ذكريات لا تنسى كاملة بقلم الكاتبه عبير سليم
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
الفصل الأول
كم من أمور مرت على حياتنا كانت في مطلعها لهب تتصاعد السنتها إلى عنان السماء تشتعل باحداثها التي طالما أثرت علينا و اصابتنا بندوب بافئدتنا حتى إذا مرت السنين وانطفات تلك النيران و سكنت ولم يتبق منها سوى رماد وظننا انها النهايه نجدها قد تركت بداخلنا چرحا عميقا لا ينتهي حتى وان تناسيناه وتاقلمنا مع حياتنا فبمجرد محاولة لمسه أو الاقتراب منه ينفتح الچرح وېنزف من جديد يجعل قلوبنا تصرخ بكل ما أوتيت من قوة صرخه تفتك بنا تكاد ان تخرج من بين الضلوع تذكرنا بكل ماحدث وكل ما مر علينا منذ عهد مضى
تمام تقدروا تتفضلوا
بتلك الكلمات تكون قد انتهت الدكتورة مريم من إلقاء محاضرتها أمام الطلبه ويهم الجميع بالانصراف تبدأ مريم في جمع اشيائها ووضعها في حقيبتها ولكن عينيها متتبعه أثر إحدى طالباتها وهي تتحرك من مكانها والإرهاق يبدو على وجهها تكاد ان تسقط ويغشى عليها فتنادي عليها مريم خوفا من اصابتها بمكروه سما
سما أيوة انا سما في حاجه يا دكتور مريم
مريم في حاجه انتي حبيبتي حسيتك زي ما تكوني تعبانه انتي كويسه
سما اه اه انا كويسه
مريم وهي تقترب منها بس شكلك بيقول انك مش كويسه مالك يا سما في حاجه
سما وهي تحاول أن تبعد عينيها عنها تعبانه شويه بس
ټنهار سما من البكاء و الدموع تنهمر من عينيها بغزاره حتى يرق قلب مريم لها وتقرر ان تصطحبها لداخل مكتبها حتى تتحدث إليها بحريتها
مريم اهدي يا سما عشان خاطري ايه اللي حصل فهميني
سما حاضر حقول لحضرتك عشان انا فعلا تعبانه اوي ونفسي احكي لحد ويفهمني وللأسف محدش راضي يسمعني
مريم أنا سمعاكي يا سما اتكلمي يا حبيبتي
مريم تمام وبعدين ايه اللي حصل سابك يا سما واحده تانيه اخدته منك
سما وهي بټضرب بايديها على رأسها بكل قوة و بټلعن غباءها ياريت يادكتورة ياريته ده اللي كان حصل ياريته كان هو اللي سابني وغدر بية كنت حقول ربنا اكيد حيعوضني خير لكن انا انا اللي بغبائي دمرته و ډمرت نفسي انا اللي سبته انا اللي غدرت بيه دست على حبه بكل قسۏة وجبروت مرحمتهوش و لا رحمت دموعه اللي كانت بتصرخ من حبها لية مش عارفه عقلي كان فين لما عملت فيه وفنفسي كده
مريم عملتي ايه يا سما اتكلمي
سما مشيت ورا كلام شوية صحاب لية حاولوا يفهموني اني مينفعش احب اول واحد يقابلني ويدخل حياتي و انه راح و اللا جه اسمه تلميذ ولازم يكون طموحي اكبر من كده قووا قلبي عليه دسوا سمهم جوايا خلوني اسيبه و اقنعوني بواحد تاني و ان مستقبلي معاه هو و انا بغبائي مشيت وراهم سبت حبيبي ومشيت مع واحد مشى معايا يومين وبعد كده سابني و هما كمان سابوني و لما حاولت ارجعله كان فات الأوان كان خلاص كرهني وبقى مبيطقش يشوفني
ظلت سما تحكي لمريم و تخرج لها كل ما
في قلبها و بداخلها من آلام دون أن تشعر بأنها تغرز رمحا ذو نصل حاد بداخل قلب مريم و لما لا و قد أصابها في الماضي نفس ما اصاب تلك الفتاه و قد ظنت انها نسيت مع مرور السنين حتى جاءت تلك الفتاه لتذكرها بكل ما حدث معها في الماضي و كل ما مر بها من آلام بعد أن ظنت انها طويت مع السنين و الأيام
تتحدث سما بينما تشرد مريم و تسرح بخاطرها بعيدا عنها عبر أسوار الحياه تجري بها دوارة الحياه لتعود الى خمسة عشر عاما مرت عليها تتذكرها بكل باحداثها وكأنها حدثت الآن تراها امام اعينها وضح النهار و هي تسمع تلك الاصوات التي تخرج من بيتها نعم انها زغاريد تعلن عن فرحه تملأ هذا البيت الف مبروك يا مريم الف مبروك يا حبيبة قلب امك فرحتيني ورفعتي راسي وراس ابوكي
مريم الله يبارك فيكي يا ماما ربنا يخليكي لية يا زوزو يا حبيبتي يارب
زينب و بما انك بقى جبتي الدرجات الحلوة دي في الاعداديه انا حجيبلك الموبيل اللي كان نفسك فيه
مريم بجد يا ماما
زينب طبعا بجد زي ما وعدتيني و نفذتي وعدك انا كمان حنفذ وعدي
مريم يا حبيبتي يا ماما ربنا يخليكي لية يارب
زينب طب ياللا بقى روحي غيري و البسي طقم حلو عشان الكل دلوقتي حييجي يبارك و يهني
مريم حاضر يا ماما
بعد مرور عدة ساعات يقبل الاهل والجيران لتهنئة مريم بحصولها على الشهاده الاعداديه بتفوق
و يأتي علي مع امه لتهنئتها هما ساكنين بعيد عنهم شويه تقريبا في منطقه تانيه لكن الأهل طول عمرهم كانوا جيران ده غير أن مريم كان ليها اخ كان صاحب علي وكان متعود يجيلهم كتير ويلعب مع مريم و هي صغيره لكنه ټوفي و ظل علي على اتصال دائم بيهم و منقطعش عنهم لأن وجوده بينهم بيفكرهم بابنهم اللي ماټ ومع الوقت بقى وجوده شئ اساسي فحياتهم و جزء منهم الف مبروك يا مريم انا فرحان اوي عشانك
مريم الله يبارك فيك يا على كله
بفضلك