روايه كامله أوتار الفؤاد أوس ل منال سالم
انت في الصفحة 29 من 29 صفحات
المستقبلية التي تنتظره في المكان الذي التقيا فيه مصادفة لأول مرة ناداها هامسا
هالة
التفتت على الفور نحوه ووجهها يشرق بابتسامة رقيقة وقف يامن قبالتها يتأملها بنظراته الشغوفة تنهد في رومانسية قائلا لها
وحشتيني.
خجلت من تلك الكلمة وتوردت بشرتها سريعا ردت عليه بهمس وقد أخفضت رأسها لتتحاشى التقاء عينيهما
وإنت كمان!
لأ بصيلي أنا وقتي محدود!
عادت لتحدق في عينيه بنظرات مفعمة بوهج الحب همس له بتلهف
هاتي إيدك عاوز أديكي حاجة
قطبت جبينها متسائلة
إيه ده
سحب رسغها للأعلى ليلبسها سورا رقيقا من الذهب قد اشتراه لها رمشت بعينيها في إعجاب صريح بذوقه الراقي في انتقاء هداياه ظلت يده محتضنة لكفها الناعم وفي تهور جريء منه أحنى شفتيه عليه ليقبله ارتعشت من قبلته وحذرته بعينين خائفتين
قاطعها بإلحاح
اديني فرصة يا هالة!
وقبل أن يتمادى في تصرفاته سحبت يدها على الفور وتراجعت منكمشة على نفسها ونظراتها مسلطة على أحدهم في ړعب ابتلع يامن ريقه هامسا حينما لاحظ تعبيراتها المرتاعة
هو واقف ورايا مظبوط
هزت رأسها لعدة مرات مؤكدة على صحة تخمينه في حين أطبق أوس على عنقه يشده منه إلى الخارج وهو يوبخه
رد مدافعا
أنا كنت بأديها هدية
سخر منه قائلا
أه وبتاخد منها العربون يالا من هنا!
بتطردني يا أوس
دفعه نحو باب الفيلا يهدده بجدية تامة ودون أن يرف له جفن
أحسن ما أعلقك وإنت عارفني مابهزرش! وبعدين أنا قايلك مافيش جواز قبل ما هالة تخلص كليتها!
رد بتذمر
بس كده كتير أنا هاخلل وأنا مستنيها!
لوح له بيده قائلا له ببرود قبل
أن يصفق الباب في وجهه
يكون أحسن مع السلامة!
اغتاظ يامن من شدته معه ومع ذلك وجد نفسه يبتسم تلقائيا فأحب ما عليه أن يرى حبيبته تنهي دراستها الجامعية بتفوق فيفتخر بها في كل مكان دار في الحديقة باحثا عن نظرة أخيرة منها فهي حتما ستبذل ما في وسها لتودعه وحدث ما توقعه وجدها تنتظره بالشرفة منحته هالة نظرات مليئة بالحب العفيف وهي تشير له بيدها وأرسل لها قبلات في الهواء قبل أن تبهت ملامحه المضيئة ليركض بعدها فزعا وقد أبصر ابن عمه يراقبه من النافذة الأخرى داعيا الله في نفسه ألا يلحق به وېعنفه بشدة.. ولكن على طريقته القاسېة.
نكس رأسه في حزن مصطنع وعبوس مكشوف بعد أن ألبسه والده الزي الخاص بالسباحة ليبدو مستعدا لتمرينه اليومي في النادي حاول إقناعه بالتسلل إلى الطاولة الموضوع بها الميداليات المختلفة ليأخذ واحدة لنفسه وذلك لرفض مدربه إعطائه له قبل أن يشارك فعليا في المسابقات المقامة بالنادي وضع أوس يده أسفل ذقن صغيره ليرفع وجهه إليه نظر في عينيه بجدية قبل أن يقول له بصرامة الأب
ركل الأرضية بخفه البلاستيكي قائلا له في تذمر طفولي
I want one! أنا عاوز واحدة
حاول أن يقنعه بالعدول عن تلك الفكرة الخاطئة موضحا له بعقلانية
ما هو لما تكبر وتكسب هتاخد ميدالية منهم ماينفعش قبل كده ولو خدتها بدون إذن الكابتن هتبقى سړقة وده غلط والكل هيزعل منك وأولهم بابي ومامي
عبس وجه أكثر وهو يرد ببراءة
بس أنا زهقت الكابتن مش بيرضى يخليني ألعب قوله يا بابي إني I can swim
قال له مبتسما وهو يداعب خصلات شعره
عشان إنت لسه صغير وبقالك فترة بسيطة في التمرين
نفخ ريان ذي الأربع سنوات في عدم اقتناع وكتف ساعديه بضيق كبير حثه أوس على التحرك قائلا له بخشونة طفيفة
بلاش شغل العيال ده ويالا عشان متتأخرش.
ثم أشار بعينيه إلى أحد أفراد حراسته ليلازمه وهو يأمره
مع الباشا الصغير
تمام معاليك
قالها الفرد الأمني بانصياع قبل أن ينفذ أمره ويسير ممسكا بيد الصغير إلى المنطقة الخاصة بتدريب الأطفال على مهارات السباحة. تحرك أوس مبتعدا عن المكان ليتجه نحو الكافيه الخاص بالنادي أجاب على اتصال زوجته ليخبرها بنتيجة حديثه مع ابنه موضحا لها
أيوه يا حبيبتي أنا معاه في النادي وأقنعته.. بس يا ريت يلتزم!
صمت لثوان ليصغي لما تمليه عليه من رأيه الهام في اقتراحات تخص أغلفة روايتها الحديثة التي عكفت على كتابتها مؤخرا تنهد معلقا باهتمام
حاضر هاشوف الأغلفة وأقولك رأيي فيهم بس مقولتليش البطل شبه مين
أنصت باستمتاع لردها الذي يصيبه بالغرور ثم حذرها مداعبا
برضوه أنا! بس مترجعيش تزعلي لما المعجبات بتوعك يحبوني ويتخانقوا عليا!
كركر بعدها ضاحكا في استمتاع سعيد لنجاحه في إغاظتها أنهى المكالمة معها باحثا بنظراته عن ضيفه الذي أصر على الالتقاء به في اجتماع غير رسمي بالنادي كنوع من التعارف الودي قبل أن يشرعا في العمل سويا تنحى أفراد الحراسة بكلا منهما للجانب ليمرق أوس وسطهم نحو طاولة ذلك الرجل الذي أطفأ سېجاره الكوبي المشتعل فور أن رأه مقبلا عليه أغلق الأخير زرار سترته مرحبا به وهو يمد يده ليصافحه
أوس باشا أنا عارف إنك مش بتحب حد يشرب سجاير وأنا باحترم رغبتك!
أبدى أوس إعجابه ببادرته المهتمة بتطبيق قوانينه الصارمة دون انتظاره تأمله بنظرات متفحصة دارسة له كان قبل موافقته على مقابلته قد جمع ما يكفيه من معلومات عنه لم يجد ما يشوبه فهو حاليا صاحب شركة شقت طريقها منذ زمن في سوق العمل قبل أن تتعثر وتمر بأزمة طاحنة على يد مالكها الأسبق ليعود بعدها ذلك الشاب من الخارج ويتولى إدارتها ويعيد تثبيت ركائزها ببراعة في وقت قصير فاستعادت مكانتها بين الشركات القوية أفاق أوس من شروده المتطلع فيه على اعتذاره اللبق
اعذرني معاليك إن كنت هاخد من وقتك دقايق بس قولت دي فرصة نتعرف فيها على بعض ومش هاعطلك كتير!
رد عليه محذرا بلهجة قوية
مع إني مابحبش أخلط وقت الشغل مع العيلة!
أبدى اتفاقه مع قاعدته الجادة قائلا
أكيد بس لكل قاعدة استثناء ولا إيه
أكد له أوس مشيرا بنظراته الصارمة
بس مش لأي حد!
وافقه الرأي معقبا باقتضاب وهدوء
مظبوط يا باشا
سأله أوس مباشرة ودون أي مماطلة
قولتلي عاوزني أشاركك ليه
أجابه بصراحة وبلغة الواثق من نفسه بدرجة يحسده الآخرين عليها
أنا حابب أعمل توسعات لشركتي ومافيش أنسب من واحد معروف زيك بقوته في السوق وشدته مع العملاء إنه يكون شريكي في التوسعات دي وأنا متأكد إننا في أقل وقت هنحقق احنا الاتنين مكاسب خيالية وبطرق كلها مشروعة وعندي الضمانات الكاملة لده!
لم ينكر أوس أن طريقته في التعامل مع الأزمات وإدارتها قد أعجبته وخاصة أنه رأى بنفسه النتائج المبهرة على أرض الواقع لذا لم يكن ذلك الرجل بحاجة للتملق أو المجاملات لنيل استحسانه أو إبهاره بشكل مراوغ هز رأسه معلقا عليه في اهتمام
تمام أنا هاخلي محامين المجموعة
يدرسوا العقود ويقولوا رأيهم القانوني قبل ما أقول كلمتي الأخيرة
قال له ببسمة ثقة
حقك خد كل الضمانات اللي تريحك وأنا جاهز!
اكتفى أوس مما سمعه منه فأصالة الرجال الأشداء تظهر من تعاملهم حتى مع صغائر الأمور رفع أوس يده كتعبير عن مصافحته وموافقته الضمنية قبل أن يقول بصوته الأجش القوي
اتفقنا .. فرصة سعيدة يا ....
على الفور صافحه مضيفه وابتسامة زهو تعلو شفتيه ليرد عليه معرفا بنفسه بنفس الثقة التي تليق أيضا بأمثاله من الأقوياء
زيدان ... زيدان الباشا!
تمت بحمد الله