السبت 23 نوفمبر 2024

اعتبرني أختك

انت في الصفحة 13 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

يتمالك اعصابه

فاطمه

هتف بأسم الخادمه التي لبت نداءه

طلبات الهانم كلها تبقى مجابه مفهوم

وانسحب بعدها دون كلمه أخرى لتنظر لخطاه والبداية بينهم كانت مبشرة وقد بدأت تظهر طباعه

ظلت تفكر بالهدية التي ستقدمها له امتنانا منها عما فعله معها

فلم تجد الا كعكة بسيطه تصنعها تتمنى داخلها ان يعجبه مذاقها

اقتربت من مكان جلوسه تهمس اسمه بخجل

أدهم

لم يرفع عيناه نحوها فتركيزه بالكامل كان منصبا نحو الرسومات التي أمامه يطالعهم بتدقيق

في حاجه ياعهد

ابتلعت ريقها بتعلثم وعيناها عالقة فوق الكعكة

ممكن ترفع عينك بس

حدق بما تحمله

ايه ديه

ديه كيكه جيلي

ايوه ما انا عارفه انها كيكة جيلي بمناسبه ايه

تلاشت ابتسامتها تخفض عينيها

كنت عايزه اشكرك على اللي عملته معايا

ملامح وجهها كانت مرآة لمشاعرها زفر أنفاسه نادما على صفاقة اسلوبه

طب تعالي اقعدي ناكلها سوا

بضعة كلمات انارت وجهها لتهتف بحماس وهي تضعها فوق الطاوله

هجيب الأطباق والشوك واجي

انتهت اخر قطعه من الكعكة ليهتف بأسترخاء بعدما امتلئت بطنه

انا كده هرجع اكمل شغلي ازاي

رغما

عنها ضحكت بملئ فاها تمازحه

انت خلصت على الكيكه كلها

ليقطب حاحبيه مما جعلها تخشي غضبه

اوعي تكون زعلت والله ما اقصد

وكادت ان تنهض من مكانها فجذبها نحوه يمسح فوق خديها

مټخافيش ياعهد خلينا نبقى صحاب واخوات وننسي اننا متجوزين

انغمس في مطالعة الأوراق التي أمامه ليتفاجأ بدلوف كامل بعدما اغلقت سكرتيرته الباب خلفه

في عريس ينزل شغله بعد يومين جواز ياراجل ايه الجبروت ده

شكلك ياسيادة المستشار بقيت تفكر فيا جامد الايام ديه فين ايام ماكنت بتحايل عليك نتقابل

ضحك كامل يرمقه بتأنيب

تتجوز من ورايا ياشهاب واسمع بالصدفه

اقترب منه شهاب يجلس بالمقعد المقابل له متنهدا بسأم

مصر كلها خلاص بقت عارفه

شيرين مڼهاره ياشهاب

هتف بها كامل يؤنبه على فعلته ليمتقع وجهه متأففا بمقت

هو في ايه مالكم انت تقولي شيرين وادهم شيرين والسيد نشأت شيرين انا وشيرين انتهينا خلاص

صاح بحنق رغما عنه فأطلق كامل أنفاسه متنهدا

كلنا متعاطفين معاها ياشهاب شيرين اتغيرت

ليهب واقفا بعدما ضجر من ذلك الحديث الذي كان منذ ساعات يحادثه به أدهم

ايه ياكامل مش ديه شيرين برضوه اللي كانت مبيعجبكش تصرفاتها مش ديه شيرين اللي كانت سيرتي لبانه في بق الصحافه بسببها مش ديه شيرين اللي بأهملها موتت ابني

اللي حصل حصل ياشهاب وده قضاء الله هنعترض

عمره ماكان لاقي منها حنان كانت بتستعر منه الهانم مكنتش متقبله ان بنت الوزير تخلف طفل من متلازمة داون

اطرق كامل رأسه بخزي مجبرا نفسه على الصمت فصديقه يحمل الكثير لها داخله

كامل

ياريت متفتحش معايا تاني موضوع شيرين انا اتجوزت عشان اقطع الأمل ده وتنسوا ان ممكن ارجعلها

تأملها والدها بحسرة وهي تتحسس خدها المشوه بشرود تتذكر ماحل بهم منذ أشهر ليرسم ابتسامته حتى تتلاشى نظرة عيناه المتحسره عليها

قمر ياحببتي

ابتسمت بآلم وهي تبعد يدها عن خدها

كان زمان يابابا

لو كانت الحاله تسمح زي زمان مكنتش استخترت قرش واحد فيكي يابنتي

التمعت عيني السيد صابر بالدموع

وهو يشعر بالعجز

بابا انا قولتلك موضوع عمليه التجميل مش فارق معايا انا راضيه بقضاء ربنا

ومحت الحسره من عينيها لتبتسم وهي تسأله

ريحة الفول والطعمية تجنن انت مش جعان ولا ايه 

واردفت بحماس

ويلا نفطر عشان متأخرش على الشغل ده اول يوم ليا ولازم ياخدوا عني انطباع كويس

ضمھا إليه صابر بحنو وقلبه يعتصر آلما على وضعهم فلولا طمعه في تكبير تجارته ماكان حدث لهم كل هذا لقد عاد لنقطه الصفر وعاد لاصوله في الصعيد ولولا البيت الذي كان ارثه من والده ما كان وجد مكانا يعيشون به

رحم الله زوجته فقد كانت دوما تخبره ان طمعه هذا سينهي كل ماجناه يوما

شعرت بالضجر من الجلوس في غرفتها فهى ليست معتاده على تلك الحياه ورغم كل سبل الراحه التي امامها الا انها لم تشعر بأن هذا البيت مملكتها الجديدة

هبطت لاسفل تنظر لبهو الفيلا الفارغ لتتحرك صوب المطبخ فتجد السيده فاطمه منهمكه في اعداد وجبه الغداء والخادمه الأخرى تساعدها

حضرتك محتاجه حاجه ياهانم

ابتسمت قدر وهي تقترب منهم تنظر إلى ما تعده السيده فاطمه

بلاش هانم ديه انتي في مقام ماما الله يرحمها

ابتسامه بشوشه ارتسمت فوق شفتي السيده فاطمه

الله يرحمها يابنتي بس العين متعلاش على الحاجب

قوليلي اي حاجه غير هانم كلمه بنتي صدقيني افضل ليا

رمقتها السيده بحنو فلم تكن تتوقع أن تكون سيدتها الجديده بذلك اللطف فقوقعتها على حالها الايام الماضيه جعلتها لا تعرف كيف تحدد طباعها

انا اسمي فتنة ياست قدر

اقتربت منها الخادمه الأخرى تبسط يدها اليه فزجرتها فاطمه بعينيها لتسحب يدها تمسحها بثيابها

والله ايدي نضيفه ياست فاطمه

مدت قدر يدها مبتسمه تصافحها

عاشت الاسامي يافتنة اسمك جميل زيك

تهللت اسارير فتنة وهي لا تصدق ان سيدة المنزل تلاطفها

ده انتي اللي جميله ولسانك بلسم

ها قولولي بتطبخوا ايه انا طباخه شاطره

لتشهق فاطمه مصدومه وهي تجدها تشمر عن ذراعيها

ميصحش ياهانم احنا مخلصين كل حاجه

تاني هانم ما قولتلك انتي زي امي

واردفت بعبوس مصطنع تتأمل ما حولها

انا لازم اعمل حاجه لاحسن اموت من الملل يرضيكم كده

تعلقت نظراتهم بها ف سيدة المنزل ليست لطيفة وحسب وانما ذات حس فكاهي وبسيطة

وهكذا انقضى باقي اليوم معها لتسرع نحو غرفتها تزيل عن جسدها رائحة الطعام وتبدل ملابسها

ضاقت أنفاسها وهي تراه يتدخل في كل صغيرة وكبيره تخبر بها المزارعين بعد فحصها للتربه والمحاصيل

احتدت نظراتها وهي تراه يعطي اوامر مخالفه لتزفر أنفاسها بضيق

يااستاذ عاصم مينفعش اللي بتعمل ده انا بتكلم في حاجات ان درساها وعلى درايه بيها

امتعضت ملامحه وهو يشير نحو اذنه

على ايه يابشمهندسه لا شغل المتعلمين ده وكلامهم المكلكع مبيعجبنيش

تأففت ضجرا لتشيح بأنظارها بعيدا عنه وچثت فوق ركبتيها تلتقط حبات الطمي تشمه ليهتف ساخرا

احنا هنقضيها شم افرض حست الشم عند حضرتك مش تمام نضيع بقي شغلنا

تجاهلت عبارته تنظر للمزارع

ياريت السماد هنا يقل

وهكذا انقضى يومها الثاني عائدة الي المنزل تلقي بجسدها فوق الفراش تدعي على عاصم وأمثاله

ورغم تأخيره للتاسعة مساء الا انها ظلت تنتظره تسطحت فوق فراشها تقرء إحدى القصص البوليسية حتى غفت عيناها دون شعور

شعرت بلمسة خشنه فوق ذراعها لتفتح عينيها الناعسة تفركهما

قدر قدر

هستناكي نتعشا

وانصرف دون اضافه كلمة أخرى فهكذا حديثه دوما معها مجرد بضعة كلمات لا اكثر ولكن نظراته كانت توحي بالكثير

أغلق باب غرفتها فوقف لبرهة يمسح فوق وجهه لقد جعلته يقف لدقائق يتأملها وهي نائمه دون أن يشعر بالملل مشاعر لا يريدها بحياته لذلك نفض رأسه من أفكاره وهبط لاسفل ينتظرها على مائدة الطعام

بضعة دقائق مرت ليجدها تهبط بثوب منزلي بسيط وقد غطت شعرها بحجابها كان لأول مرة تجمعهما مائدة الطعام اقتربت منه فشرع في تناول طعامه

فاطمه قالتلي انك متغدتيش ومستنياني

ده المفروض اللي يحصل اتربيت ان الزوجه بتستني جوزها

راقه كلامها فأرتسمت ابتسامه صغيره فوق شفتيه ليتذوق طعم الشربه بتلذذ متمتما

تسلم ايدك

كان على علم انها من اعدت الطعام معهم فالسيدة فاطمه لم تتركه الا وقصت له كل شئ بسعاده فمخاوفها من سيدة المنزل الجديده كانت تقلقها فقد عاشرت شيرين وشتان ما بين الامرأتين

عجبك الاكل

انا في العادي مبتعشاش بس اظاهر بعد كده هتبقى عاده عندي

اتسعت ابتسامتها شيئا ف شئ ليبتسم هو الآخر وكأن ابتسامتها عدوة تصيبه

تعرفي ان شكلك ميدكيش غير سن العشرين

مضغت طعامها تقاوم ضحكتها

انت كده صغرتني عشر سنين انا كلها شهر وأتم التلاتين

انا عجوز عليكي بقى

امممم تسعه وتلاتين مش كبير اوي

ليميل نحوها مما جعل أنفاسهم تتقارب يسألها

بمكر

وعرفتي عمري منين

ارتبكت من اقترابه فأطرقت عينيها نحو طبقها

من السيرة الذاتيه بتاعتك 

واردفت بخجل فجذبت عينيه عليها

انت رجل أعمال وسهل الاقي معلومات عنك

ضحك رغما عنه وهو يرى اللون

الوردي يزداد على وجنتيها من آثر خجلها المفرط

شكرا على الأكل ياقدر

لطيف قاسې شهما حنونا لا تعرف على اي شاكله يكون هذا الرجل

تجمدت عيني حامد وهو يسمع ما يخبره الطبيب بأسف

للأسف الجنين اتولد مېت ربنا يعوض عليك

الطفل الذي انتظره لثلاث سنوات هكذا ذهب ببساطه استند بجسده فوق الجدار ليقترب منه عاصم يربت فوق كتفه

ربنا يعوض عليك ياحامد بكره تجيب بدل العيل عشره

تعلقت عيني حامد به يغمض عيناه يتسأل لما هو سعادته لا تكتمل

طالعت السيده سميرة المكان بفاه متسع تقترب من الارائك تمسد عليها مذهولة من فخامتها

ايه العز ده كله

زجرها منير بذراعه نادما أشد الندم انه اصطحبها معه

انا غلطان اني جبتك معايا

أخص عليك ياسي منير كده عايز تحرمني اشوف الحاجات الحلوه ديه

ياوليه اسكتي يقولوا علينا ايه جاين نحسدهم

لوت شفتيها ممتعضه من تلك الكلمه تضع كفوفها أمام عينيها تفرد اصابعها الخمس

الله اكبر ده انا عيني مليانه ياخويا

وقبل ان تستطرد حديثها كانت قدر تتقدم نحوهم بسعاده

وحشتني ياخالي كده متسألش عليا الفتره ديه كلها

قولتله ياقدر انك هتزعلي مننا وهو يقولي عرسان وعيب كده ده انا كنت جيالك الصباحية وعملالك اكل انما ايه بس منه لله خالك

امتقع وجه منير يزفر أنفاسه حنقا ينظر لسميره بسأم لتلوك سميرة شفتيها

انا قولت حاجه ياقدر 

ضحكت قدر على نظرات خالها لتقترب من سميرة مرحبة بها

أنتي تنوري في اي وقت

اتسعت ابتسامه سميره تغمرها بقبلاتها

والله انتي بنت أصول مش عارفه خالك ده طالع لمين

اتسعت عيني منير الذي وقف يشد خصلات شعره القليله

لا

انتي شكلك ناويه على طلاقك النهارده

فتحت سميره عينيها على وسعهما تتسأل

تطلق مين

في حد غيرك هنا راديو

ابعدي انتي ياقدر ياحببتي

اتسعت عيني قدر ذهولا وهي ترى سميره تزيحها عنها وبعدما كانت بداية اليوم اشراقا انتهت بكدمة زرقاء فوق عينيها نادمه أشد الندم انها وقفت حائل بينهما

ارتكزت عيناها عليه تخفي مشاعرها بصلابة دربت عليها نفسها لأيام

أياما لا تعلم كيف قضتها والغيره تنهش قلبها ولكن ما اطفئ لهيب قلبها المعلومات التي جمعتها عن تلك التي تزوجها

امرأة ألقاها زوجها بعدما عاد لحبه القديم لن تغير من انثي عاديه بل ابسط من تلك الكلمه كما أنه يترك عروسه بعد يومين زواج يالها من علامة مبشرة

شردت في ليالي زواجهم فلم يتركها شهاب الا بعد اسبوعين امضياهم بين باريس وإيطاليا يغرقها بحبه يشعرها بأنوثتها

ابتلعت مرارة حلقها عند هذا الحد من الذكريات لتشيح عينيها بعيدا عنه قبل أن تفضحها مشاعرها وتقف أمامه تتوسل اليه ان يعود لها ويغفر لها لقد تعلمت الدرس بجداره وعلمت انها من دونه أنثى ناقصه

كان السيد نشأت يتابعها بعينيه من حينا لآخر رغم رفضه لتوليها الاجتماع معه الا انه في النهايه رضخ لتوسلاتها

انتهى الاجتماع الذي تم فيه وضع أسس بدايه بناء المشروع لينهضوا جميعا

كانت أول المغادرين تتباطئ بخطاها بثقه رغم واهيتها الا انها أرادت ان تكون أمامه هكذا 

اقترب أدهم من شهاب بعدما أصبحوا بمفردهما

شايف ان شيرين اتجاوزت الازمه

التمعت عيني ياشهاب وهو يجمع أوراقه

اتمنى يكون ده حصل فعلا وتبدء تشوف حياتها

تنهد أدهم يومئ له برأسه ليتحرك شهاب مغادرا

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 29 صفحات