده هواجس اقترابه منها ومبادلتها الحب له لم يبين مكرم حبه لاحد لفارق العمر بينهم حيث تكبره منى بعامين تحمل ذلك متمنيا لها السعادة كان هناك ما جعله يكن الكره لعيسى حين علم بتطاوله عليها بالضړب ومعاشرته لهؤلاء النسوة الاقل منها شأنا وجد أن قټله مستباح فقد ساعد عمار في التخطيط لقټله بطريقة غير مباشرة وذلك بعدما دس عمار الافكار السامة في فكر شركائه لينهوا امره بنفسهم دون ان يلوثا أيديهم بدمائه لم ينتبه لعقله الذي شرد مجرد رؤيتها في أنها واقفة امامه وتنظر له بتعجب وعي مكرم لنفسه وابتسم بعذوبة جعلت منى تسأل نفسها ما به حدثته بمعنى
تجاهل هذا الحديث الغير مجدي ليتناول مناقشة حديثه هو الهام قال بنبرة والهة
عرفتي بالقرار اللي اخده عمي بخصوصي انا وانتي .
كانت منى تعلم به ولكن لم تهتم كثيرا ففارق العمر جعلها لا تستمتع بالأمر كونها تتمنى الزواج شأنها شأن أي امرأة ولكن في حالتها وجدته مجرد زواجا عاديا تنهدت لترد بعقلانية
نظر لها بعدم رضى وظهر الحزن على قسمات وجهه بينما استطردت منى بنبرة متفهمة
ومش عايزاك تقلق يعني لو مفكر أن بابا ممكن يعارض تعمل كدة متخافش انا كلمته وهو قال زي ما احب طالما مش هتضايق لو اتجوزت عليا .
ومين قالك أن انا هتجوز عليكي ولا حتى جوازي منك هيبقى على الورق وان أنا متضايق اني هتجوزك .
ارتبكت منى من حديثه الجريء معها قالت بنبرة مهزوزة
ظهر الإرتباك عليها فابتسم فمهما اخفت رغبتها بزواج تام لن تقدر على تمنيها لذلك رد مكرم بنبرة واثقة
ابقي امنعيني ألمسك اول ما تخلصي العدة بتاعتك تاني يوم هتبقي مراتي وجوازي منك هيبقى كامل .
وفرق عمر أيه اللي بتتكلمي عنه بصي لجسمي وجسمك انا قدك عشر مرات .
واكمل بنبرة موحية
يلا روحي جهزي نفسك من دلوقتي علشان
لما نتجوز .
قال جملته وابتسامته الخبيثة لم تفارق وجهه ثم تركها خلفه مصډومة مرتبكة حين تفهمت مقصده ازدردت ريقها وهتفت بنبرة متذبذبة خفيضة
قليل الأدب .
ثم صمتت لتتذكر
انتي لسة واقفة متروحي يلا .
انتفضت منى موضعها وتحركت موضعها لا تعرف اين تذهب فضحك مكرم عليها لم تجد أمامها سوى الركض لغرفتها لم يبتعد مكرم حين تركها ووقف يتأمل تأثير كلماته عليها بابتسامة سعيدة أراد أن يخرجها من شرودها ليخبرها بأنه استشعر رغبتها هي الأخرى في زواج حقيقي بينهم حين ناداها وافزعها تنهد بحبور حين رحلت مجرد أنه امرها بذلك وابتسم انتبه لسبب مجيئه والټفت ناحية باب جناح عمار طرق الباب عدة
مرات وانتظر أن يسمح له بالدخول .....
في نفس التوقيت بالداخل انتهت مارية من ارتداء ملابسها وسط نظرات عمار المتيمة بها وابتسامته الجانبية مع ظلام عينيه الذي اوضح تمنيه لها كانت تشعر مارية بنظراته نحوها وهذا ما اسعدها هو حبه الذي لم يقل رغم ما افتعلته معه كل ذلك جعلها الآن تزداد عشقا له
لو مفكر انك سامحتني علشان اللي عملته معاك فانت مش لوحدك اللي بتضحي أنا مش قادرة انسى لما كنت بتمد ايدك عليا وت ...
يعني عايزة تفهميني أنك مكنتيش بتبقي مبسوطة معايا .
ازدردت مارية ريقها بتوتر جم وهي تنظر له بأعين مهزوزة مرتبكة من نظراته نحوها ردت نافيه بنبرة متزعزعة
لأ انت كنت ...
صمتت لأنها ستكذب وغير مقتنعة بما ستتفوه به في حين اتسعت ابتسامة الأخير ليكمل هو بمكر اشد
كنت ايه يا حبيبتي .
اجفلت عيناها وذابت بين يديه التي تدلك مؤخرة رأسها بطريقة لطيفة جعلتها تغمض عينيها قالت باندهاش
الرقة مش لايقة عليك.
ضحك الأخير وردد بنفي كاذب
لأ أنا رقيق ومتنكريش انك بتحبي كدة .
ازاحت يده الممسكة بها واعتدلت كادت أن ترد عليه ولكن طرق الباب جعلها تصمت قال عمار بانزعاج
مين .
اجابه مكرم من الخارج
أنا مكرم يا عمار جيت اطمن عليك .
نظرت له مارية لتهمس بتشفي
أحسن خليك بقى قاعد معاه وأنا همشي أنا .
ثم استدارت لتحمل حقيبتها الصغيرة تتفحصها لتتهيأ بالذهاب تتبعها بنظرات تتوعد لها كز على اسنانه ورد بحنق ليس عليها بل على مكرم
تعالى يا مكرم خش اطمن عليا .
ولج مكرم متنحنحا باحراج ونكس بصره للأسفل ابتسمت مارية وحدثته بلطف
اتفضل يا مكرم انا كنت خارجة خد راحتك .
رفع بصره نحوها واختلس نظرة ورد عليها بابتسامة خفيفة
ربنا يحفظك يا مارية .
نظر لعمار وتابع
جيت اطمن على عمار اصلي مشفتوش من وقت ما كان معاكي انبارح .
رد عليه عمار بصلابة وهو يشير له بأن يتقدم ناحيته
تعالى يا مكرم اقعد كنت عايز اتكلم معاك.
اومأ برأسه وتقدم منه بينما قالت مارية وهي تهم بالخروج
طيب انا همشي انا بقى يا عمار .
رد محركا رأسه بمعنى لا مشكلة
روحي بس متتأخريش .
زمت شفتيها ولم ترد بل دلفت للخارج وتعقب خروجها متنهدا بعمق وجه بصره لمكرم الذي استفهم بجهل
انت هتسمحلها تروح هناك .
رد عمار بعدم فهم
قصدك ايه عايزني امنعها تروح تشوف امها .
رد مكرم بتردد
يعني انا بس بسأل علشان لو وصلهم خبر انكم بقيتوا كويسين كمان مرات عمي قالتلي انها حامل .
نظر له عمار بتعابير مقتطبة رد بنفي
لا محدش يعرف مافيش غيرك انت وماما ومنى بس اللي نعرف ومحدش فينا هيقول .
اطمأن مكرم وقال بحبور
طيب الحمد لله .
تأفف عمار ليسأله بتجهم
صحيح قبضوا على اللي قتل عيسى .....
ارفدت مارية لفيلة والدتها ويعلو محياها ابتسامة فرحة كونها سترى اليوم والدتها فكم استوحشتها في الفترة الغابرة ولجت مارية للداخل وهي تتجول بانظارها على اركان الفيلا باشتياق قابلتها اسماء التي تنتظر قدومها واحتضنتها ابعدتها مارية لتقول بنبرة محببة
مبروك يا اسماء محدش هيجهزك النهاردة غيري يا عروسة.
ازدادت فرحة اسماء وردت بامتنان
ربنا ما يحرمني منك يا رب .
قطع حديثهم والدتها التي تقف في الأعلى واعينها الجامدة عليها تكاد تفتك بها تأنت فريدة للوقت المناسب وقالت
مزيفة ابتسامة سعيدة باشتياق مصطنع
مارية بنتي تعاليلي يا حبيبة امك .
رفعت مارية بصرها للأعلى لتنظر لوالدتها بحب المغدور كما تظن هي باتت نظرات الڠضب تتجمد في عينا فريدة فاليوم سينتهي كل شيء بالتأكيد كي ترتاح هي ويرتاح زوجها الذي غدرت به ابنتها قبل الجميع بعد فترة من ضمھا لها ابعدتها فريدة لتنظر لها وتسألها بلهفة زائفة
عاملة اية يا حبيبتي وحشتيني قوي .
ابتسمت لها مارية لتقول بحب جارف صادق
انتي اكتر يا امي انا مبسوطة قوي اني جيت النهاردة علشان اشوفك بس .
ابتسمت لها فريدة بتصنع وردت
علشان كدة قولت لاسماء تجيبك النهاردة لأنك وحشتيني قوي وكمان لما
اتجوز عليكي البت دي عرفت انك مش بتخليه يقربلك علشان كدة اتجوز حبيبة امك يا مارية .
ازدردت مارية ريقها وتوترت بينما كانت القاسېة للتخلص من قاټلي زوجها ولو حتى الاقرب إليها ردت فريدة عليها بنبرة جادة
ذات مغزى
المهم دلوقتي ادخلي اوضتك ارتاحي اوضتك موحشتكيش ولا اية .
ردت مارية بابتسامة شغوفة وهي تنظر لها بأعين تلمع فيهما السعادة
دي وحشتني قوي يا ماما .
ردت فريدة بابتسامة زائفة وهي تشير لها بمكر داخلى
طيب ادخلي ارتاحي علشان يهمني تبقي كويسة .
ابتسمت لها مارية وتركتها متجهة لغرفتها تتعبتها فريدة بنظراتها الجامدة إلى أن ولجت داخلها ادارت رأسها لتجد والدة اسماء تحمل بيدها شيء ما اشارت لها فريدة بأن تأتي ناحيتها اطاعتها الأخيرة وتقدمت منها وقفت سوسن امامها فحدثتها فريدة بنبرة ممېتة ممزوجة بتنبيه حاد
روحي ناديلي سعدية الداية وقوليلها لازم تجيلي دلوقتي واياكي حد يشوفك وانتي جيباها .........
راقبت خروجها من القصر بنظرات تشفي فهي تعلم ماذا ينتظرها من مصير مجهول لم تعلم به دارت شيماء في غرفتها حول نفسها لتشعر بالإنتشاء لقروب التخلص منها دون تدخل أو عناء سيكلفها وبالتأكيد الكثير وهي في غنى عن كل ذلك فما تمنته في نفسها رجلا يكتنفها ويحتويها كي يخرجها مما هي فيه وما عانته طوال عمرها القصير رسم الشيطان امامها
الطريق الذي ستسلكه لتفعل ما بوسعها لتبقى معه تنهدت براحة تامة وهي تتخيل من الآن انتهاء امرها وإلى الأبد ارتسمت ابتسامة شيطانية على ثغرها فما مر عليها من قسۏة الزمن جعل الحقد ينبت بداخلها كلما رأت من هم أعلى منها ويتمتعون بما حرمت منه توقفت شيماء عما تفعل لتجد من يطرق باب غرفتها لوهلة سألت نفسها من سيأتي لها ازدردت ريقها وانتفض قلبها بدقة شاردة مضطربة وهي تتعجب من سؤال أحد عنها ادعت الا مبالاة واتجهت لتفتح فمن سيكون إذا وليكن من يكون فليس عليها ما يجعلها تخشى مواجهة احدهم تحركت شيماء ناحية الباب لتشرع في فتحه مدعية الثبات فتحته شيماء بترقب وقطبت تعابيرها حين وجدت احدى الخادمات امامها حدثتها بنبرة منزعجة
عاوزة ايه .
مش انا يا ست هانم دا عمار بيه هو اللي طالب يشوفك .
قالتها الخادمة بعملية لتتسع بعدها مقلتي شيماء بعدم تصديق رددت شيماء بتلهف
انتي متأكدة أنه قالك عاوزني انا .
ردت الخادمة مؤكدة
أيوة بيقول تروحيله دلوقتي في اوضة الضيافة .
اومأت شيماء برأسها عدة مرات دليل طاعتها والشغف يكتسح طلعتها حيث لم تلبث في وقفتها حتى تخطت الخادمة التي رمقتها بتعجب اغزت شيماء في السير متجهة إليه فهو يريد رؤيتها خالجتها