سجينة جبل العامري بقلم ندى حسن (كاملة)
بثقة
المهم طلعتي بتغيري
ابتسمت وهي بلهفة وشغف يعبر بها عن مكنون قلبه الذي أفصح عنه كثيرا من المرات ولكن ولا مرة منهم عبرت عما داخله
قبل بعض الوقت في صباح نفس اليوم
وقف جبل يفكر فيما حدث بالأمس بينه وبين زينة لم يخلد للنوم من الأساس بسبب كثرة التفكير فيما حدث يحاول جاهدا أن يجد ذلك الحقېر الذي فعل به ذلك ولكن للأسف لا يوجد أحد سواها هي و عاصم وما بدر منها في الأمس إلى اليوم يجعله يصدقها حتى وإن باتت كل الأدلة تكذبها
ليس هو وليس هي! إذا من
تقدم يسير في الغرفة ينظر إلى الفراغ يحاول أن يجمع الخيوط بعقله وأن يجمع جنود أفكاره حول هذا الموضوع ولكن بات رأسه يؤلمه لم يخلد إلى النوم من الأمس ومازال يفكر ولم يتوصل إلى أي شيء حتى أن لا هناك وسيلة يلجأ لها كي تساعده
جلست زينة على الفراش تطمس على ووجهها بيدها الاثنين تنظر إليه بعدما استيقظت من نومها التي دلفت به بعد شروق الشمس
تحدثت بصوت خاڤت خجلة منه لأجل شكه بها وخجلة من الموقف الذي بقيت به أمامه فلم يفضح سره إلا بعدما هي علمت به
نظر إليها وأبعد وجهه دون حديث ومازال يفكر بعمق نهضت من فوق الفراش تقترب منه بهدوء ثم تحدثت
جبل أنا آسفة والله أنا عارفه أن موقفي وحش والسر مطلعش غير بعد أنا ما عرفته بس والله العظيم مش أنا صدقني
أومأ إليها برأسه يشعر بالضجر الشديد لا يحتمل حديث أحد من الأساس وقعت على رأسه کاړثة إن علم بها أحد سيكون مع الأموات هو وكل عائلته
بصلي طيب
نظر إليها وأمسك بيدها وأردف بجدية
زينة خلاص أنا مصدقك بس لازم ألاقي حل وأعرف هو عرف حاجه زي دي منين
أكمل بقلق بالغ عليهم
طاهر راجل غبي وكره لينا مديله دافع كبير علشان يقدم الأڈى ولو ده حصل وهو قال اللي عنده أنا وانتوا كلكم هنبقى تحت التراب
وجدها تنظر إليه باستغراب تام وبدأ القلق يدق باب قلبها فأكمل بعقلانية
تركها وسار مبتعدا متحيرا
لو عرفوا إني كنت بوقع واحد ورا التاني وكل اللي اتحبسوا دول اتحبسوا بسببي مش هيسموا علينا
أكمل بقسۏة وغلظة
آه أنا قوي وجبل العامري مش هيقع ولا يتهز بس في حالة زي دي مش بس هقع أنا هتمحي وانتوا معايا ومش بعيد الجزيرة كلها
طب والشرطة
أجابها بجدية وهو يجلس على الفراش
على ما ياخدوا خبر باللي بيحصل ويجوا هنكون موتنا
وضع يده بين رأسه وهو ينحني للأمام قائلا بارهاق
لازم ألاقي حل علشان احميكم لازم أعرف طريق طاهر
أقتربت تجلس جواره تضع يدها
على كتفه تربت عليه وتحركت شفتيها بالحديث ولكن رنين هاتفه قاطعها اعتدل في جلسته يخرج الهاتف من جيب بنطاله ثم أجاب بجدية
أيوه يا كمال عملت ايه كنت مستني منك مكالمة
أجابه الرجل على الطرف الآخر بجدية شديدة
من وقت ما جيت وراها يا جبل بيه ومافيش أي تحركات غريبة ولا كانت بتنزل من البيت حتى لحد من يومين تلاته كده
وقف جبل سريعا يستمع إليه على الناحية الأخرى فتحدث بلهفة يسأله
حصل ايه
أجابه يسرد عليه ما حدث بينما هو يراقب تمارا منذ أن خرجت من الجزيرة
جات عربية نضيفة أخدتها ركبت فيها طلعت وراها نزلت منها عند مراكبية ركبت المركب وراحت في عرض البحر قعدت يجي نص ساعة ورجعت تاني
تابع يسأله
وبعدين
أكمل قائلا بهدوء
حصل ده أول امبارح وامبارح بس أنا مكنش ينفع انزل وراها وإلا كنت هتكشف حاولت أسأل الراجل اللي كانت بتركب معاه كل مرة مرديش يقول حاجه
تابع يتحدث بجدية
حاولت أسأل حد تاني قالي أن فيه يخت لراجل أعمال واقف بقاله مدة في عرض البحر بس مشي
أغلق الهاتف معه بعدما تأكد منه أنها الآن بالمنزل وأكد عليه أن يجعلها تحت ناظريه لا يتركها أبدا إلا عندما يأمره هو بذلك
عاد جبل يجلس على الفراش ينظر إلى الأمام يفكر فيما استمع إليه والآن بدأ بدمج الخيوط مع بعضها ليظهر من خلالها قطعة قماش ظاهرة بوضوح ألا وهي أن تمارا من علمت بأمر عمله ثم بعدما خرجت من الجزيرة تواصل معها طاهر لأنها من المؤكد لا تعرفه ولن تصل إليه بهذه السهولة إلا إذا كان هو يريد ذلك ثم قصت عليه كل شيء يحدث هنا ومن بينهم خبر عمله فانتهز فرصة أن زينة كانت على تواصل معه فخطط معها ورسم هذه الخطة الجدية للغاية لتظهر هي من قامت تبليغه وليخرجها من الجزيرة كما فعل معها ويقوم بتنفيذ ما هددت به وهي راحله من هنا لأجل ذلك كانت تخرج وهي تتوعد بالعودة وبأن زينة راحلة بكل ثقة!! لأجل أنها تعلم سره!
يا الله هل كان يحب أفعى كان يحب شيطانة ولكن هل تكون تريد شيء وهو لا يفعله سيعيدها إلى الجزيرة ولكن هذه المرة هو عليه أن يرسم الخطة وتكن محكمة التنفيذ أكثر منهم أتت إلى جبل العامري الذي أقسم أنه لن يرحمها هذه المرة
ولكن يبقى السؤال هنا والذي لم يغفل عنه كيف حصل طاهر على رقم هاتف زينة ليست تمارا لأنها لم تكن تعرفه ومن الأساس لم تكن قد عادت إلى هنا!
لا يوجد إلا فرح وهذا شيء متأكد منه مئة بالمئة أعطت الرقم إلى جلال ومن ثم هو أعطاه إلى طاهر تنفس بعمق وحصل على قليل من الارتياح على الرغم من أن الخطړ مازال يحاوطه ولكن سيكون الله معه ليتخلص من هذه الأزمة في أسرع وقت أنه لا يفعل شيء مشين إذا هو عنده يقين أن كل شيء سيمر بهدوء طالما علم من الذي فعل به هكذا وأفشى سره
نظر إلى زينة بجدية شديدة ثم تحدث يقص عليها ما علمه الآن وما توصل إليه من خلال تفكيره لتقول بجدية
في نفس اليوم اللي أنت قولتلي فيه كانت عايزة ټموتني مش ممكن سمعتنا وكانت واقفة بره
أومأ إليها برأسه مؤكدا
جايز
قالت مقترحة
أنت مركب كاميرات برا القصر وجوا لأ لازم تركب كاميرات من النهاردة يا جبل علشان نبقى فاهمين اللي بيدور حوالينا
أمسك بيدها وأكد على حديثها بجدية وعقله مازال يعمل ويفكر فيما سيفعله
هيحصل
تابع ينظر إليها بجدية وقال بنبرة ذات مغزى
أنا هرجع تمارا الجزيرة
استنكرت حديثه وخرج صوتها پعنف
ايه
أومأ برأسه واثقا مما يقول وتابع بهدوء
لازم ترجع
ضيقت عينيها عليه وهي لا تفهم ما الذي يريد الوصول إليه قائلة بجدية واستنكار
ليه يا جبل بعد ما عرفت اللي عملته عايز ترجعها
قطب جبينه عليها وبدأ في الحديث معها حتى تستوعب ما الذي يريده
تمارا هتكون هي الطريق لطاهر وأنا لازم أوصله في أسرع وقت
فهمت مقصده ولكنها تسائلت باستغراب
إزاي هتوافق ترجع وإزاي هتعمل كده أنت
ربت على يدها قائلا بجدية شديدة
اسمعيني للآخر وأنتي هتفهمي
أكمل بصوت جاد ينظر إليها بعينين حادة بعدما توصل إلى ما سيفعله ليملي عليها
أنا هنزل قدام الكل هقول إنك مبقتيش تلزميني ومش عايزك معايا وهتكوني موجودة علشان بنتك وبس
دفعت يده بعيدا عنها وصړخت عليه بقوة وارتفع صوتها وهي تتابعه بذهول
نعم ايه اللي بتقوله ده
قبض على يدها مرة أخرى وأكمل بهدوء لتفهم ما الذي يريده
اسمعي للآخر قولتلك دي هتبقى تمثيلية كده
ضيقت ما بين حاجبيها وحركت شفتيها متسائلة
طب وليه هنعمل كده عليهم هما
أجابها بعمق وجدية بصوت حاد واثق منا يقوله
فرح بتكلم تمارا وأنا لسه مش ضامنها وعايز الكل يبقى مصدق اللي هعمله ومش عايز حد يشك في حاجه علشان اللي بخطط ليه ميبوظش
أومأت إليه وارتخت ملامح وجهها وهي تقول مرحبة
طيب فهمني
أكمل يسرد ما برأسه
أنا هقول كده وهخليكي تروحي اوضة وعد
رفعت أحد حاجبيها تنظر
إليه بسخرية يخرج صوتها بتهكم
كمان
زفر بهدوء يكمل
يا زينة افهمي وهفهمهم إني هجيب تمارا علشان أنتي خاېنة ومبقتش عايزك هقول كمان إني هتجوزها
صړخت وهي تدفعه للخلف ولم تتحمل ما يتفوه به وكأنه حقيقي وسيفعله حقا بها
لأ كده كتير بجد كتير أنت بتقول ايه
صړخ في وجهها بصوت عالي وانتفخت عروقه وهو يشعر بالڠضب منها
أنتي غبية ولا ايه بقول تمثيل تمثيل فيلم يعني
ابتلعت ما وقف بجوفها ونظرت إليه ببراءة بعدما جعلته يتعصب ويتحدث پغضب فتحدثت هي بهدوء
طب خلاص كمل أنت بتتعصب ليه الله
حاول أن يهدأ من روعه وزفر بهدوء يعود يتحدث برفق قائلا بجدية واثقا
بعد كده هكلم تمارا ترجع وهي أكيد ما هتصدق أنا واثق والباقي بقى عليا بس المهم أنتي اوعي تبيني لحد إنك عارفه حاجه كأنك زيك زيهم بالظبط
أومأت إليه برأسها بهدوء ورفق
حاضر فهمت
علق عيناه بها بحدة وقال بغلظة خوفا من أن تفعل شيء تمحي ما يريد فعله بها
وهيستمر الوضع لما تمارا تيجي كأني مش طايقك فاهمه يا زينة
تفهمت حديثه وتفوهت برفق
خلاص فاهمة بس متعملش كده قدام وعد وإسراء
أومأ إليها موافقا على حديثها وأكمل بجدية واهتمام خالص بها وبمشاعرها
ماشي أنا كان ممكن أعمل كده من وراكي وتبقي زيك زيهم وردود أفعالك طبيعية بس مش هقدر اجرحك بالشكل ده حتى لو كدب ومش ضامن رد فعلك فحاولي تعملي اللي قولت عليه
ابتسمت باتساع واقتربت منه تضع رأسها على صدره قائلة بحب ويقين
متقلقش إن شاء الله كل حاجه هتتحل أنت نيتك خير وأنا مطمنة وأنا معاك
ربت على خصلات شعرها السوداء قائلا بنبرة خاڤتة حنونة
ربنا يخليكي ليا يا غزال
على الرغم من أن الوضع أصبح أسهل من السابق ولكن القلق ينهش قلبه بقسۏة وغلظة شديدة لن يتربع الارتياح على عرش قلبه إلا عندما يقبض على ذلك الذي يسمى ب طاهر ويلقى حتفه على يده كي يتخلص من ماضيه البشع معه ويأخذ بثأر والده منه
على الناحية الأخرى كانت زينة تبتسم بسعادة وتشعر بالراحة الشديدة تغزو قلبها بعد أن ثبتت براءتها دون مجهود منها ليعلم أنها لم ټخونه ولم تغدر به كما اعتقد وتسامحه على ما بدر منه تجاهها وظنه السوء بها لو كان أحد غيره لفعل