الإثنين 25 نوفمبر 2024

براثن اليزيد بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 25 من 126 صفحات

موقع أيام نيوز

وحقد على ذلك الشخص الذي حتما سيعلم من هو وحينها سيجعله يتمنى المۏت ولن يناله..
جلست خلف الباب تبكي وتكتم شهقاتها حتى لا يستمع إليها لقد وضع في قلبها خناجر مسمۏمة واحدا تلو الآخر حتى أتى بقلبها نصفين لقد كانت كلماته تسبب چروح لا تشفى كيف يفعل كل ذلك فهي منذ قليل كانت تفكر به وبتلك اللحظات الجميلة التي قضوها معا!. تلقائيا بسبب ذلك الصداع الذي داهمها منذ الصباح الباكر جلست نصف جلسة على الأريكة التي كانت غير مريحة لجسدها بالمرة فركت فروة رأسها عدة مرات وهي تغمغم بكلمات غير واضحة منزعجة من ذلك الألم البغيض..
تذكرت أنها سوف تذهب مع عائلتها إلى القاهرة اليوم وتعود إلى منزلها من جديد وإلى حياتها التي فقدتها منذ أن أتت إلى هنا ولكن هل ستبتعد عن زوجها ستترك يزيد الذي اعترفت لنفسها بأنه يجذبها بكامل تفاصيله..
عنفت نفسها على ذلك التفكير فهو لم يفكر بها أو بمشاعرها عندما تطاولت يده عليها وسبها بألفاظ بشعة ربما لو كان فعل شيء آخر تستطيع أن تغفره لفعلت ولكن هذا لا يغتفر فكرامتها وعائلتها لا يستحقون هذه الإهانة..
وقفت على قدميها متوجهة صوب باب الغرفة لتفتحه وتخرج ترتب أشيائها وتذهب دون رجعة وليحدث ما يحدث ولكن هيهات فقد كان هذا مخططها أما هو فقد كان له رأي آخر..
حاولت فتح الباب عدة مرات ولكن دون جدوى أمسكت بالمقبض بحدة
محاولة فتحه ولكن دون فائدة نظرت إلى الباب ثم علمت أنه من فعل ذلك ليمنعها من الذهاب ومن دونه سيفعلها فلا أحد يحبها بهذا المنزل من الأساس سواه هو وأخته مهلا هل هو حقا يحبها! تفكر بتراهات وتركت الأمر اللازم..
نظرت إلى ساعة الحائط وجدتها لم تتعدى الثامنة صباحا فعلمت أنه لم يذهب بعد وقفت خلف باب الغرفة ثم صاحت بصوت عال بعض الشيء
يزيد أفتح الباب
لم تتلقى إجابة منه فوضعت أذنها على الباب تسترق السمع ولكن لم تستمع لشيء بالخارج فطرقت بكلتا يدها وصاحت بحدة
أنت كمان جايلك نوم قوم أفتح الباب يا يزيد وإلا هعملك ڤضيحة هنا
نهض من على الفراش جالسا مرتعد بسبب ذلك الصوت المزعج الذي أستمع إليه نظر حوله ليرى إن كان هناك شيء حقا ولكن لا يوجد فعاود النوم مرة أخرى ولكن صوتها الصارخ أخترق أذنه ليجعله يهب واقفا على أرضية الغرفة مقتربا من باب الغرفة قائلا بهدوء متسائلا
في ايه بتزعقي كده ليه
اغتاظت من هدوءه وبروده في المعاملة وكأنه لم يفعل شيء أبدا فصاحت بعصبية وهي ټضرب الباب بقدمها
أفتح الباب يا يزيد وإلا مش هيحصل كويس.. لولا أن حاجتي جوه كنت مشيت من غير ما تعرف أصلا
مسح وجهه بكف يده الأيمن بينما الآخر مستندا به على الباب يحاول أن يبعد النعاس عن عينيه تمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة ربما تجعله يهدأ حتى يصلح ما أفسده
بټهدديني يا مروة
أتته الإجابة سريعا وهي تقول بحدة وعصبية بسبب حپسه لها بهذه الطريقة
اعتبرها زي ما تعتبرها المهم أنك هتفتح الباب يعني هتفتحه
ابتسم بسخرية بعدما استمع إلى حديثها الواثق وكأنه يقوم الآن بفتح الباب لتلبية طلبها الأمر
طب لو مفتحتوش يعني هتعملي ايه
صاحت بإسمه من بين أسنانها بصوت غاضب
يزيد!..
ابتسم يزيد بهدوء ثم حاول معها باللين لتوافق على طلبه الذي ربما يكن مستحيل فما فعله لمولكنه لم يكن يدري بالأمر ولا يعلم ما يفعله سوى أن شيطانه سول إليه أنها خائڼة وهي لم تبخل عليه بمساعدته
أول مرة أسمع اسمي حلو كده
تريث بعد جملته أخذا نفسا عميق ثم تحدث مجددا بخفوت وصوت أجش
أنا آسف بصي عارف إني حيوان بجد وحقېر كمان على اللي عملته بس حطي نفسك مكاني.. فجأة ألاقي مراتي واقفه فاتحة رسايل شخص متسجل عندها حبيبي بيكلمها وكأنه جوزها وكأنه أنا يا مروة غير أنه عارف حاجات يعني مش أي حد هيعرفها ده غير إن دي تاني مرة لنفس الرقم حتى مكلفتيش خاطرك تمسحي أم الرقم أو الإسم عايزاني أفكر إزاي طيب
أستمع إلى صوتها الهادي يأتي من خلف الباب قائلة
أفتح الباب يا يزيد
أجابها قائلا بهدوء وهو يستند على الباب بكلتا يديه
هفتحه بس اوعديني مش هتاخدي أي قرار غير لما نتكلم
أوعدك
ذهب ناحية الكومود بجوار الفراش ليجذب من عليه مفتاح الغرفة وذهب إليها ثم وضع المفتاح بالمزلاج وأداره لينفتح الباب وتظهر هي من خلفه بملامحها الباهتة وعينيها المنتفخة ربما
من كثرة البكاء أو قلة النوم خرجت لترى الغرفة بحالة يرثى لها رأت كل محتويات المرآة على الأرضية
البعض مهشم لا يصلح لشيء والبعض الآخر ربما يصلح لم تنظر إلى وجهة مباشرة فقد هربت من رؤية ملامحه..
تقدمت إلى داخل الغرفة تعطي ظهرها إليه ليتقدم منها ممسكا معصم يدها ثم جعلها تستدير لتكون في مقابلته بينما هي سحبت يدها من بين يده..
تغاضى هو عن الأمر ثم تحدث بهدوء وضعف ينظر إلى عينيها زرقاء
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 126 صفحات