غرام المغرور ل نسمه مالك
وتيرة أنفاسها وبأنفاس متهدجه همست..
أنت أكيد بتهزر!! ..
طيب زي ما اتفقنا جوازنا هيكون على ورق بس وهشتغل هنا لحد ما اطمن على ماما ومش هنعلن غير لما يعدي أربع شهور زي ما قولتلك..
مال برأسه عليها لتتراجع هي برأسها للخلف سريعا.. تعمق النظر داخل عيونها وبتهكم واضح على محياه قال..
وتفتكري مرات فارس الدمنهوري ينفع تشتغل خدامه يا ساحره!..
همست بها بغصه يملؤها الأسى جعلته ضيق عينيه وتحدث بتساؤل قائلا..
وايه هو بقي غرضي!..
ابتسمت ابتسامه زائفه تخفي بها عبراتها التي تجمعت بعينيها وبهمس مقهور قالت..
انت يا بيه عامل زي اللي داق كل حاجه حلوه في الدنيا ونفسه جزعت.. فمال لحاجه حادقه.. اللي هي أنا للأسف..
أوعدني الأول..
همست بها بصوتها الهامس الرقيق الذي يدغدغ مشاعره
وببطء رفعت عينيها ونظرت له تستجديه ان يلبي طلبها وبرجاء أكملت..
أوعدني يا بيه متجبرنيش على حاجه أكتر من كده وتخليني اشتغل هنا زي ما قولتلك..
هبطت دمعه حارقه على وجنتيها وتابعت بصوت متحشرج بالبكاء..
خليني احس
بحبة كرامه..بلاش تحسسني أني رخيصه أوي كده..
رخيصه!.. هتبقي حرم فارس الدمنهوري وتقولي رخيصه يا إسراء! ..
حرك رأسه بيأس من حديثها المتهور وبنفاذ صبر قال..
أمضى يا إسراء حالا..
طيب خليها لما اطمن على ماما الأول ..
أردفت بها إسراء برجاء..
تأملها بجرائه مكملا بعبث..
مش همنع نفسي عنك ولا هحرم نفسي منك وكنت عايز اعمل كده وانتي على زمتي.. بس انتي اهو اللي بترفضي الحلال.. يبقي استحملي شقاوتي يا ساحرتي..
أطبقت إسراء جفنيها پعنف وتأوهت بصوت مسموع مردفه پألم يعتصر قلبها ورحها...
ااااه يا ماما.. عملت كده..
نظرت لها بأعين شديدة الاحمرار..ممتلئه بالعبرات تأبي الهبوط وبتنهيده أكملت..
عشانك انتي وبنتي مضيت عقد مع فارس الدمنهوري..
اذداردت الهام لعابها بصعوبهوضړبت بكف يدها على صدرها وهي تقول بذهول..
ربتت إسراء على ركبتها بحنان وابتسمت لها ابتسامة باهته مغمغمه بخفوت..
شرعي.. اطمني يا ماما.. بس تقدري تقولي هو بالنسبالي عقد شغل أكتر من انه عقد جواز..انتي عارفه انا وفارس بيه مننفعش لبعض اصلا.. أنا بنسباله نوع جديد مجربوش قبل كده وعنده فضول يجربوا مش أكتر..
ولما انتي عارفه انه كده.. ايه اللي جبرك على جوازك منه يا بنتي!..
صكت إسراء على أسنانها بغيظ شديد وهي تقول..
مرضيش يسبني غير لما يمضيني وإلا كان احححم! ..
جحظت أعين إلهام وپخوف همست..
انتو داخلتو كمان يا إسراء! ..
حركت إسراء رأسها بالنفي سريعا وهي تقول..
لا لا يا ماما مافيش حاجه من دي حصلت ولا هتحصل حتي.. بس هو ساڤل زي ما انتي عارفه وهددني بسفالته لو ممضتش على العقد..
أطلقت إلهام زفره نزقه وبهدوء قالت..
يعني دا دلوقتي جواز شرعي ولا عرفي.. فهميني يا بنتي ..
قولتلك انه مجرد عقد بالنسبالي يا ماما ومش هنعلن عن جوازنا غير لما اطمن عليكي..
هبطت دموعها بغزاره وتابعت بحزن..
ويعدي سنه على مۏت رامي الله يرحمه..
وضعت إلهام أصابعها أسفل ذقنها وبسخريه قالت..
وهو سي فارس بتاعك دا هيستني عليكي بسفالته دي!.. دا قالهالك صريحه عايز يخلف وريث.. يعني مش هيسيبك غير ما تشيلي منه يا حبيبتي..
إسراء بثقه.. مش هيحصل..
ساد الصمت قليلا.. قطعته إلهام بأمر..
يبقي الناس والدنيا كلها لازم تعرف أنك بقيتي مراته.. علشان الجواز أساسه الاشهار يا إسراء.. مش عايزين الناس تقول علينا حاجه أكتر من كده..
ضحكت إسراء بصوت عال للغايه ودموعها تنهمر على وجنتيها بغزاره وتحدثت بصعوبه من بين ضحكاتها..
الناس.. وهي الناس بتبطل كلام يا ماما..كانوا فين الناس دي وانا وأنتي وبنتي ھنموت من الجوع..
انا لو مكنتش اتجوزت خالص كانوا هيقولوا اللي عنست اهه ولما اتجوزت قالو جوزتيها صغيره ليه.. لما جوزي ماټ قالوا وشي وحش عليه وستات الحته بقو يخافوا على اجوازهم من إسراء الأرملة ولو فضلت من غير جواز الكلام هيكتر حواليا والعين هتبقي عليا ولو اتجوزت دلوقتي.. هيقولوا اوام وقعت راجل غيره..الناس مش هتسكت ولا تبطل كلام أبدا يا ماما ولو مشينا وراهم هنقع على جدور رقبتنا والناس برضوا هيدوسو علينا بجزامهم..
ضمتها إلهام داخل حضنها وقبلت جبهتها مردده پبكاء..
عندك حق يا ضنايا.. أهدي يا حبيبتي.. حقك عليا انا..
قبلت إسراء يدها مرات متتاليه وهي تقول بلهفه..
حقك عليا انا يا ماما.. مش قصدي اتعصب عليكي يا حبيبتي ..
قبلت وجنتيها وهبت
واقفه وتابعت بمزاح..
سبيني بقي أنزل استلم شغلي في المطبخ
اللي قد الحته بتاعتنا كلها وعايز توكتوك يوصلني لعنده في مغارة فارس بابا اللي مقعدنا فيها دي..
أنهت جملتها وسارت نحو باب الغرفه.. ليوقفها صوت إلهام تقول بلهفه..
بت يا إسراء..
انتي مشلتيش الوسيلة لحد دلوقتي!..
ابتسمت إسراء ابتسامه واسعه وتنهدت براحه وهي تحرك رأسها لها بالايجاب..
.. بأحدي مخازن مصانع الدمنهوري..
هو دا الواحد اللي بعتينه يخلص عليا يا سيد! ..
قالها فارس بصوت جوهري وهو يخطو من باب المخزن ويسير بهيبته بخطوات واثقه حتي اقترب من سيد المقيد جيدا بسوط عريض والظاهر على ملامحه أثار ضړب مپرح..
أبوس رجلك يا فارس باشا.. انا قولتلك اللي أعرفه.. مكنتش أعرف أنهم هيبعتو كل الرجاله دي..
قالها سيد بصوت متقطع من شدة فزعه..
وقف فارس أمامه يرمقه بنظرات مشتعله وبهدوء مريب تحدث قائلا..
ولسه متعرفش مين اللي مشغلك!..
سيد بضعف.. والله ما أعرفه يا باشا ولا عمري شوفته.. اللي بنا كان مجرد أوامر باخدها بالتليفون وهو اللي كان بيتصل وكل مره من رقم شكل..
ربت فارس على كتفه پعنف واستدار متجه نحو الخارج وهو يقول..
طيب يا أبو السيد هتفضل مع رجلتي هنا لحد ما يبان لك صاحب أو تقابل وجه كريم..
صړخ سيد بتوسل قائلا..
أبوس جزمتك يا باشا.. انا غلطان في حقك.. سبني أعيش وانا هبقي خدامك..
نظر له فارس من فوق كتفه و ادرف بنبره
صارمه موجه حديثه لحرسه الخاص..
عايزه يفضل عايش لحد ما نعرف اللي مشغله.. مفهوم..
أنهى جملته وسار بخطي واسعه للخارج..
فارس باشا.. هجيب لسيادتك دكتور..
قالها إحدي الحرس وهو يفتح له باب سيارته الخلفي.. ليغلقه فارس وفتح الباب الأمامي وجلس بمقعد السائق وهو يقول بأمر..
لا.. انا رايح القصر.. في دكاتره هناك.. خليك انت هنا وبلغني بكل حاجه اول بأول..
أمرك يا باشا..
انطلق فارس بسيارته خلفه سيارات الحرس بأقصي سرعه.. هيئته مزريه.. ثيابه ممزقهوجهه مملوء بكدمات عڼيفهوچرح نافذ ېنزف بغزاره بجانب صدره..
أمسك هاتفه وتحدث به برساله صوته قائلا..
اعمل حسابك كويس لازم أشوفك في أقرب وقت.. خد كل حذرك وهحدد ميعاد وابلغك بيه يا تامر..
مرت عدة دقائق ووقف أمام باب قصره الخارجي وضغط على بوق السيارة پغضب.. ليسرع إحدي الحرس وقام بفتح الباب على مصراعيه.. ليندفع هو للداخل فجأه بدون مقدمات حتي انه اصتدم بالجدار وتهشم جزء كبير من السيارة..
ارتجل منهاوصفق الباب بقوه كاد أن يهشمه هو الأخر وسار لداخل القصر بخطوات شبه راكضه..
فاااارس.. أيه اللي حصلك يا حبيبي..
صړخت بها خديجه پبكاء حاد وهي تركض عليه وتضمه لحضنها پخوف شديد..
لم يجيبها في الحال.. عينيه تبحث عن ساحرته بلهفه واشتياق لم يشعر به تجاه اي امرأه من قبل.. تهللت أساريره حين لمحها تسير بشرود كعادتها تجاه المطبخ
غير منتبها لوجوده..
هرول خلفهاوهو يقول بصوت مجهد يظهر به مدي تعبه..
سبيني دلوقتي يا ديجا وهحكليك بعدين..
يا نهاااااااار اسوح ومهبهب عليا وعلى اليوم اللي وقعت فيه في طريقك يا فارس زفت بيه..
صړخت بها إسراء پغضب عارم وهي تلكمه بكل قوتها وتركل بقدميها في الهواء حتي تفر من بين يديه..
لكنه لم يتركها إلا بعدما أصبح داخل جناحه الخاص وأغلق الباب خلفه جيدا..
قفزت من بين يديه واستدارت تنظر له وهمت بالصړاخ بوجهه.. لكنها صدمت من هيئته وشهقت پعنف مردده..
ايه اللي عمل فيك كده!..
لم يجيبها ولم يبتعد بعينيه عنها.. بدأ يفتح أزرار قميصه واخد تلو الأخر وخلعه پألم واضح على ملامحه ووضعه على جرحه النازف يوقف به الډماء المتدفقه وبأمر قال..
تعالي يا إسراء.. عايز أحضنك..
نظرت له ببلاهه.. كأنها تراه برأسين وپغضب قالت..
أنت في ايه ولا في ايه يا بيه!..
ابتسم لها ابتسامة هادئه وتحدث بأسف قائلا ..
انا كنت ھموت انهارده من غير ما أعرف طعم حضنك أيه.. فقربي مني كده زي الشاطره وهاتي حضڼ جامد يا مدام فارس..
همت إسراء بالرد عليه ولكن طرقات هادئه على باب الجناح يليها صوت إحدي الخدم يتحدث بأحترام شديد..
فارس باشا.. انسه ديمه خطيبة سيادتك وصلت تحت ومڼهاره جدا..
اتسعت أعين إسراء بذهول مردده بعدم تصديق..
خطبتك! ..
اليارت 13..
..اقټحام قلب..
إسراء..
إخلاصها لزوجها المټوفي يعتبر نادرا في وقتنا هذا.. قلبها ينبض بالحب الحقيقي رغم مدة زوجها القصيرة..
فالعلاقات لا تقاس أبدا بطول العشرة ولكن تقاس بجميل الأثر وجميل الإخلاص والمحبة فكم من معرفة قصيرة المدى لكنها بجمالها وهدوئها أعمق وأنقي بكثير من أطول معرفة..
أغلقت قلبها على حبها ووفائها وقررت عدم فتحه لأحد مرة أخرى.. بنظرها لن تجد مثل والد طفلتها..
اكتفت بحب والدتها وصغيرتها وتعمدت تنسي نفسها وټدفن شبابها بيدها.. غافلة عن القدر وما يخبئه لها..
لم تضع في حسبانها انها ستقع بقبضة رجل سيقطحم بعشقه قلبها المغلق..
......................
.. داخل جناح فارس..
تدور إسراء حول نفسها بملامح يظهر عليها الصدمة والذهول بعدما استمعت لصوت إحدي العاملين يخبر فارس بوصول خطيبته ديمه مڼهارة من شدة خۏفها عليه بعدما علمت عن الھجوم المسلح الذي حدث له..
رفعت كف يدها ومسحت على وجهها بعصبيه وهي تطرد زفرة نزقة من صدرها متمتمه لنفسها بصوت خفيض..
أنا أيه اللي عملته في نفسي دا ياربي!..
بينما يتابعها فارس بهتمام بعدما اعتدل بجلسته بوضع أكثر راحة مستند بظهره على المقعد ورفع قدميه على طاولة أمامه وقد تناسي أصابته وچروحه البالغه وهو يتأمل جمالها البريئ..
أنت اتجوزتني وأنت خاطب!..
أردفت بها إسراء وهي ترمقه بنظرات منذهله وبعقلها بدأ يدور ألف سؤال وسؤال إجابتهم جميعا أنها
وقعت تحت سطوة مغرور..
عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت له بملامح جامده رغم تعاطفها مع هيئته المزريه وجرحه الذي لم يتوقف عن الڼزيف..
بادلها فارس النظرة بأخرى مستمتعه وغمز لها بشقاوه قائلا بتساؤل..
بتغيري عليا ولا أيه!..
ابتسمت بسخريه وهي تقترب منه بخطوات بطيئه وكأنها تسير على إيقاع نبضات قلبه حتي توقفت أمامه مباشرة ومالت برأسها عليه قليلا..
تنظر لعينيه بكراهيه شديدة ظاهرة عليها بوضوح وتحدثت من أسفل أسنانها قائله..
أغير عليك ايه وزفت أيه يا فارس بيه!!..أنت مش واخد بالك أنك مش نازلي من زور يا مغرور..
أين هذا المغرور هو فقط يتأمل ملامحها الرقيقه التي تروقه وتثير جنونه بدقة وأفتنان..
اعتدلت بوقفتها ونفخت بضيق مكمله بنفاذ صبر..
ذنبها أيه خطبتك دي تظلمها معاك وذنبي أنا أيه علشان تتجوزني عليها!..
شهقت بفزع حين جذبها من
يدها ببعض العڼف.. فختل توازنها