روايه ڼار الحب لكاتبتها ايمان حجازي
أمامه الحزن يقطع من نياط قلبه والألم يعتصر فؤاده حاول داغر جاهدا التهوين علي أمره إلي أن يصل عمار الذي اخبره أنه سيأتي في غصون دقائق ردد ممسكا بكتفه بصوته الأجش
أنا مش عايزك تخاف من حاجه يا حسام عمار هنا ومرضاش يرجع عشانك مش هنسيبك بس تقولي ايه اللي حصل !! ..
لم يجدي حديثه نفعا معه حيثما ظل علي حالته فأدرك داغر أنه عليه الأنتظار قليلا ريثما تنفك عقده لسانه بوصول صديقه ..
داغر وحسام كان متلهفا يجتاح رأسه فضول كبير حول وصوله الي هذا الوضع وتراكمت عشرات من الأسئله في رأسه لحين لقائه بأبن عمته وصديقه عدي بخطوات سريعه إلي أن وصل
للمكتب المنشود ولكن استوقفه ذلك الذي كان ينتظر بالخارج ويتطلع له بنظرات مريبه ..
ما أن رآه رفعت حتي تمكن القلق والتوتر منه أكثر فأكثر هو بالفعل ارتاب الأمر فور تدخل داغر الجبالي فماذا أذا اجتمع الأثنين سويا !
عمار باشا المصري !! .. وايه اللي دخل الشرطه العسكريه مع المدنيه ! ..
رمقه عمار بأحتقار وتابع طريقه دون التوقف لأجابه سؤاله الذي ردده وهو يفتح الباب
حاجه متخصكش ..
ثم صفعه بوجهه دون سابق إنذار ليزيد من رجفته أكثر في حين دلف الي الداخل ليري حسام ..
خرج صوت حسام متحشرجا من شده الحنق والبكاء
مفيش حاجه هترجع يا عمار ! اخدو مني مراتي وهياخدوا حياتي ..
تحمدت نظرات عمار وبرزت عروقه وهو يسأله
حصل إيه يا حسام !
ولكن قبل أن يجيبه انتبها لصوت داغر ناظرا للأعلي في كافه الاتجاهات
استنوا ..
توقفت ناظرين إليه ففهم عمار عن ما يبحث عليه فرفع عينيه هو أيضا ليدقق النظر باحثا عن كاميرات المراقبه وما أن عثر عليها حتي اتجه ممسكا بحسام الي ركن بعيد عنها الټفت عمار الي حسام مره اخري قائلا
ردد حسام بخفوت وألم
أنا مضيت علي ورق هيوديني في داهيه في مقابل أني انقذ نور من أيديهم ..
ثم تسللت دمعه مريره الي عينيه وهو يكمل
بس مكنتش اعرف اني هلبسها عشان يخلصوا مني ويخلصوا نفسهم وأنهم كانوا بيضحكوا عليا وقتلوا مراتي ..
تكورت يد عمار في ڠضب شديد وتغيرت ملامحه فور ذكر اسم أخته وما قد حدث لها فأسرع يسأله وهو يكز علي أسنانه
ابتلع حسام العلقم المرير بداخل حلقه وهو يحاول استجماع نفسه وترتيب أفكاره ليبدأ بالسرد عليهم كل ما حدث له بدايه من اكتشافه لتلك الشحنه عن طريق الصدفه واخبار زوجته بالأمر ثم تابع الحديث وقص عليه كيف هاجموه ليلا بداخل منزله واختطفوه هو وزوجته معه وفصلا زوجته عنه كي يضغطوا عليه في أمر توقيع الأوراق أكمل حسام قاصصا عليهم الذي حدث بعد ذلك تفصيلا إلي أن انتهي به المطاف الي هنا ..
نور ماټت ازاي ! ..
اجهش قلب حسام وأصبح يدق پألم شديد وهو يعتصر مجيبا
معرفش قالولي ازمه قلبيه .. انت عارف أن نور كان عندها عضله القلب ضعيفه و..
بتر حديثه وهو يتذكر خبر حملها ليتألم فؤاده أكثر فتابع
وكانت حامل والدكتوره حذرتها من أي مجهود أو انفعال لأنه أي ضغط ممكن يكون خطړ عليها وعلي الجنين .. وحصل اللي حصل ..
أغمض عمار عينيه في مراره شديده مټألما لما حدث بفقيدته ولكنه أخذ يتذكر جسدها حينما وقعت عينيه عليه ليهز رأسه نافيا ولكن سرعان ما وضع داغر يديه علي كتفه وهو يضغط عليه مانعه من الحديث ..
تنهد عمار بحزن وظل شاردا بضع دقائق وكذلك الجميع نظر عمار الي داغر بجمود مرددا بلهجه أمره
حسام لازم يطلع يا داغر
زفر داغر في تنهد مطرقا في تفكير وردد
هيطلع ..
برقت عينيه بلمعه خبيثه تطلع الي عمار وأرتسمت أبتسامه علي ثغره في شړ ثم نظر إلي حسام سائلا
المحضر اللي اتعمل لك انت اعترفت فيه بحاجه !
هز حسام رأسه في نفي قائلا
متكلمتش
وتقريبا مفيش فايده سواء اتكلمت أو لأ كده كده أنا مضيت علي اللي هيوصلني لحبل المشنقه ..
اسرع داغر يستوقفه مشيرا إليه بيديه
لأ انت هتقول الحقيقه ...
كانت نظرات حسام إليه حائره بينما تطلع إليه عمار في فضول تابع داغر حديثه في شرود
وتبقي ضربه معلم عصفورين بحجر واحد
تسائل عمار ناظرا إليه
هتعمل ايه !
داغر بثقه وتفكير
مش هخلي في قضيه ..
لم تتعدي بضع لحظات علي أدرك عمار مقصده مبتسما بمكر وهتف بتساؤل
ومين هينفذ ! ..
نظر داغر إليه مجيبا من خلال تلك النظرات علي سؤاله هز عمار له رأسه في إيماء مؤكدا له بموافقته علي ما يريد ف٧جريمه مثل تلك لم يستطع أي أحد الخوض بداخلها والخروج دون أذي ولكن للأسود مهابه خاصه وقدره فتاكه للتغلب علي مكر الثعالب ..
اتفقوا ثلاثتهم علي ما يتم تنفيذه في تلك الليله وحفظ كل منهم دوره بأتقان أملين أن يتم ما يسعون إليه كما تم التخطيط له ..
بعد دقائق خرج كل من عمار وداغر من المكتب فوجدا رفعت مازال بالخارج والذي هب واقفا ما أن رأهم سويا وقف قبالتهم متسائلا
بتوتر سري بعروقه
هو انا ممكن اعرف المقدم عمار بيعمل إيه هنا !
قبل أن يجيبه عمار استوقفه داغر بذراعه ناظرا الي رفعت بأحتقار شديد قبل أن يجيبه بثقه وجمود
فكك من الجو الحمضان ده وملكش دعوه وحسام لو اتمس منه شعره واحده لحد جلسه المحكمه صدقني انت كده هتكون بتتحداني شخصيا فنفذ اللي بقوله عشان أريحك مني
أبتلع رفعت ريقه پخوف أدرك جيدا كيف يخفيه عن ناظرهم ليرد بأبتسامه سمجه متهكما
تريحني ازاي!
اجابه داغر بلكنه يفهمها جيدا
زي أمك ما ارتاحت كده في ليله دخلتها
تمكن الغيظ والڠضب ذروته بداخله ذلك الفظ عديم الأحترام الذي يلقي ما يلقيه دون الأكتراث لأحد .. خرج صوته محذرا وهو يشير بيديه أمامه في شجاعه ظاهريه
أنا مسمحلكش !!!
رمقه داغر بنظره بارده وكأنه لا يعنيه الأمر ثم تحرك من أمامه غير مباليا بما يحدث بداخله من عصبيه قد تؤدي إلي تحطيم الأخضر واليابس ولكنه علي ثقه مطلقه بأنه سينفذما ألقاه عليه خوفا من بطشه فكانت هذه تأديبه صغيره له إلي أن يتلقي الكبري كما ينوي له داغر ..
لم تغفل عينيها عن تلك الصوره أو تحيد وهي ممسكه بها في اسي شديد ضاعف علي حزنها الكثير لتتراكم بداخلها رغبه الاڼتقام والفتك بذلك الشخص الذي ذهب بوالدها وبتلك البريئه الجميله عرفت العبرات طريقها الي عينيها واعتصر الألم فؤادها متسائله أيعقل أن يكون هناك أناس كهؤلاء ! الذي انعدمت الرحمه من قلوبهم واذهب الشړ بعقولهم
لم تحتاج لدليل قاطع أو إثبات لتدرك أن صاحبه تلك الصوره هي اخت عمار التوأم نوران فقد رأتها كثير علي الفيس بوك حينما كانت تراقب الحساب الخاص به وتأكدت أنها أخته غير أنها تعتبر نسخه طبق الأصل من عمار ولكن بجمالها الأنثوي انزوي قلبها وهي تتخيل كم الحزن والاسي الذي شعر به عمار لفقدها فهي لم تقل عنه بشئ أيضا فقدت اغلي ما تملك بالحياه وهو والدها وما أن جال بخلدها أمر والدها حتي نغص قلبها واجفل حلقها في بكاء أكبر لم تلبث بضع دقائق حتي تذكرت أمر الهاتف وبسرعه شديده لامست يديها جيبها لتتأكد أفقدته أم لا ولكن تلاشي ذلك القلق حينما وجدته مازال بموضعه ..
لم تكد تخرجه من مخرجه حتي استمعت الي مزلاج الباب وهو يفتح بهدوء التفتت بعينيها ومسحت عبراتها وهي تنظر اليه فوجدت عمار يدلف الي المنزل مره اخري ..
تصارعت دقات قلبها فجأه ما أن حضر أمامها وحاولت ضبط أنفعالاتها لتبدو أكثر صلابه حتي وأن كانت ظاهريه فقط ..
في حين تقدم عمار دون النظر إليها وجلس قبالتها علي الاريكه المجاوره للسرير مطرق التفكير في ما قصه عليه حسام متناسيا تماما تلك التي أحضرها لمنزله وكذلك حجمها الصغير الذي لم يساعده أيضا في رؤيتها ..
اغتطاظت زينه من فعلته تلك ولم تدرك أنها عفويه منه لا اكثر بسبب انشغاله بأمور اخري لم تشعر بنفسها الا وهي تردد بلهجه
خاطئه غير مناسبه تماما في تلك اللحظه
هو انت اختك ماټت ازاي !
الټفت عمار إليها بتلقائيه عصيبه ناظرا إليها في ڠضب متذكرا أمرها والذي ضاعف الحمم ليشتعل الڠضب أكثر هو رؤيتها ممسكه بصوره أخته بين يديها نهض من مكانه سريعا خاطفا تلك الصوره پعنف أرعبها تحول فجأه الي كومه من الڼار التي ستحرقها مرددا حيث هتف بأنفعال شديد
انتي ازاي تمدي ايدك علي حاجه هنا هو كان بيت أبوكي !
انتفضت زينه لاشعوريا علي نبرته تلك ولكن لم تستلم أمامه فردت مدافعه عن نفسها بشجاعه ظاهريه صاړخه بوجهه
هو أنت مفكر نفسك مين هااه ولا انت شايفني ايه اصلا ! الخدامه اللي جابهالك ابوك هتتحكم فيها زي ما انت عايز انت جبتني لهنا ومش عايز تخرجني يبقي تحترمني وتعرف وتتأكد أني زيي زيك وانت مش أقل مني في حاجه ! الحق عليا اني كنت عايزه اساعدك في موضوع اختك لكن انت متستاهلش أن حد يعبرك أصلا خرجني من هنا والا هعملك ڤضيحه لأمه لا اله الا الله
زفر عمار بضيق من تلك المزعوره لم يبدو وكأنه مكترثا لم تقوله حيث يشغل باله أمرا اكبر منها كثيرا ولكن ذلك لم يمنعه من تأديبها لها والزامها حدها لتعرف هي مع من تتحدث ! ..
وقف أمامه بوجه جامد التعابير وبحركه خاطفه منه بيد واحده رفعها لتقف أمام وجهه ألمتها فعلته تلك فهي لا تمثل شيئا أمام ضخامه جسده وقوته ولكنها أظهرت عكس ذلك لتكمل شجاعتها وكأنه لم يفعل شيئا في حين نظر عمار الي عينيها مباشره حيث قربها منه بشكل كبير فلم تفصل بينهم سوي بضع سنتيمترات صغيره لفحت أنفاسه الحاره وجهها لتشعر بارتباك الشديد من شده قربهم لتلك الدرجه بينما عمار لم يدري ما الذي شعر به أمامها للمره الثالثه التي تلتقي عيناهم وكأن هناك رساله يتلقاها منها نفض ذلك الشعور من
عقله ليسيطر علي انفعاله مرددا
بلهجه مهدده أشبه بالهمس
أنا مبمدش أيدي علي واحده انتي مش فارقه معايا غير أنك كائن حي أنا انقذته من المۏت لو هتتمادي أو تفكري نفسك حاجه معنديش مانع أبدا أني اخلص عليكي بكف واحد من ايدي ...
وحتة اني حابسك هنا